المقاومة الفلسطينية تضرب الجهاز العصبي لأوروبا
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
#المقاومة_الفلسطينية تضرب الجهاز العصبي لأوروبا ترابطا مع #القطبية_العالمية الناهضة.
أ.د #حسين_محادين*
(1)
(2)
باجتهادي وبعيدا عن العواطف ، لا يستقيم الفهم السياسي والاعتزاز العربي المسلم بالكفاح الفلسطيني وتضحياتهم الهائلة انطلاقا من غلاف غزة في العين الاولى فقط؛ دون تركيز العين الثانية للوجدان الشعبي العربي الناهض منذ ايام على طبيعة وتأثير التشكل الجديد للنظام العالمي الآخذ في الظهور ترابطا مع اهمية وعينا كمحللين متنورين لواقع الترابط الضمني بين حربيّ غزة اوكرانيا معا، رغم التباعد الجغرافي بينهما كما قد يترأى للبعض منا غافلا بعضنا بهذا الفهم عن حقيقة ارتدادات الحرب الاوكرانية بقيادة روسيا وادوارها الضمنية الداعمة الآن ولو مصلحيا للمقاومة الفلسطينية الاسلامية في غزة هي وحلفائها في الاقليم مثل؛ ايران وحزب الله، وجمهورية مصر- تؤام غزة الديمغرافي- التي انحازت ضمنا الى روسيا بالضد من استمرار وهيمنة واحدية القطب العولمي المنحاز بالمطلق الى الاحتلال الاسرائيلي والى مخاصمة جميع حلفاء روسيا والصين بقيادة امريكا وحلفائها الغربيين.
(3)
أن ما انجزته المقاومة الاسلامية انطلاقا من غزة هاشم من تغييرات عميق في عقلية وتكنولوجيا واختراقات ونهوض بمكانة القضية الفلسطينية ليس بعيدا عما يجرى في العالم من دعم لها ومن نهوض للقطب الثاني فيه بقيادة روسيا وحلفاؤها منذ طرد الرئيس بوتين للجمعيات اليهودي المتصهينة من روسيا قبيل مباغتته العالم باطلاق العملية الخاصة في أوكرانيا التي يحكمها برلنسكي المدعوم من إسرائيل والغرب عموما، وهو الذي خدم ايضا جنديا في الجيش الإسرائيلى المحتل لفلسطين…إذن من الطبيعي ان يلجاء الاشقاء المقاومون في غزة وبسبب التهاون الامريكي الاوروبي و “الشرعية الدولية” مع الاحتلال الإسرائيلي الى الاستثمار وتلقي الدعم اللوجستي لا سيما التكنولوجي منه والاستراتيجي في المدى المنظور من دول القطب المناهض
لامريكا واسرائيل،وبالتالي علينا الانتباه ان الحرب الحالية في غزة مرشحة للاستمرار والتصاعد الدموي بالتواز مع طبيعة واتجاهات الصراع الدولي في عنوانه الابلغ بأوكرانيا ، فلأن نجح الروس في خلق هزيمة لعدوهم امريكا وحليفتها فرنسا وهذا ما حصل في أفريقيا وتحديدا في النيجر وغيرها، اذن ليس من المستبعد -وهذا ليس منقصة لاسمح الله- دعم الروس وايران / حزب الله وغيرهما من دول الحلف العالمي الجديد للمقاومة الاسلامية في غزة التي نجح ثوارها في ضرب الجهاز العصبي للتحالف الغربي المعولم بغتة وبقوة اوجعته وهزت مكانته في انظار البشرية، بدليل ان هذا الحلف الغربي ما لبث ان اعلن انحيازه المطلق لاسرائيل منذ الساعات الاولى لاندلاع معركة القدس وارسل فورا المساعدات المالية والبوارج العسكرية دعما وحماية لاسرائيل المحتلة، وفي المقابل اطلق الرئيس الروسي أمس تهديدا فوريا لامريكا قائلاً وهو الذي اعاد الاعتبار للمسلمين في روسيا قبلا ،اذا تدخلتم في الحرب مع إسرائيل فأننا سنقف وبقوة مع حماس اي تيار المقاومة الاسلامية.
(4)
ان نتائج وثمار هذه الحرب التحررية ما زالت مفتوحة على العديد من الاحتمالات في اقليم النفط واهمية الجغرافيا السياسية للاقليم العربي المسلم منها :-
أ- استمرار وتصاعد تضحيات اهلنا بفلسطين بما في ذلك الاضرار الهائلة التي طالت وستطول البنى التحتية لغزة وغيرها بالمجمل.
ب- اكتفاء الجيش الاسرائيلي بضربات عسكرية جوية ومدفعية محدودة وموجعة للفلسطيين كي يوحي للناخبين الاسرائيليين انه قد فاق من هول الضربة المحكمة التي طالته وه هو قد اعاد هيبته التي تدهورت بفضل شجاعة و مباغتة المقاومة الاسلامية له وللغرب من بعده مع التذكير بأهمية ورقة الاسرى الإسرائيليين بيد المقاومة الاسلامية بتعدد مسمياتها. ظهور توافق دولي مرتبط بالاتفاق الايراني الامريكي الاسرائيلي،او توافق ما بين روسيا وامريكا بخصوص اوكرانيا خصوصا بعد ظهور مواقف برلمانية جديدة في الكونجرس الامريكي الضاغطة نحو ايقاف الدعم الامريكي لاوكرانيا والتي اكدت ضمنا صعوبة هزيمة روسيا الامر الذي يقتضي الشروع بمفاوضات محتملة في غزة واوكرانيا ربما.
اخيرا ..
هذه القراءة التحليلة قد لا تصمد طويلا امام ما يحمله مستقبل المعركة على الاراضي الفلسطينيه، توقيتا وتغير مراكز ومآلات الاطراف المؤثرة في المشهد الفلسطيني حاليا الموزعة بين حماس والسلطة كفكرين وسلوكيين متباينيين رؤية وحلول مع تعاظم تشابك المصالح العالمية في المنطلقة بعيد الحرب التي انطلقت من غزة باتجاه العالم الجديد الآخذ في التشكل نحو ثنائية قطبية مجددا.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: القطبية العالمية فلسطين الفلسطنيين القدس الحق الفلسطيني المقاومة الاسلامیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.