إسرائيل بين عميلة برية في غزة وحرب مباشرة مع إيران!
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
برز عقب "طوفان الأقصى" سؤال مفاده إلى أي مدى يمكن أن تمضي إسرائيل لاستعادة "هيبتها" الجريحة ؟ بعض المحللين يرى أن الأمر قد يتحول إلى حرب إقليمية تشمل إيران وتشارك بها أمريكا.
غزة في وسائل الإعلام الغربية: "سجن في الهواء الطلق.. وفشل استخباراتي هائل.. ووعيد بانتقام عظيم"!وصل الوضع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بعد العملية المفاجئة "طوفان الأقصى" ورد إسرائيل بإعلان الحرب لأول مرة منذ نصف قرن إلى "نقطة الغليان"، الأمر الذي عكسته التصريحات الرسمية الإسرائيلية العنيفة والتي تجاوزت كل الحدود.
من أمثلة ذلك أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صرح قائلا : "نحن نحارب حيوانات بشرية"، التوصيف ذاته صدر أيضا عن جلعاد إردان، المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، وزاد عليه بالقول: "لقد انتهى عصر المفاوضات مع هؤلاء المتوحشين. الآن هو الوقت المناسب لتدمير البنية التحتية الإرهابية لحماس، ومحوها تماما"، واصفا ما جرى بأنه بمثابة 11 سبتمبر للإسرائيليين.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد تعهد بتحويل "كل الأماكن في هذه المدينة الشريرة التي تختبئ فيها حماس إلى أنقاض.. ستستغرق هذه الحرب وقتا وستكون صعبة".
في هذا الخضم من التصريحات الإسرائيلية النارية والعنيفة على خلفية القصف الصاروخي من غزة وعملية عبور الجدار المحصن واقتحام مواقع إسرائيلية في منطقة الغلاف الحدودي ونقل رهائن إسرائيليين إلى القطاع، يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تل أبيب إيمانويل نافون أن عملية كبيرة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أمر لا مفر منه في أغلب الاحتمالات، وأن شن الجيش الإسرائيلي عملية برية في غزة، أمر محتمل جدا "لا أرى كيف يمكن لإسرائيل أن تدمر حماس حقا دون إجراء عملية برية. حتى لو كانت (العملية) لا تغطي قطاع غزة بأكمله، ولكن جزءا منه.. كما يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يتأكد من أن هذه المنظمة وجميع قياداتها قد أبيدت وأن الهجمات التي لا نهاية لها على السكان المدنيين الإسرائيليين لن تتكرر أبدا. لذا نعم، من المحتمل جدا إجراء عملية برية".
نافون شدد في تصريحات صحفية أن تاريخ إسرائيل انقسم الآن "إلى ما قبل وبعد 7 أكتوبر، هذه نقطة تحول أكثر من حرب يوم الغفران".
وعن إمكانية أن يتطور الوضع إلى حرب كاملة بين إسرائيل وإيران، ذكر الأكاديمي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون السياسية أن "إيران هي المصدر الرئيسي للتكنولوجيا والأسلحة والمال. وهذا هو السبب في أن إيران هي التي تضع إصبعها على الزناد عندما يتعلق الأمر بهذين الوكيلين"، ويعني حماس وحزب الله، وبالتالي رأى أن المنطقة على شفا حرب واسعة.
وفي هذا السياق، صرح نافون بأن الولايات المتحدة على الأرجح ستشارك أيضا في هذه الحرب، موضحا الاستقطاب الدولي في هذه الوضاع على الشكل التالي:
إسرائيل في شكلها الحالي لديها بالفعل أقوى جيش في الشرق الأوسط، على الرغم من تعرض الجيش الإسرائيلي للإذلال الشديد من قبل حماس، إلا أنه لا يزال أقوى جيش ولديه أقوى إمكانات عسكرية في المنطقة.
لإسرائيل حليف عسكري، هي الولايات المتحدة، لكنها تحافظ أيضا على علاقات عسكرية وثيقة مع الدول الأوروبية الكبرى وتجري تدريبات عسكرية منتظمة معها. لذلك في حالة المواجهة، قد تعتمد إسرائيل على ألمانيا وبريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا.
من جهته، يؤكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط ويليام ويكسلر، أن جميع الأوضاع تغيرات بعد ما جرى، لافتا في مقالة بهذا الشأن إلى أن "حماس أثبتت أنها أكثر طموحا من الناحية العملية وقدرة تكتيكية مما كان متوقعا. من الناحية النسبية، تمثل الخسائر التي تكبدتها إسرائيل ضربة أقوى من تلك التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر".
ويكسلر عبر عن قناعته بأن الرد العسكري الإسرائيلي سيعكس هذا الواقع الجديد، وأن "العمليات البرية ستصاحبها ضربات جوية.. والنتيجة المحتملة ستكون تدهورا كبيرا لحماس ودمارا كبيرا في قطاع غزة. وكما تبين أن 11 سبتمبر كان خطأ استراتيجيا طويل الأمد بالنسبة لتنظيم القاعدة، فإن 8 سبتمبر سيكون على الأرجح بمثابة نفس الخطأ الاستراتيجي بالنسبة لحماس".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا 11 سبتمبر أرشيف الحرب على غزة قطاع غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ما السلاح الإسرائيلي السري الذي ضرب إيران؟.. إليك تفاصيله
سلطت صحيفة عبرية، اليوم السبت، الضوء على ما وصفته السلاح "السري" الذي استخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي، في هجماته الجوية التي طالت العاصمة الإيرانية طهران.
وأشارت صحيفة "كالكاليست" العبرية، في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن "هذا الصاروخ الخاص والسري، تم اختراعه عام 1956 لكسب حرب الميزانيات، وتعتبر إسرائيل بطلة العالم في تطويره".
وذكرت الصحيفة أنه جرى استخدام هذا السلاح صباح يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2024، خلال الهجمات الجوية الإسرائيلية في عمق إيران، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية للدفاع الجوي والبنية التحتية لإنتاج الصواريخ، ولم تفقد تل أبيب طائرة واحدة.
ولفتت إلى أنه وفقا للوثائق التي سربتها الولايات المتحدة، فإن الجيش الإسرائيلي خطط لاستخدام الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الجو، وهو سلاح غير عادي للغاية وله تاريخ مثير للاهتمام.
تاريخ الصاروخ السري
وتطرقت إلى تاريخ الصاروخ الباليستي السري الذي "يعود لعام 1956 عندما بدأت الولايات المتحدة باختراعه، رغم أن السفن الحربية كانت هي الوسيلة الرئيسية لأمريكا لإبراز القوة وإخضاع المعارضين لإرادتها".
وتابعت: "جاء هذا الصاروخ الذي قلب الموازين، وبدأ الجيش الأمريكي بتطوير صاروخ باليستي يمكن إطلاقه تجاه الغواصات حتى عندما تكون تحت الماء، لضرب الاتحاد السوفيتي من أي مكان، وتم إعطاء جزء كبير من الميزانية لهذه الصواريخ الجديدة".
ونوهت إلى أن القوات الجوية قررت اصطحاب هذا الصاروخ الباليستي وتطويره لإمكانية إطلاقه من السماء، وتم تصميم الإصدارات الأولى لتتصرف مثل أي صاروخ باليستي عادي، يصعد إلى الفضاء بصاروخ قوي، ويسقط على الأرض في مسار منحني، ويكون صغيرا وخفيفا بما يكفي الوصول لأي نقطة.
وأفادت الصحيفة بأنه في البداية كانت هذه الصواريخ كبيرة جدا، وتم تطوير الصاروخ الأول وكان يحمل قاذفات قنابل كبيرة مزودة بستة محركات، مؤكدة أنه تم إطلاق الصاروخ لأول مرة في مايو 1958.
وأشارت إلى أنه تم تطوير النسخة التشغيلية الأولى من الطائرة دون طيار بالتعاون مع البريطانيين عام 1962، وكانت تحتوي على صاروخ يحمل قاذفات قنابل عملاقة، وصاروخ آخر يحمل قاذفات بريطانية.
وأوضحت أن الطائرة كان يمكنها التحليق في مدار مرتفع نسبيا يبلغ 480 كيلومترا، لمسافة 1850 كيلومترا، ومن ثم تنفيذ قصف جوي بعيد المدى، مضيفة أن "الطائرة يمكنها البقاء في الجو لمدة يوم كامل، إذا تم ربطها بطائرة للتزود بالوقود".
وتابعت: "بهذه الطريقة سيكون المهاجم قادرا على التجول على طول حدود الاتحاد السوفيتي وإثارة الرعب، وهو بالضبط ما أرادته الولايات المتحدة".
وذكرت أن النسخة البريطانية كانت أصغر حجما وأضعف بكثير، وحلقت لمسافة تزيد قليلا عن 900 كيلومترا، ولم يكن النموذج الأول صاروخا باليستيا مناسبا على الإطلاق، وقد وصل ارتفاعه فقط إلى 20 كيلومترا، وتم إيقاف هذه النسخة، واعتمدت بريطانيا على النسخة الأمريكية.
ولفتت إلى أنه عام 1974 ظهرت النسخة الأمريكية الأكثر جنونا، وتم وضع صاروخ باليستي أرضي من نوع Minuteman على منصة نقالة، وتم إدخال طائرة شحن ضخمة من طراز C5 Galaxy، وأثناء طيرانها على ارتفاع 20 ألف قدم، تم سحب مظلات كبيرة للصاروخ من الباب الخلفي للطائرة ووجهته للأعلى، ثم اشتعلت محركاتها وذهب إلى الفضاء.
وأكدت الصحيفة أن "هذه الطريقة الغريبة نجحت وعملت بشكل جيد، ومنذ ذلك الحين، تم إجراء المزيد من التجارب المماثلة، ما أثبت أن طائرات الشحن يمكن أن تصبح قواعد صواريخ متنقلة".
واستكملت بقولها: "هكذا أصبح الصاروخ الباليستي المحمول جوا وسيلة حربية ذات مزايا لا يتمتع بها أي صاروخ باليستي عادي"، مشددة على أن "الصاروخ يتميز بالدقة، ويمكن توجيهه عبر الأقمار الصناعية، ويسمح بضرب هدم بحجم رادار مضاد للطائرات من مسافات طويلة جدا، ويمكن استخدامه لاختراق الأنظمة الدفاعية، واختراق الطلعات الجوية دون تعريض الطائرات للخطر".
النسخة الإسرائيلية
وذكرت أن شركة رافائيل الإسرائيلية قامت بتطوير هذا الصاروخ، وبات يتم إطلاقه من طائرات F15 الحربية، إلى جانب إطلاق طائرة بدون طيار اسمها "روكس"، وهي تجمع بين الملاحة عبر الأقمار الصناعية وكاميرا ذكية، ما يمنحها دقة لا يتمتع بها أي سلاح يسقط من ارتفاع الفضاء.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي لا يكشف عن الصواريخ التي يستخدمها، لكن وثائق البنتاغون التي تم تسريبها قبل أسابيع من الهجوم على إيران، تشير إلى استخدام هذا الصاروخ الباليستي المحمول جوا.
وتابعت: "من الناحية النظرية إيران تمتلك صواريخ دفاعية من نوع S300 وS400 والتي يمكنها صد الصواريخ الباليستية، لكن هذا إنجاز معقد للغاية، ويجب التدرب عليه كثيرا حتى يكون ناجحا، وربما لا تفعل إيران ذلك في الوقت الحالي لأسباب متعلقة بالميزانية".
وأردفت بقولها: "نعم لدى إيران نفقات دفاعية كبيرة للغاية، لكن تطوير القدرة على اعتراض الصواريخ من الفضاء أمر مكلف للغاية"، مضيفة: "إلى أن تتمكن إيران من تحقيق مثل هذه القدرة الاعتراضية، فإن إسرائيل تتمتع نظيرا بالتفوق من خلال الصواريخ الباليستية المحمولة جوا".