“رد سيغير الشرق الأوسط”.. ماذا يقصد نتنياهو؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
#سواليف
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن رد الدولة العبرية على الهجوم غير المسبوق والمباغت الذي شنته حماس “سيغير الشرق الأوسط”، في وقت توقع محللون عسكريون ومراقبون أن يمضي الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عملية عسكرية شاملة تشمل عدّة محاور منها بينها الضربات الصاروخية المكثفة، والحصار، والاجتياح البري لقطاع غزّة.
ولفت المحللون إلى أن حديث نتنياهو لا يعني واقعياً اتخاذ إجراءات جديدة لتغيير الهندسة الجغرافية في الأراضي الفلسطينية، لكن يعد بمثابة تلويح بحرب “قاسية” لاستعادة صورة بلاده أمام العالم، وفي إقليمها بالشرق الأوسط.
وسبق أن ذكر موقع إخباري إسرائيلي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية أنه قواته مضطرة إلى اقتحام قطاع غزة، بعد الهجوم الكبير والمباغت الذي أطلقته حركة حماس التي تسيطر على القطاع.
مقالات ذات صلة هيومن رايتس ووتش .. تصريحات غالانت “مقززة” ومروعة 2023/10/10رسالة بتصاعد الأوضاع
من جانبها، اعتبرت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إيرينا تسوكرمان، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تصريحات نتنياهو تعد بمثابة رسالة لما ستمضي عليه الأيام المقبلة بشأن المواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وكشفت عن دلالة حديث نتنياهو، في عدد من النقاط، قائلة:
حذرت السلطات الإسرائيلية المدنيين وطالبتهم بإخلاء القطاع قبل توجيه ضربات عسكرية متوقعة، لأنه لا يرغب في سقوط العديد من المدنيين واستمرار الحرب لأطول فترة ممكنة.
لا يتطلع نتنياهو إلى إجبار سكان غزة بالانتقال إلى مصر أو الأردن لأسباب جيوسياسية، بيد أن النزوح الداخلي في فلسطين سيزداد.
من غير المحتمل أن تقوم إسرائيل بضم غزة أو الضفة الغربية، بعد ما يقرب من عقدين من سيطرة حماس، لأنها تحت السيطرة الكاملة لحماس، كما أنها تتطلب موارد هائلة للسيطرة عليها.
إسرائيل لديها مشاكل مع الأمن الداخلي بعد عدة أسابيع من الاحتجاجات، ولا تستطيع أن تنفق كل مواردها على غزة، وآخر شيء تحتاجه هو الفوضى.
من أجل إعادة تشكيل الشرق الأوسط، لا يمكن أن يفكر إلا في تدمير البنية التحتية للمقاومة والداعمين لها، بل سيترجم حديثه إلى نفوذ سياسي وسعي لتوسيع اتفاقيات التطبيع، لتوسيع وتكامل جهود إسرائيل الدفاعية مع الدول المجاورة.
نتنياهو ملتزم بعكس الضرر الذي لحق بصورة إسرائيل وإظهار أنها قادرة على الدفاع عن نفسها وسط مثل هذا الهجوم، وردع أي محاولة للتدخل مجددا، وهذا سيحدث بعد رد عسكري مناسب على حماس.
كتمهيد للخطة، هاجم الجيش الإسرائيلي بالفعل الآلاف من مواقع حماس داخل قطاع غزة، وكان من المتوقع بالطبع قصف جوي قوي جدا لمناطق حماس التي يستخدمونها كمواقع استخباراتية، وللتخطيط وإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل، إضافة لتصفية قيادات من حركة حماس.
إذا كان نتنياهو جادا في تعبيره لـ”تغيير الشرق الأوسط”، فإن الأمر سيستغرق أكثر بكثير من مجرد رد على حماس لتحقيق ذلك.
حصار غزة
أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن “ما ستمر به حماس سيكون صعبا وفظيعا، ولقد بدأنا للتو حملة الرد، لكن الأمر سيستغرق وقتًا”.
أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بفرض حصار كامل على قطاع غزة، مضيفًا أن الحصار الجديد سيكون تاما “لا كهرباء. لا ماء. لا وقود”.
أيضًا، قال وزير البنية التحتية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه أمر من جانبه بقطع فوري لكل إمدادات المياه عن قطاع غزة.
قرر مجلس الوزراء الأمني المصغر عقب اجتماعه يوم الأحد، وقف إمدادات الكهرباء والوقود والسلع إلى غزة، وتدمير قدرات حركة حماس العسكرية والحكومية.
نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القول إن القرارات تهدف إلى “تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحركتي حماس والجهاد”.
كما جرى إغلاق المعابر على الحدود بين إسرائيل وغزة بعد الهجوم المباغت لحركة حماس انطلاقا من قطاع غزة.
وأعلنالجيش الإسرائيلي، إطلاق عملية كبرى أطلق عليها “السيوف الحديدية”، تستهدف حركة حماس في غزة.
أطلقت المقاتلات الحربية الإسرائيلية عدة صواريخ على هدف في غرب مدينة غزة، بينما سمع دوي عدة انفجارات في مناطق أخرى.
قرر الجيش الإسرائيلي، استدعاء 300 ألف جندي احتياطي، في أكبر عملية استدعاء تشهدها الدولة العبرية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الشرق الأوسط رئیس الوزراء حرکة حماس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مطالب وشروط نتنياهو أبعد من مجرّد صفقة لوقف الحرب
كتب غاصب المختار في" اللواء": يتضح من كل المشهد السياسي الفولكلوري والعسكري الدموي، ان لا مجال لإقناع إسرائيل بوقف الحرب، خاصة في ظل «الدلع» الأميركي الزائد وغض النظر عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال وعن التقدم البرّي الذي أدّى الى تدمير قرى بكاملها عند الحد الأمامي الجنوبي، ما أوحى لبعض الجهات السياسية المتابعة بأن الكيان الإسرائيلي ذاهب الى أبعد من مجرد مطالب وشروط أمنية وسياسية لضمان حدوده الشمالية وإعادة المهجرين من المستوطنات الحدودية. فظهر من كلام نتنياهو في الأسابيع الأخيرة ان هدف الحرب هو تغيير خريطة الشرق الأوسط وواقعه السياسي، وصولا الى ما يخطط له من استكمال التطبيع مع بعض الدول العربية وإقامة سلام في الشرق الأوسط وفق رؤيته لهذا «السلام» بالخلاص من كل يتسبب بإفشال مشروعه، من لبنان الى سوريا والعراق وإيران وحتى اليمن.
وفي صورة أوسع من المشهد الحالي القائم، لا بد من العودة الى وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيعمل فور تسلّمه منصبه رسمياً على «تحقيق السلام في الشرق الأوسط بما يعيد الازدهار والاستقرار والامان الى شعوبه»، ويتضح ان السلام الذي يريده ترامب لا يختلف عن الذي يريده نتنياهو بل يتماهي معه الى حد التوافق التام. فأي سلام بالمفهوم الأميركي - الإسرائيلي يعني تغليب مصالح الدولتين على مصالح كل دول المنطقة الحليفة والصديقة منها كما الخصوم، بحيث تبقى إسرائيل هي المتفوّقة وهي المتحكّمة وهي التي تفرض الشروط التي ترتأيها على كل الراغبين بوقف الحرب وبتحقيق السلام الفعلي والشامل الذي يُفترض أن يعيد الحقوق الى أصحابها في فلسطين ولبنان وسوريا.
لذلك أي قراءة جيو - سياسية وعسكرية لوضع المنطقة الآن لا بد أن تأخذ بالاعتبار مرحلة حكم ترامب ومصير نتنياهو بعد الضغوط الدولية الكبيرة عليه، والتي تجلّت مؤخراً بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر بإعتقال نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة. فهل تبقى توجهات أميركا وإسرائيل هي ذاتها أم تكبح الضغوط الدولية السياسية والقانونية بعض الجموح والتطرف؟!
يتضح من موقف ترامب من قرار المحكمة الجنائية انه سيقف ضد أي إجراء بحق إسرائيل ونتنياهو شخصياً، وان مرحلة حكمه المقبلة ستكون مليئة بالتوترات في الشرق الأوسط لا سيما إذا استمر في السياسة العمياء بدعم إسرائيل المفتوح سياسيا وعسكريا والضغط على خصومها وأعدائها، والتوافق الى حد التماهي مع ما تريده إسرائيل ومحاولة فرض أي حل سياسي بالحديد والنار والمجازر.