لم يفق جيش الاحتلال الإسرائيلي من ذكرى هزيمته فى حرب السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣م، حتى جاءه "طوفان الأقصى" الذى نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة فى السابع من أكتوبر الجارى، ولا شك أن هذا الطوفان كشف من جديد عجز جيش الاحتلال الإسرائلى عن حماية نفسه من شراسة المقاومة الفلسطينية المؤهلة للتصعيد مهما بلغ عنف الرد.
وكأن المقاومة الفلسطينية استلهمت روح المقاتلين فى حرب السادس من أكتوبر التى مرغت أنف الاحتلال الإسرائيلى فى التراب، وأذهبت عنه مقولة "الجيش الذى لا يقهر" واستطاعت مصر أن تحرر أرض سيناء الحبيبة بقوة الحرب وسياسة السلام.
ويظل يوم السادس من أكتوبر عام 1973م، هو من أيام الله التى تجلى فيها حب الله لمصر وأهلها، إذ نصر جيشها على عدو زعم أنه لا يقهر، ولكن الله قهره وهزمه ونصر جيش مصر، الذى وصفه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه خير أجناد الأرض، وأنهم وأهلهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة.
إن التذكير بأيام الله مطلب شرعى، لأن من يجهل تاريخه، لا يستطيع أن يحافظ على حاضره، ولن يستطيع أن يصنع مستقبله، وإن عقيدة المقاتل المسلم والعربى، والمصرى على وجه الخصوص تجعله يستطيع أن يصنع المعجزات، بكل ما تحمله الكلمة من معان، ونصر أكتوبر أكبر شاهد على ذلك.
إن الثقة بالنفس والتوكل على الله مفتاح كل فضيلة، وأقصر الطرق لتحقيق الأهداف.
إن الفرح بالنصر على الأعداء من دلائل حب الوطن، والإيمان الراسخ بأن النصر ليس من عند أحد وإنما هو من عند الله: "وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم"،
وليعلم الجميع أن الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان، ويوم النصر يوم الشرف والرفعة والكرامة، وإحياء ذكرى النصر من علاامات حب الوطن، وحب الوطن من الإيمان.
إن القرآن الكريم يغرث فى قلوبنا هذه الثقة، ونحن نستطيع أن نحمى أرضنا، وكل العالم قبل عام 73 كان يؤكد استحالة أن نعبر خط بارليف، ولكن جيشنا بفضل الله أولا وثقتة فى الله عز وجل قهر العدو، ثم بثقتنا فى أنفسنا، "سيهزم الجمع ويولون الدبر".
إن نصر السادس من أكتوبر بحسابات البشر لم يكن متوقعا، ولكنها إرادة الله عز وجل، وتأكيدا بأن عقيدة المقاتل وعزيمته وثقته بأن النصر لا يكون إلا من عند الله تجعله يصنع المعجزات.
إننا الآن فى حاجة لتحقيق معنى الانتصار على أنفسنا أولا، فجميعنا يحارب ويفكر ويخطط لمستقبله وحين يحقق ذاته وهدفه فى الحياة يفرح، حتى الرئيس الراحل محمد أنور السادات ـ رحمه الله ـ صاحب قرار الحرب، انتصر على نفسه أولا، وتحمل الكثير من الشائعات والإحباطات، وتحمل الكثير أيضا من التريقة والتنكيت على شخصه، ولكنه وثق فى الله أولا ثم انتصر على ذاته ووثق فى نفسه، حتى نصره الله عز وجل، فكان فرح المصريين والعرب والمسلمين جميعا بهذا النصر، والمصريون لهم أن يفرحوا ويحتفلوا كل عام بذكرى هذا النصر.
وعلى الفصائل الفلسطينية أن تدرك أن الانتصار على العدو الغاصب، وتحقيق الأهداف ليس مستحيلا، فقط عليكم أن تكون علاقتكم بالله سبحانه وتعالى قوية، ثم ثقوا فى أنفسكم وتعلموا من نصر أكتوبر أنكم إذا فشلتم مرة، حاولوا مرة واثنتين وعشرة، وسيكون النصر وتحقيق الأهداف حليفا لكم بإذن الله تعالى، وإذا أراد الله شيئا هيأ له أسبابه، وأسباب النصر ربما تجتمع قريبا.
أسأل الله تعالى أن يجعل أيام أمتنا العربية والإسلامية ومصرنا الحبيبة كلها انتصارات ورفعة وتقدم وازدهار، اللهم آمين.
.. .. .. .. .. .. .. .. ..
[email protected]
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: نصر اكتوبر جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية طوفان الأقصى أخبار غزة الآن الأراضى المحتلة السادس من أکتوبر من عند
إقرأ أيضاً:
62 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ أكتوبر 2023
قالت محافظة القدس، إنّ أكثر من 62 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت المحافظة فى معطيات نشرتها على صفحتها الرسمية، مساء الأحد، أنّ: "62 ألفا و697 مستوطنا متطرفا اقتحموا باحات المسجد الأقصى وأدّوا صلوات ورقصات تلمودية واستفزازية".
وتابعت المحافظة أن الاقتحامات تمّت وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مبرزة: "من بين هؤلاء 198 مستوطنا اقتحموا المسجد، الأحد، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلى".
وأكدت معطيات المحافظة: "استشهاد 80 فلسطينيا وإصابة 279 بالرصاص الحي والمطاطي وتسجيل 1971 اعتقالا خلال الفترة نفسها". مضيفة أن "محاكم الاحتلال أصدرت 107 قرارات بالحبس المنزلي، في حين نفذت قواته 389 عملية هدم استهدفت منازل ومنشآت تجارية وزراعية".
Weekly summary of the most prominent crimes of the occupation in the Jerusalem Governorate from October 7, 2023 until November 23, 2024, according to statistics from the Public Relations and Media Unit in the governorate. pic.twitter.com/a37hK5vHB2 — Jerusalem Governorate محافظة القدس الشريف (@jerusalemgov) November 24, 2024
وفي السياق نفسه، أشارت المحافظة إلى اقتحام قوات الاحتلال وطواقم جباية الضرائب، لعدّة أحياء في مدينة القدس وفرض مخالفات على المواطنين، وذلك "في إطار سياسة التضييق المستمرة على المقدسيين".
ووفق المصدر نفسه، تم تسليم الشاب محمد ياسر درويش من بلدة العيساوية، إلى سلطات الاحتلال "لقضاء حكم بالسجن 7 أشهر"، مشيرا إلى أنّ: "درويش كان يخضع للحبس المنزلي منذ 5 أشهر قبيل تسليم نفسه".
أما بخصوص عمليات الهدم، قال تقرير المحافظة إنّ: "سلطات الاحتلال أصدرت أوامر هدم لمنازل تعود إلى عائلة أبو شافع في حي البستان ببلدة سلوان خلال 14 يوما".
تجدر الإشارة إلى أنه بالموازاة مع حرب الإبادة التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي شنّها على كامل الأهالي في قطاع غزة المحاصر، قد وسّع جيش الاحتلال من عملياته، كما صعّد المستوطنون من اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أسفر إجمالاً عن 795 شهيدا، ونحو 6 آلاف و450 جريحا، بحسب معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أمريكي، ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ ما يزيد عن عام كامل، إبادة جماعية على غزة، خلفت نحو 148 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.