حرب إسرائيل وغزة.. إليك ما يجب معرفته عن حماس واستراتيجيتها
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
يرى محللون تحدثوا مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل، والذي بدأ يوم السبت، "نقطة تحول في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وستكون له تداعيات بعيدة المدى".
وشهد الهجوم تسلل ما يصل إلى 1000 مهاجم إلى الأراضي الإسرائيلية، وقتل مئات الجنود والمدنيين، واحتجاز عشرات المختطفين والرهائن ونقلهم إلى غزة.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، "بالانتقام القوي"، بينما قالت حماس إنها مستعدة "لكل السيناريوهات".
ومن جانبه، أكد الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب (INSS)، كوبي مايكل، أن "الأمور ستتغير إلى الأبد"، وقال إنه لا يوجد شيء في التاريخ الإسرائيلي يقارن بهذا الهجوم.
وقال مايكل، الذي شغل سابقا منصب نائب المدير العام ورئيس المكتب الفلسطيني في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، لشبكة "سي إن إن"، إن حماس لن تكون نفس الحركة التي عرفناها منذ سنوات.
ما هي حماس؟حماس هي منظمة إسلامية ذات جناح عسكري، وقد ظهرت إلى الوجود لأول مرة في عام 1987.
وكانت حماس فرعا من جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة إسلامية تأسست في أواخر عشرينيات القرن الماضي في مصر.
وكلمة "حماس" هي في حد ذاتها اختصار لـ "حركة المقاومة الإسلامية".
وتصر الحركة، مثل معظم الفصائل والأحزاب السياسية، على أن "إسرائيل قوة احتلال" وأنها تحاول تحرير الأراضي الفلسطينية.
وعلى عكس بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى، ترفض حماس التعامل مع إسرائيل.
وفي عام 1993، عارضت اتفاقات أوسلو، اتفاق السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وتقدم حماس نفسها كبديل للسلطة الفلسطينية، التي اعترفت بإسرائيل وشاركت في العديد من مبادرات السلام الفاشلة معها.
وقد أعلنت الجماعة على مر السنين مسؤوليتها عن العديد من الهجمات على إسرائيل وتم تصنيفها كمنظمة إرهابية.
وقالت الخارجية الأميركية عام 2021 إن "حركة حماس تتلقى تمويلا وأسلحة وتدريبا من إيران، فضلا عن بعض الأموال التي يتم جمعها في دول الخليج العربية".
وأضافت أن المجموعة تتلقى أيضا تبرعات من بعض الفلسطينيين وغيرهم من المغتربين ومؤسسات خيرية خاصة بها.
ما استراتيجية حماس في تنفيذ الهجمات؟من خلال القيام بمثل هذه الضربة المدمرة، كان الهدف الأساسي لحماس هو إحداث تغيير جذري في الوضع الراهن، كما يقول الخبراء لـ"سي إن إن".
وقال الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط ومدير برنامجه حول فلسطين والشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، خالد الجندي، إن أحد الأهداف هو إعادة القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال الإقليمي والدولي.
واعتبر أن "حماس نجحت إلى حد ما في تحقيق هدفها المتمثل في إعادة الاهتمام إلى القضية الفلسطينية".
ويقول محللون إن التنظيم ربما يحاول أيضا "تحطيم أي مفاهيم حول قدراته العسكرية".
وقال زميل مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية الذي يركز على الشؤون الفلسطينية، عمر الرحمن، إن حماس وجهت "ضربة لإسرائيل تتجاوز ما اعتادت عليه".
واعتبر الرحمن أن تكتيكات الصدمة التي تتبعها حماس إعلان بأنه "يجب أن تؤخذ الحركة على محمل الجد بشكل أكبر".
ما وراء اختطاف الإسرائيليين؟والإثنين، قال الجيش الإسرائيلي إن حماس "احتجزت العشرات".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، الإثنين، إن حماس اختطفت أكثر من 100 شخص خلال هجومها مطلع الأسبوع.
وهددت حركة "حماس" بأنها ستبدأ في إعدام مختطف مدني إسرائيلي مقابل أي قصف إسرائيلي جديد على منازل المدنيين دون إنذار مسبق، وفق وكالة "رويترز".
وكانت "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، قد قالت إن أربعة مختطفين لديها قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأشار الخبراء إلى أن عدد الرهائن المحتجزين، وحقيقة أن العديد منهم من المدنيين، يظهر أن حماس تسعى إلى ما هو أكثر بكثير من مجرد تبادل للأسرى.
وفي حالة اختطاف سابقة، قامت إسرائيل بمقايضة أكثر من 1000 أسير مقابل رهينة إسرائيلية واحدة.
وقال الرحمن إن العدد الكبير من الرهائن يؤكد أن "هذه ليست انتقامية عسكرية قصيرة الأمد سوف تتلاشى وتُنسى، ولكن لها آثار سياسية طويلة المدى".
حرب دعائية؟وكجزء من حملتها في الهجوم على إسرائيل، أنتجت حماس مقاطع فيديو دعائية توثق هجومها على إسرائيل خطوة بخطوة.
وفي بعض مقاطع الفيديو، ارتدى مقاتلوها كاميرات شخصية لتصوير العمليات أثناء اختراقهم التحصينات الإسرائيلية وشوهدوا وهم يرتدون زي الكوماندوز.
ويقول المحللون إن "هذا هو المفتاح للحرب الدعائية التي يشنها التنظيم، وهو ما يخدم عددا من الأهداف".
وقال الجندي إن الهدف من ذلك، من ناحية، هو "بث الخوف" بين الجمهور الإسرائيلي والإشارة إلى أن قادتهم لا يستطيعون الحفاظ على سلامتهم.
وسيكون ذلك بمثابة صدمة لأن "الإسرائيليين يفتخرون بشدة بجيشهم وقدراتهم الاستخباراتية"، وفق حديثه.
ومن ناحية أخرى، فهي دعاية موجهة إلى "الداخل الفلسطيني".
وقد ظلت حماس عالقة منذ فترة طويلة في حرب سياسية مع السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية وتشارك في التنسيق الأمني مع إسرائيل.
ويقول الخبراء إن الهجوم واسع النطاق الذي تشنه حماس يُظهر أن الحركة تدرك أن الحرب القادمة قد تكون "حربا وجودية".
وقال مايكل: "حماس... لديها استراتيجية واضحة للغاية تعتمد على المنطق التنظيمي لصراع متعدد الجبهات".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على إسرائیل إن حماس
إقرأ أيضاً:
«جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعد المقاومة الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل التحرر واستعادة حقوقه الوطنية.
انطلقت المقاومة بأشكال متعددة عبر العقود الماضية، متأثرة بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى مر بها الشعب الفلسطينى ورغم التحديات العديدة التى واجهتها، لا تزال المقاومة تشكل محوراً أساسياً فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلي.
وفى هذا السياق، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية مقالا للكاتب أطار بورات عن استمرار استراتيجية حماس بسبب منطق مشوّه يحتفى بالمعاناة كقوة ويستغل الديناميكيات العالمية لصالحها.
قال بورات إن المنطق فى استراتيجيات الحرب يعتمد بالكامل على نظرية أنه إذا أردت إجبار عدوك على الهزيمة، عليك أن توقع به ثمناً باهظاً بحيث تدفعه للاستسلام ومع ذلك، لا يعمل هذا المنطق مع إسرائيل فى تعاملها مع الفلسطينيين وحماس من وجهة نظر الكاتب.
وأضاف أن هناك عدة أسباب لذلك، لكن السبب الرئيسى هو أن إسرائيل والولايات المتحدة (وجهات دولية أخرى تضغط على إسرائيل) لكى تخلق إطارًا يجعل فكرة المقاومة (المقاومة) بالنسبة للفلسطينيين منطقية بشكل مستمر.
ولكى تنتصر إسرائيل، يجب أن تعيد صياغة قواعد الصراع بحيث تصبح المقاومة غير مجدية، وغير فعالة على المدى الطويل، وبالتالى لا معنى لها فى نظر الفلسطينيين.
جوهر الروح الفلسطينية هو المقاومة الفكرة يمكن تلخيصها فى جملة واحدة: إسرائيل هى الشر المطلق فى العالم، مصدر كل ما هو خاطئ فى العالم، وإجابة الفلسطينى عن سؤال معنى الحياة هى محاربة إسرائيل، والتضحية بالنفس (وبالعائلة) لإلحاق أكبر قدر ممكن من الدمار بإسرائيل.
وتابع "لا يهم إذا ما حسّنت المقاومة حياة الفلسطينيين، لأن فلسفتها تركز على تدمير إسرائيل وإذا تسبب إلحاق الضرر بإسرائيل أيضًا فى إيذاء المجتمع الفلسطيني، فإنه يُعتبر مسعى مرغوبًا.
وقد أكد على هذا المعنى أحد قادة حماس فى خطاب ألقاه بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، قائلاً: "سنواصل السير على درب القادة الشهداء حتى نحقق النصر أو الشهادة، بإذن الله".
ترتكز الروح الفلسطينية على وجود إسرائيل، وتبنى هويتها بالكامل فى معارضة لها باختصار، يحتاج الفكر الفلسطينى إلى وجود إسرائيل لإضفاء معنى على وجوده – كهدف للكراهية وإسقاط كل الشر عليه.
ويدعى الكاتب أن القضية الفلسطينية وفلسفتها،، تشبه ما يمثله الجوكر لباتمان، إذا اختفت إسرائيل غداً، لن يعرف مروجو الفكر الفلسطينى ماذا يفعلون بأنفسهم، تماماً كما يعتمد وجود الجوكر على مواجهة باتمان.
من وجهة النظر الفلسطينية، لا يُعتبر هناك أى خسارة، كل خسارة فى الأرواح خلال المقاومة تُعتبر تضحية من أجل القضية الكبرى، مما يجعل هذه التضحية ليست فقط مقدسة بل أيضًا مدعاة للاحتفال. كلما عانى الفلسطينيون أكثر، كلما أثبتوا مزيدًا من "الصمود" أو الثبات، وكلما زادت المعاناة، زادت الإشادة بهم – حيث تصبح التضحية عملاً بطوليًا.
وبعد وقف إطلاق النار، قدم المروجون الفلسطينيون سكان غزة على أنهم "أمة من الأسود" بعد "نجاتهم من إبادة جماعية".
ويرى الكاتب أن ضمن هذا الإطار الفكري، يصبح من شبه المستحيل ردع الفلسطينيين لأنهم لا يربطون بين الفعل والنتيجة لا يرون الدمار فى غزة، الذى جلبته حماس عليهم، كنتيجة مباشرة لعدوان حماس فى ٧ أكتوبر. والمعاناة التى يتحملونها تُعتبر جزءًا من الثمن الذى يدفعونه مقابل "صمودهم" البطولى فكرة أن "الليل يكون أشد ظلمة قبل الفجر" واضحة فى معظم مقاطع الفيديو الدعائية من غزة فى هذه الأيام لهذا السبب، يرون أنفسهم حقًا كمنتصرين، وليس فقط كوسيلة لحفظ ماء الوجه فى مقاطع الفيديو الدعائية.
وأحد المبادئ الفكرية التى يستند إليها الفلسطينيون هى فكرة "الصبر"، والتى تعنى أنه يمكنك الانتصار على أى خصم إذا لعبت على عامل الوقت وأظهرت تصميمًا أكبر منهم.
قد تعانى أكثر من خصمك، ولكن إذا تمكنت من الصمود لفترة أطول، فستنتصر فى النهاية.
وقد قال بسام نعيم، مسئول آخر فى حماس: "الضربة التى بدأت فى ٧ أكتوبر، والصمود والمقاومة التى تلتها، تثبت أن الشعوب قادرة على امتلاك الوسائل والظروف المناسبة لتحقيق أهدافها العظيمة فى الحرية والاستقلال." يشير هذا إلى إيمانهم بأن المقاومة تحقق مكاسب فعلية.
وقال خليل الحية نائب رئيس حركة حماس فى خطابه: "سيظل يوم ٧ أكتوبر مصدر فخر لشعبنا ومقاومتنا." وإذا حاولنا رؤية الحرب من المنظور الفلسطيني، فإن سلوكهم المدمر ذاتيًا له منطق خاص بهم. منطق مريض ومشوّه، يجعل إسرائيل دون قصد تضفى عليه طابعًا مقبولاً.بعد أن يتم الحكم على من المقاومة الفلسطينية ، غالبًا ما يلقون خطابًا يُفترض أن يكون متحديًا وبطوليًا قبل دخولهم السجن يصرحون بأنهم يدركون أحيانًا أنهم سيتم الإفراج عنهم فى المستقبل، وأن روح مقاومتهم لم تُكسر رغم سجنهم من قبل إسرائيل وللأسف، هم ليسوا مخطئين فى ذلك.
عندما يتم سجن أحدا منهم ويؤمن دينيًا بأنه سيتم إطلاق سراحه فى صفقة مستقبلية، فهذا يعتمد على قصر نظر إسرائيل وتفكيرها العاطفى المفرط.
والمقاومة الفلسطينية تعلم أن الرهائن سيتم اختطافهم فى المستقبل، مما سيكون بمثابة بطاقة خروجهم من السجن مجانًا.
تحتفل حماس بـ"نصرها" مع حشود فلسطينية تهتف "خيبر يا يهود" لأنهم نجوا من الحرب، ولا تزال حماس مسيطرة. ولا يمكننا السماح للمنطق المشوّه للمقاومة أن يكون مقبولًا للفلسطينيين إذا رأوا أن هذه الاستراتيجية تحقق نتائج – إطلاق سراح الإرهابيين، واستعداد إسرائيل للتخلى عن هدفها فى القضاء على حماس فقط من أجل إطلاق سراح بعض الرهائن – فإنهم سيستمرون فى طريق المقاومة.
وحماس حققت مكاسب سياسية فى غزة والضفة الغربية بما فى ذلك تحقيق إطلاق سراح المعتقلين من جميع الفصائل كجزء من الصفقة.