حرفة فرضت نفسها على كبار السن، الذين توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، بعدما هجرها الشباب، وتركوها لكبارهم يقضون فيها أوقات فراغهم، ويلبون من عائد منتجاتها احتياجاتهم المعيشية اليومية، ساهم فى انتشارها انتشار النخيل على ضفاف الترع وبين ربوع المزارع فى قرى قنا المختلفة.

 

يحصر البعض صناعة منتجات النخيل، فى حرفة تسمى" السرايرية" أو "القفاصين"، لكن الكثير منهم يرى أنها أكبر وأوسع من هذه المسميات، حيث يتم من خلالها انتاج " السراير، الأقفاص، الكراسى، المناضد، السدد" فضلاً عن المنتجات الجديدة التى تحاول أن تقتحم مجال السياحة بأشكال غير تقليدية مثل" الاباجورات- الفازات"، وهو ما يجعل اختصارها فى هذه الأسماء هو انتقاص لها.

 

أدواتها البسيطة التى يعتمد عليها الصناع، فى تشكيل منتجات الجريد، جعلت الكثير يقبل عليها دون خوف من صعوبة التعامل مع الأدوات التى قد تكون خطراً على مستخدميها كما الكثير من الحرف الأخرى، إضافة لسهولة ورخص سعر الأدوات المستخدمة، وعدم الاحتياج لمكان مجهز، باستثناء مكان واسع لتيسير عدم تقطيع الجريد ووضع المنتجات فى مكان فسيح قبل تسويقها وبيعها للراغبين فى الشراء.

 

طوفان الأقصى.. عروسان يحتفلان بزفافهما على أنغام أنا دمى فلسطينى في قنا بنسبة91%.. محافظ قنا يتابع الموقف التنفيذي لأعمال ترفيق المناطق الصناعية

 

يعتبر صناع منتجات الجريد، العمل فى هذه الحرفة، فرصة للتواجد والتقارب بين أفراد الأسرة، حيث يمارسها الكثير منهم أمام منازلهم وسط أبنائهم، ما يجعل وقت العمل فرصة للتسلية وتبادل الأحاديث والحكايات بين أفراد الأسرة، مع مقترحات لا تتوقف من الصغار لآبائهم لتطوير منتجاتهم لتتماشى مع تطورات الزمن.
 

قال عبدالرحيم سيد، 70 عاماً، توارثت العمل بمنتجات الجريد عن والدى الذى ورثها هو الآخر عن والده، حيث عملت فيها و أنا طفل صغير ومازلت أعمل بها و أعيش من خيرها حتى الآن، وتمكنت من خلالها بفضل الله، من تربية أبنائى وتلبية احتياجاتهم المعيشية، و إن كان الأمر قد اختلف كثيراً فى الفترة الأخيرة، حيث كانت منتجات الجريد قبل 20 عاماً من الآن، عليها طلب كبير من الأهالى، لدرجة أن كل من فى البيت كبار وصغار يعملون من أجل تلبية احتياجات المستهلكين، لكن حالياً الوضع تراجع كثيراً.

 

و تابع سيد، رغم التراجع فى الطلب على منتجات الجريد، إلا أنها لن تندثر، فهى مرتبطة بطبيعة الحياة فى القرى، إضافة إلى اعتماد البعض عليها، كونها رخيصة الثمن مقارنة بالمنتجات الأخرى مثل الخشب والحديد، فمعظم البيوت القديمة تضع سرير أو اثنين من الجريد، ليجلس عليهم الضيوف أو المارة، فضلاً عن إقبال الكافتيرات على الكراسى الجريد، والتى تتميز بشكل فنى جميل.

و أضاف عبدالناصر فتوح، 65 عاماً، يعتمد العمل بمنتجات الجريد، على أدوات تقليدية قديمة، "سكاكين، سواطير، أدوات تخريم، قطعة خشبية"، كلها متاحة وسهلة يمكن شرائها من محلات الخردوات، وبعضها يصنع بشكل يدوى، ما يجعل العمل فيها، غير مكلف لمن يريد العمل بها وتوفير لقمة عيش حلال، كما أن العمل بهذه الأدوات لا يمثل خطورة لمن يعمل بها، لذلك أحياناً نترك أطفالنا يتعلمون ويعملون فيها بمفردهم، لمساعدتنا فى إنجاز الأعمال المطلوبة.

و أشار فتوح، إلى أن بعض العائلات تخصصت فى صناعة منتج واحد من منتجات الجريد، فالبعض تخصص فى صناعة السرير، ما جعلهم يحصلون على لقب عائلة السرايرية، و آخرين تخصصوا فى صناعة الأقفاص، فأطلق عليهم عائلة" القفاصين"، وغيرها من المسميات التى ترتبط بنوع الحرفة.

وقال سالم عبداللطيف، 67 عاماً، رغم بساطة العمل فى منتجات الجريد، إلا أن طريقة الجلوس والعمل فيها لساعات طويلة، يسبب آلام مفاصل للكثير من العاملين بها، فقد يستغرق صنع كرسى أو سرير صغير، ثلاثة أيام من العمل المتواصل، ما يجعل الشباب يهجرونها، لعدم قدرتهم على الصبر كما يفعل الكبار، وعودة الشباب للعمل بها، ارتبط بالسياحة وطلب بعض الكافتريات والبازارات السياحية لأعمال من جريد النخيل يزينون بها أماكنهم بمنتجات من الطبيعة.

و أشار عبداللطيف، إلى أن الأقفاص تعد من أكثر منتجات الجريد التى عليها إقبال حتى الآن، حيث يتم استخدامها من قبل المزارعين و التجار فى تعبئة الفواكه والخضراوات، خاصة الطماطم التى تزرع بكثافة فى منطقة جنوب الصعيد خلال فصل الشتاء، بجانب الكراسى التى يتزايد الإقبال عليها فى الفترة الأخيرة، لشكلها الجمالى وقدرتها على التحمل، بجانب سعرها مقارنة بالخامات الأخرى.



 

صناعة منتجات الجريد IMG-20231009-WA0238 IMG-20231009-WA0237 IMG-20231009-WA0239 IMG-20231009-WA0234 IMG-20231009-WA0235 IMG-20231009-WA0230 IMG-20231009-WA0232 IMG-20231009-WA0229 IMG-20231009-WA0228


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قنا النخيل البيوت القديمة صناعة الأقفاص جريد النخيل ما یجعل IMG 20231009

إقرأ أيضاً:

وسط نقص حاد في الاحتياجات الأساسية.. نازحو غزة يواجهون شتاءً قاسياً| فيديو

عرضت فضائية يورونيوز تقريرا بعنوان:"نازحو غزة يواجهون شتاءً قاسياً وسط نقص حاد في الاحتياجات الأساسية".

دمرت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة العديد من الخيام التي يأوي إليها الآلاف من المدنيين، ما تركهم في العراء. وقد تآكلت الخيام التي مر عليها أكثر من عام، مما جعلها غير صالحة للإقامة.

وصف المسؤولون المحليون هذه الخيام بـ "ثلاجات الموت"، حيث تتسلل البرودة والمطر إلى داخلها. وفيما تزداد الأوضاع سوءًا، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم الإثنين عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب البرد القارس إلى سبع حالات خلال أسبوع واحد.

في هذا السياق، دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار، للسماح بوصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى غزة، محذرة من انهيار النظام الصحي في القطاع في ظل الظروف القاسية التي يمر بها سكانه.

مقالات مشابهة

  • تذاكر مجانية.. مميزات يتمتع بها كبار السن على خطوط السكك الحديدية
  • تم حظر هذه المنتجات في تركيا.. وإذا رأيتها على الأرفف، بلغ عنها فورًا
  • محافظ البحيرة توجه 9 رسائل عاجلة لرؤساء الوحدات المحلية الجدد.. تعرف عليها
  • "حرفة الفخار".. فيلم وثائقى جديد تصدره مكتبة الإسكندرية
  • الأثنين.. مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي للبرايل
  • حرفة "الفخار" فيلم وثائقي جديد تصدره مكتبة الإسكندرية
  • تقرير بريطاني ينفي إعطاء"مكافآت نقدية" للعائلات التي تنهي حياة كبار السن فيها بالقتل الرحيم
  • في مطلع السنة الجديدة.. «الجوازات» تسهل الحصول على خدماتها لـ كبار السن والمرضى
  • وسط نقص حاد في الاحتياجات الأساسية.. نازحو غزة يواجهون شتاءً قاسياً| فيديو
  • كشّافة حلب الكاثوليكيّة تُفرِح كبار السنّ في أعياد الميلاد