منتجات الجريد حرفة يهواها كبار السن لتدبير الاحتياجات
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
حرفة فرضت نفسها على كبار السن، الذين توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، بعدما هجرها الشباب، وتركوها لكبارهم يقضون فيها أوقات فراغهم، ويلبون من عائد منتجاتها احتياجاتهم المعيشية اليومية، ساهم فى انتشارها انتشار النخيل على ضفاف الترع وبين ربوع المزارع فى قرى قنا المختلفة.
يحصر البعض صناعة منتجات النخيل، فى حرفة تسمى" السرايرية" أو "القفاصين"، لكن الكثير منهم يرى أنها أكبر وأوسع من هذه المسميات، حيث يتم من خلالها انتاج " السراير، الأقفاص، الكراسى، المناضد، السدد" فضلاً عن المنتجات الجديدة التى تحاول أن تقتحم مجال السياحة بأشكال غير تقليدية مثل" الاباجورات- الفازات"، وهو ما يجعل اختصارها فى هذه الأسماء هو انتقاص لها.
أدواتها البسيطة التى يعتمد عليها الصناع، فى تشكيل منتجات الجريد، جعلت الكثير يقبل عليها دون خوف من صعوبة التعامل مع الأدوات التى قد تكون خطراً على مستخدميها كما الكثير من الحرف الأخرى، إضافة لسهولة ورخص سعر الأدوات المستخدمة، وعدم الاحتياج لمكان مجهز، باستثناء مكان واسع لتيسير عدم تقطيع الجريد ووضع المنتجات فى مكان فسيح قبل تسويقها وبيعها للراغبين فى الشراء.
طوفان الأقصى.. عروسان يحتفلان بزفافهما على أنغام أنا دمى فلسطينى في قنا بنسبة91%.. محافظ قنا يتابع الموقف التنفيذي لأعمال ترفيق المناطق الصناعية
يعتبر صناع منتجات الجريد، العمل فى هذه الحرفة، فرصة للتواجد والتقارب بين أفراد الأسرة، حيث يمارسها الكثير منهم أمام منازلهم وسط أبنائهم، ما يجعل وقت العمل فرصة للتسلية وتبادل الأحاديث والحكايات بين أفراد الأسرة، مع مقترحات لا تتوقف من الصغار لآبائهم لتطوير منتجاتهم لتتماشى مع تطورات الزمن.
قال عبدالرحيم سيد، 70 عاماً، توارثت العمل بمنتجات الجريد عن والدى الذى ورثها هو الآخر عن والده، حيث عملت فيها و أنا طفل صغير ومازلت أعمل بها و أعيش من خيرها حتى الآن، وتمكنت من خلالها بفضل الله، من تربية أبنائى وتلبية احتياجاتهم المعيشية، و إن كان الأمر قد اختلف كثيراً فى الفترة الأخيرة، حيث كانت منتجات الجريد قبل 20 عاماً من الآن، عليها طلب كبير من الأهالى، لدرجة أن كل من فى البيت كبار وصغار يعملون من أجل تلبية احتياجات المستهلكين، لكن حالياً الوضع تراجع كثيراً.
و تابع سيد، رغم التراجع فى الطلب على منتجات الجريد، إلا أنها لن تندثر، فهى مرتبطة بطبيعة الحياة فى القرى، إضافة إلى اعتماد البعض عليها، كونها رخيصة الثمن مقارنة بالمنتجات الأخرى مثل الخشب والحديد، فمعظم البيوت القديمة تضع سرير أو اثنين من الجريد، ليجلس عليهم الضيوف أو المارة، فضلاً عن إقبال الكافتيرات على الكراسى الجريد، والتى تتميز بشكل فنى جميل.
و أضاف عبدالناصر فتوح، 65 عاماً، يعتمد العمل بمنتجات الجريد، على أدوات تقليدية قديمة، "سكاكين، سواطير، أدوات تخريم، قطعة خشبية"، كلها متاحة وسهلة يمكن شرائها من محلات الخردوات، وبعضها يصنع بشكل يدوى، ما يجعل العمل فيها، غير مكلف لمن يريد العمل بها وتوفير لقمة عيش حلال، كما أن العمل بهذه الأدوات لا يمثل خطورة لمن يعمل بها، لذلك أحياناً نترك أطفالنا يتعلمون ويعملون فيها بمفردهم، لمساعدتنا فى إنجاز الأعمال المطلوبة.
و أشار فتوح، إلى أن بعض العائلات تخصصت فى صناعة منتج واحد من منتجات الجريد، فالبعض تخصص فى صناعة السرير، ما جعلهم يحصلون على لقب عائلة السرايرية، و آخرين تخصصوا فى صناعة الأقفاص، فأطلق عليهم عائلة" القفاصين"، وغيرها من المسميات التى ترتبط بنوع الحرفة.
وقال سالم عبداللطيف، 67 عاماً، رغم بساطة العمل فى منتجات الجريد، إلا أن طريقة الجلوس والعمل فيها لساعات طويلة، يسبب آلام مفاصل للكثير من العاملين بها، فقد يستغرق صنع كرسى أو سرير صغير، ثلاثة أيام من العمل المتواصل، ما يجعل الشباب يهجرونها، لعدم قدرتهم على الصبر كما يفعل الكبار، وعودة الشباب للعمل بها، ارتبط بالسياحة وطلب بعض الكافتريات والبازارات السياحية لأعمال من جريد النخيل يزينون بها أماكنهم بمنتجات من الطبيعة.
و أشار عبداللطيف، إلى أن الأقفاص تعد من أكثر منتجات الجريد التى عليها إقبال حتى الآن، حيث يتم استخدامها من قبل المزارعين و التجار فى تعبئة الفواكه والخضراوات، خاصة الطماطم التى تزرع بكثافة فى منطقة جنوب الصعيد خلال فصل الشتاء، بجانب الكراسى التى يتزايد الإقبال عليها فى الفترة الأخيرة، لشكلها الجمالى وقدرتها على التحمل، بجانب سعرها مقارنة بالخامات الأخرى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا النخيل البيوت القديمة صناعة الأقفاص جريد النخيل ما یجعل IMG 20231009
إقرأ أيضاً:
وزارة العمل تنظم لقاءات توعوية للمواطنين دعم الشباب بدمياط
نظمت مديرية العمل بمحافظة دمياط ، لقاءات توعوية ، بالتعاون مع مركز شباب الكاشف الجديد و بحضور عدد 200 من المواطنين ، ومركز شباب كفر سليمان البحرى ، بحضور عدد 300 من المواطنين.
تناولت اللقاءات عرض لخدمات مديرية العمل وما تقدمه للشباب من توفير لفرص العمل اللائقة داخل منشآت القطاع الخاص و تدريب مهنى مجانى على المهن التي يحتاجها سوق العمل ، وتشجيع الشباب على العمل الحر ، وجهود المديرية لضمان تنفيذ احكام قانون العمل فيما يخص تعيين ذوى الهمم وتطبيق النسبة القانونية بواقع 5 % من إجمالي العاملين بالمنشآت من تلك الفئة.
يأتى ذلك ضمن أنشطة المديرية المكثفة في مجال الحقوق والواجبات التى كفلها القانون لأطراف العملية الإنتاجية من عمال وأصحاب أعمال وتعزيز علاقات العمل فيما بينهم وتوفير بيئة عمل آمنة ومستقرة تزيد من الإنتاجية ، والتعريف بأهمية تطبيق أحكام القانون فيما يخص تشغيل الأطفال والأنشطة المسموح بها ، كبداية جديدة لبناء الإنسان المصري ، يأتى ذلك تحت إشراف الإدارة المركزية لرعاية القوى العاملة بالوزارة.
وقال فتحى التلاوى مدير مديرية العمل بدمياط ، إن تلك الندوات تأتي فى ضوء تنفيذ توجيهات وزير العمل محمد جبران ، لمديريات العمل بالمحافظات ، بتكثيف الجهود والتعاون مع كافة الوزارات والجهات المعنية ، لُسرعة تحقيق أهداف المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي أطلقها رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي ، لتحسين جودة الحياة لجميع المواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية ،وتقديم الخدمات الحكومية في مجالات: التعليم، والصحة، والثقافة، والرياضة، والتوظيف، بطريقة تكاملية بين مختلف الجهات المشاركة.
وأضاف مدير المديرية ، أنه حاضر في اللقاءات كراما أبو الدهب مدير مكتب عمل الزرقا ، ومحمود القاضى مفتش العمل بمكتب فارسكور و دمياط الجديدة.
كما أكد على الاستمرار فى تقديم التوعية والتثقيف للعمال والمواطنين حول الخدمات التى تقوم المديرية بتوفيرها لهم ، والتعريف بدور المديرية فى خدمة المجتمع من خلال توفير فرص العمل والتدريب المهنى وعلاقات العمل والتفتيش الدوري على المنشآت.