أعلن دير الشهيد مار جرجس بجبل الرزيقات بمدينة أرمنت، غربي محافظة الأقصر، عن استقبال الزوار يوميا، خلال فترة احتفالاته بعيد تكريس أول كنيسة باسم الشهيد مارجرجس بمدينة اللد بفلسطين، وذلك في الفترة من 10 حتى 16 نوفمبر المقبل، من الساعة 6 صباحا وحتى 12 بعد منتصف الليل، مع إلغاء المبيت اليومي بالدير وإلغاء جميع أنواع التخييم داخل وخارج الدير، والسماح بالزيارة اليومية أثناء فترة الاحتفال.

تكريس أول كنيسة باسم الشهيد مارجرجس

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى تكريس أول كنيسة باسم الشهيد مار جرجس في مدينة اللد بفلسطين، إذ تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتحديدا دير مارجرجس بجبل الرزيقات في محافظة الأقصر، في 10 نوفمبر المقبل، للاحتفال السنوي للدير.

ويستمر الاحتفال بدير مارجرجس في جبل الرزيقات بمحافظة الأقصر لمدة 6 أيام، على أن تبدأ من يوم 10 نوفمبر حتى 16 من الشهر نفسه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأقصر دير مارجرجس الرزيقات

إقرأ أيضاً:

الرزيقات بين فرية التحريض وسندان الوطن الجريح

دكتور الوليد آدم مادبو

“لا يمكن إرساء سلم أهلي ما لم يُعاد الاعتبار للأنماط المحلية في إدارة التوازنات القَبَلية، وما لم تتوقف الدولة عن فرض صيغها العسكرية على مجتمعاتٍ لم تُخلق للحرب بل للتعايش." — (دارفور المستوطنة الأخيرة، 2012)

تتعالى في الأفق أصواتٌ نشاز، تروج لمزاعم لا تخلو من خبث، مفادها أن نظارة الرزيقات قد ارتضت لنفسها دور المتآمر على الوطن، وأنها انضوت تحت جناح الفوضى، تارة باسم القَبَلية، وتارة أخرى بدعوى التحالف مع الدعم السريع. هذه السردية التي يروّج لها بعض أبواق النظام البائد، لا تسعى إلى الحقيقة، بل تهدف إلى شيطنة كل من لم يخضع لمنطقهم الأمني القديم، أو يمتثل لسلطتهم الرمزية المتهالكة.

بل قد يمتد الكيد وتوُظَّف الشائعات لتشويه الرموز، فتزعم هروب ناظر الرزيقات، السيد محمود موسى إبراهيم موسى مادبو. وهي شائعة لا تليق إلا بمن يجهل التاريخ أو يتعمد تزويره، فالهروب ليس من شيم من رسخوا في الأرض وتوارثوا حمل الأمانة جيلاً بعد جيل، بل هو من طبائع القيادات الطارئة على التاريخ، التي لا أصل لها ولا جذر في وجدان الناس.

نعم، قد يخطئ الإنسان فيقول ما لا يجوز قوله أو يفعل ما يجوز فعله تحت وطأة المشاعر واستعارة العواطف، لكنه متى ما استعاد توازنه النفسي والذهني فيلزمه الرجوع إلى الحق وإلى جادة الطريق، “ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح، وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون”. صدق الله العظيم

إن نظارة الرزيقات، بامتدادها التاريخي العريق، لم تكن يوماً أداة في يد الطغيان، بل لطالما قاومت محاولات اختطافها وتوظيفها في مشاريع استئصالية، بدأت بإعلان “الجهاد” على الجنوبيين، وانتهت بمجازر الإبادة في دارفور. رفض آل مادبو الانخراط في تلك الحروب العبثية، ووقفوا، بقدر استطاعتهم، سدّاً أمام تفكيك النسيج الاجتماعي، لكن مواجهة دولة تستقوي بأجهزتها الإعلامية واستخباراتها العسكرية، لم تكن بالأمر الهيّن. الجنوبيون وأبناء دارفور، ممن خبروا الحقائق على الأرض، يدركون تمامًا هذا العجز البنيوي لا الأخلاقي.

لقد ترك رحيل الناظر سعيد محمود موسى مادبو (1931-2016)، عليه رحمة الله، فراغاً استغله الطامعون لإعادة هندسة الخارطة القَبَلية وفق أجندة المركز النخبوي، الذي لم يرَ في أهل دارفور سوى وقودٍ لحروبه، وخزاناً بشرياً لأجهزته القمعية. ولكن حين اندلعت الحرب الأخيرة، لم يعد أمام الكيان العربي في دارفور وكردفان خيارٌ سوى الدفاع عن نفسه، بعد أن أصبح هدفاً ماثلاً، لا في الدعم السريع وحده، بل في استهداف البوادي والهوية والانتماء.

غير أن الردّ على الظلم لا يجب أن يتحول إلى حقد، ولا ينبغي أن يُختزل في سرديات ثأرية. *إن ما نحن فيه ليس خلاف قبائل ولا تصارع أجنحة، بل أزمة دولة انهارت بنيتها، وتمزقت سلطتها، واستُلب قرارها من النخب الأمنية التي تقمصت دور “الضحية” بينما هي من صنعت الكارثة الحالية*. إن الحل ليس في تخوين المكونات، بل في رد الاعتبار للمهمشين، وفي المصالحة الوطنية الشاملة التي تعترف بالألم، وتُرسي دعائم عدالة لا تُقصي أحداً.

الوطن اليوم ليس بحاجة إلى مزيد من الجراح، بل إلى ضمادات صادقة، تُفرق بين الفاعل والمفعول به، بين من أجّج النيران ومن اجتهد في إطفائها، حتى وإن لم يملك إلا صوته. فالرزيقات، كغيرهم من مكونات السودان، لا يمكن عزلهم ولا تخوينهم، بل يجب إشراكهم في نحت المشروع الوطني الجديد. وإلا، فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة، نُعيد إنتاج الخراب نفسه بأسماء مختلفة، حتى تضيع البلاد بين شهوة السلطة، وعجز المصالحة.

إن الرزيقات، كما بقية نظارات السودان، ليسوا أعداءً لهذا الوطن، بل جزءٌ أصيل من نسيجه. إذا أردنا أن نستعيد السودان، فعلينا أن نُحسن الإصغاء لاختلافاتنا، ونحتكم لصوت الحكمة لا خطاب الكراهية. أما إذا أصرّ البعض على تعمية البصائر، والاكتفاء بلعب دور الضحية، فستغرق سفينة الوطن، وسيصعب حينها العثور على من ينقذنا من الغرق.

ختاماً، هذا المقال لا يبرّئ أحداً من تبعات الحرب، ولا ينفي تورّط أفراد من أي جهة في أفعال مدانة، لكنه يرفض منطق وصم الجماعات وشيطنتها بالجملة. إنه نداء للتعقّل لا للتبرئة، للإنصاف لا للتخندق، للإنقاذ لا للإدانة. *السودان لا يُبنى على خطاب الكراهية ولا على توزيع الذنوب وفق خرائط الهوية، بل على اعتراف صادق بالمسؤولية الجماعية*، ومصالحة تبدأ من الاعتراف بالألم وتؤسس لوطن لا يظلم فيه أحد ولا يُستثنى منه أحد.

‏April 26, 2025

auwaab@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الرزيقات بين فرية التحريض وسندان الوطن الجريح
  • عميد فنون جميلة بالأقصر يقدم العزاء في وفاة البابا فرنسيس
  • المصري للتنميه بالأقصر تنظم ندوة تثقيفية موسعة للاحتفال بعيد تحرير سيناء
  • “حماس”: تصريحات نتنياهو تكريس لنهج “الإبادة الجماعية”
  • سائحون يتحدون الطقس الحار بجولات متنوعة في المناطق الأثرية بالأقصر.. صور
  • الهلال الأحمر المصري ينظم وقفة تضامنية للتنديد بالاعتداء على طواقم الجمعية بفلسطين
  • خلافات عميقة بين الرزيقات والمسيرية بسبب التفرقة العنصرية لآل دقلو
  • أسرة «جورج» أحد ضحايا بيارة صرف صحي الإسكندرية يصلون علي جثمانه بكنيسة مارجرجس
  • الأمير لويس نجل ولي العهد البريطاني يحتفل بعيد ميلاده السابع
  • اندلاع حريق هائل بمنزلين بإسنا جنوب الأقصر دون خاسر في الأرواح