عربي21:
2025-05-02@14:10:55 GMT

7 أكتوبر يدخل التاريخ العسكري العالمي

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

حجم ونوعية الهجوم الذي نفذه الفلسطينيون ضد الجيش الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يحمل عنوانا عريضا، هو «المنعطف الجيوسياسي الهائل»، سواء عسكريا أو سياسيا، وإن كان الجانب العسكري هو البارز حتى الآن، نظرا للانهيار المؤقت لجيش مثل الجيش الإسرائيلي أمام مقاتلين بإمكانيات محدودة، فماذا سيحدث له لو واجه جيشا مثل إيران أو حركة حزب الله؟
وهكذا، يتعامل المحللون العسكريون والاستخبارات باندهاش مع ثلاثة أسئلة، كيف نجح الفلسطينيون في خداع كل الاستخبارات العالمية في الشرق الأوسط؟ كيف نجح الفلسطينيون في بناء ترسانة ضخمة من الصواريخ؟ لماذا فشلت القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ الفلسطينية؟ رغم اختلاف السياقات التاريخية والسياسية، والأطراف الموجودة، ومن دون انسياق وراء حماس اللحظة، من الناحية التقنية لا يمكن وصف هذا الهجوم في جانبه السري سوى بنورماندي الجديدة إبان الحرب العالمية الثانية، أو مانهاتن الخاص بصنع القنبلة النووية، لسببين رئيسيين، الأول وهو السرية التي تمت فيها العملية، والثاني النتائج التي ستترتب عنها.



 وعلاقة بالسبب الأول، لا يمكن لأي ضابط استخبارات، سواء كان متخصصا في التحليل أو العمل الميداني المباشر، أن يصّدق أنه في عالم الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثة مثل، سينيال يمكن إخفاء سر مثل الهجوم الفلسطيني صباح 7 أكتوبر 2023، لاسيما إذا تعلق الأمر باستخبارات نسجت حولها أساطير مثل، الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ثم نجاح الموساد والشاباك، في تجنيد الكثير من الفلسطينيين داخليا وخارجيا.

يمكن مراجعة الجانب السري في مختلف العمليات العسكرية منذ القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، للمقارنة التقنية مع هجوم الفلسطينيين، ولا يمكن العثور إلا على عملية نورماندي التي نفذها الحلفاء ضد ألمانيا، خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تم تنفيذ الهجوم في سرية تامة بعد خداع ألمانيا.

في الوقت ذاته، يمكن العثور على مثال آخر بشأن صناعة الصواريخ، وهو برنامج مانهاتن لصنع القنبلة النووية، حيث عمل في المشروع آلاف الناس، كل مجموعة لم تكن تعرف عمل الأخرى، إلا بالنسبة لقلة قليلة من المسؤولين، بل جرى استثناء حتى نائب الرئيس الأمريكي من معرفة السر.

هكذا، كانت كل مجموعة فلسطينية تقوم بالتدريب على اختراق الجدار والمواجهة، وترفع من مستوى صناعة الصواريخ، من دون أن تدرك أنها جزء من عملية شاملة سيشارك فيها الآلاف، وستشكل سابقة في التاريخ العسكري العالم، علاقة بالنتائج التي ستترتب عنها، فهي نوعان الأول، وهو أن الفلسطينيين سيفرضون سيناريو مشابها لما فرضه حزب الله على إسرائيل بعد حرب يوليو/تموز 2006، حيث لم تعد إسرائيل تشن هجمات جديدة، ولم تعد تلوح بالحرب، بل إنها لم تعد حتى تهدد باغتيال شخصيات، سواء لبنانية أو أجنبية في التراب اللبناني.

والنتيجة الثانية هي أن ما وقع يوم 7 أكتوبر سيقود الولايات المتحدة للضغط أكبر وأكثر على إسرائيل، لكي تفكر في أن الحل هو إقامة دولتين، واحدة إسرائيلية وأخرى فلسطينية، أو الرهان على دولة واحدة تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين. ومن ضمن النتائج الأخرى هو رهان إسرائيل على ارتكاب جرائم في حق المدنيين الفلسطينيين من تقتيل وتجويع لاستعادة مفهوم الردع، الذي تآكل، لكن هذه السياسة ستحمل انعكاسات سلبية وخطيرة. ويبقى السؤال العريض بعد 7 أكتوبر هو: هل إسرائيل ضعيفة؟ أم أنه وقع تغيير في مفهوم الحرب والتكتيك ونوعية سلاح الطرف الآخر، أي اكتساب الفلسطينيين القدرة على المواجهة وأصبحوا ندا للإسرائيليين؟ لا تعتبر إسرائيل ضعيفة، بل لديها جيش قوي ولديها استخبارات قوية، لكن ما يحدث هو أن الطرف الآخر الذي تعتبره عدوا، سواء تعلق الأمر بالفلسطينيين، أم بإيران أم بحزب الله، نجح في تطوير قدراته العسكرية والاستخباراتية بشكل مذهل خلال العقدين الأخيرين، وجعل هذه القوة مكبلة، وعالجنا هذه النقطة في مقال سابق في هذا الركن بعنوان («إسرائيل قوة مرعبة أصبحت مكبلة» في9 أغسطس/آب 2021). إجمالا ما حدث هو:

*أولا، نهج الفلسطينيون وحزب الله وإيران سياسة تطوير الصواريخ التي جعلت التفوق الجوي الإسرائيلي بمقاتلات من نصف أف 15 وأف 35 غير حاسم، وجعلت القبة الحديدية قبة رخوة، ومن دون جدوى أمام آلاف الصواريخ الرخيصة الثمن والمرتفعة الفعالية.

*ثانيا، ما حصل وهو أن أسطورة التجسس الإلكتروني والرقمي الإسرائيلي مثل بيغاسوس وأخواته لم يكن فعالا سوى في التجسس على الناشطين العرب من إعلاميين وحقوقيين، بل حتى زرع ميكروفونات في منازلهم مثل المطابخ في أوروبا، ولم يكن فعالا في مواجهة الأنظمة البديلة التي تقف وراءها دول مثل إيران والصين وروسيا. ومن ضمن عناصر نجاح الفلسطينيين يوم 7 أكتوبر، هو الحرب السيبرانية المضادة، التي أبطلت أنظمة التجسس والإنذار والمراقبة الإسرائيلية، بل شلّت نسبيا عمل بعض القواعد الجوية.

*ثالثا، ما حصل وهو أن الطرف الآخر اكتسب تجربة قتالية كانت مقتصرة على الغرب وإسرائيل والدول الكبرى. إذ لم يخفِ عدد من كبار العسكريين، بمن فيهم الأمريكيون الإعجاب بطريقة هجوم الفلسطينيين من خلال عشرات الكوماندوهات بشكل تجاوز تجارب القوات الخاصة لجيوش مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا، مع فارق أن الفلسطينيين لهم إمكانيات محدودة. وأصبحت طريقة الهجوم منذ الآن تدرس في الكليات الحربية، ويكفي الدخول إلى المنتديات العسكرية لمعرفة الاهتمام بهذا الجانب العسكري.

في غضون ذلك، سارعت الولايات إلى إرسال حاملة طائرات فورد بسفنها الحربية والغواصات النووية المرافقة لها، تحسبا لانتشار رقعة الحرب، لأن دخول حزب الله، الحرب سيعني انهيار إسرائيل. وعليه، من كان يعتقد أن إسرائيل التي عرضت مساعدة أنظمة عربية لحمايتها عسكريا، تطلب المساعدة الأمريكية في مواجهة حركة وليس جيشا وبعد 24 ساعة من المواجهة فقط.

أحداث 7 أكتوبر أكدت تغييرا عميقا في ثقافة الحرب بدأت مع حرب يوليو 2006، وأكدت تغييرا عميقا في العلاقات الدولية، إذ أن مجلس الأمن لم يتفق على إدانة الفلسطينيين بسبب الهجوم. 

(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه القسام تخطيط طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟

تحظى المعادن النادرة بحضور قوي على طاولة المفاوضات الجارية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أبدت الولايات المتحدة اهتماما بالغا بتوقيع اتفاق مع كييف لإدارة هذه المعادن، وهو ما تم فعلا أمس الأربعاء.

ووفقا لتقرير أعده مراسل الجزيرة في كييف حسان مسعود، فإن هذه المعادن -التي تمتلك الصين نصف الاحتياطي العالمي منها- تعتبر واحدة من أهم ساحات التنافس الدولي نظرا لأهميتها الكبيرة في العديد من الصناعات الإستراتيجية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اشتباكات صحنايا تكشف هشاشة السلام بين الدروز والحكومة السوريةlist 2 of 2الأمن يستعيد السيطرة على أشرفية صحنايا بعد اشتباكات مسلحةend of list

وإلى جانب خصوبتها، تُعرف الأراضي الأوكرانية بغناها بالفحم والمعادن الثقيلة والنادرة التي تشد أنظار الغرب والشرق على حد سواء، وهو ما أحال السيطرة عليها من صراع إقليمي إلى نزاع دولي.

وبعد أن كانت السيطرة على إقليم دونباس -الذي يحمل اسم المناجم الضخمة التي يزخر بها- واحدة من أهم عوامل اشتعال الحرب قبل ثلاث سنوات، فإن حفاظ كييف على ما تبقى منه قد يكون سببا لتوقف هذه الحرب، كما يقول التقرير.

فقد خسرت أوكرانيا خُمس أراضيها في هذه الحرب، بما فيها أهم المناطق التي تحوي موارد طبيعية تقليدية كالفحم والحديد ورواسب النفط والغاز، وأجزاء من المعادن النادرة والحساسة.

وقف الحرب حفاظا على المعادن

ويبدو السعي الأميركي الحثيث إلى وقف الحرب محاولة لإنقاذ ما تبقى من هذه المعادن خارج السيطرة الروسية، حتى يتسنى لكييف وحلفائها الغربيين الاستفادة منها.

إعلان

وبعد بحث معمق، خلص التقرير إلى أن غالبية هذه المعادن بالغة الأهمية والندرة، تمثل مطمعا للدول الكبرى وكبار صناع التكنولوجيا في العالم- تقع في مناطق لا تزال خاضعة للسيطرة الأوكرانية.

فعلى حدود دونباس مباشرة، تقع مدينة دنيبروبتروفسك التي تسيطر عليها كييف بشكل كامل، وهي مدينة تختزن أرضها عددا من هذه المعادن النادرة مثل النيكل، الكوبالت، اليورانيوم، والمنغنيز وغيرها من المواد التي تدخل في الصناعات النووية والعسكرية الحساسية.

كما تحتضن منطقة "كريفي ريه"، أكبر مناجم الحديد الأوكرانية، الذي تمكنت الجزيرة من الدخول إليه والتعرف إلى طريقته في التنقيب عن الحديد والخامات الأخرى.

ووفقا لمدير منجم الحديد في شركة "بي آي سي" (BIC) بمقاطعة كريفي ريه، أوليغ غرافشينكو، فإن كييف لا تزال تستخرج الحديد منخفض التركيز من أحد محاجر المقاطعة، رغم أنهم لا يعملون بكامل طاقتهم بسبب الحرب.

الفولاذ الإلكتروني

وعلى ضخامتها، فإن المعدات والأجهزة الموجودة في هذا الموقع تظل صغيرة أمام حجم الموارد التي تخفيها الأرض الأوكرانية، وهذا ما جعل "سيرغي" يواصل العمل في مصنع "كريفي ريه ستال"، طوال مدة الحرب.

يقول هذا المواطن الأوكراني للجزيرة، إن خسارة بلاده مصنع آزوف ستال الشهير للصلب، دفعه أكثر إلى مواصلة العمل سبيلا للحفاظ على موارد البلاد.

ويمثل "كريفي ريه ستال"، أكبر مصانع الصلب المتبقية بيد الأوكرانيين، وهو لا يتوقف عن إنتاج ملايين الأطنان سنويا لإطفاء شيء من نار الطلب العالمي على الفولاذ وأنواع الحديد المختلفة.

ورغم أهمية ما ينتجه المصنع من الفولاذ والحديد المتنوع، إلا أن التركيز الأكبر ينصب على ما يسمَّى بالفولاذ الإلكتروني، الذي يدخل في صناعة محركات السيارات الذكية والمحولات وتوربينات الطاقة الكهربائية.

وينتج مصنع "كريفي ريه"، الفولاذ من خام الحديد، بينما تنتج مصانع أخرى أكثر تخصصا الفولاذ الكهربائي من خردة الحديد الذي يعالج بواسطة السيليكون.

إعلان

تريليونات الدولارات

وتقدر المعادن التي تحويها الأرض الأوكرانية بنحو 11 تريليون دولار، وهي قيمة ما تمكن العلماء من تقديره وبحثه حتى الآن، حيث تحتفظ جامعة دينبرو بقرابة 120 نوعا مختلفا منها.

وفي محاولة لتلخيص القصة الكبيرة للمعادن الأوكرانية النادرة، يقول رئيس قسم الجيولوجيا العامة بجامعة دينبرو، سيرغي شافشينكو، إن هذه العناصر الأرضية النادرة "تدخل في كل ما يحيط بنا".

ويضيف شافشينكو "لولا هذه المعادن ما كانت الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر موجوة في أيدينا، فضلا عن تقنيات الصواريخ والطائرات ووسائل الفضاء"، مؤكدا أن هذه العناصر "بالغة الأهمية، وهي جزء من الصراع لأن أوكرانيا ثرية بها".

وبعيدا عن مناطق القتال، تزداد قيمة المعادن النادرة الموجودة في وسط وغرب البلاد، بما فيها حقل التيتانيوم الواقع في "جيتومر"، حيث تمتلك أوكرانيا أكبر احتياطات أوروبا (ما يعادل 7% من الاحتياطي العالمي) من المعدن الذي يعتبر أساسيا في الصناعات الفضائية والطبية والبحرية.

ومع ذلك، فإن ما تمتلكه أوكرانيا من المعادن النادرة يعتبر بسيطا إذا قورن بما تمتلكه الصين التي تمتلك ثلث احتياطات العالم، وهو ما يعكس تمسك الولايات المتحدة بالوصول إلى ما تبقى خارج أيدي خصومها من هذه المعادن، وخصوصا أوكرانيا التي تعوم على بحر مما تحتاجه أميركا لصناعات الذكاء الاصطناعي مثل الغرافيت.

ففي مقاطعة كريفوغراد، جنوب وسط البلاد، حيث يقع أحد أضخم حقول الغرافيت، يبذل الأوكرانيون جهودا لتكرير المعدن الثمين وتجهيزه للاستخدام.

ويرى الخبير في المعادن النادرة، فلوديمير كادولين، أن الصين تعتبر أكبر لاعب عالمي في مجال المعادن النادرة اليوم، مؤكدا أنها تحتكرها تقريبا بعدما أزاحت الولايات المتحدة من سوقها العالمية.

وبالنظر إلى امتلاك أوكرانيا هذه الثروات وعدم قدرتها على استخراجها منفردة، سيكون من الجديد -برأي كادولين- اختيار أفضل الأطراف التي يمكنها تقديم أفضل شروط استثمارية لكييف، ما أدى إلى وضع قوانين خاصة بهذه الاستثمارات.

إعلان

في الوقت نفسه، يقول كادولين "إن هذه المعادن الأوكرانية لا يجب احتكارها من طرف واحد في ظل التنافس العالمي المحتدم عليها".

مقالات مشابهة

  • العدل الدولية تختتم يومها الرابع لتحديد التزامات إسرائيل تجاه الفلسطينيين
  • وفد قطر أمام محكمة العدل الدولية: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا ضد الفلسطينيين بغزة
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • هرتسوغ: (إسرائيل) على شفا انفجار داخلي بسبب الانقسام .. والشاباك فشل في 7 أكتوبر
  • أردوغان: ما تقوم به إسرائيل في سوريا استفزاز لا يمكن القبول به
  • بوتين: تزوير التاريخ يؤدي إلى عواقب وخيمة
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • الصليب الأحمر: استهداف مركز إيواء بصعدة يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن
  • غوتيريس: إسرائيل تستخدم المساعدات كأداة ضغط على الفلسطينيين
  • غوتيريس: إسرائيل تستغل المساعدات كأداة للضغط على الفلسطينيين