7 أكتوبر يدخل التاريخ العسكري العالمي
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
حجم ونوعية الهجوم الذي نفذه الفلسطينيون ضد الجيش الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يحمل عنوانا عريضا، هو «المنعطف الجيوسياسي الهائل»، سواء عسكريا أو سياسيا، وإن كان الجانب العسكري هو البارز حتى الآن، نظرا للانهيار المؤقت لجيش مثل الجيش الإسرائيلي أمام مقاتلين بإمكانيات محدودة، فماذا سيحدث له لو واجه جيشا مثل إيران أو حركة حزب الله؟
وهكذا، يتعامل المحللون العسكريون والاستخبارات باندهاش مع ثلاثة أسئلة، كيف نجح الفلسطينيون في خداع كل الاستخبارات العالمية في الشرق الأوسط؟ كيف نجح الفلسطينيون في بناء ترسانة ضخمة من الصواريخ؟ لماذا فشلت القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ الفلسطينية؟ رغم اختلاف السياقات التاريخية والسياسية، والأطراف الموجودة، ومن دون انسياق وراء حماس اللحظة، من الناحية التقنية لا يمكن وصف هذا الهجوم في جانبه السري سوى بنورماندي الجديدة إبان الحرب العالمية الثانية، أو مانهاتن الخاص بصنع القنبلة النووية، لسببين رئيسيين، الأول وهو السرية التي تمت فيها العملية، والثاني النتائج التي ستترتب عنها.
وعلاقة بالسبب الأول، لا يمكن لأي ضابط استخبارات، سواء كان متخصصا في التحليل أو العمل الميداني المباشر، أن يصّدق أنه في عالم الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثة مثل، سينيال يمكن إخفاء سر مثل الهجوم الفلسطيني صباح 7 أكتوبر 2023، لاسيما إذا تعلق الأمر باستخبارات نسجت حولها أساطير مثل، الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ثم نجاح الموساد والشاباك، في تجنيد الكثير من الفلسطينيين داخليا وخارجيا.
يمكن مراجعة الجانب السري في مختلف العمليات العسكرية منذ القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، للمقارنة التقنية مع هجوم الفلسطينيين، ولا يمكن العثور إلا على عملية نورماندي التي نفذها الحلفاء ضد ألمانيا، خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تم تنفيذ الهجوم في سرية تامة بعد خداع ألمانيا.
في الوقت ذاته، يمكن العثور على مثال آخر بشأن صناعة الصواريخ، وهو برنامج مانهاتن لصنع القنبلة النووية، حيث عمل في المشروع آلاف الناس، كل مجموعة لم تكن تعرف عمل الأخرى، إلا بالنسبة لقلة قليلة من المسؤولين، بل جرى استثناء حتى نائب الرئيس الأمريكي من معرفة السر.
هكذا، كانت كل مجموعة فلسطينية تقوم بالتدريب على اختراق الجدار والمواجهة، وترفع من مستوى صناعة الصواريخ، من دون أن تدرك أنها جزء من عملية شاملة سيشارك فيها الآلاف، وستشكل سابقة في التاريخ العسكري العالم، علاقة بالنتائج التي ستترتب عنها، فهي نوعان الأول، وهو أن الفلسطينيين سيفرضون سيناريو مشابها لما فرضه حزب الله على إسرائيل بعد حرب يوليو/تموز 2006، حيث لم تعد إسرائيل تشن هجمات جديدة، ولم تعد تلوح بالحرب، بل إنها لم تعد حتى تهدد باغتيال شخصيات، سواء لبنانية أو أجنبية في التراب اللبناني.
والنتيجة الثانية هي أن ما وقع يوم 7 أكتوبر سيقود الولايات المتحدة للضغط أكبر وأكثر على إسرائيل، لكي تفكر في أن الحل هو إقامة دولتين، واحدة إسرائيلية وأخرى فلسطينية، أو الرهان على دولة واحدة تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين. ومن ضمن النتائج الأخرى هو رهان إسرائيل على ارتكاب جرائم في حق المدنيين الفلسطينيين من تقتيل وتجويع لاستعادة مفهوم الردع، الذي تآكل، لكن هذه السياسة ستحمل انعكاسات سلبية وخطيرة. ويبقى السؤال العريض بعد 7 أكتوبر هو: هل إسرائيل ضعيفة؟ أم أنه وقع تغيير في مفهوم الحرب والتكتيك ونوعية سلاح الطرف الآخر، أي اكتساب الفلسطينيين القدرة على المواجهة وأصبحوا ندا للإسرائيليين؟ لا تعتبر إسرائيل ضعيفة، بل لديها جيش قوي ولديها استخبارات قوية، لكن ما يحدث هو أن الطرف الآخر الذي تعتبره عدوا، سواء تعلق الأمر بالفلسطينيين، أم بإيران أم بحزب الله، نجح في تطوير قدراته العسكرية والاستخباراتية بشكل مذهل خلال العقدين الأخيرين، وجعل هذه القوة مكبلة، وعالجنا هذه النقطة في مقال سابق في هذا الركن بعنوان («إسرائيل قوة مرعبة أصبحت مكبلة» في9 أغسطس/آب 2021). إجمالا ما حدث هو:
*أولا، نهج الفلسطينيون وحزب الله وإيران سياسة تطوير الصواريخ التي جعلت التفوق الجوي الإسرائيلي بمقاتلات من نصف أف 15 وأف 35 غير حاسم، وجعلت القبة الحديدية قبة رخوة، ومن دون جدوى أمام آلاف الصواريخ الرخيصة الثمن والمرتفعة الفعالية.
*ثانيا، ما حصل وهو أن أسطورة التجسس الإلكتروني والرقمي الإسرائيلي مثل بيغاسوس وأخواته لم يكن فعالا سوى في التجسس على الناشطين العرب من إعلاميين وحقوقيين، بل حتى زرع ميكروفونات في منازلهم مثل المطابخ في أوروبا، ولم يكن فعالا في مواجهة الأنظمة البديلة التي تقف وراءها دول مثل إيران والصين وروسيا. ومن ضمن عناصر نجاح الفلسطينيين يوم 7 أكتوبر، هو الحرب السيبرانية المضادة، التي أبطلت أنظمة التجسس والإنذار والمراقبة الإسرائيلية، بل شلّت نسبيا عمل بعض القواعد الجوية.
*ثالثا، ما حصل وهو أن الطرف الآخر اكتسب تجربة قتالية كانت مقتصرة على الغرب وإسرائيل والدول الكبرى. إذ لم يخفِ عدد من كبار العسكريين، بمن فيهم الأمريكيون الإعجاب بطريقة هجوم الفلسطينيين من خلال عشرات الكوماندوهات بشكل تجاوز تجارب القوات الخاصة لجيوش مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا، مع فارق أن الفلسطينيين لهم إمكانيات محدودة. وأصبحت طريقة الهجوم منذ الآن تدرس في الكليات الحربية، ويكفي الدخول إلى المنتديات العسكرية لمعرفة الاهتمام بهذا الجانب العسكري.
في غضون ذلك، سارعت الولايات إلى إرسال حاملة طائرات فورد بسفنها الحربية والغواصات النووية المرافقة لها، تحسبا لانتشار رقعة الحرب، لأن دخول حزب الله، الحرب سيعني انهيار إسرائيل. وعليه، من كان يعتقد أن إسرائيل التي عرضت مساعدة أنظمة عربية لحمايتها عسكريا، تطلب المساعدة الأمريكية في مواجهة حركة وليس جيشا وبعد 24 ساعة من المواجهة فقط.
أحداث 7 أكتوبر أكدت تغييرا عميقا في ثقافة الحرب بدأت مع حرب يوليو 2006، وأكدت تغييرا عميقا في العلاقات الدولية، إذ أن مجلس الأمن لم يتفق على إدانة الفلسطينيين بسبب الهجوم.
(القدس العربي)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه القسام تخطيط طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى
مئات الشهداء والمصابين فى محارق مروعة ببيت لاهيا شمال غزة
تطاير أشلاء الضحايا.. وعجز فى انتشال المفقودين تحت الأنقاض
صرخات الأطفال ونحيب النساء يشق ليل غزة الحالك والغارق فى حمامات الدم بأطنان الفسفور الأبيض والأسلحة الأمريكية المحرمة دوليا تصهر أجساد البراءة وتمزق أرواحهم جثثا ملقاة على الأرض، وأحياء تحت الأنقاض، وسط عجز الأهالى عن انتشالهم.
ولم تمض ساعات قليلة على الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن رفضا لوقف التطهير العرقى للشعب الفلسطينى صاحب الأرض إلا واستقبلت تل أبيب الضوء الاخضر الأمريكى لتواصل القضاء على ما تبقى من حياة فى سلسلة مجازر فى القطاع تركز معظمها فى بيت لاهيا شمالا.
ويتم نقل الحالات الخطيرة على الأكتاف إلى داخل مستشفى كمال عدوان فى بيت لاهيا للتعامل معها، فى ظل واقع صحى صعب ومترد؛ جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلى المتكرر والحصار المطبق بينما تسارع الكوادر العاملة، وعلى رأسها الطواقم الطبية، فى انتشال جثث الشهداء من مكان المجزرة وتعالج الجرحى ميدانيا، فى ظل عدم وجود مركبات إسعاف لنقلهم.
وقصفت مدفعية إسرائيلية البلدة تزامنا مع سماع أصوات إطلاق نار كثيف، وتدخل الحرب على قطاع غزة يومها الـ412، فى وقت يتجه فيه الاحتلال الإسرائيلى لتعزيز سيطرته العسكرية على قطاع غزة المحاصر وسط مؤشرات ملموسة إلى بدء تطبيقه الحكم العسكرى، فضلاً عن التأسيس لتطلعات المستوطنين وخططهم للاستيطان فى القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة فى غزة أن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب 5 مجازر ضد العائلات وصل منها للمستشفيات 88 شهيداً و176 مصاباً على الأقل حتى الآن.
وظهرت المبانى وهى مدمرة بالكامل، وتحول بعضها إلى أكوام من ركام وحطام يملأ الشوارع، بينما تعرضت مبان أخرى لتصدعات وتشققات كبيرة جراء القصف الإسرائيلى، ما يجعلها غير صالحة للسكن.
أكد شهود عيان لـ«الوفد» أن عشرات المنازل فى محيط مستشفى كمال عدوان سويت بالأرض وعشرات المنازل الأخرى تضررت بشكل كبير جدا بفعل القصف الإسرائيلى المدمر. وأضافوا أن هذه المنازل تعود لعائلات المدهون، وخضر، وأبو وادى، وشقورة، ونصار.
وأوضح الشهود أن عشرات الشهداء والمفقودين ما زالوا تحت الأنقاض، وتقوم مجموعات من الأهالى بانتشالهم بأيديهم العارية وبمعدات بسيطة جدا، فى ظل غياب منظومة الدفاع المدنى قسرا.
وقصف طيران الاحتلال الإسرائيلى خيمة نازحين فى منطقة البصة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وشن غارة على مدينة غزة شمالى القطاع. ونسف عدداً من المبانى السكنية غرب مدينة رفح جنوبى قطاع غزة.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس أنها استهدفت دبابة إسرائيلية من نوع «ميركافاه» بقذيفة «تاندوم» بالقرب من منطقة الصفطاوى غرب معسكر جباليا شمال القطاع.
وأعلن الاحتلال الإسرائيلى أنه اعترض قذيفة صاروخية واحدة أطلقت من جنوب قطاع غزة، وذلك فى أعقاب دوى صفارات الإنذار فى منطقة كرم أبو سالم المحاذية لقطاع غزة.
وأكدت سرايا القدس أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب الشهيد أبو على مصطفى عناصر الاحتلال الإسرائيلى وموقع «أبو عريبان» فى محور «نتساريم» بوابل من قذائف الهاون الثقيلة.
وأكدت حركة المقاومة حماس فى بيان، إن مجزرة بيت لاهيا تأكيد لاستمرار حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى ونتيجة للفيتو الأمريكى الوقح، وإفشال قرار مجلس الأمن بوقف العدوان.
وأضافت الحركة «العدو الصهيونى المجرم يواصل ارتكاب جرائمه، إمعاناً فى حرب الإبادة الوحشية ضد شعبنا الفلسطينى، مستنداً إلى غطاء أمريكى إجرامى، ودعم عسكرى وسياسى لا محدود، وآخره الفيتو الذى أفشل به أمس قراراً فى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار فى غزة».
وحمّلت المجتمع الدولى والمؤسسات الأممية المسئولية عن استمرار هذه المجازر بحق أهل شمال قطاع غزة، وذلك نتيجةً للصمت والعجز عن تفعيل آليات الحماية من الإبادة والتطهير، والقيام بالدور القانونى والأخلاقى فى حماية شعبنا أمام هذه الانتهاكات غير المسبوقة.
ودعت حماس لحراك عالمى من كافة الأطراف، والضغط لوقف الإبادة الصهيونية بحق شعبنا، واتخاذ الإجراءات الكفيلة التى تردع الكيان عن مواصلة جرائمه، وخططه الممنهجة لتهجير الفلسطينيين.
وناشدت حماس وسائل الإعلام للاستمرار فى تركيز التغطية الإعلامية على ما يحدث فى شمال قطاع غزة، وتكثيف نقل المأساة الإنسانية المتصاعدة، والمجازر المروّعة، وحرب التجويع اللا إنسانية، التى يتعرّض لها المدنيون الأبرياء العزل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى.
وأعلن المستشار الإعلامى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، «عدنان أبو حسنة» أن 7 مخابز فقط من أصل 19 مخبزا تدعمها المنظمات الإنسانية تعمل فى القطاع اعتبارا من 20 نوفمبر الجارى. وتتوزع المخابز فى دير البلح وخان يونس ومدينة غزة.
وحذر «أبو حسنة» من عدم اتخاذ إجراءات فورية لتحسين إدخال الوقود ومادة الطحين وتسهيل عمليات النقل ومنع العصابات من سرقة ما يدخل كفيل بأن يدفع القطاع إلى مجاعة حقيقية.
وأضاف: «تعمل المخابز الثلاثة فى جنوب وسط غزة بكامل طاقتها بينما تعمل المخابز الأربعة فى مدينة غزة بمستوى إنتاج 50% بسبب تحديات السلامة والأمن المتمثلة فى رفع الوقود عند معبر كرم أبو سالم وبعد تأخيرات فى تسليم الوقود من الجنوب».
فشل مساعى وقف بيع أسلحة «الإبادة الجماعية» لتل أبيب
فشلت جميع التحركات الرامية إلى دفع ثلاثة قرارات، والتى كانت ستوقف عملية بيع أسلحة أميركية لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار مؤخراً نتيجة معارضة من الحزبين الجمهورى والديمقراطى ولم يكن من المتوقع أن يتم تمريرها. حيث صوت مجلس الشيوخ الأمريكى بأغلبية ساحقة على رفض ثلاثة جهود قادها السيناتور التقدمى بيرنى ساندرز، حيث حصلت على نحو 20 صوتًا فقط من أصل 100 من أعضاء المجلس، حيث انضم معظم الديمقراطيين إلى كل الجمهوريين ضد التدابير. وتشمل قرارات بيع الأسلحة قذائف الدبابات، وقذائف الهاون، ونوع من معدات التوجيه الخاصة بالقنابل التى تُلقى فى غزة.
وفى تصريح سبق الجلسة أكد ساندرز إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «انتهك القانون الدولى والأمريكى، وانتهك حقوق الإنسان وعرقل المساعدات الإنسانية»، فيما لفت إلى أن القرارات لن تؤثر على أى من الأنظمة التى تستخدمها إسرائيل للدفاع عن نفسها من الهجمات الواردة، وركز بدلاً من ذلك على الأسلحة الهجومية. وأكد أمام مجلس الشيوخ أن حكومة رئيس الوزراء نتنياهو المتطرفة لم تشن حرباً ضد حماس فحسب. بل إنها شنت حرباً شاملة ضد الشعب الفلسطينى.
وتابع ساندرز: «الكثير مما يحدث هناك تم بأسلحة أمريكية ودعم دافعى الضرائب الأميركيين»، مضيفا أن الولايات المتحدة قدمت أكثر من 18 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل وسلمت أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية، وأضاف «الولايات المتحدة الأمريكية متواطئة فى هذه الفظائع، ولابد أن ينتهى هذا التواطؤ».
وصوّت السيناتور إد ماركى، ديمقراطى من ولاية ماساتشوستس، لصالح القرارات، وقال فى بيان له إن «استراتيجية الولايات المتحدة المتمثلة فى منح حكومة نتنياهو شيكًا مفتوحًا للأسلحة الهجومية لا يمكن أن تستمر». وأضاف «لا يحق لأى دولة، حتى لو كانت حليفة مقربة مثل إسرائيل، الحصول على مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة دون الالتزام بالقانون الأميركى والدولى».
وصوت السيناتور مارتن هاينريش، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس، لصالح القرارات أيضًا، وقال فى بيان إن خفض التصعيد فى الحرب «لا يمكن أن يحدث إذا نظرنا إلى الاتجاه الآخر عندما يتعلق الأمر بكيفية استخدام أسلحة محددة وثمنها الاستثنائى».
وأعلن ديمقراطيون آخرون عن تصويتهم ضد القرارات. وفى ذلك أكد السيناتور كاثرين كورتيز ماستو، ديمقراطية من نيفادا إنها «ستقف دائمًا بفخر لدعم أقوى حلفائنا». وعلى نحو مماثل، قال السيناتور جاكى روزن، ديمقراطى من نيفادا إن «إسرائيل حليفتنا فى الشرق الأوسط، ويجب علينا أن نفعل كل ما فى وسعنا لمساعدتها فى الدفاع عن نفسها». كما صوّت جميع الجمهوريين الحاضرين ضد القرارات مبررين الأمر بأن الحد من قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها يساعد أعداءها بحسب معتقداتهم.
وخلال الحملة الرئاسية، انتقد التقدميون المناهضون للحرب بشكل ممنهج تعامل إدارة بايدن مع الحرب، ودفعوا إلى إنهاء الصراع وانتقدوا تحالف البيت الأبيض مع إسرائيل ونتنياهو.
وكان ساندرز قد قدم هذه الإجراءات فى سبتمبر الماضى بينما واصلت إسرائيل هجومها على غزة، والذى أسفر عن استشهاد 43 ألف شخص على الأقل. وبموجب القانون الأمريكى، لا يجوز تقديم المساعدة العسكرية لقوات الأمن الأجنبية التى ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان. ومع ذلك، رفضت إدارة بايدن إلى حد كبير وقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل، على الرغم من الاتهامات المستمرة بارتكاب جرائم حرب من قبل خبراء حقوق الإنسان.
وهذه ليست المرة الأولى التى يقود فيها ساندرز مثل هذا الجهد، ولم يكن من المتوقع أن يتم تمريره. لكن المؤيدين كانوا يأملون أن يشجع الدعم الكبير فى مجلس الشيوخ حكومة إسرائيل، وإدارة جو بايدن على بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين فى غزة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، دمر الجيش الإسرائيلى أكثر من 65% من المساكن والمدارس والمرافق الصحية. كما دُمرت جميع الجامعات الـ12 فى القطاع، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا. وتقدر الأمم المتحدة أيضًا أن حوالى 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطينى قد نزحوا. كما أكد خبراء الأمن الغذائى العالمى أن المجاعة فى شمال غزة وشيكة.