اعلنت مفوضية الاتحاد الاوروبي مساء الاثنين، ان المساعدات للفلسطينيين لن يتم وقفها، في تراجع عن اعلان سابق لمفوض الاتحاد لشؤون التوسع والجوار أوليفير فارهيلي الذي اعلن تعليق هذه المدفوعات.

وقالت المفوضية في بيان صحفي مقتضب انه لن يكون هناك في الوقت الحالي اي تعليق للمدفوعات المخصصة للفلسطينيين.

وجاء البيان بعد ساعات من اعلان فارهيلي انه سيتم على الفور تعليق كافة مدفوعات برنامج التنمية للفلسطينيين، اضافة الى اجراء مراجعة للمشروعات وارجاء مقترحات المساعدات الجديدة حتى اشعار اخر.

واكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل عبر منصة "اكس" ان الاتحاد لن يوقف المدفوعات للفلسطينيين.

واعتبر بوريل ان تعليق المدفوعات ومعاقبة كافة الشعب الفلسطيني سيلحق ضررا بمصالح الاتحاد الاوروبي في المنطقة وسيؤدي الى تقوية الارهابيين.

 

The suspension of the payments - punishing all the Palestinian people - would have damaged the EU interests in the region and would have only further emboldened terrorists.

— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) October 9, 2023

 

ويتعلق الامر بمساعدات بقيمة 730 مليون دولار مخصصة لمجالي الصحة والتعليم.

وكانت اسبانيا اعربت عن معارضتها القوية لقرار تعليق هذه المساعدات الذي تم اتخاذه خلال اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد،  كما اعلنت هولندا انها لن تلتزم بالقرار.

وجاء قرار تعليق المدفوعات في سياق ابداء التضامن مع اسرائيل في مواجهة الهجوم المباغت الذي شنته عليها حركة حماس من قطاع غزة السبت، واسفر عن مقتل 900 جندي ومستوطن في حصيلة غير نهائية.

واستشهد اكثر من 687 فلسطينيا في غارات مكثفة شنتها اسرائيل على القطاع ردا على الهجوم.

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ طوفان الاقصى الاتحاد الاوروبي حماس اسرائيل الاتحاد الاوروبی

إقرأ أيضاً:

الدُّب … الذي بكته السماء !

مناظير الخميس 1 مايو، 2025

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

* في مساء حزين غابت فيه شمس العام الماضي، صعدت روح صديقي العزيز (عزالدين علي عبدالله)، المعروف بين أصدقائه بـ"عزالدين الدب"، إلى بارئها، وعلى وجهه نفس الابتسامة التي رافقته في الحياة، كأنما كانت تعانق الموت وترحب به، فبكته السماء قبل أن يبكيه البشر، وسالت دموعها فوق مقابر عين شمس في القاهرة، حيث وُري جثمانه الثرى بعد رحلة صمود طويلة، لا يملك من يعرفها إلا أن ينحني احتراماً أمام عظمة هذا الإنسان الفريد.

* لم يكن "الدب" مجرد لقب طريف أطلقه عليه الأصدقاء في صباه بسبب امتلاء جسمه، بل صار مع الأيام رمزاً لقلب كبير يسع الدنيا، وروح مرحة، وجَنان صلب لا تهزه العواصف. ورغم إصابته بالفشل الكلوي لأكثر من عشر سنوات واعتماده على الغسيل المنتظم، لم يكن أحد يصدق أنه مريض، فقد كان صحيح البدن، قوي النفس، عالي الضحكة، حاضر النكتة، سيّال الفكرة، متوقد الذهن.

* عرفته كما عرفه غيري إنسانا مثقفا ومحدثا لبقاً، مجلسه لا يُمل، وحديثه لا يُنسى، وتحليله السياسي والاجتماعي لا يشق له غبار. كان موسوعة متحركة، لا تسأله عن شأن في السودان أو في العالم إلا وتنهال عليك منه الدهشة والإفادة. ولم يكن هذا لشغفه بالسياسة فقط، بل كان عاشقاً للفن والشعر والغناء، يحفظ القصائد والأبيات والأغاني ومَن قالها ولحّنها وغنّاها وتاريخها، وكأنما خُلق ليكون ذاكرة حية لكل شيء جميل.

* عشق الفروسية ونادي الفروسية وسبق الخيل، وكان يحفظ عن ظهر قلب اسماء الفرسان والخيل وصفاتهم وحركاتهم وسكناتهم، وظل طيلة الخمسين عاما الاخيرة من حياته التي لم يغب فيها يوما واحدا عن ميدان السبق مع رفيقه وصديقه (ماجد حجوج) من أعمدة النادي والمؤثرين والمستشارين الذين يؤخذ برأيهم، ومحبوبا من الجميع.

* كان بيت أسرته في حي بانت شرق بأم درمان ندوة يومية يقصدها الناس من كل فج، ينهلون من علمه ويضحكون من قلبهم لطرائفه التي لا تنتهي، وحكاياته التي تتفجر دفئاً وإنسانية، كما لو أنه خُلق من طينة خاصة لا تعرف غير البهجة، رغم معاناته الطويلة مع المرض.

* ثم جاء يوم 15 أبريل، يوم الفجيعة الكبرى، وانفجر جحيم الحرب اللعينة في السودان، وسقطت القذائف على المدن والناس، وأظلمت الحياة، وانعدم الأمان وانهارت المستشفيات، وانقطع الدواء، وتوقفت جلسات الغسيل، فصار عزالدين يخاطر بحياته بحثاً عن مركز يعمل، ينتقل على عربات الكارو بين الدانات والقذائق وزخات الرصاص، ورغم كل ذلك لم تغب ابتسامته، ولم يفقد شجاعته.

* نزح إلى كسلا، ثم بورتسودان، الى ان قادته الأقدار إلى القاهرة، حيث احتضنه أصدقاؤه الأوفياء الدكتور مجدي المرضي، وشقيقه ناصر المرضي، والدكتور صالح خلف الله، وفتحوا له قلوبهم وبيوتهم ووقفوا بجانبه حتى آخر لحظة من حياته، جزاهم الله خير الجزاء، وجعل ما فعلوه في ميزان حسناتهم.

* لكن القلب الذي صمد كثيراً، أنهكته أيام السودان، وضربات الحرب، وعدم انتظام الغسيل وصعوبة الحياة تحت نيران المدافع، فلم يحتمل، واختار الرحيل في صمت هادئ، بابتسامته البهية التي كانت عنواناً له في الحياة، كأنه يقول لنا وداعاً دون نحيب.

* نعزي أنفسنا وأسرته المكلومة، وشقيقاته العزيزات د. سامية، د. سلوى، وسميرة، وأصدقاءه الذين كانوا له عوناً وسنداً، ونبكيه بقدر ما أحببناه، ونترحم عليه بقدر ما أدهشنا بعظمة صبره وروعته وبهاء روحه. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

   

مقالات مشابهة

  • ترامب يقترح تعليق معظم المساهمات الأمريكية في هيئات الأمم المتحدة
  • أعمال ثوابها يعدل قيام الليل.. احرص عليها
  • الاتحاد الأفريقي يرفع تعليق عضوية الغابون بعد الانتخابات الرئاسية
  • الوزير الشيباني: نُثمّن كذلك جهود وزارة الخارجية السورية وفريقها، والدعم الذي قدمه السفراء العرب وممثلو الاتحاد الأوروبي. نقدر أيضاً دعم أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة وتفاعلهم الوطني الصادق
  • الدُّب … الذي بكته السماء !
  • أسوان في 24ساعة.. حزمة إجراءات للتعامل مع العاصفة الترابية.. وتقديم العلاج للفلسطينيين
  • مداولات «العدل الدولية» تحذر من إعاقة إسرائيل لعمل «الأونروا»
  • تاريخ يعيد نفسه… أوروبا تلبس ثوب “الرجل المريض” الذي خاطته للعثمانيين
  • هارفارد ترصد انتشارا للتعصب والكراهية ضد الطلاب المؤيدين للفلسطينيين
  • مسؤولة أممية: لا يمكن احتواء الوضع في غزة الذي يزداد سوءًا