بين طوفان الأقصى وعملية السيوف الحديدية
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
كتب الدكتور ناصيف حتي في"النهار": تذكّرنا الحرب التي انفجرت والتي سمّتها إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، كما كانت قد سمّت الحرب ضد غزة في صيف 2006 والتي امتدت الى تشرين الثاني بعملية "أمطار الصيف" .الوساطات والمبادرات الديبلوماسية انطلقت بهدف خفض التوتر والتهدئة، ولكن ذلك لن يوفر الاستقرار المنشود والحقيقي وبالتالي الدائم والذي يقوم على إحياء عملية السلام ووضعها على سكة التسوية، بحسب المرجعيات الدولية ولو بشكل بطيء.
وعلى رغم ان القضية الفلسطينية ليست على سلّم الاولويات الدولية ولا الاقليمية، لكن مخاطر استمرار التوتر والقتال والدخول في حرب استنزاف ممتدة تشهد تخفيضا وتصعيدا ولو نجحت الاطراف المعنية موقتا في احتواء التصعيد، تحمل انعكاسات سلبية على مستوى الاقليم وعلى مصالح القوى الدولية المعنية ولو بدرجات مختلفة في الاقليم. الرباعي الدولي (الامم المتحدة، الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي وروسيا الاتحادية) لا يمكنه ان يكون فاعلا حاليا، ولم يكن ذا فعالية كبرى اساسا، بسبب الخلاف الروسي - الغربي في اطاره، مما يشلّ قدرته على لعب أي دور.
بقي ان هنالك قوى دولية واقليمية مختلفة، منها اطراف الرباعي، قادرة على ان تلعب دورا، ضمن صيغ وهياكل تعاون متعددة، لاعادة احياء عملية السلام. بالطبع يبقى العائق الرئيسي امام وضع عملية السلام على سكة التسوية وهي سكة طويلة، مرتبطة بقدرة العامل الدولي وكذلك الاسرائيلي الداخلي متى شعر الاخير بالسخونة وانسداد الافق امام تحقيق اهداف الحكومة الحالية، وبمخاطر انفجار الوضع والذهاب نحو المجهول، إحداث التغيير المطلوب داخليا: تغيير الحكومة او تغيير جذري في سياساتها، وهذا ليس بالامر السهل او السريع التحقق لكنه ممكن مع الوقت كشرط ضروري، وايضا غير كاف لتلافي انفجار كبير ستكون له ارتداداته في الاقليم بدرجات ومستويات مختلفة. تلافي الانفجار بدل استراتيجيات تأجيله وشراء الوقت عبر مراهم التهدئة والاحتواء والوعود تستدعي ولوج باب التسوية الشاملة والعادلة وبالتالي الدائمة للصراع ذي الاوجه والابعاد والتداعيات المختلفة على اطرافه وفي الاقليم. واعتقد اننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق ذلك. لكن تلك التسوية البعيدة تبقى المدخل الواقعي الوحيد لنزع فتيل الانفجار والدخول في مسار بناء الاستقرار.
كلمة اخيرة: ماذا عن لبنان، هل يحصل تصعيد على الحدود نشهد ارهاصاته حاليا، تصعيد من نوع تبادل رسائل تحذير وردع استباقي؟ لا مصلحة لأحد بانفجار الوضع والذهاب نحوالمجهول. ولكن يبقى الحذر قائما، فأي تصعيد، عبر "لعبة تبادل الرسائل" قد يؤدي الى الانزلاق نحو الحرب المفتوحة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يفرضون على طالبات جامعة صنعاء دورات عسكرية إلزامية تحت مسمى طوفان الأقصى.. عاجل
أحدثت التطورات التي حصلت في سوريا وأطاحت بالمشروع الإيراني ارتباكا واسعا في هرم القيادات الحوثية، وبدات في حملات واسعة للتحشيد والتجنيد في عموم مناطق سيطرتهم ،ولم حتى تسلم جامعة صنعاء من تلك الحملات التي التي طالت كلا الجنسين.
حيث قررت مليشيات الحوثي الإرهابية فرض دورات عسكرية إلزامية على طالبات جامعة صنعاء تحت مسمى "طوفان الأقصى" وإجبارهن على الحضور لتلقي الدروس الثقافية والتدريب العسكري.
وقالت مصادر طلابية لـ"مأرب برس" أن المدعو "عبدالله العدلة" منتحل صفة أمين كلية التجارة والإقتصاد نضّم دورة طوفان الأقصى تستهدف الطالبات حيث بدأ التدريب من السبت الماضي وقيامهم في توزيع إستمارات التسجيل على باقي الكليات في الجامعة.
وأضافت المصادر أن الدورة تشمل تدريبات عسكرية وثقافية ذات طابع طائفي وشروحات عملية على عدد من الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وأوضحت المصادر لمارب برس أن إدارة الكلية هددت الطالبات الممتنعات عن الحضور بحرمانهن من أداء الاختبارات النهائية.
المصادر نفسها أكدت أن الشهر الماضي أطلقت مسؤولة قطاع الطالبات مع مجموعات نسائية تابعة لما يعرف بالزينبيات حملة تستهدف الطالبات في مختلف الكليات داخل الجامعة لتوزيع إستمارات للتسجيل في دورة طوفان الأقصى.
وبحسب المعلومات الواردة تشترط الحملة تسجيل 40 طالبة كحد أدنى لبدء دورة تدريبية متخصصة التي تنفذها المجموعات النسائية في الجامعة، حيث تتولى مسؤولة قطاع الطالبات الإشراف المباشر على عملية التسجيل والتنظيم.
وأثارة هذة الدورة مخاوف الآباء على بناتهم من تسييس التعليم وتحويل الجامعات إلى ساحات للتجنيد والتعبئة العسكرية بدلاً من دورها الأساسي في التعليم والبحث العلمي.
وجاء استهداف المليشيا الحوثية للطالبات في الجامعة متزامناً مع مواصلة الإنتهاكات وتعسفات متنوعة بحقهن داخل الحرم الجامعي.
وعبر عدد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس عن استيائهم من هذه الدورة الذي يعطل مسيرتهم التعليمية ويفرض عليهم توجهات فكرية لأغراض عسكرية وطائفية تتبع المليشيا بعيدة عن تخصصهم المهني والأكاديمي.