طوفان الأقصى أحيا دور الهاغانا في ذاكرة الاسرائيليين!
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
كتب جورج شاهين في" الجمهورية": ما جرى في مستوطنات غلاف غزة أحيا في اذهان اليهود المعمّرين ما قامت به منظمة "الهاغانا" في غزوها القرى الفلسطينية الآمنة و"تهجيرها". وعليه، كيف السبيل الى شرح هذه المعادلة؟
لا تتسِع مجموعة من الصفحات لما تحتمله عملية "طوفان الأقصى" من معاينات لكل ما سبقها ورافقها وتلاها وما يمكن ان تؤدي إليه من جديد مُحتمل، وهي التي وضعت بعد ساعات قليلة على انطلاقتها على طاولة البحث في عدد من مراكز الدراسات الاستراتيجية في المنطقة والعالم.
من يستفيض في تحليل هذه العملية لا يمكنه أن يتجاهل ما كشفه مسؤول حركة "حماس" في بيروت علي بَركة الذي كشف قبل ظهر امس ان عملية "طوفان الاقصى" كانت عملية "حمساوية مئة في المئة"، وقد نجحت "حماس" بالتخطيط لها بكل تفاصيلها، وأدَقّ ما هَدفت اليه من عناصر الصدمة والمفاجأة في الداخل الفلسطيني والاقليم والخارج. وقد يكون الاهم في ما كشَفه بَركة أنها حافظت على سريتها حتى الساعة صفر منها، وبعدما تم تحضير مستلزماتها العسكرية والامنية والاعلامية والتحسب لردات الفعل الاسرائيلية المحتملة على قطاع غزة ومن دون ان تُطلع أياً من حلفائها وأصدقائها عليها في اشارة لنفي اي محاولة أو مسعى للإفادة منها واستثمارها وصرفها في خانة هذه القوة الإقليمية او تلك.
وعليه، لا يمكن لأي مرجع ديبلوماسي أو عسكري سوى ان يتوقف امام هذه النقطة الحساسة في ظل ما كشف من وجود عملاء في أرقى صفوف المسؤولين فيها، فقد تكون هذه "السرية" المطلقة التي تم الحفاظ عليها من أبرز نقاط القوة التي سمحت بإطلاقها، وخصوصا لجهة ما حققته من عناصر الصدمة والمفاجأة ليس على المستوى الإسرائيلي فحسب، إنما على مستوى المنطقة والعالم. ذلك انها المرة الاولى التي تحقق فيها مثل هذه العملية نتائجها الأولية المقدرة لها وما حققته من إنجازات في الساعات الاولى منها قبل ان تبدأ الترددات الهائلة التي انعكست على مختلف وجوه حياة الاسرائيليين اليومية على مساحة الدولة ومؤسساتها بطريقة انعكست على المقيمين فيها أيضاً بفِعل إقفال مطار بن غوريون لفترات عدا عما أحيطت به من مخاطر، فانطلقت الوفود الاجنبية في اتجاه جسر الملك حسين في طريقهم الى المطارات الاردنية للعودة إلى بلدانهم.
وختاماً، مهما قيل في هذه العملية فإن هناك ملاحظة حساسة ودقيقة توقف عندها أحد الديبلوماسيين المُحنّكين الكبار الذي ربط بين منظرين "تاريخي" و"آني" يختصر مسافة تمتد لقرن تقريباً. فقد ربطَ بين منظر الفارّين من المستوطنات في اتجاه مناطق آمنة ومنظر التهجير الفلسطيني منذ أن أنشئت منظمة "الهاغانا" اليهودية بعد "وعد بلفور" وابّان الإنتداب البريطاني وبعده وصولاً الى ما ارتكبته من مجازر عام 48 وما تلاها، كما شكلت طريقة تعاطي "حماس" مع الاسرى الاسرائيليين "ترجمة فورية" لطريقة تعاطي الجيش الاسرائيلي مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة طوال الأعوام الماضية وهي مناظر ستحفر عميقاً في العقل الاسرائيلي وتؤثر فيه، وخصوصاً كبار السن منهم والمسؤولين الجدد قبل أي عقل آخر.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تم بيعنا.. عدنان إبراهيم يشعل ضجة بما قاله عن حماس وطوفان الأقصى وهجوم 7 أكتوبر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار الداعية الإسلامي، عدنان إبراهيم، ضجة بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ممت تداولوا فيديو وتصريحات أدلى بها عن كواليس هجوم حركة حماس داخل إسرائيل في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
الفيديو المتداول وتصريحات عدنان إبراهيم جاءت على بودكاست "عرب كاست" وقال فيها: "السبب الحقيقي الكامن وراء صمتي أنني فشلت ولا زلت أفشل في فهم ما حدث على انه حتى سوء تقدير، لكي أكون واضحا، كيف يكون سوء تقدير ويعلم الله أنني في اللحظة الأولى التي سمعت بها بخبر ما حدث في 7 أكتوبر علقت تعليقا وأصبح سائرا في العائلة وفي الأقارب وفي أصدقائي المقربين قلت لهم لقد تم بيعنا، لقد تم بيعنا".
وتابع قائلا: "أول كلمة.. علينا أن نتساءل على كل حال لا يطلب مني ولا من أمثالي أن أجيب عن هذا السؤال، الذين يدينون لنا ببيان واضح عمّا حدث لحد الآن هم يصمتون.."
ويذكر أن مصادر قالت لشبكة CNN في تصريحات سابقة إن المعلومات الاستخبارية التي تبادلتها إسرائيل مع الولايات المتحدة تشير إلى أن خلية صغيرة من نشطاء حركة "حماس" خططت للهجوم المفاجئ على إسرائيل، وقد تم التواصل عبر شبكة من خطوط الهواتف في شبكة الأنفاق تحت غزة على مدى عامين.
وتكشف المعلومات الاستخبارية التي شاركتها إسرائيل مع المسؤولين الأمريكيين كيف أخفت "حماس" التخطيط للعملية من خلال إجراءات استخباراتية قديمة الطراز مثل عقد اجتماعات التخطيط بشكل شخصي والابتعاد عن الاتصالات الرقمية التي يمكن للإسرائيليين تتبع إشاراتها لصالح الهواتف السلكية في الأنفاق.
وتلك المعلومات تقدم رؤية جديدة حول السبب وراء تعثر إسرائيل والولايات المتحدة أمام هجوم "حماس"، الذي شهد تدفق ما لا يقل عن 1500 مقاتل عبر الحدود إلى إسرائيل في عملية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي.
ولم تطلع CNN على المعلومات الاستخبارية المحددة، ولكنها تحدثت إلى مصادر مطلعة عليها.
ورفض مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية التعليق ولم تستجب السفارة الإسرائيلية في واشنطن لطلب التعليق، في حين ذكرت شبكة CNN في وقت سابق أن سلسلة من التحذيرات الاستراتيجية من وكالات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية لم تدفع المسؤولين من أي من البلدين إلى توقع هجوم 7 أكتوبر.