كشفت عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية مؤخرا ضد إسرائيل، عور الغرب في التعامل مع مواقف يعتبرها دفاعا عن النفس عندما يقوم بها المحتل، ويصفها بالإرهاب عندما يدافع بها صاحب الأرض عن نفسه، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالأسيرات.

فعلى مدى سنوات من الاحتلال الوحشي، كان الغرب يتعامل مع قتل الفلسطينيين على أنه حق مشروع للإسرائيليين، في حين يرى رد أصحاب الأرض صنفا من صنوف الإرهاب.

في المعركة الأخيرة التي باغتت فيها المقاومة جيش الاحتلال وتمكنت من أسر عشرات الجنود والضباط والمدنيين بينهم نساء، علت أصوات الولايات المتحدة ومن يليها من الدول الغربية تنديدا بما يحدث للإسرائيليات.

وفي موقفه هذا، تجاوز الغرب حقيقة أن من حق الفلسطينيين مواجهة الاحتلال، وهو أمر يكفله لهم القانون الدولي، وينفق من يتباكون على إسرائيل اليوم مليارات الدولارات لتمكين الأوكرانيين من فعل الأمر نفسه أمام الروس، في اختلال فاضح للمعايير الأخلاقية التي تنصب حسب الطلب.

وبينما يرى الغرب دفاع الأوكرانيين عن أرضهم حقا مشروعا، يرى اقتحام المقاومة لمستوطنات الاحتلال عملا إرهابيا، متجاهلا أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يقتحم جنود الاحتلال بيتا أو بلدة فلسطينية، فيهدمون المنازل علنا ويعتقلون النساء، بل يقتلونهن في وضح النهار.

وفي حين تنهمر دموع الغرب على مجندات إسرائيليات يخدمن في جيش محتل، فإنه في الوقت نفسه لا يرى نساء فلسطين وهن يركلن ويسحلن ويقتلن في الشوارع، كما أنه لا يرى المسجد الأقصى يقتحم ويدنس وينكل بالمصلين فيه، دون أن ينطق بكلمة واحدة.

وحتى وسائل الإعلام التي لا تكاد تذكر نساء فلسطين المعتقلات منذ سنوات في سجون الاحتلال ولا تعرفهن أصلا، فإنها اليوم تشتاط غضبا من أجل الإسرائيليات الواقعات في قبضة المقاومة.

ليس هذا وحسب، فقد قتلت إسرائيل قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري 170 فلسطينيا في الطرقات ولأسباب لا تعدو كونها أوهام جنود لا يتورعون عن إطلاق الرصاص، ومع ذلك لم يحدث الغرب ولو جزءا من هذه الجلبة التي يحدثها اليوم.

واليوم، قررت تل أبيب قطع الطعام والشراب والوقود والكهرباء عن سكان غزة الذين وصفهم وزير دفاع إسرائيل بأنهم "حيوانات بشرية"، في وقت لا يوجد فيه بالغرب من يعلق على هذه الأمور التي يراها القانون الدولي جريمة ضد الإنسانية.

وفي وقت تواصل فيه إسرائيل قصف كل ما هو على أرض غزة من بشر وحجر، وتقتل أطفالا ونساء وعائلات بأكملها لاستعادة كرامة أراقتها المقاومة بغتة، فإن النائحين الغربيين لا يلتفتون إلا عندما يريدون تحويل الجناة إلى مجني عليهم.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

أخبار غزة.. رئاسة فلسطين تحذر من تصاعد جرائم إسرائيل وتدعو لوقف الحرب الشاملة

حذّر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، من استمرار سلطات الاحتلال في حربها الشاملة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، خاصة في محافظتي جنين وطولكرم ومخيمهما، مشيرا إلى أن تصاعد جرائم القتل والتهجير وتدمير الممتلكات.

وجاءت هذه التحذيرات ضمن أخبار غزة والضفة الغربية، التي تشهد تصاعدًا في الانتهاكات الإسرائيلية.      

أخبار غزة.. فلسطين تحذر من الحرب الشاملة 

وقال «أبو ردينة»، في إطار أخبار غزة، إن قوات الاحتلال تشن حملة تدمير ممنهج للمنازل، وتهجير للفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد العشرات ومئات الجرحى، في ظل صمت دولي عن مخططات الاحتلال الرامية إلى تنفيذ مخطط الضم والتوسع العنصري، استكمالًا لجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة، أدت إلى استشهاد وجرح وفقدان أكثر من 200 ألف فلسطيني.

وطالب بتدخل الإدارة الأمريكية لوقف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني والأرض، وعدم تشجيعه على التمادي في عدوانه الذي سيؤدي إلى تفجر الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وسيدفع ثمنه الجميع.

وشدد «أبو ردينة»، على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي مخططات سواء بالتهجير أو الوطن البديل، وتهديد شعبنا لن يكون مفيدًا لأحد، بل سيؤدي إلى دمار واسع هنا أو في المنطقة، مدينا الناطق باسم الرئاسة، إقدام سلطات الاحتلال على طرح مناقصات لبناء 974 وحدة استيطانية استعمارية جديدة في مستوطنة «إفرات»، واعتبرها امتدادًا لمخططات الاحتلال الرامية إلى فرض سياسة الأمر الواقع، مؤكدًا أن الاستعمار جميعه غير شرعي ومخالف لجميع قرارات الشرعية الدولية التي أكدت وجوب إزالته.

أخبار غزة على أرض الواقع 

وحول أخبار غزة على أرض الواقع، استُشهد طفل، الأربعاء، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة المطار، شرق مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

وقد أظهر تقييم أصدرته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، أن إعادة بناء غزة بعد الصراع الذي استمر 15 شهرا بين إسرائيل وحماس في القطاع الفلسطيني سيحتاج إلى أكثر من 50 مليار دولار.

كما قالت عملية التقييم السريع المؤقت للأضرار والاحتياجات إن هناك حاجة إلى 53.2 مليار دولار للتعافي وإعادة الإعمار على مدى السنوات العشر المقبلة، مع الحاجة إلى 20 مليار دولار في السنوات الثلاث الأولى.

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى 19 يناير 2025، عدوانًا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 158 ألفاً، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

ودخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيز التنفيذ 19 يناير الماضي، ومنذ بدء سريانه استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في أنحاء متفرقة من القطاع. 

مقالات مشابهة

  • أخّر “طوفان الأقصى” نصف ساعة.. الضيف تفّوق استخبارياً على إسرائيل
  • بالأسماء.. القسام تفرج عن 6 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السابعة
  • حجة.. مسير للدفعة الثالثة من خريجي طوفان الأقصى
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • كنيست الاحتلال يمنع منح تأشيرات دخول لمنكري طوفان الأقصى
  • ما هي الصورة التي أخفتها المقاومة على منصة التسليم ؟
  • المقاومة تكشف أسماء أسرى الاحتلال المقرر تسليم رفاتهم الخميس
  • صنعاء.. مناورة لخريجي دورات طوفان الأقصى بمديرية بني مطر
  • خاطرة
  • أخبار غزة.. رئاسة فلسطين تحذر من تصاعد جرائم إسرائيل وتدعو لوقف الحرب الشاملة