كتب- عمر كامل:
استضافت كلية الاعلام جامعة القاهرة المفكر الاستراتيجي اللواء سمير فرج، في ندوة احتفالية بذكرى نصر أكتوبر تحت عنوان "خمسون عامًا من صيحة أكتوبر لصحوة العمل".

أوضحت الدكتورة حنان جنيد، عميدة كلية الإعلام، أن نصر أكتوبر هو حدث جلل في تاريخ مصر، والتي أشادت بها دول العالم في كيفية حصولها على أرض سيناء، مشيرة إلى أن ذكرى نصر أكتوبر 1973 تشير إلى ضرورة التمسك بالوطن وبترابه، وأن مصر لا تتنازل عن أرضها وتدافع عن كل بقعة في ترابها، مشيرة إلى أن مصر طوال فترة تاريخها الحديث، تتوقف أمام لحظة استعادة نصر أكتوبر بما يمثله من استعادة التراب المصري وسيادة مصر أمام غطرسة العدو المحتل لأرضها.

ودعت عميدة الكلية إلى استلهام العظة والعبرة من نصر أكتوبر من خلال الاتجاه نحو دعم التنمية والبناء والجهود التنموية التي تبذلها الدولة، ومشيرة إلى أن معركة العبور لاستعادة الأرض هي الأساس الذي يمكن أن يتم بناء عليه استكمال مسيرة البناء والتعمير، مشيرة إلى أن جهود استعادة أرض سيناء شهدت التضحيات ودفع المصريين فيها الثمن غاليا مع الجيش المصري لأجل الوصول إلى مرحلة العبور والنصر.

واستعرض اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجيى، المراحل التاريخية لحرب أكتوبر منذ بداية وقوع نكسة يونيو 1967، وأزمة احتلال إسرائيل لمنطقة سيناء، مستعرضا تاريخية فكرة بناء خط بارليف على خط المواجهة مع العدو بقناة السويس والذي بلغ طول 180 كيلومترا، وتكون من 35 نقطة حصينة، مشيرا إلى أن كل هذه النقاط بها خرانات نابالم حارقة تعيق حركة الجنود المصريين وفقا للمعتقد العسكري الإسرائيلي من العبور للضفة الشرقية لقناة السويس.

ونوه إلى أن مصر وجنودها اعتبروا أن معركة استعادة الأرض مصير ومستقبل حياة الأمة، لأن الأرض عرض، موضحا بأن خط بارليف كان مرعبا للجميع وخاصة فكرة كيفية العبور منه كانت الشغل الشاغل، حتى جاءت فكرة الضابط مهندس باقى زكى، لفتح الثغرات في الساتر الترابي لعبور القوات والمعدات.

وتعرض الخبير الاستراتيجي إلى معركة المنصورة الجوية في حرب أكتوبر، والتي كشف منها اللواء سمير فرج أنها تدرس في العديد من الأكاديميات العسكرية الكبرى، حيث شارك فيها 200 طيارة من إسرائيل ومصر، واستمرت 53 دقيقة وتم خلالها إسقاط 17 طائرة من اسرائيل، و5 طائرات فقط من مصر منهم 3 طائرات بسبب نفاد الوقود.

وقال اللواء الدكتور سمير فرج، إن حرب الاستنزاف بدأت في أكتوبر 1967 بحدث رفع الروح المعنوية هو إغراق المدمرة إيلات اكبر قطعة بحرية في إسرائيل، لافتا إلى أن إغراق إيلات غير تاريخ الفكر العسكري في العالم، فمنذ أن أغرقت هذه المدمرة لم يعد العالم يصنع مدمرات وبوارج وتغير فكر التسليح، قائلا إنها مازالت حتى الآن موجودة أمام سواحل بورسعيد.

واسترجع اللواء المشارك في حرب السادس من أكتوبر إنجازات العسكرية المصرية خلال حرب الاستنزاف حيث استهدف الجيش المصري بناء على توجيهات الرئيس جمال عبد الناصر الحفار الذي أرادت إسرائيل من ورائه التنقيب عن البترول في خليج السويس، وأنتج حوله مسلسل، فكانت إسرائيل ستحصل عليه من النرويج، لكن نجحت مصر في تفجيره في قبالة ساحل مدينة أبيدجان في جمهورية ساحل العاج.

وتعرض الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء الدكتور سمير فرج إلى معركة رأس العش والتي مثلت نقطة تحول في الطريق إلى نصر السادس من أكتوبر عام 1973، مشددا على أنه «بدون حرب الاستنزاف لم نكن لننجح في حرب اكتوبر».

وأشار إلى أنه عند عبور خط بارليف كان يقف الساتر الترابي بارتفاع 20 مترا وكانت هناك صعوبة كبيرة في عبور الدبابات، ليقترح المهندس زكي باقي فكرة المضخات، موضحا بأن التحدي الآخر كان امتلاء الساتر الترابي بأنابيب النابالم، ومن ضمن التضحيات أن أحد الجنود استشهد وهو يسد بصدره واحدة من أنابيب النابالم وكان يعلم وهو يقوم بذلك أنه سيستشهد.

وشدد اللواء سمير فرج على أن الفريق سعد الدين الشاذلي قائد عسكري عظيم ضمن قادة نصر اكتوبر، فهو من خطط لعبور قناة السويس، ودرس للضباط والجنود مخطط العبور من خلال الاثني عشر موجة للجنود العابرين ووضع التوجيه 41، قائلا «لولاه ما كنا عبرنا، فهو صاحب افكار السلالم الحبال، وكيفية عبور المشاة الساتر الترابي وسترات العساكر.»

وقال المفكر الاستراتيجي أن الجنرال الذهبي الفريق عبدالمنعم رياض يعد مع نماذج قادة حرب أكتوبر علامة فريدة على العسكرية المصرية؛ قالا «شهدت بنفسي أنه كان يتفقد بشكل دوري الخطوط الأمامية للجبهة، ولم يحدث في التاريخ أن استشهد رئيس أركان على الخط الأول للمواجهة إلا الجنرال الذهبي لتنظم له أكبر جنازة شعبية».

وتعرض المفكر الاستراتيجي لأزمة تهجير مدن قناة السويس موضحا بأنها من الأحداث الشاهدة على عظمة الشعب المصري؛ حيث استجاب المصريين لطلب تهجيرهم حماية لهم لحين حل أزمة احتلال الأرض، مثمنا استجابة الشعب المصري وعدم احتجاجه، وثقته في القيادة السياسية في ظل ظروف الحرب.

وأوضح اللواء العسكري بإن جيش الاحتلال كان على ثقة من فوز قواته بالحرب في أي وقت؛ بسبب عدد القوات الكبير والتسليح الحديث، مؤكدا أنهم تفاجأوا بما حدث من صدمة لهم في أكتوبر المجيدة 1973.

وتابع المفكر الاستراتيجي: رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها أمرت بتشكيل لجنة تقصي حقائق (لجنة أجرانات) برئاسة رئيس المحكمة العليا، عقب الهزيمة، وقد انعقدت أولى لقاءاتها في 21 نوفمبر 1973، وصدر عنها تقريرا وصل لـ 1500 ورقة، لكنه مُنع من النشر.

وأوضح اللواء سمير فرج أن أول قرار بعد حرب أكتوبر 1973 كان عزل دافيد عازر، قائد الجيش ورئيس الأركان الإسرائيلي، ومنعه من تولي أو وظيفة بسبب تقصيره، منوها أن التقرير تغاضى عن تقصير المخابرات في ذلك الوقت، بالإضافة إلى أن «جولدمائير» لم تعلن التعبئة.

واختتم اللواء المفكر الاستراتيجي حديثه بنصيحة الطلاب: "نتعرض اليوم لحروب الجيل الرابع والخامس فى مصر واستهداف الشباب لإسقاط الدولة المصرية، من خلال الشائعات والسوشيال ميديا، داعيًا الطلاب بعدم النظر للشائعات التي تستهدف الدولة ومساندة مصر ضد الحملة الشرسة حتى استكمال النهوض بالدولة.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية حريق مديرية أمن الإسماعيلية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني سمير فرج كلية الإعلام نصر أكتوبر المفکر الاستراتیجی اللواء سمیر فرج الساتر الترابی نصر أکتوبر حرب أکتوبر إلى أن

إقرأ أيضاً:

الشبلي: لا حل للأزمة الليبية دون العودة إلى الشعب واستفتاء عام يحدد مصير الدولة

في ظل استمرار الأزمة السياسية الليبية وغياب الحلول الوطنية المستندة إلى إرادة الشعب وحقه في تقرير مصيره، صرّح فتحي عمر الشبلي، رئيس حزب صوت الشعب، لشبكة “عين ليبيا”، أن جميع المبادرات السابقة والحالية والمستقبلية لا تهدف إلى إخراج البلاد من أزمتها، بل تتجاهل صوت الشعب وتضع مفاتيح الحل بأيدي من وصفهم بـ”غير المستحقين” محلياً، ومن يسعون للاستفادة دولياً.

وقال الشبلي: “إن ما يحدث على الساحة الليبية ما هو إلا عبث سياسي وإضاعة للوقت وتدوير متعمد للأزمة، محذراً من استمرار تجاهل الإرادة الشعبية”، وأكد أنه لا مخرج حقيقياً من الأزمة دون العودة إلى الشعب الليبي عبر استفتاء عام يحدد فيه مسار الدولة.

واقترح الشبلي، خطة تتكون من ثلاث مراحل أساسية للخروج من المأزق السياسي، تبدأ أولاً بتحديد شكل وهوية الدولة الليبية من خلال استفتاء شعبي شامل، وثانياً بتولي رئيس المجلس الأعلى للقضاء مهام رئيس الدولة لفترة انتقالية مدتها تسعون يوماً، وثالثاً تشكيل “حكومة أزمة” مؤقتة تنتهي مهامها بانتهاء الفترة الانتقالية.

وأوضح أن “مهام هذه الحكومة يجب أن تشمل: تشكيل لجنة من المختصين في القانون والدستور لوضع دستور يعكس ما يقرره الشعب من شكل وهوية الدولة، وذلك في مدة لا تتجاوز ثلاثين يوماً، عرض مشروع الدستور الجديد على استفتاء شعبي، الدعوة إلى انتخابات عامة لانتخاب رئيس للدولة ومجلس نواب وفق ما ينص عليه الدستور المعتمد”.

وفي ختام حديثه، تساءل الشبلي، إن كان المجلس الرئاسي الحالي يمتلك الإرادة والقدرة على تنفيذ هذه المهمة الوطنية، أم أن البلاد تنتظر تدخلاً خارجياً جديداً، قائلاً: “هل يستطيع المجلس الرئاسي تولي إنجاز هذه المهمة الوطنية، أم ننتظر أن تعين لنا الإدارة الأمريكية رئيس وزراء جديد”؟

وتأتي تصريحات فتحي الشبلي، رئيس حزب صوت الشعب، في سياق التعقيد السياسي المستمر الذي تعانيه ليبيا منذ سنوات، نتيجة الانقسامات الداخلية وفشل المبادرات المحلية والدولية في الوصول إلى حل دائم، رغم تعدد الاتفاقات السياسية، أبرزها اتفاق الصخيرات واتفاق جنيف، إلا أن غياب قاعدة دستورية متوافق عليها، واستمرار الصراع بين الأجسام السياسية المتنازعة، أدى إلى حالة من الجمود السياسي والتشظي المؤسسي.

وفي ظل هذا الواقع، تتزايد الدعوات من بعض القوى السياسية والمدنية الليبية إلى العودة إلى الشعب بوصفه صاحب الشرعية الأصيلة، من خلال استفتاء عام يُحدّد شكل وهوية الدولة الليبية، بعيداً عن الحلول المفروضة من الأطراف المحلية أو التدخلات الإقليمية والدولية.

ويعكس الشبلي، في تصريحاته موقفاً يرفض استمرار ما يصفه بـ”العبث السياسي”، مطالباً بمسار انتقالي قصير الأمد يقوده القضاء الليبي، ويُنهي حالة الانقسام عبر دستور نابع من الإرادة الشعبية وانتخابات عامة تستند إلى شرعية واضحة ومقبولة داخلياً.

مقالات مشابهة

  • جورج سمير: استعدادات مكثفة وزيارات ميدانية لمقر إقامة البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة
  • أبطال فيلم اتجاه واحد يحتفلون بانتهاء التصوير والعرض قريبا (صور)
  • أبطال فيلم اتجاه واحد يحتفلون بانتهاء التصوير والعرض قريبا.. صور
  • تفاصيل لقاء اللواء سلطان العرادة مع سفيرة مملكة هولندا وأهم الملفات التي تم عرضها
  • بسبب انخفاض سعر النفط.. الحكومة العراقية تدرس إلغاء موازنة 2025
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • الدكتوراه للباحث سمير الحيدري من كلية العلوم جامعة صنعاء
  • الشبلي: لا حل للأزمة الليبية دون العودة إلى الشعب واستفتاء عام يحدد مصير الدولة
  •  لماذا قررت واشنطن اليوم استعادت أنظمة “باتريوت” كان في طريقها للسعودية 
  • مشاركة فاعلة لرياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة ببطولة الإرادة لكرة الطاولة في درعا