الثورة نت:
2025-02-27@07:11:22 GMT

التطبيع وحق الاحتلال في الدفاع عن نفسه!

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

الأصل في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان وبمكونات الطبيعة أن تكون علاقة طبيعية، من شروطها قيامها على توازن يحفظ الانسجام بين المطبِّع والمطَبَّع معه ، ولهذا يوصف استهداف الإنسان للحياة الطبيعية بالاعتداء على التوازن الطبيعي والبيئي وكذلك تصرفات الدول الصناعية ، الإنسان المستهتر يدمر ما له فيه بعض الحق وما ليس له فيه أي حق ، وما تسببه المخلفات الصناعية والنووية من سموم وأمراض خطيرة على الحياة النباتية والحيوانية من أمراض وآثار مدمرة تجعل حياة شركاء الحياة في خطر، لذلك أصبحت قضية البيئة من أبرز القضايا التي تؤرق من يمتلكون قدراً من الإحساس بالمسؤولية تجاه الحياة ، ومن السياسات غير الطبيعية اعتداء الدول المتقدمة والغنية المتمكنة من القرار والمال على الدول الفقيرة والمتخلفة أو احتلالها لاستغلال خيراتها ، وسحق شعوبها كما حدث ويحدث في فلسطين من دعم للكيان الصهيوني في ممارساته ضد الشعب الفلسطيني وهناك شعوب كثيرة تتعرض لممارسات وضغوط وجرائم حروب داخلية تم إشعالها بوسائل وخدع وسيناريوهات لا تقل عما تعرض ويتعرض له الفلسطينيون منذ البدايات التمهيدية لمأساته الناتجة عن السياسات غير الطبيعية المجردة من كل القيم والتي بدأت فصولها بالمؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل في سويسرا بتأريخ 29/ أغسطس 1897 بزعامة تيودور هيرتزل حيث وضعت خطط الهجرة السرية المنظمة قبل أن تبدأ المرحلة العلنية التي استندت إلى ما أطلق عليه وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا المحتلة لفلسطين تضمن منح أرض فلسطين لليهود بناء على المقولة الزائفة المعروفة : (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ) وهي مقولة زائفة من عدة وجوه أولها: أن تصرف وزير خارجية بريطانيا تصرف من لا يملك لمن لا يستحق وثانياً : أن اليهود الذين منحتهم بريطانيا أرض فلسطين تم جلبهم من بلدانهم التي كانوا يعيشون فيها منذ آلاف السنين واحتفظوا بجنسياتهم الأصلية لتلك البلدان بالإضافة إلى جنسية الأرض التي اغتصبوها وسموها إسرائيل في حين عاش الفلسطينيون ويعيشون حياة الشتات والتشريد أما ثالثاً: فإن فلسطين أرض الفلسطينيين منذ آلاف السنين ، ولا وجود لما يسمى دولة إسرائيل ولا لكيان يحمل هذا الاسم عبر التاريخ ، ويهود فلسطين شأنهم شأن كل يهود العالم يرتبطون ببلدانهم ارتباطا وطنيا لا دينيا ، وهذا حق من واجب الجميع الاعتراف به واستهداف أي إنسان واقتلاعه من جذوره بعناوين دينية يفترض أنه عمل إجرامي ، ومن واجب النظام الدولي الحرص على العدالة وعدم التشجيع على جعل الدين وسيلة لاحتلال أراضي الغير لأن ذلك جريمة مستنكرة ومرفوضة إنسانياً ودينياً وأخلاقياً اعتماداً على كون الدين والعلمانية بمفهومهما القويم يدعوان للأخوة الإنسانية كطريق للسلام بمفهوم (الأرض كلها لله يورثها من يشاء من عباده الصالحين) لا من يدعي الصلاح وامتلاك الحقيقة أي غير الفاسدين والمستبدين ومن يظلمون الناس باسم الدين ويفسدون في الأرض :(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم المفسدون ولكن لا يشعرون ) أو بمفهوم العلمانية : (الدين لله والوطن لجميع)؛
والتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي تقوم به بعض دول يطلق عليها عربية أو إسلامية إنما هو تطويع الناس ليروا الفساد أمرا طبيعيا بقوة السلاح والتضليل الإعلامي والإيهام بأن ذلك من علامات احترام حقوق الإنسان وكأن هذا الكيان قد نشأ طبيعياً ، والأحداث منذ بداية المأساة وحتى اللحظة تؤكد أن التطبيع مع احتلال الأرض والتوطين بالقوة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم بارتكاب أبشع الجرائم بحقهم لا يولد سوى العنف ولا يمكن أن ينتج السلام لأن السلام إنما ينتج عن قناعة الجميع بأن من حق أي إنسان أن يحافظ على وجوده وكيانه الطبيعي وليس المصطنع ، ومن حقه أن يدافع عن حياته ووجوده ولكن ليس على حساب وجود غيره وحياته ، ومن العجائب أن تصبح هذه الحقيقة وجهة نظر قابلة للمساومة تحت عناوين خادعة مثل : (الأرض مقابل السلام ) أي أن على الفلسطينيين أن يستسلموا مقابل وعود كاذبة بأن يمنحهم غاصب أراضيهم جزءاً منها مقابل الوهم ليستمر التطبيع بمفهوم التطويع ، وتتم هذه المهزلة برعاية دولية ، وتبنى الجنسية على الدين بدعم من يدعون أنهم حماة الديمقراطية وحقوق الانسان والمحاربون للإرهاب الذي صنعوه.


التطبيع مع الاحتلال شكل من أشكال العدوان يعكس صورة من أبشع صور استخدام السياسة وتطويعها لأبشع صور استخدام الدين في الاعتداء على العدالة سواء من خلال الاعتراف بالهٌوية اليهودية لدولة إسرائيل أو من خلال جعل (الشرعية الدولية) في خدمة الظلم بدلا عن الدفاع عن المظلومين سواء في علاقة الحكومات بشعوبها أو في منع اعتداء أي دولة أو شعب على دولة أو شعب آخر، من الطبيعي والواجب على الأمم المتحدة بمنظماتها وهيئاتها أن تكون إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني بقوة وليس على استحياء فهو الذي يدافع عن نفسه وليس الكيان المصنع.
إن طغيان القوة والمال ما زال هو صاحب القرار والشرعية مهما صدرت من قرارات لها صلة بالعدالة ولا يزال القادر على جعل نهج التطبيع مع الظلم رهن التطوع.
يد الله فوق أيدي الطغاة
والسلام على من يحب الحياة
ويعشق درب السلام
ويكره نهج الخنوع

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: التطبیع مع

إقرأ أيضاً:

كتاب يكشف الخفايا.. كيف تحكم ميريام أديلسون على قرارات ترامب ودعم الاحتلال الإسرائيلي؟

وصف المؤلّف والصحفي الأمريكي، مايكل وولف، بكون تفاعلات ميريام أديلسون مع ترامب بكونها: "مملة بشكل غير مخفف ومليئة ببث حر لآرائها، التي يتعلّق معظمها بعموميات فقط"، وذلك بحسب مقتطفات حصرية حصلت عليها صحيفة "فوروارد" الأمريكية.

وبحسب وولف، في كتابه الجديد، الذي من المنتظر إصداره اليوم الثلاثاء، فإن: "الرئيس دونالد ترامب قد أصبح محبطا من ميريام أديلسون، أرملة قطب الكازينو شيلدون أديلسون وأحد أكبر مانحيه، ورفضها على أنها "مملة" خلال الحملة الانتخابية لعام 2024".

وفي التفاصيل يقول الصحفي الأمريكي: "ظلت ميريام أديلسون، التي تقدر ثروتها الصافية وفقا لـ"بلومبرج" بمبلغ 37.8 مليار دولار، إذ تعدّ أكبر مانح يهودي لترامب، وثالث أكبر متبرع لحملة ترامب لعام 2024، بعد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، ورجل الأعمال، تيموثي ميلون"، موضحا: "ساهمت بمبلغ 106 ملايين دولار لدعم ترامب".

وأبرز الكتاب نفسه الذي أثار جدلا واسعا منذ الإعلان نفسه، أنّه: "على الرغم من أن ميريام أديلسون كانت أكثر متعة من زوجها، شيلدون أديلسون (توفي في عام 2021) الذي كان المتبرع الوحيد الأكثر سخاء لترامب خلال عام 2016، حيث أنفق 20 مليون دولار. لكنه لم يخفض الشيكات حتى سبتمبر من ذلك العام، واستفاد من دعمه لمُطالبة ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. إلاّ أنها كانت أكثر إحكاما وأكثر تشككا في ترامب". 

وتابع: "في عام 2021، قالت ميريام: إن الوقت قد حان لتجاوز الانقسامات التي أثارها ترامب. خلال حملة عام 2024، إذ رفضت في البداية الانحياز للجانب في الانتخابات التمهيدية الرئاسية"؛ فيما يدّعي وولف، عبر المقتطفات المتحصّل عليها من الكتاب، أنّه: "بعد عشاءين خاصّين معها، بما في ذلك عشاء في مار لاغو، لاحظ ترامب أنها كانت: مملة جدا".

وبحسب الكتاب: "قال ترامب، لمساعدي حملته الانتخابية: إنها تستمر وتستمر. لا يمكنني فعل شيء آخر، لن تعطينا أي شيء"، مردفا: "في مايو، بعد إدانة ترامب في نيويورك بتزوير السجلات التجارية، التزمت أديلسون بأكثر من 100 مليون دولار لحملة ترامب".

وأكّد: "بحلول وقت المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو، تحمّل ترامب اجتماعا لمدة ساعة واحدة مع أديلسون، من أجل 100 مليون دولار التي وعدت بها و100 مليون دولار أخرى كانت تتدلى". وصف وولف، ترامب، بأنه "يسمح لها بالتحدث مطوّلا بينما كان يستمع في صمت".

ومضى بالقول: "لكن التوترات ظهرت مرة أخرى عقب المؤتمر، عندما عرض على ترامب مقالا يكشف أن أديلسون قد استأجرت العديد من الشخصيات ذات السمعة المناهضة لترامب للمساعدة في إدارة الحملة المؤيدة لترامب". مشيرا إلى أنّ: "المتحدث باسم ترامب لم يستجب على الفور لطلب التعليق على مقتطف أديلسون".

كذلك، بحسب مقتطفات الكتاب، فإنّ: "جاريد كوشنر، صهر ترامب، وزوجته إيفانكا ترامب، رفضا التوقيع على بيان يدافع عن ترامب ضد اتهامات معاداة السامية. "لن نذهب ونضع أسمائنا على شيء ما وندخل في وسط الأشياء"، قال كوشنر عندما طلبت حملة عام 2024 من الزوجين وضع أسمائهما على تأييد ترامب".

وعبر بيان،  قال مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، إنّ: "وولف يختلق بشكل روتيني قصصا ناشئة من خياله المريض والمشوّه، وهو أمر ممكن فقط لأنه يعاني من حالة شديدة ومنهكة من متلازمة اضطراب ترامب التي فسدت دماغه بحجم الفول السوداني". مبرزا: "واجه وولف اتهامات بعدم الدقّة الوقائعية في كتاب سابق عن ترامب".

وفي سياق متصل، يتناول الكتاب نفسه، علاقة ترامب بإيلون ماسك، مشيرا إلى أنّ: "الأخير لم يكن متحمسًا للقاء المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، جي. دي. فانس"، متابعا: "ليس لدي اهتمام بالتحدث إلى نائب رئيس. كما يزعم أن فريق ترامب كان يدرك أن العلاقة بين الرجلين لن تستمر طويلا".


من تكون أديلسون؟
توصف مريم بكونها: "إمرأة الظل، التي تقف وراء الستار"، وذلك بالنظر لما لديها من تأثير على أغلب القرارات التي توصف بـ''المجنونة'' للبيت الأبيض في عهدة دونالد ترامب السابقة والحالية.

إلى ذلك، ميريام أديلسون، هي مليارديرة أميركية إسرائيلية من مواليد 10 تشرين الأول/ أكتوبر 1945، طبيبة وأرملة رجل الأعمال الأمريكي شيلدون أديلسون الذي تزوجته عام 1991، ومنذ ذلك الحين دخلت عالم السياسة في أمريكا ودولة الاحتلال الإسرائيلي كداعمة شرسة ومانحة.

تحتل أديلسون المرتبة 44 في قائمة أغنى امرأة وخامس أغنى امرأة وأغنى إسرائيلية في العالم، حيث تقدر ثروتها إجمالا بـ32.4 مليار دولار أمريكي وفقًا لمؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات من خلال ملكيتها للأغلبية في لاس فيغاس ساندز.

أي تعليق لترامب على الكتاب؟
وجّه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عدّة انتقادات لاذعة للكاتب والصحفي، مايكل وولف، إذ وصف كتابه الجديد بأنه: "مزيّف بالكامل".

وعلّق ورغم، عبر منشور على موقع التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، كتب فيه: "الكاتب المزعوم مايكل وولف نشر كتابًا مزيفًا بالكامل، تماما كما فعل مع كتبه السابقة عني". في إشارة إلى كتابه السابق: النار والغضب (Fire and Fury) عام 2018.

وفي السياق نفسه، أوضح ترامب أنه لم يتحدث إلى وولف، على الرغم من: "محاولاته المتكررة من أجل ترتيب لقاء"، مبرزا أنّ: "أفرادا من إدارته قد تلقوا اتصالات مماثلة لكنهم تجاهلوها".

وتابع ترامب: "كتبه السابقة عني فقدت مصداقيتها، وسوف يحدث الأمر نفسه مع هذا الكتاب". فيما ردّ على الاتهامات الواردة، بالقول إنّ: "وولف يعيد تكرار القصص السلبية عنه، ويتجاهل النجاحات التي حققها، ومن عملوا معه لا يمكن أن يكونوا سيئين؛ لأنني ها أنا هنا، في البيت الأبيض، أرفض تلقي مكالماته".

واستفسر ترامب: "إذا كانت لديه مصادر فعلية، فليكشف عنها"، قبل أن يختم منشوره بالقول: "شاهدوا، هذا لن يحدث أبدا. إنه مجرد كاتب مزيف، ولا أحد يجب أن يهدر وقته أو ماله على هذا الكتاب الممل والمفبرك!".


تجدر الإشارة إلى أن الكاتب نفسه كان قد نشر كتابي: "الحصار: ترامب تحت القصف" (Siege: Trump Under Fire) عام 2019، و"الانهيار: الأيام الأخيرة لرئاسة ترامب" (Landslide: The Final Days of the Trump Presidency) عام 2021، واللذان واصلا توثيق تفاصيل إدارته.

وعلى الرغم من الجدل المتسارع الذي يحصل كلما نشر كتابا جديدا، يتمحور جلّه حول دقة أعماله، فإن كتبه تحقّق مبيعات ضخمة، إذ قُدّر دخله فقط من كتاب: النار والغضب (Fire and Fury) بما يناهز 7.4 مليون دولار، ما يعكس الاهتمام المتواصل بالكشف عن كواليس إدارة ترامب.

مقالات مشابهة

  • ويتكوف يكشف إمكانية انضمام سوريا ولبنان إلى اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال
  • ندوة بصنعاء لتعزيز الجبهة الخارجية في الدفاع عن مظلومية اليمن ونصرة فلسطين
  • رئيس جامعة المنصورة يستقبل فضيلة مفتي الجمهورية ضمن ندوة دور الدين في بناء الإنسان
  • كتاب يكشف الخفايا.. كيف تحكم ميريام أديلسون على قرارات ترامب ودعم الاحتلال الإسرائيلي؟
  • التويجري: المملكة تؤكد أهمية مضاعفة الاهتمام بحقوق الإنسان في فلسطين
  • السعودية تدعو لتعزيز حقوق الإنسان في فلسطين
  • رئيس هيئة حقوق الإنسان: المملكة حريصة على نصرة القضايا العادلة وضرورة مضاعفة الاهتمام بحالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى
  • د. هلا التويجري: المملكة حريصة على مضاعفة الاهتمام بحالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى
  • شاهد بالصورة والفيديو.. سودانيون يعود لمنازلهم التي نزحوا عنها خلال الحرب ويقومون بنبش الأرض لإستخراج أغراضهم وأجهزتهم الكهربائية بما فيها “الثلاجة” التي قاموا بدفنها خوفاً عليها من “الشفشفة”
  • ندوة تثقيفية لـ«مستقبل وطن» بالقليوبية حول دور مصر في الدفاع عن فلسطين