خبراء: «إكسبو الدوحة» يحقق أهداف التنمية والأمن الغذائي
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
د. محمد سيف الكواري: اقتراح الحلول المفيدة للحد من التصحر
ناصر الخلف: عرض 6 تقنيات زراعية قطرية حديثة
علي الحنزاب: تعريف الزوَّار بمبادرة الحفاظ على البيئة
أكد عدد من الخبراء وأصحاب المزارع والشركات الزراعية، أهمية معرض «إكسبو ٢٠٢٣ الدوحة للبستنة» في الارتقاء بالقطاعات الزراعية والغذائية على حد سواء، من خلال اطلاع المشاركين على أحدث التقنيات المستخدمة في الاستدامة البيئية وتكنولوجيا الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي، باعتباره إحدى الأولويات المحلية والعالمية، مبينين أهمية المعرض في إتاحة الفرصة للمشاركين لتبادل الخبرات فيما بينهم، ومتابعة تفاصيل آخر المستجدات بهذا القطاع الحيوي المهم.
وأكدوا أن استضافة قطر للمعرض على مدار 6 أشهر بما يتضمنه من عرض للعديد من المعدات والتقنيات والأفكار الجديدة، يتواكب مع الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر للقطاع الزراعي والأمن الغذائي في ظل الخطط والبرامج المستمدة من رؤية قطر الوطنية 2030، منوهين بحرص وزارة البيئة والتغير المناخي خلال السنوات الأخيرة على تقديم كافة أوجه الدعم والمساعدة لتشجيع وتحفيز المنتجين في القطاع الزراعي باعتبارهم شركاء في تحقيق الأمن الغذائي.
مبادرة بيئية
وقال علي الحنزاب، ناشط بيئي وصاحب «مبادرة علي الحنزاب للتشجير ومكافحة التصحر» إن مشاركته تتمثل في اقامة جناحين في المعرض أحدهما ضمن مظلة وزارة البيئة والتغير المناخي والجناح الثاني يمثل مبادرة التشجير ومكافحة التصحر بهدف تعريف الزوار والمشاركين على أهداف المبادرة التي انطلقت عام 2019 بهدف المحافظة على البيئة واستدامتها وحماية التنوع الحيوي والمحافظة على الموارد الطبيعية - ماء، تراب، هواء، نباتات، وكائنات حية - واستدامتها للأجيال القادمة في الدولة.
وأكد أهمية المشاركة في معرض الدوحة اكسبو 2023 للتعرف على احدث تقنيات الاستدامة الزراعية والبيئية وكذلك رفع الوعي البيئي بين مختلف شرائح المجتمع، مشيرا الى ان مبادرته تهدف إلى إعادة تأهيل البيئة القطرية من خلال استزراعها بالنباتات البرية المحلية الأصيلة والمحافظة عليها وحماية النباتات البرية والرعوية والطبية سواء في البر أو الروض أو قرب الشواطئ من خطر الإنقراض أو الإندثار - بفعل الرعي الجائر أو الاحتطاب أو دهس النباتات أو التوسع العمراني أو الجفاف -، كما تهدف إلى المساهمة في نشر الوعي والتثقيف البيئي بين مختلف شرائح المجتمع، وغرس مفاهيم حب البيئة وسبل حمايتها في نفوس الأطفال والنشء والشباب وتشجيعهم للمساهمة في الحفاظ على موروثهم البيئي والثقافي واستدامته للاجيال القادمة، وذلك انطلاقا من واجب ديني أولاً وواجب وطني ثانياً.
وتساهم المبادرة في اشراك طلاب المدارس في استزراع النباتات البرية سواء في مدارسهم أو في الحملات البيئية التي تطلقها المبادرة، الى جانب تدريب طلاب المدارس والجامعات والمهتمين بالنباتات البرية بالتعاون مع الجهات الرسمية والخاصة.
وتقود المبادرة باستزراع وتوزيع الشتلات البرية على المهتمين والمتعاونين سواء باستزراع البر القطري والروض او العزب والعزب الجوالة والمساجد والمدارس والشوارع والطرقات.
استزراع الأشجار
وتركز المبادرة على إنتاج واكثار واستزراع الأشجار والشجيرات المحلية وخاصة النادرة والمهددة بالانقراض ومنها الغافن العبل، العرفج، الجعد، العتر، السلم، السمر، السدر البري، خناصر العروس والغضا وغيرها.
وأوضح ان المشاركة في المعرض تساهم في التعريف بالتقنيات الزراعية المبتكرة المستخدمة في المزرعة لإنتاج الغذاء بالإضافة إلى التعرف على الشركات التي تستخدم التقنيات الحديثة في تحلية المياه والأسمدة العضوية والتعرف على التحديات التي واجهت الدول التي لديها ظروف مناخية مشابهة لقطر فضلًا عن اكتساب الخبرات من الشركات الزراعية المحلية.
الإنتاج الزراعي المستدام
من جانبه، قال ناصر الخلف أهمية إكسبو ٢٠٢٣ الدوحة في تعزيز وسائل جديدة للبستنة تتوافق مع المناخ والتربة والبيئة، منوهاً أن المردود الإيجابي والإثرائي لإكسبو ليس محلياً إنما برؤية عالمية تضع في أولوياتها صحة البيئة.
وأوضح ان مشاركته في المعرض تتضمن التعريف بالتجربة القطرية في الانتاج الزراعي بما فيها 6 تقنيات حديثة ساهمت في زيادة الإنتاج الزراعي لتلبية احتياجات السوق المحلي ودعم برامج الأمن الغذائي في البلاد.
وأشار إلى أن شركة أجريكو الرائدة في مجال التنمية الزراعية تشارك بفعالية في معرض إكسبو ٢٠٢٣ الدوحة للبستنة للتعريف بقدرة التقنيات الحديثة في زيادة إنتاج المزارع القطرية وتقليل كمية الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية المستخدمة، مع تحقيق نفس الكفاءة في انتاج أنواع متعددة من الخضر والفاكهة بما فيها المحاصيل الورقية.
وأوضح أن مشاركتهم تتضمن الى جانب عرض التقنيات الزراعية التي تم استخدامها منذ انطلاق الشركة حتى هذه اللحظة تقديم عدد من الورش التدريبية في الزراعة والاستدامة وتدوير المخلفات والاستفادة منها في الزراعة، كما سيتم عرض نجاح الشركة في إعادة تدوير مخلفات بطولة كأس العالم ودخولها في الزراعة لإنتاج مواد غذائية.
وأكد ان مزايا الأنظمة الزراعية الحديثة التي أدخلتها شركة أجريكو، بما فيها الزراعة المائية، تشمل زيادة الإنتاج في وحدة المساحة وقلة العمالة المطلوبة مع الاستغناء عن العمليات المكلفة مثل الحرث والتعقيم والتسميد وإزالة الحشائش والبعد التام عن أمراض التربة وملوثاتها وآفاتها. وكذلك الحصول على محصول مبكر وسريع الإنتاج، ما يتيح القيام بعدد أكبر من الزراعات في الموسم الواحد مع تحكم أفضل في الري والتسميد.
ونوه الخلف بأهمية الدعم الذي تقدمه الدولة للقطاع الزراعي ودوره في تحقيق طفرة إنتاجية خلال السنوات الأخيرة، تمثلت في زيادة نسب الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية الأساسية بدولة قطر مثل: الألبان، والدواجن، والخضراوات، وبيض المائدة، واللحوم الحمراء.
الاستدامة والابتكار
من جانبه قال الدكتور محمد سيف الكواري - رئيس لجنة المؤتمر في إكسبو 2023 الدوحة إن أرض الإكسبو ستكون منصة إقليمية لدعم برنامج الأمن الغذائي في المناطق التي تعاني الجفاف والتصحر، من خلال التركيز على أهمية التكنولوجيا الخضراء واستغلالها لتحويل الصحاري إلى واحات خضراء وتطوير الزراعة واقتراح حلول لتعزيز حياة خضراء مزدهرة في قطر ومنطقة الشرق الأوسط. موضحا ان مهمة اللجنة العلمية الثقافية الخاصة بالمعرض هي تنظيم الفعاليات العلمية والثقافية في مجالات البستنة والزراعة الحديثة والتكنولوجيا والوعي البيئي والاستدامة وتوفير الابتكار والبحث، كما سوف تلقي الضوء على التقدم العلمي لإنتاج غذاء آمن ومستدام وبأسعار معقولة لسكان العالم الذي يتزايد يوما بعد يوم، مع اقتراح الحلول المفيدة للحد من التصحر جراء تغيّر المناخ. بالإضافة إلى تقديم البحوث والدراسات المتعلقة بالمناخ والمياه والتربة مع بيان أهمية الصلة بين المساحات الخضراء وصحة الإنسان، وغير ذلك من الدراسات والبحوث العلمية ذات العلاقة.
خطة شاملة
وأكد د. الكواري أن اللجنة وضعت خطة شاملة لتنظيم هذه الفعاليات العلمية والثقافية تعتمد على 6 محاور رئيسية، ويشمل المحور الأول الفعاليات العلمية والثقافية التي تنفذها الوزارات الحكومية وبعض المؤسسات والهيئات الحكومية وشبه الحكومية وبعض الجامعات والمعاهد والقطاع الخاص، حيث ستعرض جهودها ومبادراتها في مجالات الزراعة والبستنة وزيادة الغطاء النباتي ومكافحة التصحر وغيرها، متوقعا نتوقع أن تشغل 30% من هذه الفعاليات.
وأوضح أن المحور الثاني يشمل فعاليات علمية وابتكارات تقدمها الشركات العارضة والمشاركة في المؤتمر، وستقدم فيها خبراتها وابتكاراتها في المجال الزراعي وحماية البيئة ومكافحة التصحر وغيرها، ونتوقع أن تشغل 20% من هذه الفعاليات. وأضاف ان المحور الثالث يشمل الابتكارات والاختراعات، حيث خصصت اللجنة العلمية مساحات للمبتكرين والمخترعين والمطورين لعرض أعمالهم المتعلقة بالزراعة والبيئة، كما وفّرت أيضا الفرصة للمبتكرين والمخترعين والمطورين لتقديم محاضرات لشرح اهداف وفوائد هذه الاعمال ومدى توافقها مع الاستراتيجيات العامة ورؤية قطر 2030 ونتوقع أن تشغل 5% من هذه الفعاليات.
أما المحور الرابع فيشمل محاضرات علمية وابحاثا ودراسات فنية متخصصة، حيث ستقوم اللجنة بالإعلان عن هذه الفعاليات، وذلك لإعطاء فرصة للعلماء والباحثين وطلاب الجامعات المتخصصين في المجال الزراعي والبيئي لتقديم ابحاثهم وعلومهم ودراساتهم المختلفة، ثم ستقوم لجنة علمية متخصصة باختيار هذه المحاضرات والعروض الفنية وفق معايير مهنية عالية الجودة تتماشى مع أهمية الحدث. بينما في المحور الخامس ستخصص اللجنة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع للأسرة والطفل وطلاب المدارس لتقديم بعض المبادرات المتعلقة بالزراعة والبستنة. والمحور السادس: سوف يخصص للهواه والمتطوعين الزراعيين والبيئيين لشرح مبادراتهم التوعوية الموجه للأفراد والمجتمع. ونتوقع أن تشغل 10% من هذه الفعاليات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الشركات الزراعية إكسبو ٢٠٢٣ الدوحة القطاعات الزراعية الاستدامة البيئية
إقرأ أيضاً:
الزراعة الشتوية رافد حيوي للأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية
الناصري: تزداد المحاصيل المنتجة محليًا يساهم في استقرار الأسعار
الهنائي: الزراعة الشتوية تمثل فرصة كبيرة لتعزيز الإنتاج المحلي
الهدابي: ضرورة إيقاف استيراد بعض المنتجات عندما تكون التغطية المحلية كافية
تُعد الزراعة الشتوية في سلطنة عمان موسمًا حيويًا يحمل في طياته فرصًا كبيرة لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة الاكتفاء الذاتي. يتسم هذا الموسم بتنوع المحاصيل المزروعة، بدءًا من الحبوب والخضراوات وصولاً إلى الفواكه، مما يعكس قدرة القطاع الزراعي على تلبية احتياجات السوق المحلية، كما تُتيح الزراعة الشتوية للمزارعين تحقيق دخل مستدام، وتوفير فرص عمل تعزز من مستوى المعيشة، ويساهم التعاون بين المزارعين والجهات الحكومية في تنظيم السوق وضمان حماية المنتجات المحلية، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد ويعزز استقرار الأسعار، وفي ظل التحديات المناخية التي قد تواجه الزراعة، تبرز التقنيات الحديثة والممارسات المستدامة كخطوات أساسية لتحسين الإنتاجية وجودة المحاصيل.
يركز هذا التقرير على أهمية الزراعة الشتوية بصفتها رافدا رئيسيا للاقتصاد العماني، ويستعرض الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي تحققها، مع التأكيد على دورها في تحقيق الاستدامة الزراعية.
تنوع المحاصيل
وقال المهندس يونس بن علي الناصري، رئيس قسم النخيل والإنتاج النباتي بمحافظة الظاهرة: إن هناك تنوعًا كبيرًا في المحاصيل الشتوية، أهمها القمح والشعير والشوفان، بالإضافة إلى الفول والبازلاء، المعروفة محليًا بـ"الباقل والغرغر"، كما تُزرع البطاطا الحلوة، التي تُعرف محليًا (بالفندال)، والبصل والثوم، حيث يتم تخزين هذه المحاصيل طوال العام لضمان توافرها في الأسواق.
وأشار الناصري إلى زراعة الورقيات مثل الملفوف والخس والفجل والجرجير، بالإضافة إلى البقدونس والبقل، وتضم قائمة المحاصيل أيضًا القرعيات مثل الكوسة والخيار العماني والخارجي، بالإضافة إلى الطماطم والفلفل بمختلف أنواعه، وقد دخلت مؤخرًا محاصيل جديدة مثل الشمندر والكرفس واللفت والجزر والبروكلي والزهرة والسبانخ، مما يعكس تطور الزراعة الشتوية في سلطنة عمان وتنوعها لتلبية احتياجات السوق المحلية.
كما تناول الناصري الظروف المناخية التي تؤثر على الزراعة الموسمية الشتوية في سلطنة عمان. وأوضح أن سلطنة عمان كونها تقع ضمن المناطق شبه الجافة، تتعرض لتغيرات مناخية كبيرة مثل الجفاف وقلة الأمطار، أو حتى كثرتها في فصل الشتاء، كما أن التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة وزيادة الرطوبة والغبار تؤثر بشكل مباشر على المحاصيل المزروعة، مما قد ينعكس على الإنتاجية ويساهم في انتشار بعض الآفات والأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الأمطار الغزيرة إلى غرق بعض المزروعات، مما يمثل تحديًا إضافيًا للمزارعين.
أما فيما يتعلق بالفوائد الاقتصادية للزراعة الشتوية، أكد الناصري أنها تُساهم في زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي للمزارعين والمجتمع بشكل عام، كما تحقق الزراعة الشتوية دخلاً جيدًا للمزارعين، وتلعب دورًا فعالًا في تعزيز الأمن الغذائي لسلطنة عمان؛ فعندما تزداد المحاصيل المنتجة محليًا، ينخفض الاعتماد على الاستيراد، مما يساهم في استقرار الأسعار ويعزز الاقتصاد المحلي.
كما أشار الناصري إلى أهمية الوعي بأهمية الزراعة المستدامة وتبني الممارسات الحديثة في الزراعة، مما يساعد على تحسين الإنتاجية وتقليل التأثيرات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، في هذا السياق، فإن الاستثمار في التقنيات الحديثة وطرق الزراعة المبتكرة يعد خطوة أساسية نحو تحقيق مستقبل زراعي أفضل في سلطنة عمان.
التحديات المناخية
من جانب آخر قال المهندس سالم بن محمد الهنائي، رئيس قسم التنمية الزراعية بعبري: إن موسم الزراعة الشتوية في سلطنة عمان يعد سهلًا وبسيطًا، حيث تُزرع جميع المحاصيل الشتوية فيه، ومن أبرز ميزاته أنه لا يتطلب تكاليف تبريد في البيوت المحمية، مما يجعل الزراعة أكثر سهولة وفعالية للمزارعين.
وأشار الهنائي إلى أن الموسم الشتوي يُعد فترة خصبة للمزارع، حيث تنمو النباتات بشكل جيد ولا تحتاج إلى ري مفرط، ويحتاج المزارعون فقط إلى متابعة مستمرة فيما يتعلق بالتسميد ورصد الآفات، التي تميل إلى الازدياد خلال هذا الموسم، ومن بين الآفات التي يجب مراقبتها، تبرز الفطريات والحشرات والعناكب، التي يمكن أن تؤثر سلبًا على المحاصيل إذا لم تتم السيطرة عليها.
وفي سياق حديثه عن الفوائد الاقتصادية للزراعة الشتوية، أكد الهنائي أنها توفر فرص عمل للمزارعين وتُعزز من دخلهم، مما يُساهم في تحسين مستوى المعيشة، كما تُساعد هذه الزراعة في تقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يسهم في استقرار الأسعار ويعزز الاقتصاد المحلي.
وأشار الهنائي إلى أهمية التعليم والتدريب للمزارعين حول أفضل الممارسات الزراعية، مشددًا على ضرورة استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، مثل نظم الري المتطورة واستخدام الأسمدة العضوية؛ لتحسين الإنتاجية وجودة المحاصيل.
وأكد الهنائي على أهمية تبني الممارسات الزراعية الجيدة خلال هذا الموسم، مشددًا على ضرورة التعاون بين المزارعين والجهات المعنية لتحقيق أفضل النتائج في الزراعة الشتوية، ورغم التحديات المناخية التي قد تواجه الزراعة، فإن الزراعة الشتوية تمثل فرصة كبيرة لتعزيز الإنتاج المحلي وضمان الاستدامة الزراعية في سلطنة عمان.
حدائق المنازل
من جانبه تحدث المزارع رامي الهدابي، المهتم بالزراعة، مركزا على أهمية هذا الموسم وخصائصه، قائلا: إن الزراعة الشتوية حاليًا في أوج نشاطها، حيث يبدأ المزارعون في تشكيل الشتلات وزراعة البذور، وتُعد هذه الفترة ذروة الزراعة، حيث تُزرع حوالي 90% من المحاصيل الشتوية، مثل الخيار والطماطم والباذنجان والفلفل الحار والكوسة والذرة الشامية، بالإضافة إلى البطاطا والفندال، كما يُمكن زراعة شتلات الحمضيات مثل المانجو في المزارع والحدائق المنزلية.
وأكد الهدابي أن مناخ سلطنة عمان خلال فصل الشتاء يعد مثاليًا لنمو هذه المحاصيل؛ إذ يساعد الطقس المعتدل على تحقيق إنتاجية عالية. بالمقابل، يشير إلى أن فصل الصيف يؤثر سلبًا على الزراعة بسبب درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية في بعض المناطق، مما قد يؤدي إلى تراجع الإنتاج.
وأوضح ان الزراعة الشتوية تُعد مصدر دخل إضافي للمزارعين، حيث تساهم في تنويع المحاصيل وزيادة فرص البيع، ويعتبر الهدابي أن وجود زراعة شتوية في حدائق المنازل يعزز من ترابط الأسرة، حيث تشجع على التعاون بين أفراد العائلة في الزراعة والقطف والإنتاج، كما أن هذا التعاون يسهم أيضًا في تحقيق الاكتفاء الذاتي، مما يقلل الاعتماد على المنتجات الزراعية المستوردة.
كما تناول الهدابي تدخل الجهات الحكومية في تنظيم استيراد المنتجات الزراعية وفقًا لاحتياجات السوق، وطالب باتخاذ خطوات لإيقاف استيراد بعض المنتجات عندما تكون التغطية المحلية كافية، حيث إن هذا الإجراء يهدف إلى حماية المنتج المحلي وتجنب تأثير الاستيراد على الأسعار، مما يساهم في استقرار دخل المزارعين.
علاوة على ذلك، يُبرز الهدابي فوائد الزراعة الموسمية في تعزيز الأمن الغذائي للأسرة والمجتمع ككل، ويشدد على أهمية التقنيات الحديثة المستخدمة في الزراعة، مثل نظم الري المتطورة والزراعة المائية، التي تمثل خطوات إيجابية في تحسين جودة الإنتاج فالآن التكنولوجيا الحديثة متوفرة وتساعد المزارعين على تحقيق نتائج أفضل وتلبية احتياجات السوق المتزايدة.
كما أكد أن الزراعة الشتوية في سلطنة عمان تُعد رافدًا مهمًا للاقتصاد المحلي، وتساهم في تعزيز الاستدامة وتحقيق الأمن الغذائي، مما يجعلها محور اهتمام للمزارعين والمختصين على حد سواء.