جايزة النومسي من الكويت: كل شيء منظم ودقيق يوضح الصورة للمشارك والزائر 
 راكان السلمي من السعودية: الفعاليات المصاحبة مختارة بعناية وتستقطب الزوار 
انستازيا من روسيا: أهمية المعرض أنه في بيئة صحراوية.. وتغلب الدوحة على التحديات مبهر 
دانيال من ألمانيا: يعرض العديد من المشاريع لحماية الموارد وإدارتها 
 

شهد معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة اقبالاً كثيفاً منذ انطلاقته في الثاني من أكتوبر الجاري وسط حضور دولي رسمي كبير، ولاقى شعار المعرض ومحاوره الرئيسية استحسان الزوار، الذين اطلعوا من خلال زيارات الاجنحة على احدث الابتكارات والمبادرات لمكافحة التصحر وحماية البيئة والتغيّر المناخي.

 
العرب التقت بعض السياح الذين زاروا معرض إكسبو 2023 في حديقة البدع، الذين اعربوا عن امتنانهم لكل الجهود الرامية للحفاظ على البيئة العالمية وتعزيز المناخ الصحي للعيش في المدن، وقالوا في لقاءات متفرقة مع « العرب « من الجيد أن يجتمع العالم مرة أخرى في دولة قطر ليستعرض اهم المشاريع والمبادرات التي تواكب التحديات التي تواجه عالمنا الآن مثل التغير المناخي وتمدد التصحر، فهذا يدل على أن الدول تسعى وتنسق فيما بيننا لخلق بيئة صحية للبشرية والحفاظ على طبيعة كوكبنا الجميل من خلال الاعتماد على المشاريع الخضراء والطاقة النظيفة، وذلك من أجل الناس الذين يعيشون حالياً والاجيال القادمة.
وأشار الزوار إلى تميز إكسبو الدوحة عن النسخ الماضية من المعرض يأتي في المحاور التي يناقشها على مدار 6 أشهر مثل الزراعة الحديثة وتوظيف التكنولوجيا والابتكار في حماية البيئة والاستدامة وتعزيز الوعي المجتمعي، بالإضافة إلى شعاره الذي يلامس التحديات البيئية العالمية مثل التغيّر المناخي والتصحر، حيث ان هذه التحديات هي الشغل الشاغل لدول العالم الآن وللمنظمات الرسمية وغير الرسمية المهتمة في القضايا البيئية، يضاف إلى ذلك حسن الضيافة والتنظيم الذي يعكس كرم الاخلاق القطرية وذوقهم الرفيع في تنظيم الفعاليات، وهذا ليس بجديد على الدولة فلقد رأينا تنظيمها لكأس العالم 2022 الذي نال رضا الدول المشاركة والمشجعين من مختلف دول العالم. 

التنظيم
في البداية قالت السيدة جايزة النومسي من دولة الكويت إن معرض إكسبو الدوحة مميز بكل تفاصيله، وأكثر ما يلفت النظر هو التنظيم الدقيق والجدول المرتب الذي لا يدع التباس ابدا لا لدى المشاركين في الاجنحة المختلفة ولا الزوار الذين يقصدونه للتعرف على ابتكارات الدول وانجازاتها في مجال البيئة والمشاركة في الفعاليات المصاحبة للمعرض، وأضافت: أن التنظيم المبهر والمنسق بشكل ممتاز ليس غريباً على دولة قطر فهي نجحت في خطف انظار العالم بتنظيمها بطولة كأس العالم، حيث كان ومازال التنظيم الرائع حديث المشجعين من مختلف دول العالم، وأوضحت أن إكسبو الدوحة ايضاً يتميز بجدول الفعاليات المصاحبة والتي تتناسب مع جميع الاعمار وتستقطب النشطاء البيئيين والزوار من مختلف فئات المجتمع، فالطلاب سيجدون الكثير من المواضيع التي تفيدهم في ابحاثهم ودراستهم، والصحفيين سيجدون الكثير من المواد الإعلامية الهامة، وكذلك الكتاب والمختصين والزوار العاديين، لذلك أرى ان اكسبو الدوحة ناجحاً منذ الآن، واننا سنرى الكثير من الفعاليات والمبادرات الرائعة خلال الستة اشهر المقبلة والتي يقام فيها المعرض. 
الفعاليات المصاحبة 
من جانبه اتفق السيد راكان السلمي من المملكة العربية السعودية الذي يزور المعرض خلال زيارة له إلى البلاد، وقال هناك العديد من الفعاليات الترفيهية والتعليمية والتوعوية التي تصاحب المعرض، وأضاف لقد اطلعت على جدول فعاليات شهر أكتوبر ووجدته مثيراً للاهتمام ويتناسب مع اهتمامات واعمار جميع الفئات، واعتقد أن الفعاليات المصاحبة ستسهم في استقطاب الزوار من دول الخليج ودول العالم لما فيها من تنوع غني يثري ثقافة الجميع، بالإضافة إلى الفائدة التي تقدمها للمختصين والزوار العاديين، وأوضح السلمي أن هذه زيارته الثانية لمعرض إكسبو، ولقد تخلل الزيارات جولات في عدة اجنحة منها جناح السعودية التي تستعد لاستضافة إكسبو 2030، وجناح دولة الكويت وجناح دولة قطر، وقال انا فخور بما رأيته من إنجازات خليجية متعلقة بمكافحة التصحر وحماية البيئة، كون البيئة الخليجية واحدة وتواجه نفس التحديات، لذا فان المعرض سيكون خطوة مهمة جداً في مجال تبادل الخبرات والتجارب التي تسهم في تعزيز البيئة الصحية للشعوب في دول الخليج العربي. وفي ختام حديثه قال السلمي لا اعتقد انها ستكون زيارتي الأخيرة إلى إكسبو، وربما سأزوره مرات عديدة خلال فترة قامته. لاسيما ان الأجواء متوجهة إلى الاعتدال مما يساعد على الاستمتاع بالفعاليات الخارجية التي يقيمها المعرض. 
التغيّر المناخي 
بدورها قالت السيدة انستازيا من روسيا الاتحادية التي تزور المعرض خلال زيارتها للبلاد لرؤية معرض جنيف للسيارات الذي تستضيفه الدوحة انها اعجبت بما تعرضه الدول من مشاريع ومبادرات تتعلق بالتغيّر المناخي ومكافحة التصحر، وأضافت ما يعطي إكسبو الدوحة أهمية كبيرة عن باقي النسخ هو اقامته في منطقة صحراوية، لذا فانه من الممتع رؤية كيف تعاملت هذه الدول مع البيئة الصحراوية وتغلبت على التحديات وأصبحت دولا زراعية تنتج غذاءها بنفسها وربما تصدر إلى الدول الأخرى ايضاً، وأوضحت المعرض يعد هاماً جداً كونه يجمع مختلف دول العالم التي ستتبادل الخبرات والتجارب في مجال حماية البيئة والاستدامة، كما يعد فرصة هامة للمبتكرين والمطورين لخلق انظمة وأساليب جديدة في مجال الزراعة ومكافحة التصحر وغيرها، لذا أنا أرى أن إكسبو معرض مهم جداً للحفاظ على الطبيعة بكوكبنا وتعزيز المناخ الصحي في المدن. 
 الاستدامة

من جهته قال السيد دانيال من ألمانيا ان المعرض يعكس الاهتمام الحقيقي في حماية البيئة والإدارة الذكية للموارد في العالم اجمع، فالاستدامة عنوان هام للحفاظ على الموارد للأجيال الحالية والقادمة، ولقد اطلعت مع زوجتي خلال زيارتنا لإكسبو الدوحة على العديد من المشاريع والمبادرات المتعلقة بإعادة التدوير والاستدامة التي تسهم بشكل كبير في تقليل استهلاك الموارد الطبيعية والصناعية، مما يسهم في استدامة الموارد الطبيعية وحماية البيئة من خلال إعادة استخدام الموارد الصناعية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة الفعالیات المصاحبة إکسبو الدوحة معرض إکسبو دول العالم ر المناخی فی مجال

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2

يناير 31, 2025آخر تحديث: يناير 31, 2025

محمد الربيعي

بروفسور ومستشار دولي، جامعة دبلن

تعتبر جامعة كامبردج، بتاريخها العريق الذي يمتد لاكثر من ثمانية قرون منذ تاسيسها عام 1209، منارة للعلم والمعرفة، وصرحا اكاديميا شامخا يلهم الاجيال المتعاقبة. تعد كمبردج رابع اقدم جامعة في العالم، وثاني اقدم جامعة في العالم الناطق باللغة الانجليزية، حاملة على عاتقها مسؤولية نشر العلم والمعرفة وخدمة الانسانية. لم تكن كمبردج مجرد مؤسسة تعليمية عابرة، بل كانت ولا تزال محركا رئيسيا للتطور الفكري والعلمي على مستوى العالم، وشاهدة على تحولات تاريخية هامة، ومخرجة لقادة ومفكرين وعلماء غيروا مجرى التاريخ، امثال اسحاق نيوتن، الذي وضع قوانين الحركة والجاذبية، وتشارلز داروين، الذي وضع نظرية التطور، والان تورينج، رائد علوم الحاسوب.

تتميز جامعة كمبردج بمكانة علمية رفيعة المستوى، حيث تصنف باستمرار ضمن افضل الجامعات في العالم في جميع التصنيفات العالمية المرموقة، مثل تصنيف شنغهاي. هذا التميز هو نتاج جهود مضنية وابحاث علمية رائدة في مختلف المجالات، من العلوم الطبيعية الدقيقة كالفيزياء والكيمياء والاحياء، مرورا بفروع الهندسة المختلفة كالهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية، وصولا الى العلوم الانسانية والاجتماعية التي تعنى بدراسة التاريخ والفلسفة والاقتصاد والعلوم السياسية. تضم الجامعة بين جنباتها العديد من المراكز والمعاهد البحثية المتطورة التي تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي، مثل معهد كافنديش الشهير للفيزياء. تعرف كمبردج باسهاماتها القيمة في جوائز نوبل، حيث حاز خريجوها على اكثر من 120 جائزة نوبل في مختلف المجالات، مما يعكس المستوى العالي للتعليم والبحث العلمي فيها. من بين الاسهامات الخالدة لجامعة كامبريدج، يبرز اكتشاف التركيب الحلزوني المزدوج للحامض النووي (DNA) على يد جيمس واتسون وفرانسيس كريك عام 1953. هذا الاكتشاف، الذي حاز على جائزة نوبل في الطب عام 1962، غيّر مسار علم الاحياء والطب، وأرسى الاساس لفهم أعمق للوراثة والأمراض، ويعد علامة فارقة في تاريخ العلم.

اضافة الى مكانتها العلمية المرموقة، تتميز جامعة كمبردج ببيئة تعليمية فريدة من نوعها، حيث تتكون من 31 كلية تتمتع باستقلال ذاتي، ولكل منها تاريخها وتقاليدها الخاصة، وهويتها المعمارية المميزة. هذه الكليات توفر بيئة تعليمية متنوعة وغنية، تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات والثقافات من جميع انحاء العالم، مما يثري تجربة التعلم ويساهم في تكوين شخصية الطالب وتوسيع افاقه. توفر الجامعة ايضا مكتبات ضخمة ومتاحف عالمية المستوى، تعتبر كنوزا حقيقية للطلاب والباحثين، حيث تمكنهم من الوصول الى مصادر غنية للمعرفة والالهام. من بين هذه المكتبات، مكتبة جامعة كمبردج، وهي واحدة من اكبر المكتبات في العالم، وتحتوي على ملايين الكتب والمخطوطات النادرة، بالاضافة الى متاحف مثل متحف فيتزويليام، الذي يضم مجموعات فنية واثرية قيمة، ومتحف علم الاثار والانثروبولوجيا.

يعود تاريخ جامعة كمبردج العريق الى عام 1209، عندما تجمع مجموعة من العلماء في مدينة كمبردج. لم يكن تاسيس كمبردج وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لهجرة مجموعة من العلماء والاكاديميين من جامعة اكسفورد، بحثا عن بيئة اكاديمية جديدة. هذا الاصل المشترك بين كمبردج واكسفورد يفسر التشابه الكبير بينهما في العديد من الجوانب، مثل النظام التعليمي والهيكل التنظيمي، والتنافس الودي بينهما، الذي يعرف بـ “سباق القوارب” السنوي الشهير. على مر القرون، شهدت جامعة كمبردج تطورات وتحولات كبيرة، حيث ازدهرت فيها مختلف العلوم والفنون، واصبحت مركزا مرموقا للبحث العلمي والتفكير النقدي، ولعبت دورا محوريا في تشكيل تاريخ الفكر الاوروبي والعالمي.

كليات الجامعة هي وحدات اكاديمية وادارية مستقلة، تشرف على تعليم طلابها وتوفر لهم بيئة تعليمية فريدة من نوعها، تساهم في خلق مجتمع طلابي متنوع وغني، حيث يتفاعل الطلاب من خلفيات وثقافات مختلفة، مما يثري تجربتهم التعليمية ويساهم في تكوين شخصياتهم وهي ايضا مراكز اقامة للطلاب. هذا النظام الفريد للكليات يعتبر من اهم العوامل التي تميز جامعة كمبردج، ويساهم في الحفاظ على مستوى عال من التعليم والبحث العلمي.

تقدم جامعة كمبردج تعليما متميزا عالي الجودة يعتمد على اساليب تدريس متقدمة تجمع بين المحاضرات النظرية والندوات النقاشية وورش العمل العملية، مما يتيح للطلاب فرصة التعمق في دراسة مواضيعهم والتفاعل المباشر مع الاساتذة والخبراء في مختلف المجالات. يشجع نظام التدريس في كمبردج على التفكير النقدي والتحليل العميق، وينمي لدى الطلاب مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات. هذا التنوع يثري تجربة التعلم بشكل كبير، حيث يتيح للطلاب فرصة التعرف على وجهات نظر مختلفة وتبادل الافكار والمعرفة، مما يساهم في توسيع افاقهم وتكوين صداقات وعلاقات مثمرة. كما توفر الكليات ايضا انشطة اجتماعية وثقافية متنوعة تساهم في خلق جو من التفاعل والتواصل بين الطلاب، مثل النوادي والجمعيات الطلابية والفعاليات الرياضية والفنية.

تخرج من جامعة كمبردج عبر تاريخها الطويل العديد من الشخصيات المؤثرة والبارزة في مختلف المجالات، الذين ساهموا في تغيير مجرى التاريخ وخدمة الانسانية، من بينهم رؤساء وزراء وملوك وفلاسفة وعلماء وادباء وفنانين.

باختصار، تعتبر جامعة كمبردج منارة للعلم والمعرفة، وتجمع بين التاريخ العريق والمكانة العلمية المرموقة والتميز في مجالات متعددة، مما يجعلها وجهة مرموقة للطلاب والباحثين من جميع انحاء العالم.

 

مقالات مشابهة

  • الياقوت يصل الدوحة لإستلام جائزة الثقافة الرياضية العربية للمبادرات لعام 2024
  • أسعار مخفضة.. توافد كبير من جمهور معرض الكتاب على جناح قصور الثقافة
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • تستمر لأيام.. حالة جوية ممطرة قادمة إلى العراق
  • عرض فريق المجموعة التطوعية لذوي الهمم يجذب زوار معرض الكتاب
  • وزير الرياضة: رؤية ولي العهد الطموحة سبب نجاحنا في استضافة المونديال .. فيديو
  • إبداع بالحروف.. فنان يُبهر زوار جناح الأزهر برسم الخط العربي مجانًا
  • سفيرنا في كرواتيا يودع منتخب اليد ويؤكده فخره بما قدمه الفراعنة في المونديال
  • سفير مصر في كرواتيا يودع منتخب اليد: فخور بما قدمه الفراعنة في المونديال
  • جناح الفجيرة يستعرض أبرز الفعاليات الثقافية في «القاهرة للكتاب»