إنشاء ممر الاقتصادي سيربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا يشمل إسرائيل والسعودية بلاد الحرمين مغلقة أمام ملايين المسلمين، ومفتوحة أمام اليهود لممارسة التجارة تصريحات بن سلمان بشأن الممر الاقتصادي أزالت كل الغموض عن العلاقة الحقيقية بين السعودية وإسرائيل

الثورة /
أوضحت تقارير اقتصادية دولية أنه وفي منتدى الاستثمار السعودي الهندي الذي عقد عقب اجتماع مجموعة العشرين في الهند، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إن إنشاء الممر الاقتصادي الذي أعلنت عنه نيودلهي، والذي سيربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا معاً، سيكون بمثابة تحقيق المصالح المشتركة “لبلداننا من خلال تعزيز الارتباط الاقتصادي”.


ومع العلم أن هذا الممر يشمل إسرائيل، أكد بن سلمان أنه سيساهم في تطوير البنية التحتية، بما في ذلك السكك الحديدية واتصالات الموانئ وتحسين تدفق السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية.
وبغض النظر عن كل الجدل المتعلق بالشروط السعودية لتوقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حسب التقرير فإن هذا يثبت أن المملكة تمضي قدما بسرعة كبيرة في الأمر.
تصريحات بن سلمان بشأن الممر الاقتصادي أزالت كل الغموض عن العلاقة الحقيقية بين السعودية وإسرائيل وتحدث بوضوح عن المصالح المشتركة والتبادل التجاري بين الدول المشاركة في المشروع.
وأوضح المحلل السياسي الإماراتي سالم الكتبي، أن هذا “المشروع الطموح يشكل أرضية مشتركة للتعاون والتكامل”، لافتا إلى أن “الاقتصاد بمثابة بوابة للسياسة”، وقال “يمكنه رسم خريطة جيوسياسية جديدة بشكل فعال”.
حيث أصبحت مصالح هذه الأطراف أكثر تشابكاً من أي وقت مضى، وهو ما ينعكس بدوره على سياساتها وتوجهاتها الإقليمية والدولية.
وأشار الكتبي، الذي نشر رأيه على موقع صحيفة إسرائيلية يومية، إلى أن السعودية منخرطة بالفعل في ترتيبات جيوسياسية تشمل إسرائيل كجزء أصيل من المنطقة، دون أن تعطي أي اهتمام للقضية الفلسطينية.
قال المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، الذي يزور السعودية بشكل متكرر الآن، إن المملكة تمر بـ “تحول لا يصدق”، ونصح الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتركيز على المحادثات المباشرة وتجنب الضغط على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية.
وقال غرينبلات، وهو يهودي، إنه حضر احتفالاً برأس السنة اليهودية في السفارة الأمريكية في الرياض.
وأضاف غرينبلات إنه يرتدي القلنسوة اليهودية في المملكة دون أن يشعر بأي رد فعل سلبي من السعوديين .
هذا إلى جانب ما قاله عن المطالب السعودية ، تثبت أيضاً أن الدولة الخليجية قد تجاوزت بالفعل مرحلة التوقيع على اتفاق التطبيع.
وفي سبتمبر الماضي، قام وفد إسرائيلي مكون من تسعة موظفين، بقيادة وزير السياحة، حاييم كاتس، بزيارة المملكة العربية السعودية كمراقبين في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
وقال كاتس إن “التعاون في مجال السياحة لديه القدرة على جمع القلوب وتحقيق التقدم الاقتصادي”.
وألمح إلى أن تطبيع العلاقات قد تم بالفعل، لكنه قال إن القلوب لا تزال بحاجة إلى التقارب.
ويعني ذلك أن تسويق التطبيع للسعوديين لا يزال العائق الوحيد، متعهدا بأنه “سيعمل على تعزيز التعاون والسياحة والعلاقات الخارجية لإسرائيل”.
وبعد أيام من زيارة كاتس، وصل وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كارهي، على رأس وفد مكون من 14 شخصاً من كبار المسؤولين الإسرائيليين، إلى المملكة العربية السعودية لحضور المؤتمر الاستثنائي الرابع للاتحاد البريدي العالمي.
وأخذ كارهي، وهو يهودي متشدد، مسألة الزيارة إلى أبعاد تتجاوز العلاقات السياسية التي اعتقد اليهود أن الوصول إليها يحتاج إلى عقود بعد توقيع الاتفاق.
ونشر كارهي صورا ومقطع فيديو له وهو يشارك في صلاة يهودية صباحية في السعودية، كما ألمح إلى أن صلاته من الرياض باتجاه القدس تبشر بعودة اليهود إلى السعودية.
وقال في بيان، في إشارة إلى دانيال، الشخصية التوراتية المنفية إلى بابل: “تماما كما فُتحت نوافذ بيت دانيال في مواجهة القدس، كذلك تمكنا في الرياض من الصلاة والنوافذ مفتوحة في مواجهة القدس”.
وشددت في مقال سابق على أن السعودية ستمضي في تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، بغض النظر عن مطالب الفلسطينيين وبغض النظر عن حقوقهم والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين.
وأثناء زيارة الوزراء الإسرائيليين للمملكة العربية السعودية، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى، وكان المستوطنون اليهود يدنسون ويعتدون على المصلين المسلمين داخله.
وأكثر من هذا، ففي حين أن البلد الذي يضم الحرمين الشريفين لدى المسلمين، مغلق أمام ملايين المسلمين، إلا أنه مفتوح أمام اليهود لممارسة الأعمال التجارية وأداء طقوسهم الأسطورية وبثها مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينما يقوم السعوديون بالفعل بتسهيل دخول اليهود إلى المملكة، فإنهم يقومون بإنهاء العقود مع فلسطين من العمال وطردهم.
اتصل بي أحد أصدقائي الذين درسوا معي في الجامعة الشهر الماضي وأخبرني أنه تم إنهاء عقد عمله وأنه أصبح غير قانوني للعمل في البلد، أخبرني أنه ليس لديه مكان يذهب إليه مع عائلته.
توفي عمي منذ ثلاث سنوات، إلا أنه قام بالتدريس في المدارس السعودية لأكثر من 30 عاماً؛ ولم تتمكن عائلته من العثور على قبر له بعد أسبوع من وفاته.
الحقيقة على الأرض فيما يتعلق بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لا علاقة لها بتوقيع صفقة، إن توقيع الاتفاق لا يقل أهمية عما يجري فعلياً على الأرض.
علاقات جيدة وتبادل زيارات رسمية وطائرات إسرائيلية تحلق في أجواء السعودية والتنازل عن المطالب الفلسطينية وتجاهل تدنيس اليهود الإسرائيليين للمقدسات والانتهاكات ضد الفلسطينيين وحقوقهم تمر دون أن تلاحظها الرياض.
هذا أكثر من مجرد تطبيع للعلاقات، ولكنه مشاركة مع الصهاينة في احتلال فلسطين.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: تطبیع العلاقات بن سلمان إلى أن

إقرأ أيضاً:

باستثمارات 1.4 مليار جنيه.. مدبولي يشهد توقيع اتفاق للتصنيع المحلي لأكياس وقِرَب جمع الدم

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، مراسم توقيع اتفاق مساهمين  لإنشاء مصنع بغرض الإنتاج المحلي لأكياس وقِرَب جمع الدم، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة، بالشراكة بين الشركة المصرية للاستثمارات الطبية، وشركة JMS اليابانية الرائدة عالمياً، وشركة انتر فارم للصناعات الطبية.

وحضر مراسم التوقيع الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والسفير فوميو إيواي، سفير اليابان في مصر، والسفير  دومينيك جوه، سفير سنغافورة بالقاهرة.

وقام بالتوقيع على الاتفاق كل من: الدكتور أسامة عبد الباسط، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاستثمارات الطبية، والدكتور أحمد سامي، رئيس مجلس إدارة شركة انتر فارم للصناعات الطبية، وساتو ماسافومي، المدير التنفيذي لشركة JMS اليابانية.

ويأتي هذا الاتفاق في إطار التوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية لتعزيز الصناعة المحلية وتوطين صناعات التكنولوجيا الطبية من مستحضرات ومستلزمات وأجهزة طبية، حيث يمثل تفعيلاً للإعلان السابق عن إطلاق مشروع لتصنيع أكياس وقِرَب جمع الدم محلياً، وتم توقيع اتفاق تعاون مشترك بين كل من الشركة المصرية للاستثمارات الطبية (ECMI) التابعة للهيئة المصرية للشراء الموحد، وشركة JMS اليابانية الرائدة عالميًا في تصنيع أكياس وقِرَب جمع الدم عالية الجودة وغيرها من المستلزمات الطبية، وشركة إنتر فارم المتخصصة في الاستيراد والتصدير والصناعات الطبية والوكيل الحصري لشركة JMS اليابانية، لتصنيع أكياس وقِرَب جمع الدم محليًا بمواصفات عالمية، مما يسهم في تأمين الاحتياجات الصحية وزيادة الصادرات الطبية.

ركائز مشروع وطني متكامل

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا المشروع الواعد يعد إحدى ركائز مشروع وطني متكامل تستهدفه الدولة المصرية بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لنقل التكنولوجيا المتطورة وتوطين الصناعات في القطاعات الاستراتيجية والحيوية؛ وعلى رأسها الصناعات الدوائية والطبية، التي تمس حياة المواطنين وترتبط بصحتهم.

وثمن رئيس الوزراء الاتفاق المبرم اليوم لتنفيذ مشروع لإنتاج أكياس وقِرَب جمع الدم محلياً، عبر شراكة تحقق التكامل بين القطاعين العام والخاص للنهوض بقطاع الصناعات الطبية بمصر بمختلف أفرعها،من أجل  سد احتياجات السوق المحلية وفتح آفاق للتصدير للأسواق المجاورة، وذلك في ضوء الإمكانات المُحفزة لتحقيق طفرة حقيقية وبناء قاعدة صناعية طبية مُتكاملة.

وصرح الدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، بأن المشروع يهدف إلى ضمان جودة وسلامة نقل الدم وفقًا للمعايير العالمية، وتحسين الخدمات الصحية للمرضى، مع تنمية الصناعات الطبية من خلال نقل التكنولوجيا المتقدمة وتوطين الخبرات، ويهدف لتلبية 100% من احتياجات السوق المصرية من أكياس الدم سنوياً، مع زيادة الصادرات إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يستهدف المشروع إنتاج 7 ملايين قربة بحلول السنة السابعة، منها 3 ملايين للاستهلاك المحلي، و4 ملايين للتصدير، بما يُسهم في تعزيز صادرات مصر من المنتجات الطبية ورفع العائد من العملة الأجنبية.

وأضاف الدكتور هشام ستيت أن المصنع سيقام في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة على مساحة 7 آلاف متر مربع، تشمل مناطق إنتاج مُعقمة، ومستودعات متطورة، وذلك للاستفادة من الحوافز الحكومية والتسهيلات اللوجستية التي تتيحها المنطقة، مما يجعل منه قاعدة تصنيعية مثالية للأسواق الإقليمية والدولية.

ولفت رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد إلى أن هذا التحالف الاستثماري الضخم يتكون من الشركة المصرية للاستثمارات الطبية (ECMI)، وشركة إنتر فارم للصناعات الطبية، وشركة JMS اليابانية، وسيتم ضخ استثمارات بإجمالي 1.4 مليار جنيه مصري.

ويعكس هذا المشروع التزام مصر بتحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاع الطبي، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، فضلًا عن جذب الاستثمارات الأجنبية المُباشرة في مجال التصنيع الدوائي، بالتزامن مع تزايد الحاجة الوطنية والدولية لتوفير مُشتقات الدم عالية الجودة لتلبية احتياجات العمليات الجراحية، والحوادث، وأمراض مثل سرطان الدم وأمراض الكلى وزراعة الأعضاء وغيرها.

طباعة شارك مدبولي اتفاق مصنع الإنتاج المحلي أكياس وقِرَب جمع الدم المنطقة الاقتصادية

مقالات مشابهة

  • المعادن النادرة مقابل المساعدات: كييف توافق على توقيع اتفاق استراتيجي مع واشنطن
  • اقتران القمر والمشتري يزين سماء المملكة مساء اليوم
  • أين وصل التعاون الاقتصادي بين أنقرة ودمشق؟
  • باستثمارات 1.4 مليار جنيه.. «مدبولي» يشهد توقيع اتفاق الشراكة مع JMS اليابانية
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاق للتصنيع المحلي لأكياس وقِرَب جمع الدم بشراكة يابانية
  • باستثمارات 1.4 مليار جنيه.. مدبولي يشهد توقيع اتفاق للتصنيع المحلي لأكياس وقِرَب جمع الدم
  • وزير إسرائيلي: الانتصار في غزة مفتاح التطبيع مع السعودية
  • مدبولي يشهد توقيع اتفاق تأسيس شركتين لإقامة مشروعين صناعيين في كفر الدوار
  • مدبولي يشهد توقيع اتفاق تأسيس شركتين جديدتين لإقامة مشروعين صناعيين في كفر الدوار
  • نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي