وصف رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد إن ما جرى يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر هو انتقام من شعب انتزعت حريته وكرامته.

وانتقد محمد الموقف الغربي من الصراع العربي الإسرائيلي، وقال إن الغرب إن ردود الفعل الأخيرة تؤكد في الواقع السبب وراء عدم إيجاد حل للصراع المستمر منذ أكثر من سبعة عقود.

ووصف تلك الردود بأنها "ردود منافقة ومتعصبة ومرضية".



وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي ردا على اعتداءات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى.

وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في غزة، التي يسكنها أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

والاثنين، أعلنت وزارة الصحة بغزة استشهاد 687 فلسطينيا وإصابة 2900 آخرين.

وقال مهاتير في منشور له على منصة "إكس" (تويرت سابقا) "إنه بدلاً من معالجة الصراع كما هو في الواقع، اختاروا الاستمرار في روايتهم الخادعة القائلة بأنه هجوم على إسرائيل من قبل الإرهابيين".


وقال إنهم بهذه الرواية، "يثيرون الخوف في المجتمع الغربي، بدعوى أنها هجوم على الأشخاص المحبين للديمقراطية والسلام".

"وكل هذا بعيد عن الحقيقة.. أكاذيب صريحة تم تكريسها بلا خجل من قبل القادة الغربيين ووسائل إعلامهم"، يقول مهاتير.

أما الحقيقة فهي في الواقع بسيطة للغاية، يؤكد مهاتير، إنها "وعلى مدى عقود، ظل الإسرائيليون يرتكبون جرائم حرب ومذابح وإبادة جماعية وفظائع لا يمكن تصورها ضد الفلسطينيين.. هذه ليست أفعالًا لمرة واحدة، بل يتم تنفيذها بشكل منهجي دون توقف طوال العقود السبعة".

لقد تم دفع الفلسطينيين إلى الزاوية "بينما تحولت غزة إلى سجن مفتوح، حاولوا عمليات انتقامية متفرقة، والتي قوبلت بدورها بكامل قوة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأسلحة قدمتها القوى العظمى، وخاصة الولايات المتحدة".

ويرى مهاتير أن ما يجري الآن لا يختلف عن العمليات الانتقامية السابقة باستثناء أنها ربما تكون هذه المرة أكثر تركيزًا مع المزيد من المساعدة الخارجية.

"لكن القوى الغربية وأجهزتها مستمرة في أكاذيبها ورواياتها بأن هذا العداء هو عمل إرهابي ارتكبه الإرهابيون، متجاهلة أنه انتقام من شعب انتزعت حريته وحقوقه في أرضه بالقوة".
وانتقد مهاتير المعايير المزدوجة للغرب في القضية الفلسطينية وقال إن "القوى الغربية والولايات المتحدة طرف في الفصل العنصري والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية طالما أنها تدعم النظام الإسرائيلي البغيض".

THE PALESTINE-ISRAEL CONFLICT

1. The reactions to the latest hostility between Palestinians and the Israelis actually underscores why the conflict, which has been more than seven decades, would not find a solution.

2. Firstly, the responses that came from powerful Western…

— Dr Mahathir Mohamad (@chedetofficial) October 9, 2023

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية مهاتير محمد غزة غزة مهاتير محمد طوفان الاقصي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية

 

عباس المسكري

مهنة التعليم والتمريض ليست مجرد وظائف، بل هي رسائل حياة تُكتب بأيدي أولئك الذين يكرسون أرواحهم لخدمة الآخرين، إنهم المعلمون والممرضون الذين يقفون في الصفوف الأمامية، ليزرعوا الأمل في عيون الأجيال ويهدوا العناية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

وهذه المهن تتجاوز كونها وظائف يومية، فهي لبنة أساسية في بناء المجتمعات؛ فالعقول تُصاغ والكفاءات تُبنى على أيدي هؤلاء الأبطال الذين يضعون علمهم وحبهم في خدمة الإنسان، ومع ذلك، لا بد من أن يُحاط هؤلاء الكوادر بالعناية والدعم، بدءًا من لحظة تعيينهم، ليحظوا بالاستقرار النفسي والإجتماعي الذي يعزز قدرتهم على العطاء المتواصل، فتُثمر جهودهم وتظل بصماتهم حاضرة في كل زاوية من زوايا المجتمع.

في قلب كل قرار إداري، هناك إنسانٌ يعيش تحديات قد تكون أكبر من مجرد إنتقال جغرافي، في واقع الحال، يُعيّن العديد من المعلمين والممرضين في أماكن نائية، على بُعد مئات الكيلومترات عن موطنهم، رغم وجود شواغر في مناطقهم أو تلك القريبة منها، فليس مجرد تحديد مكان العمل هو ما يحكم حياة هؤلاء، بل التحديات النفسية والإجتماعية التي يتعرضون لها، فالموظف الذي يُجبر على ترك أسرته، خصوصًا في حالات العناية بالوالدين المسنين أو تربية الأطفال الصغار، يصبح في صراع مستمر بين إلتزامه الوظيفي ومسؤولياته الأسرية، وفي هذا التباعد بين الواجبين، يتشكل عبء لا يمكن تحمله بسهولة، إذ يمتد الشعور بالوحدة والقلق ليُحاصر الموظف، مما ينعكس سلبًا على أدائه وجودة العطاء الذي يقدم.

وتظل الغُربة القسرية عن الأهل، ذلك الشعور الذي يثقل قلب الموظف، ويجعل روحه تتيه بين أبعاد العمل وحنين الوطن، وما أن تبتعد المسافة بينه وبين من يحب، حتى يصبح القلق رفيقًا دائمًا، يعبث بصفو عقله ويشوش على نقاء قلبه، وهذا التشتت النفسي لا يمر دون أثر، فهو يخلق فراغًا في داخله، يتراءى له كظلال داكنة تحجب ضوء شغفه، فتتضاءل همته، وتتراجع رغبة العطاء، ومن هنا، قد يكون لهذا العبء الثقيل أن يفتك بجودة العمل، بل يصل ببعضهم إلى حدود فقدان الأمل والإنسحاب من الميدان، رغم أن فؤادهم مليء بعشق المهنة ورغبة صادقة في تقديم كل ما هو نافع ومؤثر.

تبدو هذه القضية، للوهلة الأولى، مسألة إدارية بحتة، لكنها في حقيقتها تتجاوز الأرقام والجداول إلى أعماق إنسانية وإجتماعية لا يمكن إغفالها، فالموظف ليس مجرد إسم في كشف توزيع، بل هو إنسان يحمل بين جنباته آمالًا وأحلامًا، ويدير حياة مليئة بالتحديات والتضحيات، إنه لا يعيش في معزل عن محيطه، بل ينتمي إلى أسرة وأرض وأحبة، يواجه مسؤولياتهم وتطلعاتهم، وإن هذه الأبعاد الإنسانية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من قرارات صُنّاع القرار، إذ لا يمكننا النظر إلى الموظف كقطعة من آلة العمل، بل يجب أن نراه كعنصر حي ينبض بالحب والواجب، ويستحق كل الإهتمام والرعاية التي تضمن له التوازن بين واجبه المهني وأسرته.

ومن هنا، نتوجه بقلوب مملوءة بالثقة والتقدير إلى أصحاب القرار، نناشدهم برحابة صدرهم وسمو نظرتهم أن يُدرجوا البُعد الإنساني ضمن إعتبارات التوزيع الوظيفي، فالموظف ليس آلة إنتاج، بل روح تُثمر حين تزرع في بيئة قريبة من أهلها، آمنة في حضن أسرتها، وإن تمركز الموظف في محيطه الجغرافي لا يُسهم فقط في إستقراره النفسي والإجتماعي، بل يُعزز إحساسه بالإنتماء، ويضاعف من جودة عطائه، ويقوي أواصر العلاقة بينه وبين المجتمع الذي يخدمه.

إن مراعاة الظروف الإنسانية في التوزيع الوظيفي للمعلمين والممرضين ليس مطلبًا إداريًا فحسب، بل استثمار في مستقبل المجتمع ، فاستقرارهم النفسي والاجتماعي يُترجم إلى عقول مُبدعة وأيادٍ حانية تُشكل أجيالًا وتُعافي أرواحًا، لذا ندعو إلى سياسات تُحقق هذا التوازن، ليظل هؤلاء الأبطال شعلة تنير دروب التقدم الوطني.

مقالات مشابهة

  • الفنانة ريم مصطفى تكشف حقيقة ارتباطها بـ محمد صلاح.. إيه الحكاية؟
  • هونيس: هاري كين أكثر لاعب في بايرن يستحق التتويج بلقب البوندسليجا
  • التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية
  • 100 عام من مهاتير محمد صاحب نهضة ماليزيا الذي لم يفلت من قسوة التاريخ
  • انتقام مراهقات من زميلتهن يثير موجة غضب بتركيا..فيديو
  • وكيل الأزهر: المرأة أكثر حظا في الإسلام ولكن لمن يفهم الأحكام التشريعية
  • برنامج «من مصر» يؤكد رفض «القاهرة» سياسة الأمر الواقع: لا شرعية للتوسع الإسرائيلي بالقوة|فيديو
  • ما هي أسباب الحرب في السودان إذن؟
  • الكاتب محمد جلال عبد القوى: هل لابد من تدخل الرئيس حتى ننهض بالدراما ونطورها
  • بهلواني الواقع