تقضي آلام فترة حملها وهناً على وهن ، مشاعرها تتراوح بين الإستثارة و الفرح، و بين التخوف من القادم المجهول، ورغم دقّة المتابعة الطبية خلال الحمل ،إلا أنه قد يأتي موعد الولادة فتتفاجأ الحامل بأنها في بيئة غريبة عليها، و ربما تسمع إرشادات لأول مرة عن الولادة ، وما قد يحدث فيها من طوارئ ، و ينتهى الأمر بمرورها بتجربة صعبة بدلاً من أن تكون تجربة ممتعة.
تنصح المجالس الطبية كل حامل بإعداد خطة للولادة قبل موعد الولادة بفترة كافية، بالتعاون مع طبيبها، و من خلالها يتم التعرف على تفاصيل الرعاية التى ستُقدم لها، و الإجراءات التى تُتخذ لتوفير ولادة آمنة للأم وللطفل، و تهيئة بيئة الولادة بما يساعد على شعور الحامل بأنها تكاد تكون في بيتها، و معها رفيق من الأسرة .
يمكن لأي حامل أو طبيب إنزال خطة الولادة من الشبكة، و هى مكتوبة بحيث تضم كل التفاصيل المتوقعة، و تضع الخيارات، بحيث تختار الحامل ما تريده، طبعاً تعي الحامل أنه في فترة الولادة قد يحدث ما يستدعي تغيير بعض بنود الخطة.
بعد ملء الخطة ،تترك في المكان الذي ستتم الولادة فيه، وقد تأخذ الأم صورة منها، بحيث يمكن للجهاز الطبي أن يستحضرها ويتابعها بمجرد وصول المريضة الى غرفة الولادة.
تكتب في ورقة الخطة أى ترتيبات جهّزتها الأم للوليد حتى يمكن مراعاتها، يوضح إذا كانت الحامل ترغب في الحركة خلال الولادة، وهل ترغب في الإستحمام خلال المرحلة الأولى للولادة أم لا ، كما توضح إذا ما كانت ترغب في أن تتزوّد بالسوائل عن طريق الوريد، أم أنها فقط توافق على تركيب قناة وريدية لاستخدامها عند الحاجة، تحدِّد الأم مهدئ للألم الذي تريده سواء أكان بأخذ مهدئات عن طريق العضل أو الوريد أو الإبرة التى تؤخذ عن طريق العمود الفقري، كذلك تحدّد الأم من الذي سيرافقها خلال الولادة ، و إن كانت ترغب في أن يقوم رفيقها بتصوير الطفل بمجرد خروجه للحياة، أو أن يقوم بقطع الحبل السري بعد الولادة.
كذلك توضح إذا ما كانت ترغب في الولادة بدون قصّ العجان اللهم إلا إذا كان هناك ضرورة مطلقة، تكتب الأم إذا ما كانت ستعتمد فقط على الرضاعة الطبيعية أو أنها ستجمع بين الرضاعة الطبيعية و الصناعية. كما أن الخطة تظهر رغبة الأم في أن يصحبها وليدها طوال الوقت في غرفتها ، أم يصحبها فقط إن كانت مستيقظة و الخيار الثالث أن يكون الطفل في الحضانة و تذهب الأم إليه على فترات، وهناك تفاصيل أخرى لا تقل أهمية عن ما ذكرنا.
إن تحضير خطة الولادة مهم لأنه يعطى الحامل الثقة و الطمأنينة . و يساعد الفريق الطبي على تقديم الخدمة بسلاسة ويسر.
SalehElshehry@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: ترغب فی
إقرأ أيضاً:
الوعى حائط الصد الأول فى مواجهة حرب الشائعات
لم تعد الحروب العسكرية هى الآلية الوحيدة لتحقيق الانتصارات، فبعض الدول لجأت إلى استخدام الحروب النفسية ضد شعوب دول أخرى، من أجل تحقيق هزائم نفسية تفقدهم الإرادة والأمل والقدرة على الإنجاز وتستبدلها بمشاعر الإحباط واليأس وفقدان الثقة فى كل شىء، وذلك من خلال سلاح الشائعات وتعزيز حالة الاستقطاب المجتمعى ومن ثم تفكيك الشعوب، وإشعال الحروب الأهلية، ببساطة هذا ما يصنعه بنا أعداؤنا الذين يتعمدون نشر الشائعات عن الدولة المصرية على مدار سنوات من أجل النيل من استقرار وسلامة هذا الوطن، مُستغلين أن البعض فى الداخل ما زال يحمل أجندة سياسية تستهدف بشكل أساسى خلق حالة من التشكك وعدم الثقة بين الشعب المصرى والقيادة السياسية من جانب، وقلة الوعى والمعرفة لدى قطاع كبير آخر.
ومن المعلوم للجميع أنه خلال السنوات الماضية اهتمت دول العالم بإنشاء وحدات تابعة للمؤسسات العسكرية تستهدف خلق وتطوير الشائعات وكيفية استخدامها بالشكل الذى يتيح لها التلاعب بمشاعر وعواطف الشعب المستهدف مستغلة فى ذلك التطورات الرهيبة فى مجالات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات التى حولت العالم لقرية صغيرة، يمكن من خلالها نشر الشائعة فى دقائق قليلة، وربما هذا ما تابعناه خلال الأيام الماضية التى شهدت استهداف واضح للدولة من خلال التشكيك فى دورها الداعم للقضية الفلسطينية، من خلال نشر شائعة استقبال ميناء الإسكندرية لسفينة ألمانية تحمل متفجرات ومساعدات عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلى لاستخدامها فى الحرب على قطاع غزة ولبنان، مُستندين إلى تقرير مشبوه من منظمة العفو الدولية تم حذفه من موقعها لاحقا والتراجع عنه، وللأسف الشديد تفاعل قطاع لا بأس به من المصريين مع هذه الشائعة التى تم نفيها بشكل قاطع من جانب القوات المسلحة المصرية ووزارة النقل والمواصلات، لكن من الأمور المثيرة للاستغراب أن نفى الشائعة لم يأخذ نفس المساحة والاهتمام من جانب المستخدمين، وبشكل أو بآخر ساهم البعض بقصد أو بدون قصد فى مساعدة أعداء الوطن فى نشر شائعة شديدة الدنائة لإثناء مصر عن دورها الداعم للقضية الفلسطينية والرافض لتصفيتها، شائعات مغرضة تستهدف تشويه دور الدولة المصرية التى تعد المدافع الأول عن حقوق الشعب الفلسطينى.
الحقيقة التى يجب أن يدركها الجميع أن صنع الشائعات وترويجها سيظل جزء من حرب نفسية طويلة المدى، من أجل تضليل الشعوب وتزييف وعيها، بحملات التضليل والتجهيل، وفقدان القدرة على التمييز بين المعلومات الصحيحة والشائعة، لذلك سيظل حائط الصد الأول ضد هذه الهجمات هو الوعى، فصناعة الوعى لم تعد رفاهية وإنما ضرورة لتسليح المواطن المصرى بما يتيح له مواجهة هذه الادعاءات والأكاذيب التى تستهدف النيل من أمنه واستقراره وإسقاط دولته حتى لا يتبقى فى هذه البقعة المنكوبة من العالم دولة قادرة على مواجهة مخططاتهم الدنيئة للهيمنة والسيطرة، مع التأكيد على أن صناعة الوعى هى عملية متكاملة تتكاتف فيها كافة أدوات ما نسميه بالقوة الناعمة فى الدولة، فجنود الحروب الحديثة هم المثقفون والإعلاميون والنشطاء والفنانون والمؤسسات الدينية والتعليمية والشبابية، فهؤلاء عليهم مهمة تحصين عقول المصريين بما يمكنهم من مواجهة دعوات التخريب والهدم والتفكير، كذلك المؤسسات الثقافية والتعليمية لما لها من دور فى مخاطبة وجدان الشعب المصرى، وإيصال الرسالة المرجوة على النحو الأمثل.
فعلى مدار العشر سنوات الماضية وحتى الآن لم تتوان أبواق ومنابر الشر أعداء الوطن عن بذل كل الجهود الممكنة للنيل من استقرار وأمن الدولة المصرية من خلال نشر الأكاذيب وترويج معلومات مغلوطة وشائعات مغرضة لتشويه صورة الدولة المصرية وتشويه إنجازاتها ومؤسساتها بغرض أن يفقد المواطنون الثقة فى مؤسسات الدولة وباعتبار هذا الباب الشيطانى هو مفتاح هدم الدول وإثارة الفوضى والبلبلة، ولكن هيهات لهم فلن تفلح محاولاتهم وستبوء بالفشل؛ فمصر ستظل صامدة وقوية وصخرة تتحطم عليها آمالهم ومحاولاتهم الخبيثة، وأظن أن الشعب المصرى لديه من الوعى ما يجعله يستطيع أن يفرق بين الحقيقة والكذب والتضليل، كما أنه سيتصدى لأى محاولات للنيل من استقرار الوطن.
وأخيراً.. رغم كل محاولات الأبواق المعادية للدولة المصرية للنيل منها ومن استقرارها فكلى ثقة فى قدرة مصر قيادة وشعبًا فى التعامل مع هذه المخططات الشيطانية وإفشالها من أجل الحفاظ على قوة وتماسك هذا الوطن.