أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، مساء اليوم الإثنين، أن اليوم يعد تتوجيًا لمصر، لاحتفالها بالحصول على الشهادة الذهبية لإكمال مسار القضاء على التهاب الكبد الفيروسي "سي"، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والدكتور تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وعدد من الوزراء المصريين والعرب ودول إقليم شرق المتوسط والسفراء وممثلي المنظمات الدولية، بمنطقة أهرامات الجيزة.

وقال وزير الصحة والسكان -خلال كلمته- إن المصريين جميعًا يحتفلون بإنجازٍ غير مسبوق في تاريخ دولتنا العظيمة، بحصول مصر على الشهادة الذهبية لإكمال مسار القضاء على فيروس "سي".

وأوضح عبد الغفار أن الحضارة المصرية لم تقدم لنا المعالمَ الأثريةَ التي نراها شامخةً أمامنا فحسب، ولكن أيضًا قدمت مبادئ السعي وراء المعرفة وفنون العلاج، فقد نبغ المصريون القدماء في العديد من المجالات، كان أبرزها الطب، إذ تركوا بصمةً تشهدُ لهم في كل تخصص من تخصصاته، حتى يُعتقد أن مفهوم الصحةَ والرعاية الطبية بدأ مع نشأة الحضارة الفرعونية.

وتابع وزير الصحة والسكان أن مصر تمضي قدمًا في هذا الإرثْ من الرعايةِ الصحيةِ والابتكار، وهو ما يتم الاحتفال به اليوم، لتكون هذه الوثيقةَ التاريخية بمثابة برديةً جديدة تضاف إلى تاريخنا العظيم، وتذكرنا بحكمة أسلافنا، الذين آمنوا بأن الصحة هي أعظم كنز على الإطلاق.

واستعرض وزير الصحة والسكان رحلة مصر مع فيروس "سي" من قائمة الدول الأعلى في معدل انتشار المرض إلى أول دولة في العالم تحصل على الإشهاد الدولي لإكمال مسار القضاء عليه، وهي شهادة على صمود الدولة المصرية والدعم اللامحدود المقدم من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن الشعب المصري عانى لعقود طويلة من فيروس التهاب الكبد "سي" والذي أصبح من المشاكل الصحية المتوطنة في مصر، فطبقًا للمسح الصحي الذي أُجري عام 2008، تبين أن ١٠٪ من المصريين في الفئة العمرية من ١٥-٥٩ سنة لديهم إصابة مؤكدة بالفيروس، الأمر الذي يعني أنه كان لدينا في ذلك الوقت في تلك الفئةَ العمرية فقط 5 ملايين مصاب بإصاباتٍ مؤكدة تحتاج للاكتشاف والعلاج، وقد جعلتنا تلك المعدلات أعلى بلاد العالم في معدل انتشار المرض.

وأكد الوزير أن الدولة الدولةَ المصرية لم تقف مكتوفة الأيدي في ذلك الوقت، بالرغم من محدودية وسائل التشخيص وندرة خطوط العلاج، فعملت على تطوير أدلة العمل على مكافحة العدوى في المنشآت الطبية، وتبني الإجراءات الوقائية السليمة لنقل الدم وسياسيات الحقن الآمن، كما عملت على حوكمة الإجراءات وتوحيد الجهود لمواجهة المرض من خلال لجنة قومية ضمت خيرة علماء مصر في مجالات الكبد والصحة العامة والوبائيات وتعاقب عليها عشرات العقول المضيئة، والتي رسمت لمصر والعالم طريق النجاة من هذا الفيروس، حيث أسست العقول المصرية استراتيجية موحدة للدولة المصرية في مواجهة هذا الوباء الفتاك.

وقال عبد الغفار إن الدولة المصرية نجحت في تكوين أول برنامج قومي للتشخيص والعلاج، وأنشأت شبكة من مراكز العلاج في كافة المحافظات المصرية، تخطت ١٧٠ مركزًا مجهزًا بالكوادر الطبية والبنية التحتية والتجهيزات الملائمة، كما نجحت في توفير العديد من الخطوط العلاجية الحديثة بأقل من ١٪ من سعرها العالمي، لتعطى للمصابين بالمجان.

وأضاف أن الإرادة المصرية لم تهتز في مواجهة المرض، وتوفير كل السبل لمجابهته والقضاء عليه، حيث أطلقت مصر خطتها التنفيذية للوقاية وعلاج الفيروسات الكبدية عام ٢٠١٤، والتي شملت ستة محاور رئيسية تضمنت (تقوية أنظمة الترصد - وضمان مأمونية الدم - ودعم جهود وسياسات مكافحة العدوى - ورفع الوعي المجتمعي والصحي بالفيروسات الكبدية - وتكثيف جهود علاج الفيروسات والمضاعفات الناتجة عنها).

وتابع الوزير أنه في عام ٢٠١٦، اعتمدت الجمعية العالمية للصحة استراتيجية القطاع الصحي العالمية لالتهاب الكبد الفيروسي، والتي دعت الدول إلى القضاء على فيروس التهاب الكبد "بي" وسي" كمشكلة صحة عامة بحلول عام ٢٠٣٠، وأعقب ذلك تحقيق مصر لقفزة نوعية في مواجهة المرض، عن طريق توطين صناعة الأدوية المضادة للفيروسات بمصر منذ عام ٢٠١٦، والتي مكنت مصر من توفير ملايين الجرعات للمصابين والتوسع في إتاحة فرص العلاج.

ولفت عبد الغفار إلى إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أحد أهم أولوياته في النهوض بالقطاع الصحي في مصر، هو القضاء على فيروس "سي"، وتسخير كافة الإمكانيات والجهود الوطنية لدحر المرض وإنهاء معاناة الشعب المصري من تبعاته.

وتابع أنه في أكتوبر عام ٢٠١٨، انطلقت المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس "سي"، تحت شعار "١٠٠ مليون صحة"، والتي نجحت خلال فترة لم تتجاوز الأشهر، في الكشف على ٦٣ مليون مصري في الفئة العمرية ١٢ عاماً فأكثر، واكتشاف وعلاج ما يزيد على مليونين من الإصابات المزمنة.

وأكد الوزير أن هذه المبادرة غيرت من مفاهيم الصحة العامة والأولويات الصحية وكيفية علاجها والتصدي لها، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، كما أهلت مصر لكي تخطو خطواتها العملاقة نحو الإشهاد من منظمة الصحة العالمية.

ونوَّه الوزير بأن خدمات الفحص والعلاج شملت كافة الجنسيات من ضيوف مصر، وكذلك اللاجئين الذين تم علاجهم بنفس المعايير والقواعد كأشقائهم المصريين تمامًا، قائلاً: "لأن مصر كانت من أوائل الداعمين لجهود الأمن الصحي الإقليمي والدولي، فقد أطلق الرئيس مبادرته التاريخية لعلاج مليون إفريقي من فيروس "سي" والتي ما زالت تدعم الأشقاء في قارة إفريقيا بالكفاءات والخبرات المصرية ووسائل التشخيص والعلاج، وذلك للعام الخامس على التوالي، كما مهدت لنموذج تعاون ناجح ومستدام مع المركز الإفريقي للتحكم في الأمراض، لبناء الكوادر الإفريقية في هذا المجال".

وقال الوزير إننا اليوم نشهد إنجازًا في بناء نموذج استدامة الخدمات المقدمة لمرضى الفيروسات الكبدية لتواكب أفضل ما وصل إليه العلم، ولنفتخر جميعًا بنجاحنا في تحقيق العدالة والمساواة في الوصول إلى أفضل الخدمات الصحية والعلاجات العالمية، ليس هذا فحسب، بل يتواصل بناء القدرات الوطنية والوصول بها إلى أعلى المستويات بالتعاون بين الخبراء المصريين وشركائهم من أفضل الجامعات ومراكز العلاج في العالم لبناء منظومة قياسية متكاملة من التشخيص للعلاج.

وتوجه وزير الصحة والسكان بالشكر للوزراء والمسؤولين السابقين، والآلاف من العاملين في القطاع الصحي والذين شاركوا بحبٍ وتفانٍ في تشخيص وعلاج الملايين من المصابين، كما تقدم بالشكر لعلماء مصر الأجلاء الذين ساهموا بعلمهم وإخلاصهم وتفانيهم في صياغة الاستراتيجيات الفعالة وخطط العمل التنفيذية التي مكنتنا من القضاء على المرض، كما توجه بالشكر للشركات المحلية والعالمية التي دعمت توفير ملايين من وسائل التشخيص والعلاج، وكذلك الشركاء المحليين والدوليين الذين كانت جهودهم الداعمة لنا خير معين على هذا الطريق، كما أعرب الوزير عن شكره وتقديره لمنظمة الصحة العالمية والتي ضربت أروع الأمثلة على تنسيق الجهود بين مستوياتها الثلاثة ووزارة الصحة والسكان في مصر للوصول إلى تلك اللحظة التاريخية.

ومن جانبه، هنأ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم مصر على حصولها على الإشهاد الدولي كأول دولة في العالم تحصل على الشهادة الذهبية، مشيرًا إلى نتائج إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية "100 مليون صحة"، موضحًا أنه منذ عشر سنوات كانت مصر من الدول الأعلى في فيروس "سي"، والآن الدولة الأولى التي نعلن نجاحها في القضاء عليه، من خلال فحص ٦٠ مليون مواطن وتقديم العلاج لملايين المواطنين بالمجان.

وقال أدهانوم إنه بفضل هذه المبادرة نجحت مصر في خفض معدلات الإصابة بالمرض بنسبة 97% بين المواطنين، لافتًا إلى أن 80 مليون شخص في العالم يعانون من الإصابة بفيروس "سي"، متمنيًا القضاء على هذا المرض في جميع دول العالم، مثنيًا على دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للعمل الصحي والتزامه على جميع المستويات.

وأثنى أدهانوم على العرض المقدم من عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، مشيرًا إلى بعض الأمراض التي أصيب بها بعض قدماء المصريين مثل توت عنخ آمون وأخناتون ونفرتيتي، والثورة التي أحدثها الطب المصري القديم لمحاربة هذه الأمراض.

وخلال فعاليات الحفل، استعرض عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس رحلة الطب في مصر منذ أكثر منذ ٤ آلاف سنة، حيث اتخذوا المصريين القدماء من إيمحتب كرمز للطب المصري، وتم استخراج أول أدوات جراحية تم استخدامها في العمليات الجراحية، والبرديات التي تم استخراجها وتبين الوصفات الطبية، مما يظهر عظمة مصر في الطب منذ آلاف السنين.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: خالد عبدالغفار القطاع الصحي الشهادة الذهبية على الشهادة الذهبیة وزیر الصحة والسکان الصحة العالمیة القضاء على عبد الغفار على فیروس فی العالم فی مصر مصر من

إقرأ أيضاً:

وزير العدل: لا أحد تجرأ أو سيتجرأ أساسًا على القيام بخطوة كهذه!

كشف وزير العدل عادل نصار، اليوم الاثنين، أن "استقلالية القضاء هي أحد أهم أهدافه في الوزارة لحماية القضاء من أي تدخلات أو ضغوط".

وقال نصار، في مقابلة لبرنامج "المشهد اللبناني"، على قناة "الحرة": "سيتم جمع الملاحظات على هذا القانون وبلورتها لوضع صيغته النهائية، كي يرسل بعدها إلى لجنة الإدارة والعدل، على أن يصل الى مجلس النواب بسرعة، وخلال شهر ونصف شهر على أبعد تقدير".

وأكد أنه "لم يتعرض لأي ضغط سياسي. كما لم يطلب منه أي شيء في ملف التعيينات القضائية".

وأكد "ثقته الكبيرة برئيسي الجمهورية العماد جوزف عون والحكومة نواف سلام وبرئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود"، وقال: "لم يتصل بي أحد لطرح أو تزكية أي شخصية في مجلس القضاء الأعلى ولا أحد تجرأ أو سيتجرأ أساسا على القيام بخطوة كهذه".

وردا على سؤال عن موعد تشكيل مجلس القضاء الأعلى، قال نصار: "قريبا جدا، فأنا في صدد دراسة هذا الموضوع واقتراح الأسماء لمجلس الوزراء، فالإسراع في ملف التشكيلات يسهم في تسريع التحقيقات، خصوصا في ملف انفجار مرفأ بيروت، وهذا الملف من أولوياتي، ومن أولويات الحكومة، مما سيمنع أي عرقلة، كما حصل سابقا".

وعن التدخلات الخارجية بعد سلسلة اجتماعات عقدها مع عدد من السفراء، جزم نصار أن "السؤال الوحيد الذي طرحه السفراء يتعلق بالاستنابات الآتية من الخارج"، مشيرا إلى أنه هو "من طلب مساعدتهم لترميم العدلية وتأمين تقنيات جديدة متوافرة لديهم لتسريع عمل القضاة".

أما في موضوع تزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن السلام مع اسرائيل، فقال: "إن مصلحة لبنان وشعبه هي المعيار الوحيد لاتخاذ القرارات في السياسة الداخلية والخارجية، وسنصل الى وقت نقتنع فيه جميعا أن مصلحة لبنان تمر في الحياد والسلام، وعدم تعريض أي فرد من أفراد الشعب اللبناني لأي أذى لمصلحة أي طرف آخر".

وأكد "ضرورة الانطلاق من المصالحة والمصارحة بين مكونات الشعب اللبناني والاعتراف بجراح الطرف الآخر لكي نتمكن من أن نخطو الخطوة التالية، وهي تحديد أين مصلحة لبنان".

وقال: "ليس هناك من شر مطلق، الشر المطلق هو ألا يأخذ الحكام مصلحة شعبهم. كما يجب ألا يكون هناك أي رفض مطلق لأي مبادرة طالما أن هناك توافقا داخليا واضحا عليها، ولا يمكن أبدا ان أتحدث باسم الدولة اللبنانية، ولكن أحبذ الحياد للبنان مع الأخذ في الاعتبار مقررات قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في بيروت، وحل الدولتين".

وأكد أن "أي حل في لبنان عليه أن يأتي نتيجة توافق لبناني، آخذا في الإعتبار جروح الوجدان اللبناني ومصلحة الشعب اللبناني".

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية: قرارات واشنطن قد تقوض جهود القضاء على شلل الأطفال
  • المرأة المصرية تحتفل بمرور 69 عامًا على حق الانتخاب والتمثيل البرلماني
  • وزير العدل: لا أحد تجرأ أو سيتجرأ أساسًا على القيام بخطوة كهذه!
  • بيان للمكتب الاعلامي للرئيس نجيب ميقاتي... هذا ما جاء فيه
  • الأقصر تحتفل بحصولها على جائزة AFASU الذهبية إبريل المقبل.. صور
  • ثاني وفاة بإيبولا في أوغندا
  • الصحة العالمية: تسجيل ثاني حالة وفاة بفيروس «الإيبولا» في أوغندا
  • أوغندا تسجل ثاني حالة وفاة بسبب تفشي فيروس إيبولا
  • أوغندا تسجل ثاني حالة وفاة بسبب تفشي الإيبولا وسط جهود احتواء الفيروس
  • وزير الإسكان يتفقد وحدات سكن لكل المصريين ومحطة رفع مياه التوسعات الشرقية بمدينة 15 مايو