علي يوسف السعد يكتب: «السياحة البديلة»
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
يُطلِق عليها بعضهم مسمّى «السياحة العصرية»، وآخرون يُطلقون عليها مسمّى «النموذج المثالي» للسياحة، وتُعتبر «السياحة البديلة» الوجه الأمثل للسياحة في عصرنا الحالي، فهي عبارة عن نموذج محسَّن للتنمية السياحية يعمل على سدّ الفجوات الموجودة في السياحة الجماعية التقليدية، وتُعرّف السياحة البديلة على أنّها السياحة التي تجمع بين المنتجات السياحية والخدمات السياحية الفردية، وتُعد شكلاً من أشكال السياحة النادرة التي يسعى فيها السياح إلى رؤية الوجه الحقيقي للمكان الذي يزورونه بصرف النظر عن المعالم السياحية الشهيرة التي يزورها معظم السياح فيه.
في غالب الأحيان في هذا النوع من السياحة، يقصد السياح أماكن أخرى غير أماكن الجذب السياحي ويكون المقصد من جولاتهم التفاعل مع السكان المحليين والاندماج معهم، فالسياحة البديلة تهدف إلى التأكيد على الثقافات المحلية وثقافة السكان الأصليين أكثر مما تفعله السياحة الجماعية، ويمكن تقسيم السياحة البديلة إلى ثلاثة أقسام رئيسة، وهي: السياحة البيئية، السياحة الثقافية، وسياحة المغامرة.
يختار العديد من المسافرين السياحة البيئية التي تُعد جزءاً من السياحة البديلة، لأنّهم يحبون الطبيعة ويريدون الحفاظ عليها، حيث يهدف السياح إلى الاندماج مع البيئة الطبيعية في المنطقة، وخوض تجارب ونشاطات حركية، مثل ممارسة رياضة المشي، وركوب الدراجات الهوائية، والتجديف والعديد من الأنشطة الأخرى التي يتم ممارستها وسط أحضان الطبيعة، كما يمكن للسياح المهتمين بالسياحة البيئية القيام بالعديد من الأنشطة الأخرى، كدراسة النباتات والحيوانات البرية، والتعرف على أنواعها المختلفة.
تهتم السياحة الثقافية، والتي تُعد فرعاً من فروع السياحة البديلة، بالممارسات الدينية والعرقية وعادات وتقاليد السكان المحليين في المنطقة، ليخوض السائح العديد من التجارب الجديدة برفقة السكان المحليين والتعرف على مأكولاتهم ومشروباتهم الشعبية، بالإضافة إلى المشاركة في مهرجاناتهم الثقافية والاستماع إلى جولاتهم الموسيقية، وغيرها من عاداتهم وتقاليدهم الأصلية.
أمّا سياحة المغامرات، فهي تُعتبر الفرع الذي يقصده عشاق المغامرات والتحدي والأنشطة التي تتطلب قوة جسدية، وتستهدف مناطق معروفة يقصدها المغامرون، كالمناطق الجبلية وأماكن معينة في جنوب أفريقيا، وتتضمّن أنشطة خطرة مليئة بالتحدي، كتسلق الجبال، أو الغوص في أعماق المحيطات أو استكشاف الكهوف أو ربما القفز داخل أحد البراكين الخامدة، بالإضافة إلى عدد كبير من الأنشطة والتحديات.
على عكس السياحة الجماعية، تُعتبر السياحة البديلة تجربة فردية، حيث تمنحك الحرية لتخطيط رحلتك كما يحلو لك لتجعل منها تجربة مناسبة تماماً لشخصيتك وتفضيلاتك الخاصة، ولأنّ السياحة البديلة تُعتبر شكلاً من أشكال السياحة المستدامة والصديقة للبيئة، ويهدف القائمون عليها إلى الحدّ من الأضرار التي تلحق بالبيئة جرّاء الممارسات الخاطئة التي يقوم بها السياح، بالإضافة إلى وضع سقف محدد لعدد المشاركين فيها، ما يعني كمية محدودة من القمامة والأضرار.
ومن الأهداف الأخرى التي تُعتبر ركيزة من ركائز السياحة البيئية، القيام بدعم المجتمعات والأقليات الريفية لتحسين مستوياتهم المعيشية ودمجهم في القطاع السياحي دون التأثير على جودة الحياة لديهم.
كل هذه الميزات، وجّهت البوصلة نحو السياحة البديلة في عصرنا الحالي، فهل تصبح عما قريب خياراً مرغوباً أكثر من غيرها؟. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علي يوسف السعد السیاحة البیئیة ت عتبر التی ت
إقرأ أيضاً:
حلقة حول المؤشرات البيئية بشمال الشرقية
نظّمت هيئة البيئة بمحافظة شمال الشرقية بالتعاون مع جامعة الشرقية حلقة تدريبية متخصصة بعنوان "المؤشرات البيئية ونظم المعلومات الجغرافية".
قدم الحلقة المفتش البيئي سعود البوصافي، حيث استهدفت تعزيز الفهم العلمي للمؤشرات البيئية المستخدمة في قياس ومتابعة التغيرات البيئية، وتحليل تأثير الأنشطة البشرية على النظم البيئية.
تطرقت الحلقة إلى دور نظم المعلومات الجغرافية (GIS) في جمع وتحليل البيانات البيئية، مما يسهم في اتخاذ قرارات مستندة إلى أسس علمية تهدف إلى حماية الموارد الطبيعية.
تضمن البرنامج استعراض مفاهيم جودة الهواء والمياه، والتنوع الحيوي، والتغيرات المناخية، بالإضافة إلى آليات الرصد والتقييم باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية. كما تم تقديم تطبيقات عملية تشمل خرائط رقمية وتحليل بيانات مكانية، مما يدعم التخطيط البيئي المستدام.
أكد المشاركون على أهمية دمج التقنيات الحديثة في العمل البيئي، حيث يسهم ذلك في رصد التغيرات البيئية بدقة، وتحليل التأثيرات الناتجة عن الأنشطة البشرية، ووضع استراتيجيات فعالة للحفاظ على البيئة والتخفيف من التلوث.
تأتي هذه الحلقة في إطار جهود هيئة البيئة بمحافظة شمال الشرقية لنشر الوعي البيئي وتطوير الكفاءات الوطنية في مجال التحليل البيئي باستخدام التقنيات الحديثة.