الشارقة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الإمارات لحقوق النسخ» تشارك في «إفرو» 2023 سلطان القاسمي يأمر بإنشاء مقر جديد لنادي الشارقة

أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، الرئيسة الفخرية لرابطة أديبات الإمارات، أن للأدباء والأديبات في دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً مجتمعياً محورياً يتعدى حدود المشهد الثقافي، فالأدب يوثق حياة الشعوب ويؤرخ حكايا الأمم، ويصدّر الثقافة المحلية للعالم.

تلك هي مساعي الشارقة بأن تدعم ملتقيات الأدباء التي تمثل عمق الفكر وروح الإبداع، لتعزز بصمتهم المميزة على المستويات المحلية والإقليمية، والدولية كذلك. فعلى رواد الأدب والثقافة أن يكونوا في مقدمة الجهود التي تثري اللغة العربية وتعززها لدى المجتمع، وتوجيه الضوء على القضايا الاجتماعية التي تعكس الحياة في النسيج المجتمعي المحلي عبر سطور كتاباتهم.
جاء ذلك خلال استقبال سموها بقصر البديع العامر، عضوات رابطة أديبات الإمارات، بحضور صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي، وذلك بعد ختام ناجح لفعاليات الدورة الثامنة من ملتقى أديبات الإمارات، الذي ينظمه المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بمشاركة أكثر من عشرين أديبة وشاعرة من جميع إمارات الدولة.
وخلال حديثها مع الأديبات والشاعرات، قالت سموها: «يسرني أن أرى اليوم هذه الكوكبة الرائعة من السيدات المثقفات ذوات العقول المبدعة في رابطةٍ وضعنا بذرتها قبل أكثر من 30 عاماً ونجني قطافها مع كل ملتقى، فأديباتنا رموزٌ ثقافية وأدبية في المجتمع، وأعمالهن جزءٌ من التراث الثقافي الذي يحظى بدعم سخي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل الإمارة بيتاً للثقافة والمثقفين، وأصبح الأدب والإبداع الفكري جزءاً من هوية الشارقة الأصيلة، يراها الكل بارزةً في مبانيها المؤصلة في أرجاء الشارقة، لتحتضن بيوت الخط العربي وأروقة الفنون الإبداعية والأدائية ومجامع اللغة العربية والقرآن الكريم، فاهتمام الشارقة بتأصيل تلك المعالم واستدامتها مع تتابع الأجيال جهودٌ تشهد انبهار زائريها، وهذا ما نريد تعزيزه في المنتديات والملتقيات الثقافية في جميع إمارات الدولة التي من ضمنها جهود فريق المكتب الثقافي والإعلامي في دعم رؤية قيادة الإمارة في المجال الأدبي بإقامة ملتقى أديبات الإمارات، ليستمر الإبداع الذي أساسه الهوية الوطنية».
وتابعت سموها الحديث قائلة: «إني أشيد بأديباتنا الإماراتيات وبالرسالة التي تحملنها إلى المجتمع في إبداعاتهن النثرية والشعرية، فالثقافة حاجةٌ أساسية لابد من تعزيزها عند جميع أفراد المجتمع التي بها نحافظ على لغتنا العربية السليمة ونعتز بهويتنا العربية والإسلامية، تلك مسؤوليةٌ يحملها كل أديب على عاتقه، وليؤدي كل منهم هذه الأمانة يجب ألا يكف عن تطوير ذاته واكتساب المعارف التي تفيده ليرتقي بإبداعاته وتعينه على نشر حب اللغة العربية والاعتزاز بها بين شبابنا وبناتنا في كل مقر ومحفل. وستقف إمارة الشارقة كعهدها لتدعم الأدباء والأديبات ولن تتأخر عن دعم مسيرة تعزيز ونشر الثقافة في الدولة ومنطقة الخليج والوطن العربي، فالشارقة سعت لتفتح بيوت الشعر في عدد من دول أفريقيا المسلمة حتى تظل مكانة اللغة العربية محفوظة لديها حتى نتج عن هذه البيوت أفراد بمهارات لغوية فذة من قراء وشعراء وكتاب، وبذلك أثبتنا أننا يمكننا أن نبني ونعمر ونصل إلى العالم دون التخلي عن هويتنا العربية والإسلامية، وهو نهج سنستمر بالمضي به قُدُماً».
«أديبات الإمارات».. تجارب ملهمة
شهد عام 1990 تأسيس رابطة أديبات الإمارات في نادي المنتزه، بعدما تكاتفت جهود نخبة من الكاتبات والأديبات الإماراتيات، وكان في مقدمتهن شيخة الناخي وصالحة غابش وأسماء الزرعوني وفتاة دبي وكلثم عبدالله، حيث تمكنت هذه المجموعة المتقدمة من بلورة أهداف تجمعهن في هذه الرابطة، والتي من أهمها، توفير المناخ المناسب للمواهب من صاحبات التجارب الأدبية النسوية، في إظهار نتاجهن الشعري والقصصي والروائي، في مجتمع يمتلك خصوصية، مع إعطاء الكاتبة المرأة الفرصة للالتقاء بالأدباء والنقاد، بهدف تسليط الضوء على تجاربهن الإبداعية، ودعم الساحة الأدبية المحلية بأسماء نسائية تشارك في ترسيخ مفهوم الهوية الثقافية والتي تتسم بملامح مجتمع الإمارات العربي المسلم، إلى جانب الإسهام في تنظيم الفعاليات والأنشطة الأدبية والثقافية على المستوى المحلي والخليجي والعربي، والسعي نحو التنسيق والتعاون مع المؤسسات الثقافية المعنية لدعم المسيرة الثقافية، مع التخطيط لنشر إبداعات المرأة الإماراتية عبر توفير الدعم المادي والإداري والفني والمعنوي.
ومن خلال رؤية سموها وإيمانها بأهمية القلم الأدبي في إيصال ثقافة المجتمع وحضارته المعبرة عن حقيقة وجوده، أصبحت الرابطة واحدة من المنظومات التي توظف كل إمكاناتها لتقديم الخدمات والاهتمام لأكبر قطاع ممكن في مجتمع الإمارات، خصوصاً بعد بروز دور الرابطة ونجاحها في الأخذ بيد الأقلام النسائية المبدعة، في الوقت الذي كانت فيه المرأة تتلمس طريقها في مجال الكتابة الأدبية، وهو ما أسهم في أن تأخذ مكانتها على الساحة المحلية والعربية، وبعدما نجحت في جذب وانضمام الشاعرات والكاتبات الإماراتيات تحت لوائها، ما أتاح لهن تشكيل انطلاقة قوية هيأت للكاتبة المرأة، السبيل للتواجد خارج محيط الرابطة والاشتراك بفاعلية في البرامج الثقافية والأدبية داخل الدولة وخارجها.
ملتقيات
وتقيم الرابطة ملتقيات عدة، منها ملتقى المبدعات الناشئات الذي يهدف إلى تشجيع المبدعات المبتدئات على الاستمرارية في الكتابة الإبداعية، وتمكينهن من التواصل مع الرابطة والاطلاع على التجارب الجديدة في كتابة القصة القصيرة، واستيعاب أدوات الكتابة وآفاق الإبداع الرحب، بحيث تحتضن الرابطة هذه المواهب من خلال توفير الأرضية الخصبة لإثراء عطائهن وتنوير دربهن، وخصوصاً أنه يتبنى المبدعات الناشئات الفائزات في مسابقة القصة القصيرة التي تتبناها الرابطة، إلى جانب الورش الفنية في الأجناس الأدبية مثل الشعر والقصة والرواية والكتابة المسرحية والدرامية، حيث تُلم الناشئات بفنيات القص وعلم العروض والعناصر الفنية، ما يصقل ما لديهن من موهبة، وبالتالي يتمكنّ من إبراز نتاجهن الأدبي بمعرفة علمية وفنية ترفع من مستوى موهبتهن.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جواهر القاسمي الشارقة الثقافة الإمارات اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية

 

في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.

أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.

كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.

العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل

في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.

لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.

المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة

في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.

وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.

خاتمة

عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.

إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.

مقالات مشابهة

  • الخرطوم هي العاصمة العربية التي هزمت أعتى مؤامرة
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • «عقاري الشارقة» تُعزز التكافل المجتمعي بمبادرات إنسانية
  • العيد في العراق بين الماضي والحاضر: ما الذي طرأ على المجتمع
  • فيديو | حاكم الشارقة يؤدي صلاة عيد الفطر المبارك في مصلى البديع
  • سلطان بن أحمد القاسمي يُمْنح وسام الشرف الذهبي من الأكاديمية الملكية الأوروبية
  • الدول العربية التي أعلنت غدًا الأحد أول أيام عيد الفطر 2025
  • ما هي الدول العربية التي أعلنت الأحد أول أيام عيد الفطر المبارك؟
  • سلطان بن أحمد القاسمي يُمْنح وسام الشرف الذهبي من الأكاديمية الملكية الأوروبية في إسبانيا
  • غارينشا الملاك ذو الساقين المنحنيتين الذي سحر العالم ومات فقيرا