جواهر القاسمي: الأدباء حُراس لغتهم وسفراء هويتهم وثقافتهم إلى العالم
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الإمارات لحقوق النسخ» تشارك في «إفرو» 2023 سلطان القاسمي يأمر بإنشاء مقر جديد لنادي الشارقةأكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، الرئيسة الفخرية لرابطة أديبات الإمارات، أن للأدباء والأديبات في دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً مجتمعياً محورياً يتعدى حدود المشهد الثقافي، فالأدب يوثق حياة الشعوب ويؤرخ حكايا الأمم، ويصدّر الثقافة المحلية للعالم.
جاء ذلك خلال استقبال سموها بقصر البديع العامر، عضوات رابطة أديبات الإمارات، بحضور صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي، وذلك بعد ختام ناجح لفعاليات الدورة الثامنة من ملتقى أديبات الإمارات، الذي ينظمه المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بمشاركة أكثر من عشرين أديبة وشاعرة من جميع إمارات الدولة.
وخلال حديثها مع الأديبات والشاعرات، قالت سموها: «يسرني أن أرى اليوم هذه الكوكبة الرائعة من السيدات المثقفات ذوات العقول المبدعة في رابطةٍ وضعنا بذرتها قبل أكثر من 30 عاماً ونجني قطافها مع كل ملتقى، فأديباتنا رموزٌ ثقافية وأدبية في المجتمع، وأعمالهن جزءٌ من التراث الثقافي الذي يحظى بدعم سخي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل الإمارة بيتاً للثقافة والمثقفين، وأصبح الأدب والإبداع الفكري جزءاً من هوية الشارقة الأصيلة، يراها الكل بارزةً في مبانيها المؤصلة في أرجاء الشارقة، لتحتضن بيوت الخط العربي وأروقة الفنون الإبداعية والأدائية ومجامع اللغة العربية والقرآن الكريم، فاهتمام الشارقة بتأصيل تلك المعالم واستدامتها مع تتابع الأجيال جهودٌ تشهد انبهار زائريها، وهذا ما نريد تعزيزه في المنتديات والملتقيات الثقافية في جميع إمارات الدولة التي من ضمنها جهود فريق المكتب الثقافي والإعلامي في دعم رؤية قيادة الإمارة في المجال الأدبي بإقامة ملتقى أديبات الإمارات، ليستمر الإبداع الذي أساسه الهوية الوطنية».
وتابعت سموها الحديث قائلة: «إني أشيد بأديباتنا الإماراتيات وبالرسالة التي تحملنها إلى المجتمع في إبداعاتهن النثرية والشعرية، فالثقافة حاجةٌ أساسية لابد من تعزيزها عند جميع أفراد المجتمع التي بها نحافظ على لغتنا العربية السليمة ونعتز بهويتنا العربية والإسلامية، تلك مسؤوليةٌ يحملها كل أديب على عاتقه، وليؤدي كل منهم هذه الأمانة يجب ألا يكف عن تطوير ذاته واكتساب المعارف التي تفيده ليرتقي بإبداعاته وتعينه على نشر حب اللغة العربية والاعتزاز بها بين شبابنا وبناتنا في كل مقر ومحفل. وستقف إمارة الشارقة كعهدها لتدعم الأدباء والأديبات ولن تتأخر عن دعم مسيرة تعزيز ونشر الثقافة في الدولة ومنطقة الخليج والوطن العربي، فالشارقة سعت لتفتح بيوت الشعر في عدد من دول أفريقيا المسلمة حتى تظل مكانة اللغة العربية محفوظة لديها حتى نتج عن هذه البيوت أفراد بمهارات لغوية فذة من قراء وشعراء وكتاب، وبذلك أثبتنا أننا يمكننا أن نبني ونعمر ونصل إلى العالم دون التخلي عن هويتنا العربية والإسلامية، وهو نهج سنستمر بالمضي به قُدُماً».
«أديبات الإمارات».. تجارب ملهمة
شهد عام 1990 تأسيس رابطة أديبات الإمارات في نادي المنتزه، بعدما تكاتفت جهود نخبة من الكاتبات والأديبات الإماراتيات، وكان في مقدمتهن شيخة الناخي وصالحة غابش وأسماء الزرعوني وفتاة دبي وكلثم عبدالله، حيث تمكنت هذه المجموعة المتقدمة من بلورة أهداف تجمعهن في هذه الرابطة، والتي من أهمها، توفير المناخ المناسب للمواهب من صاحبات التجارب الأدبية النسوية، في إظهار نتاجهن الشعري والقصصي والروائي، في مجتمع يمتلك خصوصية، مع إعطاء الكاتبة المرأة الفرصة للالتقاء بالأدباء والنقاد، بهدف تسليط الضوء على تجاربهن الإبداعية، ودعم الساحة الأدبية المحلية بأسماء نسائية تشارك في ترسيخ مفهوم الهوية الثقافية والتي تتسم بملامح مجتمع الإمارات العربي المسلم، إلى جانب الإسهام في تنظيم الفعاليات والأنشطة الأدبية والثقافية على المستوى المحلي والخليجي والعربي، والسعي نحو التنسيق والتعاون مع المؤسسات الثقافية المعنية لدعم المسيرة الثقافية، مع التخطيط لنشر إبداعات المرأة الإماراتية عبر توفير الدعم المادي والإداري والفني والمعنوي.
ومن خلال رؤية سموها وإيمانها بأهمية القلم الأدبي في إيصال ثقافة المجتمع وحضارته المعبرة عن حقيقة وجوده، أصبحت الرابطة واحدة من المنظومات التي توظف كل إمكاناتها لتقديم الخدمات والاهتمام لأكبر قطاع ممكن في مجتمع الإمارات، خصوصاً بعد بروز دور الرابطة ونجاحها في الأخذ بيد الأقلام النسائية المبدعة، في الوقت الذي كانت فيه المرأة تتلمس طريقها في مجال الكتابة الأدبية، وهو ما أسهم في أن تأخذ مكانتها على الساحة المحلية والعربية، وبعدما نجحت في جذب وانضمام الشاعرات والكاتبات الإماراتيات تحت لوائها، ما أتاح لهن تشكيل انطلاقة قوية هيأت للكاتبة المرأة، السبيل للتواجد خارج محيط الرابطة والاشتراك بفاعلية في البرامج الثقافية والأدبية داخل الدولة وخارجها.
ملتقيات
وتقيم الرابطة ملتقيات عدة، منها ملتقى المبدعات الناشئات الذي يهدف إلى تشجيع المبدعات المبتدئات على الاستمرارية في الكتابة الإبداعية، وتمكينهن من التواصل مع الرابطة والاطلاع على التجارب الجديدة في كتابة القصة القصيرة، واستيعاب أدوات الكتابة وآفاق الإبداع الرحب، بحيث تحتضن الرابطة هذه المواهب من خلال توفير الأرضية الخصبة لإثراء عطائهن وتنوير دربهن، وخصوصاً أنه يتبنى المبدعات الناشئات الفائزات في مسابقة القصة القصيرة التي تتبناها الرابطة، إلى جانب الورش الفنية في الأجناس الأدبية مثل الشعر والقصة والرواية والكتابة المسرحية والدرامية، حيث تُلم الناشئات بفنيات القص وعلم العروض والعناصر الفنية، ما يصقل ما لديهن من موهبة، وبالتالي يتمكنّ من إبراز نتاجهن الأدبي بمعرفة علمية وفنية ترفع من مستوى موهبتهن.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جواهر القاسمي الشارقة الثقافة الإمارات اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
«القاسمية» تنظم مؤتمرها الدولي عن تعليم العربية للناطقين بغيرها
الشارقة: «الخليج»
برعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح جمال الطريفي، رئيس «الجامعة القاسمية»، مؤتمرها الدولي «تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.. المنهج والخصوصية»، بالتعاون مع مجمع اللغة العربية بالشارقة، وبمشاركة خبراء تعليم العربية والمتخصصين شملت 59 باحثاً وباحثة يمثلون 40 مؤسّسة علميّة وتعليميّة ينتمون إلى 20 جنسية.
ويهدف المؤتمر إلى استعراض أحدث المناهج والآليات لتعليم العربية للناطقين بغيرها، مع التركيز على خصوصيتها الثقافية وأهميتها، جسراً للتواصل الحضاري بين الشعوب، بمشاركة أكاديمية واسعة من جامعات «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية»، و«سلامنكا» الإسبانية، و«كالياري» الإيطالية، و«بلغراد» الصربية، والمركز التربوي للغة العربيّة لدول الخليج.
وألقى الدكتور عواد الخلف، مدير الجامعة القاسمية، كلمة رحّب فيها بالباحثين المشاركين. مثمناً دعم صاحب السموّ حاكم الشارقة للمبادرات الرائدة التي تسهم في تعزيز مكانة اللغة العربية عالمياً، وتطوير أساليب تعليمها والحفاظ على هُويتها، لتسجّل إمارة الشارقة وحاكمها النجاح الأوّل للأمّة العربيّة في إنجاز 'المعجم التاريخيّ للغة العربيّة' أكبر معجم تاريخي في العالم، وفق موسوعة 'غينيس' للأرقام القياسية. لافتاً إلى حرص الجامعة على تحقيق رؤية سموّه في تقديم المبادرات المبتكرة ومنها إصدار «سلسلة الجامعة القاسمية في تعليم العربية للناطقين بغيرها» وإطلاق منصة «مبين» لتكون فضاءً عالميّاً، يقدم موادّ تعليميَّة مصمَّمة بطريقة تفاعليّة لتعليم العربية للناطقين بغيرها، لتحقيق رؤية الجامعة ورسالتها العالمية في نشر العربيَّة.
وأكد الدكتور حسن الملخ، النائب الأكاديمي رئيس اللجنة العلمية، أن انعقاد المؤتمر خطوة مهمة لتعزيز مكانة اللغة العربية بوصفها لغة إنسانية عالمية تمتاز بجمالها وقوتها في التعبير عن الثقافات المتنوعة.
وتناولت جلسات المؤتمر مناهج تعليم العربية وموقع المهارات اللغوية فيها، وكتب تعليم العربية للناطقين بغيرها، وخصوصيتها الثقافية، وتعليم العربية للناطقين بغيرها. الضوابط والأسس والرؤى المستقبلية، مع ورشتين تدريبيتين عن استراتيجيات تعليم مهارة القراءة، واحتراف تعليم سلسلة الجامعة القاسمية، وجناح لإصدارات كتب اللغة العربية بالمكتب الإقليمي في الشارقة للإيسيسكو، وإصدارات الجامعة في خدمة اللغة العربية وعلومها.