اليوم 24:
2024-09-29@11:25:19 GMT

كلنا فلسطينيون

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

عملية “طوفان الأقصى” غيرت للأبد المعالم الجيوسياسية للشرق الأوسط، وكرست مقولة أن الحقوق تُنتزع ولا تُمنح.

و هكذا صار ما بعد السابع من أكتوبر 2023 لا يشبه ماسبقه بخصوص القضية الفلسطينية التي نسيها العالم و ترك الشعب الفلسطيني يواجه مصيره لوحده، تاركاً إسرائيل تحتقر مقررات مجلس الأمن و اتفاق الدولتين و تعيت في الأراضي الفلسطينية فساداً و غطرسة.

و جاءت عملية “طوفان الأقصى”، الغير مسبوقة منذ نشأة إسرائيل سنة 1948، لتشهد مرة أخرى اصطفاف الغرب وراء إسرائيل كرجل واحد و منددين بنبرة موحدة “بالوحشية التي طالت مواطنين إسرائيليين عزل”. هذا الغرب المتعود على إعطاء الدروس لكن الموغل في النفاق حتى أخمص قدميه، لم يسبق له أن حرك ساكناً أمام جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني كل يوم في حق مواطنين عُزّل لاحول ولا قوة لهم.

فقبل ثلاث أيام من “طوفان الأقصى”، قام جنود إسرائيليون بالإعتداء على فتاتين فلسطينيتين بخلع حجابيهما و تجريدهما من ثيابهما أمام مستوطنون فرحين يوثقون اللحظة بكامرات هواتفهم. هؤلاء المستوطنون المدججون بالأسلحة و المحميون من طرف عناصر الجيش الصهيوني، متعودون على زرع الرعب بين الفلسطينيين المدنيين. ينزعون منهم ممتلكاتهم ليسكنوها و يدمرون حقولهم الزراعية و إذا احتجوا يردونهم قتلى و يتركون جثثهم مرمية في الشوارع. حتى مجرد الصلاة بطمأنينة في أماكنهم المقدسة صارت تجر عليهم غضب و اعتداءات مستوطنين عطشى للدم. حتى الصحفيون ليسوا بمنآى عن هذه العنصرية المقيتة، فما إن يتضح أن الصحفي و طاقمه يتحدثون العربية حتى يتعرضون لتضييق عناصر الجيش و اعتداءات المستوطنين بما في ذلك الدفع و الشتم و البصق و رمي الميكروفون أرضاً.

هذه هي “الديموقراطية” التي يبكي عليها الغرب اليوم و يقول أن من واجبه أن يهب لدعم “الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”. “ديموقراطية” تقنبل حشود العزاء و تدمر المستشفيات و تحطم المساجد على رؤوس المصلين…و تجعل من العقاب الجماعي وجبتها المفضلة! لهذا الغرب المنافق أقول أن إسرائيل لم تكن قط ديموقراطية لأن الديموقراطية جزء لا يتجزأ، الديموقراطية ليست حكراً على المواطن الإسرائيلي فقط، الديموقراطية ممارسة و عقيدة و كل لا يتجزأ. فالنظام الديموقراطي لا يجيز احتلال أراضي الغير ولا يُقنبل المدنيين ولا يسمح لمواطنيه بحمل السلاح للتنكيل بالآخرين . دولة تتصرف هكذا ليست إلا دولة مارقة.

و بهذا المشهد، ماذا يمكن الإنتظار من مواطنين مقموعين و منزوعي المِلكية و معرضون لكل أنواع الإعتداءات بشكل يومي؟ لهذا هناك أصوات، على قلتها، مازالت تذكر المجتمع الدولي أن إسرائيل عليها احترام التزاماتها و على رأسها حل الدولتين، أصوات يكاد لا يسمعها أحد للأسف.

في انتظار ذلك، لن يزيد “السيف الحديدي” الإسرائيلي إلا مزيداً من العنف و العنف المضاد و يرفع منسوب الإيمان بالإستشهاد لدى الفلسطينيين. واقع يبعدنا سنوات و سنوات لتحقيق السلام للجميع و سيكون على المواطنين الإسرائيليين أن يطبعوا مع الخوف و الإحساس بعدم الأمان، أما الفلسطينيون فتعودوا على ذلك و صار و جبتهم اليومية منذ سنوات، لدرجة أن من يغادر منزله صباحاً يودع أهله كأنه ذاهب من غير رجعة. و هكذا، بعد “طوفان الأقصى” و “السيف الحديدي” لن يكون هناك سلام و لن تقوم للأمن قائمة حتى الخلاص بميلاد دولة فلسطين الجديدة.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

عمليات كتائب القسام في اليوم الـ357 من "طوفان الأقصى"

غزة - صفا

تواصل كتائب الشهيد عزّ الدين القسام الجناح العسكريّ لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) تصديها لآليات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتوغلين في قطاع غزة ضمن معركة "طوفان الأقصى" ومواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 357 يوما.

وفيما يلي أبرز عمليات كتائب القسام يوم الجمعة 27 أيلول/ سبتمبر 2024:

- كتائب القسام: استهدفنا "قادوح" هندسي صهيوني مع مجموعة من جنود وحدة الهندسة تواجدت بجواره بقذيفتي "الياسين 105" وأوقعنا فيهم إصابات مباشرة في منطقة صوفا شرق مدينة خانيونس جنوبي القطاع

- كتائب القسام: دمرنا دبابة صهيونية من نوع "ميركفاه 4" بقذيفة "الياسين 105" في منطقة صوفا شرق مدينة خانيونس ورصدنا هبوط الطيران المروحي لإجلاء القتلى والجرحى

- كتائب القسام: استهدفنا جرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "الياسين 105" في منطقة صوفا شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ359 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • حفيد الخميني بعد مقتل حسن نصر الله: هذه الجريمة لن تغتفر
  • حماس تعلن التضامن مع حزب الله بعد رحيل أمينه العام: طوفان الأقصى مستمرة
  • حماس تنعي نصر الله
  • تطورات اليوم الـ358 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ357 من "طوفان الأقصى"
  • القسام تزف القيادي في حزب الله محمد سرور
  • تطورات اليوم الـ357 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • »طوفان الأقصى« معركة الأمة الإسلامية