هل تتدخل واشنطن عسكريا ضد قطاع غزة؟.. سيناريو مخيف
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نيتها تحريك حاملة طائرات وسفن حربية وطائرات مقاتلة إلى شرق المتوسط، وأكدت أنها ستدعم إسرائيل بالمزيد من المعدات العسكرية والذخائر.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد جيه أوستن في بيان، إنه "ردًا على هجوم حماس على إسرائيل، وبعد مناقشات تفصيلية مع الرئيس بايدن، وجهت بعدة خطوات لتعزيز موقف وزارة الدفاع في المنطقة لتعزيز جهود الردع الإقليمية".
وتابع اوستن في البيان الذي نشره موقع وزارة الدفاع الأمريكية: "لقد قمت بتوجيه حركة حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد آر فورد إلى شرق البحر الأبيض المتوسط".
وأوضح أن "التحرك يشمل حاملة الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية يو إس إس جيرالد آر فورد (CVN-78)، وطراد الصواريخ الموجهة من فئة تيكونديروجا يو إس إس نورماندي (CG 60)، بالإضافة إلى مدمرات الصواريخ الموجهة من فئة أرلي بيرك يو إس إس توماس هودنر (DDG 116). )، ويو إس إس راماج (DDG 61)، ويو إس إس كارني (DDG 64)، ويو إس إس روزفلت (DDG 80)".
وأكد اوستن أنه "تم اتخاذ خطوات لتعزيز أسراب الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز F-35 وF-15 وF-16 وA-10 في المنطقة، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بقوات جاهزة على مستوى العالم لتعزيز وضع الردع هذا إذا لزم الأمر".
ووفقا للبيان "ستقوم واشنطن بسرعة بتزويد الجيش الإسرائيلي بمعدات وموارد إضافية، بما في ذلك الذخائر، وستبدأ الدفعة الأولى من المساعدات الأمنية بالتحرك اليوم وستصل خلال الأيام المقبلة".
كذلك قال البيت الأبيض الأمريكي في بيان، إن "الرئيس جو بايدن اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معربا عن تعاطفه مع الضحايا، كذلك أطلعه على المشاركة الدبلوماسية المكثفة التي قامت بها الولايات المتحدة خلال الـ 24 ساعة الماضية لدعم إسرائيل".
وأشار بايدن خلال الاتصال إلى أن المساعدة الإضافية لجيش الاحتلال في طريقها الآن إلى إسرائيل، وسيتبعها المزيد خلال الأيام المقبلة.
رسالة ردع
وأثار إعلان البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية عن تحريك حاملة الطائرات وسفن حربية وطائرات مقاتلة تساؤلات حول احتمالية مشاركة واشنطن في العمليات العسكرية دعما للاحتلال.
واعتبر اللواء المتقاعد والمحلل العسكري مأمون أبو نوار، "مشاركة الولايات المتحدة عسكريا في الحرب بين إسرائيل وحماس أمر مستحيل لأن ذلك سيقود المنطقة لحرب كبيرة وسيؤدي لزيادة التوتر".
وأكد أبو نوار، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "التحركات الأمريكية ما هي إلا دعم لوجستي عبر تقديم معدات عسكرية إلى جانب الدعم المعنوي والاستخباري، وذلك لأن الجيش الإسرائيلي فشل استخباريا، نتيجة تكتم حماس الشديد حول هذه العملية".
سيناريو مخيف
وأوضح أن "دخول واشنطن في معركة طوفان الأقصى سيشعل حربا طاحنة في الشرق الأوسط، حيث لن تصمت إيران وحلفائها، في اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان، وسيتدخلون عسكريا، وبالتالي سيحدث توتر كبير ورهيب في المنطقة".
ولفت إلى أن "التحرك الأمريكي يدخل ضمن سياسة الردع لإيران، حيث يمكن اعتباره رسالة ردع لها ولحلفائها في المنطقة، ومفاد هذه الرسالة أنه في حال تدخلتم نحن موجودون هنا وسنتدخل بشكل مباشر وسريع".
وأضاف أن التحرك الأمريكي يعني إظهار الدعم لإسرائيل عبر عرض القوة العسكرية الأمريكية الموجودة في شرق المتوسط، خاصة أنه من ضمن الاحتمالات المتوقع حدوثها تمدد الحرب ودخول حزب الله على خط المعركة.
وعاد أبو نوار للتأكيد على أن "الدعم الأمريكي معنوي ولوجستي لأن الأمريكيين والإسرائيليين يتوقعون أن تطول هذه الحرب أكثر من حرب العصف المأكول والتي استمرت قرابة شهرين، ويمكن أن تستخدم السفن لإجلاء رعايا أمريكيين من إسرائيل".
واعتبر أبو نوار أن "هذا التحرك قتل أي فرصة في حل الدولتين الذي كان ضمن الحلول السياسية التي دعمتها واشنطن، ويدل هذا التحرك والدعم العسكري أن أي دعم أمريكي لأي مبادرة سياسية قد انتهى كليا، وأن السياسة الأمريكية تجاه الصراع قد أفلست تماما".
تدخل عسكري مشروط
مايكل مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق للشرق الأوسط، "يعتقد أن الولايات المتحدة لن تتدخل بشكل مباشر، إلا في حال تدخل حزب الله وإيران في الحرب".
وتابع مولروي في حديث خاص لـ"عربي21": "أعتقد أن تحريك حاملة الطائرات إلى شرق المتوسط هو استعراض للقوة ودعم لإسرائيل، وأنها ستكون موجودة إذا توسعت هذه الحرب بشكل كبير، خاصة إذا دخلت إيران إليها من خلال قيام وكلائها بمهاجمة إسرائيل من جهات متعددة مثل لبنان وسوريا".
وأشار إلى أن "الوضع في الكونغرس قد أثار مخاوف جدية حيث نحاول مواصلة دعمنا لأوكرانيا التي هي في منتصف هجوم مضاد دفعناها إلى تنفيذه، والآن يحد من قدرتنا على دعم إسرائيل التي هي الآن في حالة حرب".
وأضاف: "من المرجح أننا وافقنا على السماح للإسرائيليين باستخدام مخزوننا من الذخائر الموجودة في إسرائيل، ونحن نستعد لتقديم المزيد مع استمرار هذه الحرب".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين إذا امتد الأمر إلى لبنان مع حزب الله وغيره من وكلاء إيران في سوريا، وأعتقد أن هذه مجرد بداية الدعم الأمريكي، وسيأتي معظمه بالذخيرة والأسلحة".
ولفت إلى أنه "من المحتمل أيضًا أن نتحرك في تقييمات استخباراتية إضافية للمساعدة في التخطيط العملياتي ولمساعدة قوات المهام الخاصة في حال وجود عملية عسكرية أمريكية لمحاولة إنقاذ الرهائن الأمريكيين".
وختم حديثه بالقول: "أعتقد أن الاتحاد الأوروبي، بشكل جماعي وفردي، يجب أن يساعد إسرائيل بالدعم، سيكون هذا بالطبع صعبًا نظرًا لوجود نقص عالمي في العديد من الأسلحة والذخائر التي سيحتاجون إليها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إسرائيل الاحتلال إسرائيل امريكا احتلال طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الدفاع الأمریکی حاملة الطائرات فی المنطقة یو إس إس إلى أن
إقرأ أيضاً:
اشتباك الأحد.. توقيع على نهاية عصر حاملات الطائرات الأمريكية
تقرير | علي الدرواني
على مدى عام وأكثر، لم تخل الصحافة الأمريكية ومراكز الدراسات من طرح الأسئلة حول مستقبل حاملات الطائرات الأمريكية، تنوعت تلك الأسئلة على نحو: هل انتهى عصر حاملات الطائرات، هل يمكن إصابة حاملات الطائرات، هل يمكن أن تغرق حاملات الطائرات، ما هو البديل لحاملات الطائرات؟ ورغم تنوع الأسئلة إلا أنها تشترك في خلفية واحدة: الفشل الأمريكي في مواجهة القوات المسلحة اليمنية في معارك البحار.
الفشل الأمريكي لا يزال متواصلا، حيث استبدلت واشنطن خلال عام أربع حاملات طائرات، بدءاً بأيزنهاور مرورا بروزفيلت، ولنكولن، وانتهاء اليوم بالحاملة ترومان، وكلها لم تتمكن من فرض الهدف الأمريكي المتمثل بتأمين الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، أو وقف الإسناد اليمني لغزة، ولا حماية الكيان من الضربات الصاروخية والمسيرة اليمنية.
بدأ العصر اليمني البحري باستهداف أيزنهاور أكثر من أربع مرات، فجاءت خليفتها روزفيلت لكنها لم تجرؤ حتى على الاقتراب من شعاع النار اليمني، واحتفظت لنفسها في موقع بعيد أعالي البحر الاحمر، ولم تكن لنكولن بأحسن حالا منها، حيث واصلت نهج روزفيلت، وعندما فكرت بالاقتراب من المياه اليمنية في خليج عدن، باشرتها القوات المسلحة بضربة استباقية بالصواريخ والطائرات المسيرة، فقررت مباشرة الانسحاب بسلام إلى مينائها في السواحل الأمريكية، لتترك المنطقة المركزية الأمريكية بدون أي حاملة طائرات للمرة الثانية خلال عام.
يقول الخبراء العسكريون إن خلو الأسطول الأمريكي الخامس من حاملات الطائرات هو متغير كبير في تاريخ الحروب، لأن ذلك يفقد الأسطول الخامس القدرة على المناورة والحركة وبالتالي التأثير، ويجعل من التأثير اليمني على حاملات الطائرات تحولا كبيرا في المعركة البحرية.
مع وصول الحاملة هاري ترومان إلى البحر الأحمر، قادمة من شرق المتوسط عبر قناة السويس، وضعت تحت عين القوات المسلحة اليمنية، وفي الليلة التي فكرت فيها بالمشاركة في العدوان على اليمن، كانت القوات الصاروخية وسلاح الجو المسير على أتم الجهوزية للقيام باللازم للترحيب بترومان كما يجب، فأرسلت عددا من الصواريخ والطائرات المسيرة، التي أصابت الحاملة بالذعر، لترسل أوامر بإعادة الطائرات الحربية وإلغاء المخطط العدواني لتلك الليلة، وما إن تعود الطائرات للاشتباك مع القوات اليمنية، حتى تسقط واحدة منها -على الأقل- في مياه البحر الأحمر، نتيجة ما قالوا إنها نيران صديقة حسب مزاعم بيانات عسكرية أمريكية.
إن اشباك ليلة الأحد توقيع على نهاية عصر حاملات الطائرات الأمريكية، وانشكاف واحدة من أهم الثغرات في تلك السفينة العملاقة، إنها ببساطة لحظة إقلاع الطائرات أو هبوطها، وهي لحظة قاتلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لأنها تعيق عمل الدفاعات الجوية، وتفرض الكثير من الحذر في التعامل مع الأهداف، وخصوصا مع خطة الإغراق بالنيران، وتجعل القرار خطيرا في تفعيل الدفاعات وإطلاق الصواريخ الاعتراضية، مهما مثلت من مخاطر على حركة الطيران الحربي، أو المحافظة على سلامة الطيران والتضحية بسلامة حاملة الطائرات نفسها، وهو قرار لا يمكن لأحد أن يتخذه دون الوقوع في المحذور.
هذا بخصوص السفينة نفسها، لكن ماذا عن الطيارين؟ كيف سيكون حالهم وهم يرون نسبة إصابة طائراتهم تبدو مرتفعة، والنهاية غير السعيدة أمام أعينهم، بالتأكيد سيعيدون السؤال أكثر من مرة لقادتهم وضباطهم عن ضمان العودة بسلام. “لا يوجد جندي أمريكي في أي معركة دون ضمانات السلامة”، هكذا يتم تدريب الجنود وتربيتهم، لكن بعد الآن فإن ملاحي الطيران الحربي الأمريكي في حاملات الطائرات سيصابون بالذعر ودرجات عالية من التوتر، وسطالبون بالإجابة عن سؤال مهم: هل ستشتبك حاملة الطائرات أثناء الإقلاع والهبوط؟ لكنهم لن يحصلوا على أية إجابة، لأن الضربات ستأتيهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون.