لقد تم العبور العظيم..
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
د.الخضر محمد الجعري
طوفان الأقصى يوم 7-اكتوبر 2023م كان يوم العبور العظيم من حصار غزة وتهيُب قوة العدو ودك اسواره العالية واستباحة المدن والقرى الفلسطينية وحرقها باطفالها ونسائها واستباحة المسجد الاقصى والكنائس في حفلات زار صهيونية سموها طقوس عبادة بحراسة جيش الصهاينة وضرب المصلين والمرابطين في المسجد الاقصى من نساء وشيوخ كل هذا انتهى في لحظة عبور عبقرية ,هُدمت الاسوار واقُتحمت المستوطنات ودُكت المعسكرات وتعطلت اجهزة الرصد الصهيوني .
لقد صبر الفلسطينيون كثيرا وتعرضوا للقتل والتدمير واصبحت مناظر تشييع الشباب الفلسطيني ظاهرة يومية, لم يغثهم أحد من العرب . قدم الفلسطينيون كثيراً من التنازلات وشطبوا حقوقاً من برنامج منظمة التحرير السياسي وميثاقها كي يسايروا سياسة بعض الانظمة العربية وقبلوا على مضض ماسُمي بالمبادرة العربية التي قدمتها وتبنتها دول الخليج في مؤتمر بيروت عام 2002م .ورغم كل ماقدمه الفلسطينيون من تنازلات بحجة الواقعية السياسية لم يشفع لهم ذلك, وتم تنكر الانظمة العربية لمبادرتهم وهرولوا الى تطبيع مع كيان صهيوني دخيل على المنطقة وحضارتها وتراثها ليشرعنوا لعصابات و لفيف من قطعان المستوطنين جلبوهم من كل اقطار العالم لا تربطهم بفلسطين رابطة واصبح بعض سفهاء ومهرجي الانظمة العربية يعترف بحق اليهود في فلسطين بينما ينكر هذا الحق لأبناء فلسطين العربية.
لقد كان الفلسطينيون درعاً واقياً للامة العربية وانظمتها العاجزة وحاصروا الكيان الصهيوني لعقودً داخل فلسطين المحتلة لكن الانظمة اليوم فكت الحصار عن العدو ظناً منها بأنها تلحق الأذى بالفلسطينيين وتركعهم لقبول تسوية تنتزع منهم حقهم في اقامة دولة فلسطينية مستقله متناسين بان تمدد الصهاينة الى دول التطبيع يعني بانها اصبحت مخترقه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وامنياً وثقافياً واجتماعياً وان مسألة اسقاط انظمة التطبيع ليست الا مسألة وقت فالمشروع الصهيوني لا يتعرف بحدود.
وبعد الهزيمة الاستراتيجية المرة التي تجرعها الكيان الصهيوني ولكي يغطي على الوضع المعنوي والنفسي المنهار لجيشه وشعبه لم يجد نتنياهو من ينقذه سوى اللجوء الى الرئيس الامريكي جو بايدن في تكرار للتاريخ يوم ان ذاق الصهاينة هزيمة 6 أكتوبر 1973م فاستنجدت جولدا مائير بالرئيس الامريكي يومها ريتشارد نيكسون .اليوم يستنجد نتنياهو ببايدن حتى يعطيه غطاءاً لجرائمه لقصف المدنيين الآمنين في غزة بغاراته الجوية بعد ان عجز جيشه عن مواجهة المقاومة على الارض ولا يستبعد بان يقوم بهجوم بري ضد غزة بعد ان اعلن نتنياهوالحرب.
مايجمع نتنياهو وبايدن هو الطموح للبقاء في السلطة فكل منهما مطلوب للسجن ومتهم بالفساد, وكل منهما همه هو النجاح في الانتخابات ولا يهمهما ماستعانيه شعوبهم ,هذا التحالف لن يسعفهم او يخرجهم من ورطاتهم فقد سبق وان تحالف ترامب ونتنياهو فسقطا معاً في الانتخابات ولا يوجد مايضمن لبايدن ونتنياهو الفوز هذه المرة ايضاً.
امريكا لم تستفد من تجارب حروبها الاجرامية الفاشلة وهزائمها في فيتنام وافغانستان والعراق ولا من مقتل جنودها في تفجير بيروت في 23 أكتوبر 1983م حيث قُتل 307 من العسكريين وهاهي تعيد الكرة بالاستعراض بحاملات الطائرات لتطمين نتنياهو المرعوب والمهزوزغير مدركين بان المنطقه قد تغيرت وان المجابهة قد اختلفت وان قوى المقاومة والممانعة قد اكتسبت من القوة والخبرة مايؤهلها للانتصار في كل مرة .
لقد تم العبور يوم 7 أكتوبر 2023م عبور الهزيمة الى فجر الانتصار وكبرتلاميذ غزة واصبحوا قادة وفدائيين وقوة تضرب العدو في العمق وتمرغ سمعته وتهز اسطورته وتصل اذرعهم الى حيث لم تصل مدافع الجيوش لقد صدقت نبوءة الشاعر العربي نزار قباني ولا اجد أجمل من اختتم بها يوم ان قال في قصيدته الخالدة عن تلاميذ غزه:
يا تلاميذ غزة
يا تلاميذ غزة
علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا
علمونا بأن نكون رجالاً
فلدينا الرجال صاروا عجينا
علمونا كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال ماساً ثمينا
كيف تغدو دراجة الطفل لغماً
وشريط الحرير يغدو كمينا
كيف مصاصة الحليب
إذا ما اعتقلوها تحولت سكيناً
يا تلاميذ غزة
لا تبالوا بأذاعاتنا ولا تسمعونا
اضربوا.. اضربوا بكل قواكم
واحزموا أمركم ولا تسألونا
نحن أهل الحساب والجمع والطرح
فخوضوا حروبكم واتركونا
إننا الهاربون من خدمة الجيش
فهاتوا حبالكم واشنقونا
نحن موتى لا يملكون ضريحاً ويتامى
لا يملكون عيوناً
قد لزمنا جحورنا
وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا
قد صغرنا أمامكم ألف قرنٍ
وكبرتم خلال شهر قرونا
يا تلاميذ غزة
لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرأونا
نحن آباؤكم فلا تشبهونا
نحن أصنامكم فلا تعبدونا
نتعاطى القات السياسي والقمع
ونبني مقابراً وسجونا
حررونا من عقدة الخوف فينا
واطردوا من رؤوسنا الافيونا
علمونا فن التشبث بالأرض
ولا تتركوا المسيح حزينا
من شقوق الأرض الخراب
طلعتم وزرعتم جراحنا نسرينا
هذه ثورة الدفاتر والحبر
فكونوا على الشفاه لحونا
أمطرونا بطولة وشموخاً
إن هذا العصر اليهودي
وهم سوف ينهار
لو ملكنا اليقينا
يامجانين غزة
ألف أهلا بالمجانين
إن هم حررونا
إن عصر العقل السياسي
ولى من زمانٍ
فعلمونا الجنونا
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
السعودية تقترب من التطبيع مع كيان العدو الصهيوني
يمانيون/ تقارير مرت منطقة الشرق الأوسط بسلسلة اتفاقيات تطبيع بين كيان العدو الصهيوني ودول عربية رمت بنفسها في أحضان الكيان الغاصب وهي (الإمارات والبحرين والمغرب والسودان)، وستكون آخر هذه الدول التي ستنضم إلى قائمة الخزي السعودية والتي كشف مسؤولون أمريكيون أن اتفاق التطبيع معها يمكن أن يتم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر وأن الاتفاقية جاهزة بانتظار تحقيق شرطين للتنفيذ.
وفي هذا السياق كشف جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد، بحسب ما نشر موقع “يسرائيل هيوم” الصهيوني، في المقابلة مع “بودكاست”، أن إدارة ترامب كانت تخطط لإجراء اتفاق مع السعودية خلال الفترة الانتقالية بين الإدارات.. مُشيرًا إلى أنه أبلغ فريق بايدن أن الاتفاق مع السعودية يمكن أن يتم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر.
ومع ذلك، انتقد كوشنر إدارة بايدن.. مشيرًا إلى أنهم “أضاعوا عامين في انتقاد السعودية” قبل أن يبدأوا في تبني سياسات ترامب بشأن المنطقة.
وحول رؤيته للمنطقة، قال كوشنر: إن هدف إدارة ترامب كان إنشاء كتلة اقتصادية تربط الشرق الأوسط من ميناء حيفا في الكيان الصهيوني إلى مسقط في عمان، حيث يمكن لدول المنطقة أن تتعاون اقتصاديًا في مجالات التجارة، التكنولوجيا، والاستثمار.
وأضاف: إن التغيرات التي تمر بها دول الخليج اليوم تفتح المجال لتعاون أكبر مع الكيان الغاصب، خاصة مع تولي جيل الشباب زمام الأمور في هذه الدول.
وأشار كوشنر إلى أن إدارة ترامب كانت تتمتع بفهم عميق للمشاكل في المنطقة.. قائلاً: “لن تكون هناك فترة تعلم مثل المرة الأولى، فترامب وفريقه على دراية كاملة بالوضع في الشرق الأوسط”.
واختتم كوشنر حديثه بالقول: إن التطبيع بين الكيان الصهيوني والسعودية هو أمر لا مفر منه في عهد ترامب.. لافتاً إلى أن ذلك سيؤدي إلى انتشار الابتكارات الصهيونية في المنطقة ويعزز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والكيان الغاصب.. على حد زعمه.
من جهته، ألمح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أن اتفاقية التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني جاهزة بانتظار تحقيق شرطين للتنفيذ.
وقال بلينكن في تصريحات صحفية الجمعة: إن الاتفاقيات بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني جاهزة للتنفيذ، لكن هناك شرطين لإنجازها.
وصرح بلينكن في هذا الصدد بأن “المحادثات بشأن صفقة التطبيع بين الكيان والسعودية تقترب من تحقيق اختراق، هل هناك اختراق بالفعل؟ وما هو موقع هذه المحادثات اليوم؟”.
وأضاف بلينكن: “أحد الأشياء التي أتذكرها هي أنه في العاشر من أكتوبر قبل عام، كان من المفترض أن أسافر إلى السعودية و”إسرائيل” للعمل على المكون الفلسطيني من صفقة التطبيع هذه.. وبالطبع لم تتم هذه الرحلة بسبب السابع من أكتوبر.. ولكن حتى مع أحداث غزة، واصلنا هذه المحادثات وواصلنا العمل”.
وتابع قائلاً: “فيما يتعلق بالاتفاقيات المطلوبة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، فهي جاهزة تماما للتنفيذ ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية.. ولكن هناك شيئين مطلوبين لإنجاز ذلك بالفعل: الأول هو إنهاء الصراع في غزة والثاني هو وجود مسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية”.
ويشار الى أنه وُقعت في النصف الأخير من عام 2020، أول عملية تطبيع عربي صهيوني علنية بالقرن الـ21، سماها مهندسوها باتفاقيات “أبراهام”.
وانخرطت الإمارات في مفاوضات لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وأعلن في 13 أغسطس 2020 عن توصل الطرفين إلى اتفاق بهذا الشأن، وبعد أقل من شهر وتحديدا (11 سبتمبر 2020) أعلن عن اتفاق تطبيع آخر مع البحرين التي انضمت إلى ممثلي الإمارات والكيان الصهيوني والولايات المتحدة للتوقيع.
وتم توقيع اتفاقيات أبراهام يوم 15 سبتمبر 2020 في البيت الأبيض، بين كل من الإمارات والبحرين والكيان الغاصب، بوساطة أمريكية.
وتتعلق هذه الاتفاقيات بـ”معاهدة للسلام والتطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين الأطراف الموقعة مع الكيان الصهيوني، واتخاذ تدابير لمنع استخدام أراضي أي منهما لاستهداف الطرف الآخر”.
وأعلن الجانبان استعدادهما للانخراط مع الولايات المتحدة فيما سماه الاتفاق أجندة إستراتيجية لاستقرار الشرق الأوسط.
وتعتبر الإمارات الدولة الخليجية الأولى التي أقامت علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني، والثالثة عربياً بعد مصر والأردن.. وقبل الإعلان عن تطبيعها مع الكيان، عرضت عليها الولايات المتحدة بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز “إف 35”.
ويوم 23 أكتوبر 2020، أعلن البيت الأبيض أن السودان والكيان الصهيوني اتفقا على تطبيع العلاقات بينهما.
وقبل ذلك بأيام، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكذا قبول الخرطوم دفع 335 مليون دولار تعويضا لمن قال ترامب إنهم “ضحايا الإرهاب”.
وسبقت هذا الاتفاق عدة خطوات أبرزها اللقاء الذي جرى في أوغندا بداية فبراير 2020 بين كل من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، والذي أُعلن بعده أن الجانبين اتفقا على تطبيع العلاقات.
ولاحقا في العاشر من ديسمبر 2020، رعت الولايات المتحدة أيضا اتفاق تطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني، تزامن مع اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ووعد منها ببيع أسلحة وتنفيذ استثمارات ضخمة.
وقد ترتب على اتفاقيات أبراهام فتح ممثليات دبلوماسية صهيونية في كل من الدول الموقعة، وربطت خطوط جوية مباشرة بين “تل أبيب” وأبو ظبي ودبي والمنامة والدار البيضاء ومراكش، كما أجريت زيارات متبادلة بين عدد من الوزراء والمسؤولين والعسكريين والسياسيين ورجال الاقتصاد من الدول المطبعة، وقعوا خلالها اتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة.
وعقدت الدول المطبعة سلسلة من الصفقات التجارية وترتيبات التعاون الأمني، وكانت الأكثر ربحية هي تلك التي جرت بين الكيان الصهيوني والإمارات حيث أجرتا مبادلات تجارية بأكثر من نصف مليار دولار بالسنة الأولى من تطبيع العلاقات، كما حدث تبادل ثقافي مع توافد السياح الصهاينة على الإمارات.
وتطبيع العلاقات مصطلح سياسي يشير إلى “جعل العلاقات طبيعية” بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان، حيث تعود العلاقة طبيعية وكأن لم يكن هناك خلاف أو قطيعة سابقة.
أما التطبيع في علم الاجتماع أو التطبيع الاجتماعي؛ فهي العملية التي يتم من خلالها اعتبار الأفكار والسلوكيات التي قد تقع خارج الأعراف الاجتماعية على أنها “طبيعية”.
ويشير إلى جهود ومعاهدات السلام بين جامعة الدول العربية والكيان الصهيوني لإنهاء الصراع العربي الصهيوني.. ومنذ سبعينيات القرن الماضي، بُذلت جهود موازية لإيجاد شروط يمكن على أساسها الاتفاق على السلام في الصراع العربي الصهيوني، وكذلك الصراع الصهيوني الفلسطيني على وجه التحديد.
وعلى مر السنين، وقَعت العديد من دول الجامعة العربية معاهدات سلام وتطبيع مع الكيان الغاصب بدءاً بمعاهدة السلام المصرية الصهيونية (1979).
وعلى الرغم من الفشل في تنفيذ اتفاقيات السلام الصهيونية اللبنانية (1983) فقد استمرت المزيد من المعاهدات مع عملية السلام الصهيونية الفلسطينية (1991 حتى الآن)، ومعاهدة السلام الأردنية الصهيونية (1994)، واتفاقيات أبراهام التي تطبع العلاقات بين الكيان الصهيوني والإمارات العربية المتحدة والبحرين (2020)، واتفاقية التطبيع بين الكيان الغاصب والسودان (2020)، واتفاقية التطبيع بين الكيان والمغرب (2020).. علاوة على ذلك، أقام العديد من أعضاء جامعة الدول العربية علاقات شبه رسمية مع الكيان الصهيوني بما في ذلك سلطنة عُمان والسعودية.