إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الإثنين إنه أمر بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة الذي تديره حركة حماس بعد هجوم الحركة الإسلامية غير المسبوق على إسرائيل، والذي خلف إلى غاية الساعة أكثر من 1100 قتيل لدى الجانبين.

وكانت قد أعلنت الوزارة الإسرائيلية أنها أمرت بقطع "فوري" لإمدادات المياه إلى غزة.

وتبدو سلسلة الأحداث التالية واضحة، بحسب رئيس قسم دراسات الحرب الحضرية في "معهد الحرب الحديثة" جون سبينسر الذي توقع على منصة "إكس" الإثنين أن "تشن إسرائيل أكبر عملية مشتركة لها (جو/بر/بحر/فضاء) في التاريخ ضد غزة".

ومن جهته، توقع ألكسندر غرينبرغ من "معهد القدس للاستراتيجية والأمن" أن "تستهدف الضربات أولا مراكز قيادة حماس وقواتها، ستأتي النيران من كل مكان". وأضاف "بالتوازي مع ذلك، سيستعد الجيش للدخول إلى غزة".

قتال بالأيدي تفرضه حرب عصابات حضرية

تفرض حرب العصابات في المناطق الحضرية قتالا بالأيدي وتقلل من الرؤية وتزيد الفخاخ وتطمس القدرة على التمييز بين المدنيين والجنود.

ووصف أندرو غالر، وهو ضابط بريطاني سابق أصبح اليوم محللا لدى مجموعة "جاينز" المعلوماتية، "ساحة معركة بزاوية 360 درجة حيث التهديد في كل مكان"، من المجاري إلى الأسطح ومن الطوابق السفلية إلى الأسقف الزائفة.

ويوضح أن تأمين كل مبنى يحتمل أن يكون محاصرا يعني تعبئة خبراء لإزالة الألغام ونشر سلالم وحبال ومتفجرات وكل ذلك "ربما خلال تعرضه لضربات" قد تكون ليلية.

بالإضافة إلى ذلك، "هناك مخاطر من النيران الصديقة"، مرتبطة بانتشار المقاتلين وتنقّلاتهم حسب قوله.

وأضاف "كما أظهرت عدة نزاعات منذ قرن، يمكن لاستخدام المدفعية أن يفاقم الأمور" حين تصبح الأنقاض غطاء.

"المدينة الأرضية"

يعيش نحو 2,3 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس الإسلامية وتحاصره إسرائيل منذ العام 2007. 

ويطلق أهالي القطاع على شبكة الأنفاق السرية التي قامت بحفرها حركتا حماس والجهاد الإسلامي اسم "المدينة الأرضية"، في حين تسميها إسرائيل "مترو حماس" أو "مترو غزة" وقد استهدفتها مرارا بالقصف والتدمير.

هذا، وقد ظهرت الأنفاق للمرة الأولى بالقطاع في العام 2006 عندما استخدمت حماس أحدها لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط خلال هجوم على موقع حدودي في رفح جنوب القطاع. وأفرجت الحركة عن شاليط في العام 2011.

وتكثف حفرها بعد بدء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة إثر سيطرة حركة حماس عليه في 2007، وإقفال مصر معبر رفح المؤدي إليه. وأقام الفلسطينيون أنفاقا على الحدود مع مصر تم استخدامها لتهريب مقاتلين وأسلحة. ودمرت القوات المصرية العديد منها.

لكن ومنذ العام 2014، حفرت حركة حماس أنفاقا داخل القطاع نفسه.

ويتمركز المقاتلون على عمق يصل إلى 30 أو 40 مترا تحت الأرض، وينتشرون بعيدا عن نطاق الضربات. يمكن لبطاريات قاذفات الصواريخ المخبأة على عمق بضعة أمتار أن تخرج من خلال نظام الباب المسحور لتطلق النار وتختفي مرة أخرى.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قصفها بشكل مكثف في العام 2021. ولكن إن كان جزء من هذه الشبكة معروفا بلا شك لإسرائيل، يبقى البعض الآخر سريا وينذر بتعقيد عملياتها.

حماس "تعرف أنفاقها عن ظهر قلب"

ومن جانبه، جزم مدير الأبحاث في مركز صوفان في نيويورك كولين كلارك أن حركة حماس "تعرف أنفاقها عن ظهر قلب".

وأضاف "بعضها تحتوي على فخاخ. الاستعداد للقتال في مثل هذه الأماكن (...) سيتطلب معلومات استخباراتية واسعة النطاق (...) والتي قد لا يمتلكها الإسرائيليون". وتتمتع حركة حماس بميزة تكتيكية كبيرة.

وأقر ألكسندر غرينبرغ لوكالة الأنباء الفرنسية بأن "الجميع يعلم أن (العملية) ستكون طويلة وصعبة مع الكثير من الخسائر"، مضيفا أن هناك "روبوتات ووسائل خاصة أخرى تسمح بالدخول في الأنفاق".

وبالنسبة لحماس، "إنها ميزة يمكن أن تشكل أيضا فخا. فعندما يتم تحديد مواقع الأنفاق، يمكن حبس من بداخلها. في هذه الحالة، ستكون التعليمات -لا رحمة-".

ما وزن الرهائن في المعادلة؟

وسينطوي على العملية تعقيد إضافي، يكمن في أن حركة حماس احتجزت عشرات المدنيين كرهائن، معظمهم من الإٍسرائيليين، لكن أيضا عمالا أجانب وجنودا ربما، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

إذ قالت الباحثة في علم الاجتماع في المجلس الوطني للبحوث العلمية في فرنسا سيلفين بول المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية "لن يغفر المجتمع الإسرائيلي إذا لم تكن حياة الرهائن أولوية. فالضغط الذي يمارسه الرأي العام كبير و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو يعرف ذلك تماما".

وأضافت "في الحسابات التي سيطالب بها المجتمع الإسرائيلي، سيكون هناك -أنتم لم تضمنوا أمننا، أعدوا الرهائن إلينا-"، متوقعة "بلا شك صراعات بين الجيش والسياسيين".

أما الواقع، فيظهر أن إسرائيل ليست في موقع تفاوض حاليا، بحسب الباحث في "معهد دراسات الأمن القومي" في تل أبيب كوبي مايكل، الذي أضاف "مع كل الحزن والألم، لا يمكن لمشكلة الرهائن أن تكون الأولوية الرئيسية لإسرائيل".

وتابع "إسرائيل لن تحل مشكلة الرهائن (...) إلا عندما تهزم حماس وتضعف. ليس قبل ثانية واحدة من ذلك".

وإلى ذلك، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية حسام بدران الإثنين أن "لا مكان حاليا" للتفاوض مع إسرائيل حول تبادل للأسرى في ظل استمرار "العملية العسكرية" ضد الدولة العبرية.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: هجوم حماس على إسرائيل جوائز نوبل ناغورني قره باغ ريبورتاج غزة الغارات على غزة إسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هجوم حماس حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بعد الحرب..إسرائيل تريد السلام في غزة لكنها لن تمول إعادة الإعمار

قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، الأربعاء، إن إسرائيل تريد أن يسود السلام قطاع غزة لكنها لم تقرر بعد إذا كانت ستساعد في تمويل إعادة إعماره.

وأضاف أن إسرائيل لن تسمح بعودة إدارة حماس للقطاع، والذي قال إنها قد تؤدي إلى هجوم آخر للمسلحين عبر الحدود.
ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ يوم الأحد وتحول التركيز في جانب منه إلى سبل تحقيق السلام الدائم بعد حرب استمرت 15 شهراً دمرت قطاع غزة وأشعلت الشرق الأوسط.
وقال بركات في مقابلة مع رويترز في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، إن إعادة إعمار غزة غير ممكنة ما لم تقرر حماس أنها تريد سلاماً دائماً مع إسرائيل.

انقسامات داخلية وضغوط خارجية.. من يحكم غزة؟

لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/qcjlLbfRlY pic.twitter.com/BiEQYfUQpv

— 24.ae | فيديو (@24Media_Video) January 22, 2025 وأضاف "السؤال الرئيسي هو هل يريدون بناء مدينة مثل دبي، أو إعادة بناء غزة بالطريقة التي كانت عليها".

وشنت إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة بعد أن اقتحم مقاتلون بقيادة حماس حدود إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في هجوم قالت إحصاءات إسرائيلية أنه أسفر عن 1200 قتيل،  واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وقال مسؤولون صحيون فلسطينيون إن أكثر من 47 ألفاً  في غزة قتلوا في الحملة الإسرائيلية. 
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت سابق بأنه لن يوقف الحرب قبل القضاء على حماس، قائلًا إن لا سلام وأمن دائمان لإسرائيل دون ذلك.
وأكد مانحون رئيسيون محتملون لغزة، أن حماس، التي تتعهد بتدمير إسرائيل والتي تصنفها دول غربية كثيرة منظمة إرهابية، لا يمكنها الاستمرار في حكم غزة بعد الحرب.
لكن منذ سريان وقف إطلاق النار، عادت إدارة حماس في غزة إلى الظهور وتحركت بسرعة لإعادة فرض الأمن، وإعادة الخدمات الأساسية، وهو ما يؤكد أنها لا تزال مسؤولة عن الشؤون العامة.
وقال بركات إن إسرائيل لم تقرر بعد إذا كانت ستساهم مالياً في إعادة الإعمار هناك.

مقالات مشابهة

  • إعلامية فلسطينية: التعنت الإسرائيلي يهدد اتفاق وقف إطلاق النار
  • حالة تأهب في إسرائيل انتظارا لقائمة حماس بشأن الرهائن في غزة
  • حماس تدعو إلى صدّ الهجوم الإسرائيلي على جنين
  • حركة حماس تنشر أهم نقاط اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يقر بأنه لم يتمكن من اغتيال أحد قيادات حركة "حماس"
  • بعد الحرب..إسرائيل تريد السلام في غزة لكنها لن تمول إعادة الإعمار
  • حركة حماس تدعو لمُواجهة العدوان الإسرائيلي على جنين
  • "حماس" تدعو للنفير العام في جنين ردًا على العدوان الإسرائيلي
  • ‏وزارة الصحة الفلسطينية: قتيلان و25 جريحا من جراء الهجوم الإسرائيلي على مخيم جنين
  • حركة الفصائل الفلسطينية: الدفعة الثانية لتبادل الأسرى مع إسرائيل ستتم في موعدها المحدد يوم السبت 25 يناير