التأمت أمس فعاليات الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني، الذي ينظمه مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتحدثين، ينتمون إلى نحو 70 دولة، بالإضافة إلى عدة منظمات دولية، على رأسها الاتحاد الدولي للاتصالات.

ويناقش المؤتمرون في جزيرة السعديات، على مدى أربعة أيام، أحدث الاستراتيجيات الدولية وأحسن التجارب الوطنية في مجال صناعة الأمن السيبراني؛ لمواجهة التطور السريع للتهديدات السيبرانية، ويُلقون الضوء، لأول مرة، على تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي كمصادر تهديدٍ محتملة.

ويختبر العالم تناميًا متواصلًا في التهديدات السيبرانية بكافة أنواعها، من جرائم سيبرانية وإرهابٍ وتجسسٍ سيبراني وحروب سيبرانية، مع تسارع التقدم التكنولوجي وزيادة الترابط العالمي في إطار الثورة الصناعية الرابعة. وتقوّض هذه التهديدات الأمنية غير المسبوقة الثقة والنمو على المستويين الوطني والدولي.

وفي ظل التدافع بين تنامي مهددّات الأمن السيبراني وجهود تحقيقه، هناك دائمًا يقين واحد، يتمثل في أنّ عالم الأمن السيبراني يواجَه دائمًا بمزيد من محاولات الاختراق والتهديدات التي تتطلب الاستعداد للتصدي لها. ويكشف تحليل البيئة الأمنية الدولية أنّ هناك اتجاهًا خطيًّا تصاعديًا في جهود وأدوات تحقيق الأمن السيبراني، حيث يحاول كل الفاعلين، سواء كانوا دولًا أو مؤسسات وشركات أو أفرادًا، الوصول إلى أفضل الطرق لتحقيق الأهداف والغايات المرجوة في مجال أمن الفضاء السيبراني.

بيد أنّ اختبار التجارب المقارنة واستقراء الخبرات المختلفة يوضح بجلاء أنّ أفضل الطرق لمكافحة التهديدات السيبرانية هو التعاون الدولي. فالمجتمع الدولي في أمسّ الحاجة إلى تضافر الجهود للتصدي لمهددات الأمن السيبراني، التي تستهدف البنية الأساسية للحكومات ومؤسسات القطاع الخاص، وابتداع آليات مبتكرة لتوفير بيئة آمنة وموثوقة للتعاملات في الفضاء المعلوماتي، وتقديم الدعم اللازم لتوفير متطلبات الحد من المخاطر والجرائم الإلكترونية، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان صمود أو مرونة البنى التحتية الحساسة أمام الهجمات الإلكترونية.

وفي هذا الإطار، يمكن أن يتخذ التعاون الدولي عدة صور؛ منها عقد اتفاقيات دولية، أو إيجاد أطر قانونية دولية لمواجهة التهديدات السيبرانية وحماية الوصول الآمن إلى الفضاء السيبراني والخدمات التي يمنحها. وهناك ضرورة لتطوير المبادرات الدولية الرامية إلى تعزيز الأمن السيبراني، وذلك بالدعوة إلى تأسيس منظمة دولية معنية بالعمل على تحقيق ذلك مع توفير جميع الإمكانيات والصلاحيات اللازمة لها.

علاوة على ذلك، من الضروري تعزيز إجراءات الردع الدولي لجعل الهجمات السيبرانية أعلى تكلفة وأشد خطرًا على من قام بها، عن طريق اتخاذ إجراءات فعالة لمصادرة عائدات الجريمة ومقاضاة المجرمين من الأفراد والمؤسسات والدول. والأهم من ذلك وضع ترتيبات دولية لدعم الاستجابة والصمود ومعاودة النشاط في المؤسسات والخدمات الدولية العابرة للحدود في حالة التعرض لهجماتٍ ناجحة.

وبصفةٍ خاصة، فإن مساعدة الدول النامية في بناء وتنمية قدراتها السيبرانية من شأنه أن يعزز الاستقرار ومعالجة المخاطر السيبرانية التي باتت تهدد المجتمع الدولي برمته. كما أنّ تفعيل دور الإنتربول الدولي أساسي ليس فقط للحد من التهديدات السيبرانية، ولكن أيضًا لملاحقة الأفراد والمنظمات التي تقوم بتهديد الأمن في الفضاء السيبراني.

والخلاصة أنّ التهديدات السيبرانية هي مشكلات كونية تتطلب حلولًا كونية. ومن هنا، فإنّ أنجع الطرق لمواجهتها وأحسن السبل لمعالجتها هو التعاون الدولي.

 


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التهدیدات السیبرانیة الأمن السیبرانی التعاون الدولی

إقرأ أيضاً:

بلدية دبي تحصل على 3 شهادات مواصفات دولية جديدة منها شهادة معالجة الحمأة التي تمنح لأول مرة على مستوى العالم في 2024

 

أضافت بلدية دبي إلى حصيلة إنجازاتها ثلاث شهادات للمطابقة مع المواصفات الدولية، منها أول شهادة من نوعها تمنح في مجال معالجة الحمأة من مياه الصرف الصحي على مستوى العالم، وشهادتان تمنحان لأول مرة على مستوى منطقة الشرق الأوسط في مجال إدارة التنمية المستدامة وإدارة أنظمة التوثيق المؤسسية.
وتُمثل المواصفات الجديدة التي تُوِّجت بها بلدية دبي جهودها المتواصلة ضمن مجالات وقطاعات حيوية مهمة في العمل البلدي، وفق إطار مؤسسي رائد ومتكامل، يتبنى نهج الابتكار والإبداع، ويرفع من الجاهزية للمستقبل.
وقالت المهندسة فداء الحمادي، مدير إدارة الاستراتيجية والتطوير المؤسسي في بلدية دبي: “تسعى بلدية دبي إلى ترسيخ ريادة وتنافسية دبي من خلال تطبيق أفضل أنظمة الإدارة والحوكمة التي تساهم بشكل مباشر في تعزيز جاذبية الإمارة وجَودة الحياة فيها، والارتقاء بمركزها على المؤشرات التنافسية العالمية، وجعلها الوجهة الأمثل لممارسة الأعمال والاستثمار والسياحة. ومما لا شك فيه، تؤكد هذه الإنجازات التزام بلدية دبي بتبني وتطبيق أفضل الممارسات العالمية التي تعزز الريادة في مجال العمل البلديّ، وترجمة توجيهات القيادة الرشيدة لتكون إمارة دبي من بين الأفضل في تطوير وتطبيق العمل الحكومي الرائد والمتكامل”.

تجديد
ونجحت بلدية دبي في تجديد 34 شهادة مواصفة دولية خلال 2024 في مجالات إدارية وتنظيمية وتخصصية مختلفة، ومع هذا الإنجاز الجديد، ترتفع حصيلة إنجازات البلدية في مجال الشهادات العالمية إلى 37 شهادة مختلفة.
الجدير بالذكر أن شهادات المواصفات الدولية هي معايير عالمية تمنحها شركات تدقيق عالمية معتمدة تبني قراراتها في منح المواصفة وفقاً لأفضل الممارسات العالمية التي تحققها المؤسسة الخاضعة للتقييم والتدقيق، في مجالات عديدة منها الإدارة والحوكمة المؤسسية.


مقالات مشابهة

  • أحمد ناجي قمحة: الأمن القومي العربي «مكعبات مبعثرة» تحتاج إلى من يربطها في ظل التهديدات المحيطة
  • تركيا بوابة سوريا الجديدة... كيف أصبحت أنقرة مفتاح الحل السياسي والاستقرار الإقليمي؟
  • حملة كبرى للأمن الوطني لمكافحة الابتزاز الإلكتروني في البصرة
  • «الأمن السيبراني»: 411 ألف ملف خبيث يطلقها المجرمون السيبرانيون يومياً
  • بلدية دبي تحصل على 3 شهادات مواصفات دولية جديدة منها شهادة معالجة الحمأة التي تمنح لأول مرة على مستوى العالم في 2024
  • التعاون الدولي واستدامة الفضاء والحوكمة تتصدر نقاشات «حوار أبوظبي»
  • المحرّمي يبحث مع السفيرة الفرنسية التعاون لمواجهة التهديدات الحوثية وتعزيز الاستقرار في اليمن
  • سرقة واسعة النطاق تستهدف مجتمع الأمن السيبراني .. تفاصيل
  • نائب أمير مكة يستقبل محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني والقنصل العام المالي
  • نائب أمير منطقة مكة يستقبل محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني والقنصل العام لجمهورية مالي