في ظلال الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني التعاون الدولي هو الحل
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
التأمت أمس فعاليات الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني، الذي ينظمه مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتحدثين، ينتمون إلى نحو 70 دولة، بالإضافة إلى عدة منظمات دولية، على رأسها الاتحاد الدولي للاتصالات.
ويناقش المؤتمرون في جزيرة السعديات، على مدى أربعة أيام، أحدث الاستراتيجيات الدولية وأحسن التجارب الوطنية في مجال صناعة الأمن السيبراني؛ لمواجهة التطور السريع للتهديدات السيبرانية، ويُلقون الضوء، لأول مرة، على تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي كمصادر تهديدٍ محتملة.
ويختبر العالم تناميًا متواصلًا في التهديدات السيبرانية بكافة أنواعها، من جرائم سيبرانية وإرهابٍ وتجسسٍ سيبراني وحروب سيبرانية، مع تسارع التقدم التكنولوجي وزيادة الترابط العالمي في إطار الثورة الصناعية الرابعة. وتقوّض هذه التهديدات الأمنية غير المسبوقة الثقة والنمو على المستويين الوطني والدولي.
وفي ظل التدافع بين تنامي مهددّات الأمن السيبراني وجهود تحقيقه، هناك دائمًا يقين واحد، يتمثل في أنّ عالم الأمن السيبراني يواجَه دائمًا بمزيد من محاولات الاختراق والتهديدات التي تتطلب الاستعداد للتصدي لها. ويكشف تحليل البيئة الأمنية الدولية أنّ هناك اتجاهًا خطيًّا تصاعديًا في جهود وأدوات تحقيق الأمن السيبراني، حيث يحاول كل الفاعلين، سواء كانوا دولًا أو مؤسسات وشركات أو أفرادًا، الوصول إلى أفضل الطرق لتحقيق الأهداف والغايات المرجوة في مجال أمن الفضاء السيبراني.
بيد أنّ اختبار التجارب المقارنة واستقراء الخبرات المختلفة يوضح بجلاء أنّ أفضل الطرق لمكافحة التهديدات السيبرانية هو التعاون الدولي. فالمجتمع الدولي في أمسّ الحاجة إلى تضافر الجهود للتصدي لمهددات الأمن السيبراني، التي تستهدف البنية الأساسية للحكومات ومؤسسات القطاع الخاص، وابتداع آليات مبتكرة لتوفير بيئة آمنة وموثوقة للتعاملات في الفضاء المعلوماتي، وتقديم الدعم اللازم لتوفير متطلبات الحد من المخاطر والجرائم الإلكترونية، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان صمود أو مرونة البنى التحتية الحساسة أمام الهجمات الإلكترونية.
وفي هذا الإطار، يمكن أن يتخذ التعاون الدولي عدة صور؛ منها عقد اتفاقيات دولية، أو إيجاد أطر قانونية دولية لمواجهة التهديدات السيبرانية وحماية الوصول الآمن إلى الفضاء السيبراني والخدمات التي يمنحها. وهناك ضرورة لتطوير المبادرات الدولية الرامية إلى تعزيز الأمن السيبراني، وذلك بالدعوة إلى تأسيس منظمة دولية معنية بالعمل على تحقيق ذلك مع توفير جميع الإمكانيات والصلاحيات اللازمة لها.
علاوة على ذلك، من الضروري تعزيز إجراءات الردع الدولي لجعل الهجمات السيبرانية أعلى تكلفة وأشد خطرًا على من قام بها، عن طريق اتخاذ إجراءات فعالة لمصادرة عائدات الجريمة ومقاضاة المجرمين من الأفراد والمؤسسات والدول. والأهم من ذلك وضع ترتيبات دولية لدعم الاستجابة والصمود ومعاودة النشاط في المؤسسات والخدمات الدولية العابرة للحدود في حالة التعرض لهجماتٍ ناجحة.
وبصفةٍ خاصة، فإن مساعدة الدول النامية في بناء وتنمية قدراتها السيبرانية من شأنه أن يعزز الاستقرار ومعالجة المخاطر السيبرانية التي باتت تهدد المجتمع الدولي برمته. كما أنّ تفعيل دور الإنتربول الدولي أساسي ليس فقط للحد من التهديدات السيبرانية، ولكن أيضًا لملاحقة الأفراد والمنظمات التي تقوم بتهديد الأمن في الفضاء السيبراني.
والخلاصة أنّ التهديدات السيبرانية هي مشكلات كونية تتطلب حلولًا كونية. ومن هنا، فإنّ أنجع الطرق لمواجهتها وأحسن السبل لمعالجتها هو التعاون الدولي.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: التهدیدات السیبرانیة الأمن السیبرانی التعاون الدولی
إقرأ أيضاً:
برعاية الشيخة فاطمة.. إطلاق برنامج للمدربات بالمنطقة العربية والعالم حول الدبلوماسية السيبرانية
تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أطلق الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات ومجلس الأمن السيبراني، البرنامج الدولي لتدريب المدربين النساء في المنطقة العربية والعالم حول الحوكمة الوطنية للأمن السيبراني والدبلوماسية السيبرانية، والذي اختتمت أعماله أمس واستمر يومين بمقر الاتحاد في أبوظبي، وبمشاركة نساء من 22 دولة.
واستهدف البرنامج النساء العاملات في صنع السياسات للأمن السيبراني في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمشاركات في مبادرات السلام والأمن، بجانب العاملات في المجال التقني، ممن يرغبن في توسيع ورفد معارفهن بالخبرات التي تؤهلهن للانتقال إلى أدوار السياسات السيبرانية والدبلوماسية السيبرانية.
ووفر البرنامج المعرفة النظرية والتدريب العملي والتقنيات الأساسية للتيسير في مجال حوكمة الأمن السيبراني والدبلوماسية، وذلك بهدف إعداد المدربات من العنصر النسائي لقيادة وتدريب الآخرين في مجال الحوكمة الوطنية للأمن السيبراني والدبلوماسية السيبرانية، وتوسيع نطاق المعرفة.
وتضمن البرنامج شرحا لمشهد التهديد السيبراني الحالي بما في ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي ، وحوكمة الأمن السيبراني الوطني، وما يجب على الحكومات مراعاته على المستوى الوطني لتحقيق المرونة السيبرانية من وجهات نظر مختلفة "قانونية وتنظيمية وتقنية وغيرها".
وتطرق إلى عملية إنشاء استراتيجيات الأمن السيبراني الوطنية، وأصحاب المصلحة الذين يجب إشراكهم، بجانب استعراض الدبلوماسية السيبرانية الدولية، مع نظرة عامة على مفاوضات الأمم المتحدة الحالية بشأن الأمن السيبراني، والمعايير الدولية للسلوك المسؤول للدولة في الفضاء الإلكتروني.
وأكدت نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، أن دولة الإمارات تقدم دوراً ريادياً في مجال الأمن السيبراني على الساحة الإقليمية والدولية، كما تساهم بصورة فعال في تشكيل مستقبل الأمن الرقمي على جميع الصعد، مع إدراكها لأهمية إشراك المرأة في مسيرة الابتكار والتطوير وإنشاء البنية التحتية الإلكترونية المتقدمة القادرة على حماية المنجزات والمكتسبات الوطنية في بيئة رقمية آمنة، وذلك بدعم من القيادة الرشيدة، وتشجيع ورعاية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات".
وقالت إن دولة الإمارات المعطاءة تحرص على مشاركة العالم خبراتها النابعة من سجل حافل بالمبادرات الوطنية المتفردة في مجال تمكين المرأة وإشراكها بشكل فعال في مختلف المجالات، ومنها مجال الأمن السيبراني، الذي يساهم بشكل وثيق في حماية الأمن العالمي.
أخبار ذات صلة الشيخة فاطمة: ابنة الإمارات بفضل دعم القيادة شريك فاعل في مسيرة الوطن الظافرة برعاية الشيخة فاطمة.. سيف بن زايد يشهد افتتاح مؤتمر "المرأة في عالم متغير"من جانبه قال الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني، إن هذا البرنامج التدريبي المتميز، الذي نحتفل بنجاحه اليوم، يعد شاهداً على الالتزام المشترك بتمكين المرأة وتأهيلها للقيادة في هذا المجال الحيوي.
وتوجه سعادته بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" على دعمها الدائم واللامحدود لتمكين المرأة الإماراتية والعربية ، مؤكدا أن رؤية سموها الثاقبة وتوجيهاتها الحكيمة هي ما دفعنا إلى تحقيق هذا الإنجاز.
وأشار إلى أن المجلس يدرك أهمية الأمن السيبراني في عصرنا الرقمي، وأنه يمثل أحد أهم أركان التنمية المستدامة ، لافتا إلى أن هذا البرنامج يجمع بين الخبرات النظرية والتطبيقية، ويركز على تطوير قدرات المرأة في مجال الأمن السيبراني والدبلوماسية السيبرانية، مشددا على أن الاستثمار في المرأة هو استثمار في المستقبل.
من جهتها قالت المهندسة غالية المناعي، رئيس الشؤون الاستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي، إن الاتحاد يؤكد مع إقامة الشراكة الاستراتيجية مع مجلس الأمن السيبراني والاتحاد الدولي للاتصالات، وكل المؤسسات والجهات المحلية والدولية في مختلف المبادرات والبرامج، سعيه لتوسيع رقعة خدماته ومضاعفة الجهود، نحو مستقبل حافل بالفرص التي تحقق آمال وطموحات المرأة في الإمارات والعالم، بما يسهم في قيادة مرحلة التنمية المستقبلية المستدامة للمرأة في مختلف القطاعات والمجالات.
وأضافت أن أهمية السلامة السيبرانية والأمن الرقمي تتعزز يوماً بعد يوم باعتبارهما درع حماية في عالم الفضاء الرقمي، من الأخطار المصاحبة للإنترنت والتطورات التكنولوجية في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي وثورة البيانات، وبما يعزز الاستخدام الآمن والإيجابي للتكنولوجيا، ويحافظ على الخصوصية وأمان البيانات وضمان استمرارية العمليات الأساسية للحكومات ومختلف الجهات.
ويأتي تنظيم الاتحاد للبرنامج، إدراكاً منه لدور قطاع التكنولوجيا والوعي الرقمي في تمهيد الطريق لمستقبل أفضل، بعدما عملت الدولة على تطوير البنية التحتية الرقمية، لبناء اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار وتمكين الأفراد من القيام بأدوارهم، حيث برعت المرأة في توظيف هذه الأدوات وسارت على طريق النجاح والتميز في مجالات الابتكار والتحول الرقمي.
وتم تنظيم تمرين محاكاة، في اليوم الثاني للبرنامج، إذ لعبت المشاركات دور صناع السياسات والدبلوماسيين في دولة خيالية، وتم تكليفهم بتطوير استراتيجيتهم الوطنية وموقف الدولة في الدبلوماسية السيبرانية.
المصدر: وام