مصر تنتصر على الإرهاب في سيناء..بطولات القوات المسلحة واجهة مخططات أهل الشر
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين، دفع فيه المصريين أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، وهي سيناء.
حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة، فلقد تحدى الجيش المصري المستحيل ذاته، وقهرهُ، وانتصر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.
فقد كان جوهر حرب أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار إلى الكبرياء، فقد غيرت الحرب خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.
في السادس من أكتوبر عام 1973، كانت صيحات الله أكبر تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، تكبد فيها العدو خسائر لا يمكن أن ينساها أبدًا، واستعاد المصريين معها كرامتهم واحترامهم أمام العالم.
حرب السادس من أكتوبرفلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا في حرب أكتوبر أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها.
نصر أكتوبروتمُر علينا الذكرى الخمسين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، فقد حققت مصر في حرب أكتوبر معجزة بكل المقايس، ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية، وقام جيل حرب أكتوبر برفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ في النصر العظيم.
في أعقاب أحداث عام 2011، وما صاحبها من مظاهر الفوضى المدمرة، التي طالت العديد من دول المنطقة، وتنامي ظاهرة الإرهاب، وانتشار التنظيمات المسلحة، كان للقوات المسلحة بتماسكها وتلاحمه بأبناء الوطن الدرع القوي الذي حافظ على بقاء الدولة المصرية في مرحلة هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث، وما لبث أن استتبعها ثورة شعبية في 30 يونيو 2013، استطاع خلالها الشعب المصري، بدعم من القوات المسلحة، فك ارتهان الدولة المصرية بقيمها وتاريخها الحضاري، من جماعات الإرهاب، التي استطاعت "خلال عام واحد" أن تبث سمومها وتشيع الظلام والألم في أوصال الدولة المصرية.
لذلك، كانت القوات المسلحة مُدركة لحجم التحديات والتهديدات المحيطة، ليس فقط بالأمن القومي المصري، بل بوجود مصر وكيانها ، تعرف تعلم أن الهدف هو إسقاط هذا الكيان الهائل، والكتلة البشرية الصلبة، وإخضاعها لنظرية التفتيت والتقسيم التي تجتاح عالمنا العربي، ومحوره الرئيسي وعموده الفقري هي مصر.
وقد واجهت مصر تحديات لم تمُر بها من قبل، خاصة خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وكان لزاما على الدولة المصرية بأن تتخذ العديد من الإجراءات سواء كانت سياسية أو أمنية أو عسكرية أو اقتصادية، من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي المصرية وتماسك النسيج الوطني للشعب، لمواجهة تلك التحديات، وبعد نجاح ثورة 30 يونيو، ظهر واضحا مدى التحديات التي تواجه الدولة المصرية، وكان على رأس تلك التحديات، هو تحدي مواجهة الإرهاب في مصر خاصة في سيناء.
وضعت القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادة العامة للقوات المسلحة في تخطيطها لمكافحة الإرهاب، العديد من الاعتبارات، منها تنفيذ المهمة بالتوازي مع إعادة الحياة لطبيعتها، خاصة القرى المتاخمة لمناطق العمليات بوسط وشمال سيناء، وذلك بالتوازي مع منع قيام العناصر الإرهابية من تعطيل المشروعات التنموية فى سيناء.
وقد نجحت القوات المسلحة في إعادة الإستقرار وتوفير الأمن لأهالي سيناء، كذلك عودة الحياة لطبيعتها، وتدمير البنية التحتية للإرهاب من مخابئ وملاجئ ومخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات والعبوات الناسفة والأدوات المستخدمة فى تصنيعها، والقضاء على القيادات الرئيسية للعناصر الإرهابية وإلقاء القبض على العديد من المشتبه بهم، وذلك مع إستمرار تواجد القوات لملاحقة فلول العناصر الإرهابية قبل إستعادة نشاطها وقطع أى طرق إمداد لها.
كان من المُخطط أن يتم خلق بؤرة إرهابية جديدة تكون في سيناء، ويتم نقل العناصر الإرهابية لها عن طريق المشرق العربي، لكن نجاح قوات الأمن في تدمير البنية التحتية واللوجستية للعناصر الإرهابية والتكفيرية، ساهم في إحباط ذلك المخطط، وفي ذات الوقت، قامت الدولة المصرية ومؤسساتها ومنها القوات المسلحة، بعملية تنمية شاملة في جميع سيناء، لتصل للعالم رسالة، أن سيناء جزء من مصر وأساس الأمن القومي المصري.
التزمت القوات المسلحة والشرطة المدنية بالحفاظ على القواعد والضوابط والمعايير الخاصة بحقوق الإنسان وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين من أبناء شعب مصر العظيم في جميع المناطق التي شهدت عمليات مداهمات أمنية والالتزام الدقيق بقواعد الاشتباك المعمول بها دوليًا.
كما التزمت القوات بقواعد الاشتباك التي تم وضعها بدقة، مع اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد العناصر الإرهابية والمطلوبين جنائيا وإحالتهم إلى المحاكمة وفقا للمعايير والضمانات التي كفلها الدستور، كذلك الإفراج عن العناصر المشتبه بهم بعد استكمال مراجعة موقفهم الأمني.
بعد نجاح كبير للعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 عادت الحياة إلي طبيعتها مرة أخرى إلى مدن وقرى شمال ووسط سيناء حين انتظمت الدراسة فى المدارس والجامعات كما أن الشوارع والميادين والأسواق فى العريش والشيخ زويد ورفح عادت تنبض بالحياة، كما انتظمت الدراسة بالمدارس والجامعات ودارت عجلة الإنتاج بالمصانع.
كما يظهر التواجد الأمني المكثف الذي انعكس بشكل إيجابي على حالة الهدوء والاستقرار، وكذلك تنفيذ خطط التنمية والتطوير، فيما تستقبل القرية الأوليمبية بمدينة العريش، بآلاف الرياضيين الموهوبين من شباب المدارس والجامعات 700 مليار جنيه.
الأمم المتحدة تشيد بجهود مصر في مكافحة الإرهابأشادت الأمم المتحدة عبر تقريرها رقم 14 والتي تقدمت به إلى مجلس الأمن الدولي خلال النصف الثاني من عام 2021؛ بجهود مصر في مجابهة ومكافحة الإرهاب.
والتقرير الذي تقدمت به الأمم المتحدة لمجلس الأمن بشأن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي على السلم والأمن الدوليين.
وقد تضمن تقرير الأمم المتحدة جهود الدولة المصرية والقوات المسلحة في مجابهة الارهاب؛ والذي أشاد بجهود مصر في مجابهة ومكافحة الإرهاب؛ بالتوازي مع تحقيق التنمية في سيناء.
وأوضحت الأمم المتحدة في تقريرها أنه في مصر؛ حدث انخفاض في نشاط تنظيم أنصار بيت المقدس ؛ وهذا التنظيم جماعة محلية منتسبة إلى تنظيم داعش تظهر بكثرة في دعايته.
وأشارت الأمم المتحدة في تقريرها أنه منذ عام ٢٠١٩؛ لم ينسب أي هجوم إرهابي إلى تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة في مصر ؛ كما أنهما لم يعلنا مسئوليتهما عن أي هجوم.
وكشفت الأمم المتحدة في تقريرها أنه يرجع الفضل في ذلك إلى عمليات مكافحة الإرهاب وإلى مبادرة لدعم انشقاق قادة تنظيم أنصار بيت المقدس ؛ فقد أضعف بذلك الروح المعنوية وعزز الإنطباع بأن الجماعة أخذة في الإنحسار.
ونوهت الأمم المتحدة أن الاستثمار ات العامة في مجالات البنى التحتية والنقل والإسكان في سيناء زادت من جهة أخرى.
تنمية سيناءتولى القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ،اهتمامًا كبيرًا بتنمية سيناء، وتضعها على رأس أولوياتها في خطط التنمية والتطوير، حيث أن هناك عددا من المشروعات القومية الزراعية والصناعية التي يتم تنفيذها على أرض سيناء وفقًا لمخطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة.
لقد بدأ خطوات التنمية الحقيقية لسيناء، بافتتاح «قناة السويس الجديدة»، التي نفذت بأيد ومعدات مصرية شارك أبناء سيناء في تلك الملحمة، كما شملت التنمية، تطوير منطقة «شرق بورسعيد»، في إطار مشروع تنمية محور منطقة قناة السويس، الذي يقع معظم مشروعاتها في سيناء، ويشمل ميناء ومنطقة صناعية ومنطقة لوجيستية ووحدات مجالات التنمية المختلفة في سيناء.
كما تشمل التنمية إنشاء مشروع «مدينة الإسماعيلية الجديدة - سلام مصر - رفح الجديدة»،، بالإضافة إلى تطوير طرق سيناء بالكامل وأهمها طريق «شرق بورسعيد - شرم الشيخ»، وطريق «الإسماعيلية – العوجة»، وطريق «العريش – رفح»، كما تم إنشاء مطار البردويل ورفع كفاءة مطار العريش، بالإضافة إلي مدن وتجمعات سكنية جديدة في قلب سيناء.
كما تم رفع كفاءة الموانئ والمزارع السمكية واستصلاح الأراضي وبناء مدن صناعية كما تم توصيل وتحديث ورفع كفاءة البنية التحتية والأساسية، بالإضافة إلي إقامة مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر لصالح أهالي شمال وجنوب سيناء.
ولربط سيناء بباقي أرض الوطن، والتغلب على مشاكل عبور المواطنين من إلي سيناء، تم إنشاء 5 أنفاق، منهم نفقين في الإسماعيلية ونفقين في بورسعيد أسفل قناة السويس، بمنطقة جنوب بورسعيد وشمال الإسماعيلية، وإقامة العديد من الكباري العائمة على ضفتي القناة، كذلك تطوير ميناء العريش البحري.
= ففي مجال الطرق تم الانتهاء من تنفيذ 35 طريقًا بإجمالي 185 كيلو مترا لتسهيل حركة التنقل داخل سيناء كذلك تنفيذ 16 طريقا ومخطط تنفيذ 12 طريقاً بطول 1880 كيلو مترا.
= إجمالي الأنفاق التي تم إنشاؤها حديثا بلغت 24 كيلو مترا بالإضافة إلى 6 كيلو مترات في نفق الشهيد أحمد حمدي الجنوبي ليصبح إجمالي أطوال الأنفاق أسفل قناة السويس 30كيلو مترا مزودين بأحدث نظم التشغيل والحماية.
= فى مجال تحلية مياه البحر ؛تم تكليف الهيئة الهندسية بتنفيذ 34 محطة مياه الشرب بتكلفة مالية 23 مليار جنيه من بين تلك المحطات 22 محطة تحلية مياه بسيناء أي ما يقرب من 65% من محطات تحلية مياه البحر في سيناء بتكلفة مالية 9 مليار جنيه تم الإنتهاء من تنفيذ 16 محطة وجارى تنفيذ 2 محطة ومخطط تنفيذ 4 محطة، وإجمالي المحطات تم توزيعها بسيناء بالكامل.
= معالجة مياه الصرف ؛ تم تكليف الهيئة الهندسية بتنفيذ 36 محطة معالجة مياه صرف بإجمالي تكلفة مالية 38 مليار جنيه، من ضمنهم 13 محطة معالجة مياه بشبه جزيرة سيناء أي ما يقرب من 37% من محطات معالجة مياه الصرف بتكلفة مالية 19 مليار جنيه ؛ تم الإنتهاء من تنفيذ 7 محطة معالجة صرف ، جارى تنفيذ 3 محطة معالجة ومخطط تنفيذ 3 محطة .
= كما أنه يتم تنفيذ الوحدات السكنية والبيوت البدوية والتجمعات التنموية والرعاية الصحية وغيرها.
ويتم تنفيذ كافة المشروعات بشركات وطنية مصرية مما يساهم في توظيف العمالة في سيناء وإستيعاب أعداد أخرى من باقي المحافظات وده فضلاً عن المشاركة الفعالة في مبادرة حياة كريمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سيناء شمال سيناء حرب اكتوبر حرب السادس من أكتوبر نصر اكتوبر القوات المسلحة تطهير سيناء من الإرهاب العناصر الإرهابیة الهیئة الهندسیة للقوات المسلحة الدولة المصریة القوات المسلحة الأمم المتحدة الشعب المصری معالجة میاه محطة معالجة قناة السویس حرب أکتوبر کیلو مترا العدید من فی سیناء کما تم مصر فی
إقرأ أيضاً:
في مثل هذا اليوم .. وفاة الفريق سعد الدين الشاذلي
تمُر علينا الذكرى الرابعة عشر لوفاة الفريق سعد الدين الشاذلي، أحد أبطال مصر و القوات المسلحة.
ففي الأول من أبريل من عام 1922، كان ميلاد أحد أهم الشخصيات العسكرية المصرية، والتي وصفها الكثيرون بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في نصر السادس من أكتوبر عام 1973، أنه الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق.
مولدهولد الفريق سعد الدين الشاذلي في الأول من أبريل عام 1922 بقرية "شبراتنا"، بمركز "بسيون"، بمحافظة الغربية، وقد التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939 وكان عمره وقتها 17 سنة وتخرج برتبة ملازم في يوليو 1940 ثم انتدب للخدمة في الحرس الملكي لمدة 6 سنوات من 1943 إلى 1949.
شارك الفريق سعد الدين الشاذلي في حرب فلسطين عام 1948 وانضم إلى الضباط الأحرار عام 1951 وقام بتأسيس وقاد أول قوات مظلية في مصر عام 1954 وشارك في العدوان الثلاثي عام 1956، وقاد أول قوات عربية كقائد كتيبة مصرية في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة 1960-1961.
كما شارك الفريق سعد الدين في حرب اليمن كقائد للواء مشاة بين عامى 1965 - 1966، كما شكل مجموعة من القوات الخاصة عرفت بمجموعة الشاذلي عام 1967، وتولى قيادة قوات الصاعقة المصرية، كما عين قائدًا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية بعد إختراق إسرائيل لتلك المنطقة وأبرز إختراق كان فى حادثة الزعفرانة فى 9 سبتمبر 1969.
تعيينه رئيس أركان حرب القوات المسلحةأصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرارا بتعيين اللواء سعد الدين الشاذلي ليكون رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية فى الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973، وترقيته لرتبة فريق، وبعد نصر أكتوبر 1973، تم تعيينه أمينا عاما مساعدا لجامعة الدول العربية للشئون العسكرية، ثم عُين سفيرًا لدى إنجلترا والبرتغال، ونال أوسمة نجمة سيناء وقلادة النيل العظمى.
أعد الفريق سعد الدين الشاذلي خطة الهجوم على إسرائيل وفقا لتواريخ تناسب سير العمليات، وبالفعل نجحت خطته في تكبيد القوات الإسرائيلية الكثير من الخسائر وقطع حائط الصواريخ اليد الطولى لإسرائيل وهي قواتها الجوية، ومنعها من التقدم لمسافة 10 كم من قناة السويس.
وفاتهتُوفي الفريق سعد الدين الشاذلي الخميس الموافق 10 فبراير 2011، بالمركز الطبى العالمى التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 89 عامًا وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد شيّع فى جنازة عسكرية وشعبية مهيبة.