أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس عن قلقه البالغ إزاء الصراع الذي نشب يوم السبت الماضي في الأرض الفلسطينية المحتلة مؤكدا أن ذلك ليس سوى “فصل مأساوي جديد في رواية مفجعة لا يوجد بها منتصرون”.

جاء ذلك في كلمة لغيبريسوس لدى افتتاح أعمال الدورة ال(70) للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والتي انطلقت اعمالها اليوم الاثنين بالقاهرة تحت شعار “معا لمستقبل أفضل صحة” بمشاركة عدد من وزراء الصحة من بينهم وزير الصحة الكويتي الدكتور أحمد العوضي الى جانب مسؤولين رفيعي المستوى من بلدان الإقليم وممثلي عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية.

وذكر غيبريسوس أن “هذا الصراع ليس سوى أزمة واحدة من بين أزمات عدة تعصف بإقليم عانى ولا يزال يعاني الكثير” مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية تبذل ما في وسعها لدعم الاستجابة الصحية “لكن هذا الوضع لن يحله الرصاص والقنابل والمخرج الوحيد منه لا يكون إلا بالحوار والتفاهم والسلام”.

وهنأ مصر على بلوغها “المستوى الذهبي” في التخلص من التهاب (الكبد سي) على طريقها نحو القضاء على هذا المرض وفق معايير المنظمة.

وأضاف أنه “منذ أقل من 10 سنوات كانت مصر تشهد أحد أعلى معدلات انتشار عدوى (وباء الكبد سي) على مستوى العالم وبفضل القيادة السياسية للرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال حملة (100 مليون صحة) نجحت مصر في خفض معدل الإصابة بنسبة 97 في المئة وهو إنجاز مدهش يوضح طرق التغلب على التحديات الكبرى في مجال الصحة العامة من خلال الجمع بين القيادة السياسية والأدوات الحديثة”.

من جهتها سلطت وزيرة الصحة الفلسطينية ورئيسة اللجنة الإقليمية ال69 الدكتورة مي الكيلة في كلمتها (عن بعد) الضوء على المداولات “المثمرة” للجنة خلال الدورة التي تولت رئاستها العام الماضي بشأن قضايا رئيسية مثل الأمن الصحي ونهج الصحة الواحدة ومكافحة الأمراض السارية وتعزيز الصحة والعافية واستخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الصحة.

وعرضت الكيلة أيضا المنظور الإقليمي عن عمل مختلف العمليات الحكومية الدولية التي صدر بها تكليفات من الأجهزة الرئاسية للمنظمة.

وذكرت أن “المضي قدما يتطلب منا التركيز على صحة الأجيال القادمة لذا يجب أن تكون لصحتهم مساحة وحضور أكبر في رسم ملامح توجهاتنا الاستراتيجية ويجب أن نتعاون معا في ذلك بجهد جماعي مشترك منطلقين من نجاحاتنا السابقة”.

وبدوره قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري ان “عام 2023 يذكرنا بالسرعة التي يمكن أن تتبخر بها المكاسب الصحية المحققة في مواجهة النزاعات أو الكوارث الطبيعية”.

وأضاف أن “هذا أمر مؤلم لنا جميعا لا سيما للزملاء الذين يعملون في أماكن تشهد حالات طوارئ لكننا ثابتون على المبدأ بكل فخر واعتزاز لا نحيد عن أداء واجبنا ولن نعود أدراجنا”.

وشاركت وفود اللجنة الإقليمية بقيادة وزراء الصحة والمدير العام والمدير الإقليمي في وقت مبكر من صباح اليوم في فعالية “الصحة قول وعمل” والتي أقيمت في (حديقة الطفل) أمام المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالقاهرة وهي مبادرة عالمية لتعزيز الصحة والتشجيع على النشاط البدني بوصفه عنصرا أساسيا لمستقبل صحي ومستدام.

وتناقش الدورة ال(70) للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط عددا من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال ومنها التحديات التي يواجهها الإقليم وصحة الشباب وعافيتهم ونقص القوى العاملة الصحية وتغير المناخ والصحة والتعامل مع الأمراض غير السارية في الأزمات والرعاية الصحية الأولية فضلا عن استئصال شلل الأطفال والتأهب للتجمعات البشرية الحاشدة.

ويترأس وفد دولة الكويت في الاجتماع الوزير أحمد العوضي ويضم في عضويته مدير مكتب الوزير الدكتور عبد الرحمن القشعان ومدير المكتب الصحي بالقاهرة الدكتور محمد العجمي.

المصدر وكالات الوسومالاحتلال الإسرائيلي فلسطين منظمة الصحة

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي فلسطين منظمة الصحة

إقرأ أيضاً:

تحويل الضفة الغربية إلى غزة.. أزمة متفاقمة في الأراضي الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق نيويورك تايمز: الوضع فى الضفة الغربية سابقة خطيرة للمستقبل ويُقوّض أسس آمال الفلسطينيين والإسرائيليين فى السلام  الاحتلال يشرد العائلاتٍ وينشر القتل والدمار ويخلف أطفالًا مُحطّمى المستقبل وشعورًا مُتصاعدًا باليأس

 

الكاتب نيكولاس كريستوف

 

 

يُسلّط الكاتب نيكولاس كريستوف من طولكرم الضوء على واقع العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قلب الضفة الغربية، حيث اكتسب مخيم طولكرم للاجئين لقب "غزة الصغيرة" وتعكس هذه المنطقة التى مزقتها المعارك دمار غزة، بمبانيها المهدمة وطرقها الممزقة ونزوحها الواسع.

ويصف كريستوف كيف أن استخدام إسرائيل المتزايد للتكتيكات العسكرية - كالغارات الجوية والدبابات والتدمير الشامل - بدأ يُحوّل الضفة الغربية إلى "غزة"، مُشرّدًا نحو ٤٠ ألف فلسطينى منذ يناير/كانون الثاني. ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان مثل بتسيلم، فقد أدت هذه الاستراتيجية إلى ما يُطلق عليه الكثيرون "غزة" الضفة الغربية، مُخلّفةً عائلاتٍ مُشرّدة، وأطفالًا مُحطّمى المستقبل، وشعورًا مُتصاعدًا باليأس. والعنصر الأكثر مأساوية فى هذا التصعيد هو عدد الضحايا المدنيين. ومن بين هؤلاء الضحايا سندس شلبي، وهى امرأة حامل تبلغ من العمر ٢٣ عامًا، قُتلت على يد القوات الإسرائيلية أثناء حملها بطفلها الأول. يُعدّ موتها واحدًا من بين العديد من الوفيات التى تُبرز تكلفة التكتيكات العسكرية الإسرائيلية فى المنطقة. فرغم أن هذه الإجراءات ربما تكون قد خفّفت مؤقتًا من النشاط العسكري، إلا أن التكلفة فى الأرواح والنسيج الاجتماعى لا تُحصى.

كما أصبح أطفالٌ مثل محمد عبد الجليل، البالغ من العمر ١٢ عامًا، رموزًا مأساوية لهذا الصراع المستمر حيث هدمت القوات الإسرائيلية منزل محمد، وأُغلقت مدرسته بسبب استمرار احتلاله المخيم. وتحدث محمد بجرأةٍ مُقلقة عن رغبته فى أن يكبر ليصبح مقاتلًا فى صفوف حماس، موضحًا أنه يتمنى "الاستشهاد". يُعد رده مؤشرًا مؤلمًا على البراءة المفقودة والأحلام المحطمة التى تُخلفها الحرب.

من جانبه لخّص فيصل سلامة، المسئول المحلى فى السلطة الفلسطينية، حلقة العنف المأساوية قائلًا: "لماذا لا يُحب هؤلاء الأطفال الحياة؟ لأنهم طُردوا من منازلهم ومدارسهم وفقدوا كل حياة طبيعية". بالنسبة لهؤلاء الأطفال، قد يبدو الاستشهاد هو الخلاص الوحيد من حياةٍ مليئةٍ بالمعاناة.

مسار تدميري 

مع إحكام الجيش الإسرائيلى قبضته على مخيمات اللاجئين، يُبرر أفعاله بزعم الحاجة إلى القضاء على الإرهاب. وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الهجمات العسكرية بأنها ضرورية لتطهير المنطقة من "الإرهابيين". ومع ذلك، وكما يشير كريستوف، فإن التكلفة البشرية لهذه الاستراتيجية باهظة. فالمدنيون الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، يقعون فى مرمى النيران. فتوحد سهى معين، وهى أم فى منتصف العمر، فقدت منزلها على يد القوات الإسرائيلية، وهى الآن تنام مع أطفالها فى مقبرة. بالنسبة للكثيرين، هذا هو واقعهم اليومى - يُجبرون على ترك منازلهم دون مأوى.

أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إلى أن الجيش سيبقى فى هذه المخيمات للاجئين طوال العام، مانعًا السكان من العودة فى محاولة لقمع ما يعتبره إرهابًا متزايدًا. لكن هذه الاستراتيجية، وفقًا لكريستوف، قد تُعمّق دائرة العنف، وتزيد من الاستياء والغضب بين السكان الفلسطينيين.

دور حماس والسلطة الفلسطينية

يزداد الوضع فى الضفة الغربية تعقيدًا بسبب دور السلطة الفلسطينية، التى شنّت حملتها الخاصة على المسلحين فى هذه المخيمات. ومع ذلك، ينظر كثير من الفلسطينيين إلى السلطة الفلسطينية على أنها عاجزة وفاسدة، مما يزيد الوضع تقلبًا. ورغم جهود السلطة الفلسطينية للظهور كشريك موثوق لإسرائيل والولايات المتحدة، فإن تزايد فقدان شعبية السلطة بين الفلسطينيين لا يزيد الوضع إلا تأجيجًا. وقد أدى ذلك إلى تحول فى المشاعر: إذ تشير استطلاعات الرأى إلى أن حماس، وهى جماعة مسلحة، تحظى الآن بشعبية أكبر فى الضفة الغربية، لا سيما وأنها ترمز إلى مقاومة إسرائيل.

وبدلًا من القضاء على حماس، قد تُغذى العمليات العسكرية الإسرائيلية، عن غير قصد، الظروف التى تُغذى نموها. ويؤكد كريستوف أن الهجوم العسكرى على الضفة الغربية قد يُعزز عزيمة جماعات مثل حماس، التى تزدهر على مقاومة العدوان الإسرائيلي.

الضم

هناك سؤالٌ مُلحّ حول ما إذا كانت إسرائيل ستمضى قدمًا فى ضم الضفة الغربية، وهى خطوةٌ يدعمها بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة. فنجد ان رئيس الوزراء السابق إيهود باراك حذر من أن الضم الكامل ستكون له عواقب وخيمة على هوية إسرائيل كدولة يهودية. فإذا تم دمج الفلسطينيين بالكامل دون منحهم حقوق التصويت أو ملكية الأراضي، فلن يعود بإمكان إسرائيل ادعاء أنها دولة ديمقراطية. وحذّر باراك من أن هذا من شأنه إما أن يُحوّل إسرائيل إلى دولة غير يهودية أو أن يُقوّض أسسها الديمقراطية.

وتشير استطلاعات الرأى إلى أن العديد من الفلسطينيين فى الضفة الغربية يشعرون وكأنهم يعيشون بالفعل فى ظل شكل من أشكال الضم الفعلي. قد يكونون أقل قلقًا بشأن التسمية الرسمية للضم وأكثر تركيزًا على بقائهم اليومى فى بيئةٍ معاديةٍ بشكل متزايد.

المنظورات الدولية ودور الولايات المتحدة

يُسلّط كريستوف الضوء على البعد الدولى للقضية، مُشيرًا إلى دور الولايات المتحدة فى تمكين الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية. فى ظل إدارة ترامب، أضعفت الولايات المتحدة موقفها من المستوطنات وغيرها من الإجراءات التى تُفاقم التوترات بين إسرائيل وفلسطين. وبينما كانت الإدارات الأمريكية السابقة بمثابة كبح لليمين الإسرائيلي، كانت الحكومة الأمريكية الحالية أقل ميلًا للتدخل، مما زاد من جرأة الإجراءات الإسرائيلية فى الضفة الغربية.

وقد أدى هذا الدعم إلى استمرار حلقة القمع فى الضفة الغربية، مع بروز أمل ضئيل فى تحقيق السلام. وكما يحذر كريستوف، فإن هذا الوضع قد يكون مدمرًا لإسرائيل كما هو الحال للفلسطينيين، مما يهدد المبادئ التى قامت عليها دولة إسرائيل.

سابقة خطيرة للمستقبل

وعلى الرغم من أن العنف فى الضفة الغربية يحظى باهتمام دولى أقل من الصراع فى غزة، إلا أنه يُمثل أزمة متنامية قد تكون لها آثار دائمة على المنطقة. ويجادل كريستوف بأن استراتيجية إسرائيل الحالية المتمثلة فى الهجمات العسكرية والتهجير لن تحقق سلامًا دائمًا، بل ستواصل تأجيج العنف وعدم الاستقرار. يُهدد التدمير المستمر لمنازل الفلسطينيين ومجتمعاتهم فى الضفة الغربية بتقويض آفاق حل الدولتين، وقد يؤدى إلى مزيد من التطرف بين الشباب الفلسطيني.

وكما يُشير كريستوف، يُمثل الوضع فى الضفة الغربية سابقةً خطيرةً للمستقبل، قد تُقوّض أسس آمال الفلسطينيين والإسرائيليين فى السلام. 

مقالات مشابهة

  • محكمة العدل الدولية تبدأ قريباً جلسات حول “التزامات إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية
  • الصين تقدم شكوى لمنظمة التجارة العالمية بشأن رسوم ترامب
  • قوات العدو تصعد من عمليات هدم المنازل الفلسطينية وتجريف الأراضي في الضفة الغربية المحتلة
  • كندا تقدم شكوى لمنظمة التجارة العالمية بشأن رسوم ترامب
  • إضراب شامل يعم القدس ومختلف مدن الضفة المحتلة تنديداً بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
  • الإضراب الشامل يعم الأراضي الفلسطينية
  • تحويل الضفة الغربية إلى غزة.. أزمة متفاقمة في الأراضي الفلسطينية
  • كندا ترفع شكواها لمنظمة التجارة العالمية ضد رسوم ترامب
  • «الإفتاء» ترد على دعوات الجهاد المسلح في الأراضي الفلسطينية
  • إضراب شامل في الأراضي الفلسطينية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي