سابقاً كان يُنظر إلى مصر على أنها أعلى دولة فى الإصابة بفيروس سى؛ حيث كانت نسبة انتشار فيروس سى تصل إلى 22% من سكان مصر، وذلك خلال عام 1996، وهى نسبة مرتفعة، وكان معدل الانتشار أعلى فى منطقة الدلتا. ووفقاً لتقرير رسمى صادر عن وزارة الصحة، وحصلت «الوطن» على نسخة منه، حدث تطور عالمى فى علاج فيروس سى عام 2014 تمثل فى ظهور عقار فى صورة أقراص يتم تناولها عن طريق الفم، وتصل نسبة الشفاء معها إلى أكثر من 90%، وليس لها أعراض جانبية تُذكر، وكانت تناسب معظم المرضى، لكن كانت المشكلة أنها كانت مرتفعة التكاليف، حيث كان كورس علاج المريض الواحد يصل إلى مليون جنيه، مما يمثل عائقاً كبيراً جداً، وفى عام 2015 تم التواصل مع الشركات العالمية المنتجة لدواء فيروس سى للحصول على الدواء بسعر مخفض، وصل إلى 1% من ثمنه الأصلى بما يعادل 10 آلاف جنيه بدلاً من مليون جنيه.

ولم تتوقف جهود الدولة عند هذا الحد، فتم التواصل مع شركات الأدوية المصرية للبدء فى إنتاج أدوية مصرية لعلاج فيروس سى مماثلة للدواء الأجنبى، وتم تصنيع أدوية مصرية لها نفس الكفاءة والأمان، مما ساهم فى خفض سعر دواء فيروس سى مرة أخرى من 10 آلاف جنيه إلى أقل من 1500 جنيه، وبالتالى أصبح علاج فيروس سى متاحاً لجميع المصابين.

وخلال عام 2017 تم وضع خطة لفحص جميع الأفراد البالغين، الأكثر من 18 سنة، من خلال الوحدات الصحية الأوّلية، بهدف الكشف على المصابين بفيروس سى وتحويلهم إلى مراكز العلاج للتشخيص وصرف العلاج إلى ما بين 2 إلى 3 ملايين مصاب. وفى العام التالى 2018، حسب التقرير، تم إطلاق حملة باسم المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سى والأمراض غير المعدية، ساهمت فى الاكتشاف السريع لفيروس سى، وسرعة إدخال بيانات المريض على المنظومة الصحية المتطورة، ووصل الإنجاز فى بعض الأيام إلى فحص نصف مليون شخص يومياً فى جميع الأماكن، وبذلك استطاعت وزارة الصحة إنهاء المشكلة فى فترة وجيزة.

فحص 60 مليون مواطن وعلاج 3 ملايين مصاب

وبحسب وزارة الصحة، تأتى بعد ذلك خطوة تحويل المريض إلى مركز العلاج الأقرب لسكنه بميعاد محدد، لتلقِّى العلاج لمدة 3 أشهر وبنسبة شفاء تصل إلى 95% مع تقديم جميع الفحوصات بالمجان. لم تكتفِ وزارة الصحة بتحليل فيروس سى، ولكن امتدت الفحوصات إلى الكشف عن السمنة والضغط والسكر، بهدف تشخيص المشكلات الطبية غير المعدية، وبذلك تم فحص 60 مليون شخص مصرى، بين عامى 2018 و2019 وإدخال نتائجهم على المنظومة الصحية، وأصبح لدى الدولة معلومات عن كل شخص أكثر من 18 سنة، يُعرف عنهم هل هم مصابون بمرض مزمن آخر أم بفيروس سى أم لا، وتحديد المصابين الذين تم علاجهم مباشرة.

تقرير «الصحة»: مصر تمكنت من خفض تكلفة العلاج من مليون جنيه إلى 1500 فقط.. وانخفاض نسبة الإصابات من 22% إلى 0.5%

وبحسب «الصحة»، انخفضت نسبة انتشار فيروس سى إلى أقل من 0.5%، بعدما كانت تصل إلى 22%، ووصلت مصر للمعدل المطلوب وفقاً لخطة منظمة الصحة العالمية فى 2030، ولكن تم تحقيقه سريعاً فى 2020، كما أن هذا الإنجاز تم تسجيله فى أكبر فحص طبى يجرى فى العالم، ولم تتمكن دولة من إجرائه، حيث تم فيه فحص 60 مليون شخص.

كما أطلقت الدولة مبادرة المدارس للأطفال من سن 12 إلى 18 عاماً، وفى ديسمبر 2018 تم عمل مسح فى المدارس من خلال الاختبار السريع مثلما كان يحدث للكبار، الذين تم التحليل لهم فى حملة 100 مليون صحة للكبار والبالغين، ويتم علاج جميع الأطفال الذين تم اكتشاف إصابتهم.

ووصلت نسبة العلاج من فيروس سى إلى حوالى 99% فى الأطفال، وما زال المسح للأطفال يتم سنوياً، مع متابعة إجراء المسح فى العام التالى، وهذه تُعتبر المنظومة الأولى والوحيدة فى العالم، حيث لم يتم عمل مسح قومى للأطفال فى أى دولة فى العالم.

متحدث الوزارة: تم وضع القواعد والأسس والبرامج للقضاء على الفيروس والحد من انتشاره

بدوره قال د. حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، لـ«الوطن»، إن محاولات الدولة الجادة فى التصدى لفيروس سى بدأت عام 2006، حيث قامت وزارة الصحة بتشكيل اللجنة القومية لمكافحة فيروس سى، لتتولى وضع القواعد والأسس والبرامج للقضاء على الفيروس والحد من انتشاره، كما واجهت الدولة الفيروس من خلال عدة محاولات، أولها مشكلة مهمة تمثلت فى عدم وجود علاج للمرض سوى حقنة «الإنترفيرون» التى كانت نسبة نجاحها لا تزيد على 50% وكان لها أعراض جانبية عالية، ولم تكن مناسبة لكل فئات المرضى، ونتائجها غير مشجعة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصحة العالمية فيروس سي وزارة الصحة للقضاء على

إقرأ أيضاً:

الصحة: مصر أول دولة في العالم تنال المستوى الذهبي في القضاء على فيروس C

استعرض برنامج "صباح البلد" تقريرًا من وزارة الصحة والسكان، حيث أعلنت الوزارة أن مصر أصبحت أول دولة في العالم تحصل على المستوى الذهبي لإكمال مسار القضاء على فيروس C، وذلك بفضل المسح المجتمعي وجهود مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على الفيروس والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية.

دور رئيس الجمهورية في تعزيز الصحة العامة

أشار الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، إلى اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بصحة المواطنين، مشددًا على حرصه الدائم لتخفيف الأعباء الاقتصادية التي تتحملها الأسر المصرية، من خلال تحسين خدمات الرعاية الصحية.

نائب وزير الصحة : انخفاض معدل الخصوبة الكلي في مصر إلي 2.41 %بالأرقام.. وزير الصحة يستعرض جهود مصر لدعم مُصابي غزة بمستشفى العريش |شاهدبرتوكول تعاون بين إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة ووزارة الصحةالتحديات العالمية في الأنظمة الصحية وأهمية "اقتصاديات الصحة"

كما أوضح الدكتور خالد عبدالغفار، أن الأنظمة الصحية العالمية والإقليمية تواجه تحديات متسارعة تتطلب جاهزية وسرعة في التكيف مع الأزمات المستمرة. وأكد على أهمية تطبيق مفهوم "اقتصاديات الصحة" لضمان عدالة وكفاءة في تقديم الرعاية الصحية، في ظل التغيرات السريعة التي تؤثر على التمويل الصحي في العالم.

تحديات الإدارة المثلى للقطاع الصحي في ظل الأزمات العالمية

واختتم الوزير بتأكيد أهمية الإدارة المثلى للقطاع الصحي في الوقت الذي يشهد فيه العالم تغيرات سريعة تؤثر على مصادر التمويل الصحي، مما يجعل تقديم الرعاية الصحية عملية معقدة تتطلب التخطيط السليم والمرونة في التنفيذ.

مقالات مشابهة

  • الصحة: 800 ألف قرار علاج على نفقة الدولة خلال 3 أشهر بتكلفة 6 مليارات جنيه
  • بتكلفة تجاوزت 6 مليارات جنيه.. إصدار أكثر من 800 ألف قرار علاج على نفقة الدولة
  • الصحة: مصر أول دولة في العالم تنال المستوى الذهبي في القضاء على فيروس C
  • الوزير: الأدوية وتصنيع وصيانة طائرات الهليكوبتر والنظم الرقمية أبرز مجالات التعاون مع الشركات الفرنسية
  • قريباً.. العراق يعتمد مشروعاً متطوراً لـ”ترميز الأسلحة” وحصرها بيد الدولة
  • ضرورة توفير الأدوية والمنتجات الطبية بشكل مستدام محلياً
  • وزارة الصحة المغربية تُعلن عن تخفيضات هامة في أسعار الأدوية المعالجة للسرطان والاكتئاب
  • مصر أول دولة عالميًا تحصل على المستوى الذهبي للقضاء على فيروس C
  • الصحة في غزة تُحذّر من تداعيات خطيرة جراء انعدام الأدوية
  • المحصـول الإسـتراتيجي الأول في مصر.. 3,1 مليون فدان المساحة المنزرعة بالقمح.. الزراعة: رفع سعر التوريد إلى 2200 جنيه للأردب لتشجيع المزارعين