«العالمية للفيروسات الكبدية»: تجربة خلو مصر من فيروس «سي» شاقة.. وسيسجلها التاريخ
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
د. جمال عصمت: معدلات الإصابة أصبحت أقل من 0.5% بفضل الإرادة السياسية القوية
أكد د. جمال عصمت، أستاذ أمراض الكبد ومستشار منظمة الصحة العالمية وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أن رحلة مصر للقضاء على فيروس سى كانت «شاقة» ومرت بمحطات مهمة تسجل فى التاريخ، وأن نظرة العالم لنا تحولت من أعلى الدول المصابة لـ«دولة خالية من الفيروس»، وعلاج فيروس سى أصبح متاحاً لجميع المصابين بسبب إنتاج أدوية محلية، كما أن معدلات الإصابة بفيروس سى أصبحت أقل من 0٫5% بفضل إرادة سياسية قوية عملت على الاهتمام بالمنظومة الصحية.
وأوضح «عصمت»، خلال حواره مع «الوطن»، أن «100 مليون صحة» لا يوجد مثلها على مستوى العالم، والدولة تحملت علاج المواطنين بالمجان، وأنه كان هناك 3 ملايين مواطن لا يعلمون بإصابتهم بالفيروس، وتم علاج 2 مليون خلال السنوات الماضية.. والى تفاصيل الحوار:
كيف ترى قدرة مصر فى القضاء على فيروس سى؟
- رحلة مصر للقضاء على فيروس سى كانت رحلة شاقة ومرت بعدد كبير من المحطات المهمة التى تسجل فى التاريخ، وإعلان مصر دولة خالية من الفيروس حدث مهم جداً، بعد أن كان العالم ينظر إلينا أننا أعلى دولة فى الإصابة بفيروس سى، فكانت نسبة انتشار الإصابة قد وصلت لـ22% عام 1996، لكن اليوم أصبحت معدلات الإصابة أقل من 0٫5٪ -نصف فى المائة- وكل ذلك يؤكد أننا نسير بخطى ثابتة فى تطوير قطاع الصحة فى ظل طفرة غير مسبوقة تقودها إرادة سياسية قوية، فعلى مدار السنوات الأخيرة، شهد القطاع الصحى تحركات كبرى على مستوى البنية التحتية وتطوير قدرات الأطباء والأطقم المساعدة، كذلك تدشين المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة»، وهى المبادرة الأهم على مستوى العالم ولا يوجد لها مثيل فى كل دول العالم، استطاعت هذا المبادرة إجراء مسح شامل على مستوى محافظات الجمهورية لأكثر من 70 مليون مواطن، وعلاج عدد كبير من المواطنين دون تحمل أى تكاليف مالية.
كنت شاهداً على رحلة مصر لعلاج فيروس سى.. ما أهم المحطات؟
- قامت مصر عام 2006 بتشكيل اللجنة القومية لمكافحة فيروس سى؛ لتتولى وضع القواعد والأسس والبرامج للقضاء على الفيروس والحد من الانتشار، وفى عام 2008 قامت وزارة الصحة بإجراء مسح آخر للوقوف على آخر إحصائيات متعلقة بالفيروس فى مصر ومدى انتشاره، واتضح انخفاض الفيروس من 22% إلى 15%، والسبب فى ذلك هو استبعاد استخدام الحقن الزجاجية والتزام مصر بالمعايير الدولية التى تم وضعها لعلاج البلهارسيا، الذى كان أحد أهم أسباب انتشار الفيروس، وبعد ذلك واجهت مصر مشكلة أخرى وهى ارتفاع علاج فيروس سى «الكورس الكامل» الذى كانت قيمته تصل لمليون جنيه، وكان عائقاً كبيراً، فتم التواصل مع شركات عالمية كبرى لتخفيض سعر الدواء وتم بالفعل ذلك، حيث وصل إلى 1% من ثمنه الأصلى بما يعادل 10 آلاف جنيه.
وماذا عن إنتاج مصر علاج فيروس سى محلياً؟
- هناك مجهودات كبيرة أجريت لإنتاج علاج فيروس سى فى مصر، حيث تم التواصل مع شركات الأدوية المصرية للبدء فى إنتاج أدوية محلية لعلاج فيروس سى مماثلة للدواء الأجنبى، وتم تصنيع أدوية محلية لها نفس الكفاءة والأمان، ما أسهم فى خفض سعر دواء فيروس سى مرة أخرى من 10 آلاف جنيه إلى أقل من 1500 جنيه، وبالتالى أصبح علاج فيروس سى متاحاً لجميع المصابين الذين بدأوا فى التردد على جميع المراكز التى تم إنشاؤها فى كل المحافظات المصرية للعلاج.
وما الأساليب التى تم استخدامها فى مبادرة الكشف عن فيروس سى؟
- تم تنفيذ المبادرة عام 2018 وتم استخدام وسائل مهمة للغاية تتضمن الاكتشاف السريع لفيروس سى، والتى تسرع من إدخال بيانات المريض على المنظومة الصحية المتطورة، وتوضح إصابته بالفيروس، وما إذا كان قد تم تشخيصه وعلاجه فى مكان آخر، آو أنه مصاب بفيروس سى، ولم يتم علاجه من قبل، وهو ما استغرق نحو 7 أشهر، بدءاً من أكتوبر 2018 وحتى أبريل 2019، حيث وصل الإنجاز فى بعض الأيام إلى فحص نصف مليون شخص يومياً فى جميع الأماكن، وبذلك استطعنا إنهاء المشكلة فى فترة وجيزة.
ما المؤسسات التى قدمت الدعم لنجاح المبادرة الرئاسية الصحية؟
- منظمة الصحة العالمية والبنك الدولى قدما الدعم الكامل لنجاح مصر فى القصاء على فيروس سى، وتم تدريب الفرق الطبية الكاملة لفحص المواطنين، وقامت «الصحة العالمية» بفحص جميع البيانات والإجراءات التى تقدمت مصر بها للإعلان عن خلوها من فيروس سى.
عدد المرضى الذين تم علاجهمتم علاج 600 ألف شخص بالأدوية المنتجة محلياً، فى عام 2016، كما تم علاج ما يقرب من 2 مليون مواطن على مدار السنوات الماضية، ومع الأبحاث وجدنا أن هناك ما يقارب الـ3 ملايين مواطن لا يعلمون بإصابتهم، وهى مشكلة لأن عدم علاجهم يؤدى لمضاعفات تصل إلى حالة متأخرة ويصعب علاجهم، فكل مصاب ينقل لأربعة مواطنين، لذلك تم وضع خطة لفحص جميع الأفراد البالغين فى عام 2017 من خلال الوحدات الصحية الأولية وتحويلهم إلى مراكز العلاج للتشخيص وصرف العلاج، وجاءت فكرة المبادرة الرئاسية وكان وراءها دفع ودعم من القيادة السياسية لإجراء فحص شامل للمواطنين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصحة العالمية فيروس سي على فیروس سى على مستوى أقل من
إقرأ أيضاً:
بشرى سارة لـ 7 ملايين طالب في 9400 مدرسة
شهد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء وزير الصحة السكان، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، اليوم الأربعاء، توقيع بروتوكول بين وزارات (الصحة والسكان، التربية والتعليم، والتنمية المحلية، والتضامن الاجتماعي) والجمعية العالمية لأندية الليونز.
يأتي البروتوكول تحت مظلة المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بـداية جديدة لبناء الانسان"، والتي تتضمن عددا من البرامج والأنشطة والخدمات المتنوعة التي تغطي جميع الفئات العمرية علي مستوي محافظات الجمهورية.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن البروتوكول يستهدف التعاون المستقبلي بين جميع الوزارات المعنية لتقديم خدمات فحص نظر عام لعدد 7,000,000 طالب وطالبة في الفئة العمرية بين 6 و 13 عاما، في حوالي 9,400 مدرسة بالمرحلة الابتدائية، بهدف الوصول إلى ما يقرب من 325 ألف طالب وطالبة يواجهون احتمالية إعاقات بصرية متنوعة، وتقديم الرعاية الصحية لهم، وتشمل الكشوفات والفحوصات الطبية، تقديم العلاج، صرف النظارات الطبية، وإجراء العمليات الجراحية.
ونوه"عبدالغفار" إلى أن الجمعية العالمية لأندية الليونز تستهدف تعزيز سبل التعاون مع القطاع الصحي عن طريق التعاون مع المبادرات الرئاسية للصحة العامة "100 مليون صحة" التي تهدف لرفع الوعي الصحي لدى المواطنين بأهمية اتباع أنماط الحياة الصحية، والاكتشاف المبكر للأمراض ، وذلك من خلال تطبيق مبادرة "عيون أطفالنا مستقبلنا " Kids for Sight ".
وأشار "عبدالغفار" إلي أن الهدف من مبادرة "عيون أطفالنا مستقبلنا "Kids for Sight" هو توفير بيئة تعليمية وصحية جيدة للطلاب، بما يضمن لهم التركيز على دراستهم وتحقيق أفضل النتائج، حيث يُعد الإبصار عند الأطفال هو بوابتهم لإستكشاف العالم وتعلم المهارات الأساسية، والحفاظ على صحة عيونهم يساهم في تطورهم العقلي والإجتماعي، والذي ينعكس مباشرة على مستقبلهم، مؤكدًا على تضافر الجهود بين مختلف الجهات المعنية لضمان وصول هذه الخدمات لكافة المدارس، مضيفا انه تم تنفيذ المبادرة في محافظتي المنوفية والغربية في العام الدراسي السابق والحالي، وتم تقديم كافة الفحوصات الطبية المتخصصة لهم.
ووقع البروتوكول من جانب وزارة الصحة والسكان الدكتور محمد حساني مساعد الوزير لشئون مشروعات ومبادارت الصحة العامة، والدكتور أكرم حسن محمد مساعد الوزير لشئون تطوير المناهج التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، ورأفت شفيق مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور خالد قاسم مساعد وزيرة التنمية المحلية لشئون التطوير المؤسسي والمتحدث الرسمي، ومن جانب جمعية الليونز الدكتور إبراهيم درويش رئيس مجلس إدارة الجمعية، والدكتورة هالة عبدالغفار عضو مجلس إدارة الجمعية، والدكتور عرفة قيقه عضو مجلس إدارة ورئيس المبادرة.