مصر تحصل على الجائزة الذهبية تتويجا لخلوها من الفيروس
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
تقدمت منظمة الصحة العالمية بالتهنئة لمصر على تقدمها غير المسبوق نحو القضاء على التهاب الكبد «سى»، لتصبح أول بلد يبلغ «المستوى الذهبى» على مسار القضاء على المرض وفقاً لمعايير المنظمة، بعدما أوفت بمتطلبات خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد.
ونظمت وزارة الصحة والسكان، أمس، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية احتفالية كبرى فى الأهرامات بمناسبة تتويج مصر بجائزة «Golden tier»، وذلك بحضور كبار المسئولين وممثلى الصحة العالمية ووزراء الصحة بعدد من الدول العربية وخبراء الكبد فى مصر والعالم، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، فى بيان لها أمس، إن مصر شخصت 87% من المتعايشين مع التهاب الكبد «سى»، وقدَّمت العلاج الشافى إلى 93% ممن جرى تشخيصهم، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبى للمنظمة «80% على أقل تقدير» وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70% ممن تم تشخيصهم. ووفقاً للمنظمة تعد مصر أول بلد تقدَّمَ بطلب للتحقق من القضاء على المرض وبلغ المستوى الذهبى على مسار القضاء عليه، وهذا يعنى أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو بلوغ جميع أهداف القضاء على المرض قبل حلول عام 2030.
ويتزامن هذا الإنجاز المهم مع احتفال «الصحة العالمية» بالذكرى السنوية الـ 75 لإنشاء المنظمة هذا العام، وتدعم المنظمة مصر بمبادئ توجيهية وأدوات تقنية تحدد نهجاً قائماً على حقوق الإنسان إزاء تشخيص التهاب الكبد وعلاجه، ودعت إلى دمج الفئات الأشد عرضة للخطر، مثل اللاجئين والمهاجرين، فى الحملة. وتواصل المنظمة دعم مصر فى بناء قدرات العاملين الصحيين بها، والتواصل مع المجتمعات المحلية من خلال حملات التوعية.
«الصحة العالمية»: مسيرة مذهلة لمصر تمنحنا الأمل للقضاء على المرض كلياً والتزام سياسى بإنقاذ الأرواحوقال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «إن المسيرة التى قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد عالمياً إلى بلد حقَّق مسار القضاء على المرض فى أقل من 10 سنوات، هى مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به. قدمت مصر للعالم نموذجاً يُحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسى على أعلى المستويات فى الوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح. وحرىٌّ بنجاح مصر أن يبثَّ فى نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على التهاب الكبد سى فى كل مكان».
وتابع «جيبريسوس»: «نجحت مصر فى الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد فى العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات من خلال خفض معدل الانتشار من 10% إلى 0.38% فى مدة تزيد قليلاً على عَقد من الزمان». وأضاف: فى 2006، أنشأت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وفى 2018، انطلقت حملة «100 مليون صحة» ووفرت اختبارات الكشف عن الفيروس والعلاج منه دون مقابل مادى وأسفرت عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 مليون شخص. ومثَّلت العلاجات المضادة للفيروسات المصنَّعة محلياً عاملاً رئيسياً فى النجاح الملحوظ الذى حققته الحملة، وبلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد، بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج، نسبة 99%.
مدير «شرق المتوسط»: نجاح غير مسبوق فى علاج ثلث المصابين بالإقليم وشهادة بأنه لا شىء عصىّ على النجاحوأشاد الدكتور أحمد المنظرى، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بالنجاح غير المسبوق الذى حققته مصر، وقال: «إن ذلك يُعدُّ شهادة على أنه لا شىء عصىٌّ على النجاح إذا توافر الالتزام، حتى عندما نواجه تحديات هائلةً وأوقاتاً عصيبة، ومنها جائحة كوفيد-19. وقد نجحت مصر، من خلال التزامها بالقضاء على التهاب الكبد سى، فى فحص جميع السكان المستحقين لذلك، وعلاج جميع المتعايشين مع الفيروس تقريباً، ما يمثل ثلث المصابين فى إقليم شرق المتوسط، البالغ عددهم 12 مليون شخصٍ».
ممثلة المنظمة فى مصر: أشعر بفخر وسعادة وأعيش لحظة تاريخية للاعتراف بمصر دولياً كأول بلد يقضى على فيروس «سى»وقالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية فى مصر: «يغمرنى شعور بالفخر والسعادة وأنا أعيش هذه اللحظة التاريخية التى شهدت الاعتراف بمصر دولياً، بوصفها أول بلد يحرز هذا التقدم الملحوظ نحو القضاء على المرض. وكنتُ شاهدة على الجهود الاستثنائية التى بذلتها مصر خلال العقد الماضى للقضاء على هذا التهديد المحدِق بالصحة العامة، مدفوعة بأعلى مستوى من الالتزام السياسى وروح التضامن، لتقديم الخدمات إلى كل شخص يعيش على أرض مصر، دون تمييز، إعمالاً لحق من حقوق الإنسان العالمية».
وأكملت «القصير» قائلة فى تصريحات لـ«الوطن»: عملنا يداً بيد مع وزارة الصحة لاستيفاء كافة الشروط والمتطلبات لإعلان مصر خالية من فيروس سى حتى تحقق الإنجاز، وتابعت: «مصر لديها خبرة كبيرة يمكن نقلها إلى الدول الأفريقية فى المجال الصحى».
وقال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، إن إعلان مصر خالية من فيروس «سى» يأتى فى الوقت الذى تستمر فيه مصر بجهودها المتواصلة فى مجال الصحة العامة، وتشمل عدة مبادرات رئاسية بارزة فى مقدمتها «100 مليون صحة». وأضاف، فى تصريحات صحفية له: «إعلان منظمة الصحة العالمية إنجاز كبير فى تاريخ الصحة بمصر، ويعكس النتائج الإيجابية التى حققتها الجهود التى بذلتها مصر فى مكافحة الفيروس، والذى كان له تأثير كبير على الشعب المصرى لسنوات عديدة، حيث كان يهدد صحة الكبد وحياة الكثيرين من المرضى الذين لم يكونوا قادرين على تحمل تكلفة العلاج العالية، ولكن قرار الرئيس السيسى بجعل العلاج متاحاً مجاناً لجميع المواطنين المصابين بهذا الفيروس كان له أثر كبير فى القضاء على هذا الفيروس فى مصر خلال وقت قياسى».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصحة العالمية فيروس سي منظمة الصحة العالمیة القضاء على المرض التهاب الکبد فى مصر
إقرأ أيضاً:
«الصحة» تكشف أهمية التطعيمات الإجبارية للأطفال وخطورة عدم الحصول عليها
أكد الدكتور مصطى محمدي، مدير التطعيمات في إدارة المصل واللقاح التابعة لوزارة الصحة، أهمية التطعيمات الروتنية للأطفال التي تؤخذ بالوحدات الصحية للأطفال من عمر يوم حتى 18 شهرا، والتطعيمات المخصصة لطلاب المدارس، والتي تعمل على تعزيز الجهاز المناعي ضد الأمراض المعدية وغير المعدية.
أهمية التطعميات الروتينية للأطفال والطلاب في المدارسوقال مدير التطعيمات في إدارة المصل واللقاح التابعة لـ وزارة الصحة لـ«الوطن»، إنّ التطعيمات تعمل على تحصين الجهاز المناعي، وحال عدم الحصول على التطعيمات سيكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالمرض، حيث تعمل على عدة جوانب أولها تعمل القضاء على المرض كما حدث في شلل الأطفال، أو السيطرة بشكل جزئي على المرض كما هو في الالتهاب الكبدي بي، أو تعطي مناعة وتقلل معدلات الإصابة.
التطعيمات منعت انتشار أمراض في مصر كالسعال الديكيوتابع أنّ التطعيمات ساعدت مصر في الوقاية من أمراض منتشرة في دول أخرى، ضاربا المثل بـ«السعال الديكي»، قائلا: «مش موجود في مصر لأن تطعيمه موجود في التطعيمات الإجبارية للأطفال، والحصبة تم القضاء عليها في مصر رغم إنها انتشرت في دول زي أمريكا لأن الناس وقفت التطعيمات فبدأت تنتشر، عشان كده جدول التطعيمات الإجبارية مهم، وتطعيمات الطلاب في المدارس في غاية الأهمية».