تقدمت منظمة الصحة العالمية بالتهنئة لمصر على تقدمها غير المسبوق نحو القضاء على التهاب الكبد «سى»، لتصبح أول بلد يبلغ «المستوى الذهبى» على مسار القضاء على المرض وفقاً لمعايير المنظمة، بعدما أوفت بمتطلبات خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد.

ونظمت وزارة الصحة والسكان، أمس، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية احتفالية كبرى فى الأهرامات بمناسبة تتويج مصر بجائزة «Golden tier»، وذلك بحضور كبار المسئولين وممثلى الصحة العالمية ووزراء الصحة بعدد من الدول العربية وخبراء الكبد فى مصر والعالم، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية.

وقالت منظمة الصحة العالمية، فى بيان لها أمس، إن مصر شخصت 87% من المتعايشين مع التهاب الكبد «سى»، وقدَّمت العلاج الشافى إلى 93% ممن جرى تشخيصهم، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبى للمنظمة «80% على أقل تقدير» وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70% ممن تم تشخيصهم. ووفقاً للمنظمة تعد مصر أول بلد تقدَّمَ بطلب للتحقق من القضاء على المرض وبلغ المستوى الذهبى على مسار القضاء عليه، وهذا يعنى أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو بلوغ جميع أهداف القضاء على المرض قبل حلول عام 2030.

ويتزامن هذا الإنجاز المهم مع احتفال «الصحة العالمية» بالذكرى السنوية الـ 75 لإنشاء المنظمة هذا العام، وتدعم المنظمة مصر بمبادئ توجيهية وأدوات تقنية تحدد نهجاً قائماً على حقوق الإنسان إزاء تشخيص التهاب الكبد وعلاجه، ودعت إلى دمج الفئات الأشد عرضة للخطر، مثل اللاجئين والمهاجرين، فى الحملة. وتواصل المنظمة دعم مصر فى بناء قدرات العاملين الصحيين بها، والتواصل مع المجتمعات المحلية من خلال حملات التوعية.

«الصحة العالمية»: مسيرة مذهلة لمصر تمنحنا الأمل للقضاء على المرض كلياً والتزام سياسى بإنقاذ الأرواح

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «إن المسيرة التى قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد عالمياً إلى بلد حقَّق مسار القضاء على المرض فى أقل من 10 سنوات، هى مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به. قدمت مصر للعالم نموذجاً يُحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسى على أعلى المستويات فى الوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح. وحرىٌّ بنجاح مصر أن يبثَّ فى نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على التهاب الكبد سى فى كل مكان».

وتابع «جيبريسوس»: «نجحت مصر فى الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد فى العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات من خلال خفض معدل الانتشار من 10% إلى 0.38% فى مدة تزيد قليلاً على عَقد من الزمان». وأضاف: فى 2006، أنشأت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وفى 2018، انطلقت حملة «100 مليون صحة» ووفرت اختبارات الكشف عن الفيروس والعلاج منه دون مقابل مادى وأسفرت عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 مليون شخص. ومثَّلت العلاجات المضادة للفيروسات المصنَّعة محلياً عاملاً رئيسياً فى النجاح الملحوظ الذى حققته الحملة، وبلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد، بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج، نسبة 99%.

مدير «شرق المتوسط»: نجاح غير مسبوق فى علاج ثلث المصابين بالإقليم وشهادة بأنه لا شىء عصىّ على النجاح

وأشاد الدكتور أحمد المنظرى، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بالنجاح غير المسبوق الذى حققته مصر، وقال: «إن ذلك يُعدُّ شهادة على أنه لا شىء عصىٌّ على النجاح إذا توافر الالتزام، حتى عندما نواجه تحديات هائلةً وأوقاتاً عصيبة، ومنها جائحة كوفيد-19. وقد نجحت مصر، من خلال التزامها بالقضاء على التهاب الكبد سى، فى فحص جميع السكان المستحقين لذلك، وعلاج جميع المتعايشين مع الفيروس تقريباً، ما يمثل ثلث المصابين فى إقليم شرق المتوسط، البالغ عددهم 12 مليون شخصٍ».

ممثلة المنظمة فى مصر: أشعر بفخر وسعادة وأعيش لحظة تاريخية للاعتراف بمصر دولياً كأول بلد يقضى على فيروس «سى»

وقالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية فى مصر: «يغمرنى شعور بالفخر والسعادة وأنا أعيش هذه اللحظة التاريخية التى شهدت الاعتراف بمصر دولياً، بوصفها أول بلد يحرز هذا التقدم الملحوظ نحو القضاء على المرض. وكنتُ شاهدة على الجهود الاستثنائية التى بذلتها مصر خلال العقد الماضى للقضاء على هذا التهديد المحدِق بالصحة العامة، مدفوعة بأعلى مستوى من الالتزام السياسى وروح التضامن، لتقديم الخدمات إلى كل شخص يعيش على أرض مصر، دون تمييز، إعمالاً لحق من حقوق الإنسان العالمية».

وأكملت «القصير» قائلة فى تصريحات لـ«الوطن»: عملنا يداً بيد مع وزارة الصحة لاستيفاء كافة الشروط والمتطلبات لإعلان مصر خالية من فيروس سى حتى تحقق الإنجاز، وتابعت: «مصر لديها خبرة كبيرة يمكن نقلها إلى الدول الأفريقية فى المجال الصحى».

وقال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، إن إعلان مصر خالية من فيروس «سى» يأتى فى الوقت الذى تستمر فيه مصر بجهودها المتواصلة فى مجال الصحة العامة، وتشمل عدة مبادرات رئاسية بارزة فى مقدمتها «100 مليون صحة». وأضاف، فى تصريحات صحفية له: «إعلان منظمة الصحة العالمية إنجاز كبير فى تاريخ الصحة بمصر، ويعكس النتائج الإيجابية التى حققتها الجهود التى بذلتها مصر فى مكافحة الفيروس، والذى كان له تأثير كبير على الشعب المصرى لسنوات عديدة، حيث كان يهدد صحة الكبد وحياة الكثيرين من المرضى الذين لم يكونوا قادرين على تحمل تكلفة العلاج العالية، ولكن قرار الرئيس السيسى بجعل العلاج متاحاً مجاناً لجميع المواطنين المصابين بهذا الفيروس كان له أثر كبير فى القضاء على هذا الفيروس فى مصر خلال وقت قياسى».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصحة العالمية فيروس سي منظمة الصحة العالمیة القضاء على المرض التهاب الکبد فى مصر

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: 35 ألف إصابة بالكوليرا في 19 دولة بينها السودان واليمن

منظمة الصحة العالمية، قالت إن الصراعات والنزوح الجماعي والكوارث الناجمة عن المخاطر الطبيعية وتغير المناخ أدت لتكثيف تفشي الكوليرا.

التغيير: وكالات

كشفت منظمة الصحة العالمية، عن تسجيل حوالي 35 ألف حالة إصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في 19 دولة ومنطقة حول العالم- من بينها السودان واليمن والصومال- خلال شهر يناير 2025، مع انخفاض طفيف في الحالات مقارنة بالشهر السابق.

وفقا للمنظمة، سجلت المنطقة الأفريقية أعلى عدد من الحالات، تليها منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​ومنطقة جنوب شرق آسيا. وشهدت الفترة أيضا 349 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا على مستوى العالم، 46 حالة وفاة منها في السودان، مما يسلط الضوء على انخفاض بنسبة 33% عن الشهر السابق.

وبرغم أن الانخفاض الموسمي في انتقال العدوى خلال أشهر الشتاء قد يفسر جزئيا الانخفاض في أعداد الحالات في بعض المناطق، إلا أن بيانات الكوليرا الإجمالية تظل غير مكتملة بسبب نقص الإبلاغ والتأخير فيه. في يناير، بلغ إنتاج لقاحات الكوليرا الفموية 6.2 مليون جرعة، مما يعكس الجهود الكبيرة التي بذلها الموردون والشركاء.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة اليوم- أن هذا التقدم نجم عن طرح وتأهيل تركيبة لقاح جديدة وعملية تصنيع في وقت سابق من عام 2024. ومع ذلك، فإن الإنتاج الحالي لم يلب الطلب العالمي المتزايد بعد، ويستمر الطلب في تجاوز العرض، مما يعيق الجهود المبذولة للسيطرة على تفشي الكوليرا، والاستجابة السريعة لانتشار المرض، وتنفيذ الحملات الوقائية.

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد أدت الصراعات والنزوح الجماعي والكوارث الناجمة عن المخاطر الطبيعية وتغير المناخ إلى تكثيف تفشي المرض، وخاصة في المناطق الريفية والمناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تؤخر البنية التحتية الضعيفة والوصول المحدود إلى الرعاية الصحية العلاج. وقد أدت هذه العوامل العابرة للحدود إلى جعل تفشي الكوليرا أكثر تعقيدا وصعوبة في السيطرة عليه.

الوسومآسيا أفريقيا البحر الأبيض المتوسط السودان الصومال الكوارث الطبيعية الكوليرا النزوح اليمن منظمة الصحة العالمية

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية: الصراع المستمر جرّ السودان إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة
  • الصحة العالمية: 35 ألف إصابة بالكوليرا في 19 دولة بينها السودان واليمن
  • "الصحة العالمية" تطلق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة
  • ننشر التفاصيل الكاملة للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025
  • “صلاة القلق” للكاتب أحمد سمير ندا تصل إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية
  • بالصور.. انطلاق حفل الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»
  • للعام الثالث.. إي إف چي هيرميس تحصد الجائزة الذهبية كأفضل دار للبحوث في السعودية
  • غداً.. حفل إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية بمكتبة الإسكندرية
  • منظمة الصحة العالمية: حان الوقت للتوصل إلى اتفاق بشأن الأوبئة
  • البابا فرانسيس يعاني من التهاب رئوي تسببت فيه عدة جراثيم فما مدى خطورة المرض؟