الذكرى الثامنة لتأسيس كتيبة الأمن الخاصة حـزم 4 في عدن
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
تقرير/ عبدالباسط القطوي
تعد الكتيبة الرابعة حزم نواة القوات المسلحة وأولى الكتائب تأسست في العاصمة عدن، تأسست في9 اكتوبر تشرين الاول من العام 2016 بالعاصمة عدن بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ مهام محددة وتحقيق أهداف عسكرية معينة، حيث كان لكتيبة الأمن الخاصة (حـ4ـزم) دوراً مشهودا لفرض الأمن الاستقرار للعاصمة عدن وتطهيرها من فلول الإرهاب
حيث شهدت العاصمة عدن، بعد تحريرها من مليشيات الحوثي، انفلاتاً أمنياً ممنهجاً غير مسبوق نفذت فيه العناصر الإرهابية تفجيرات واغتيالات، و زرعوا الرعب في قلوب ونفوس المواطنين، وانتشرت البلاطجة وعصابات النهب والجريمة المنضمة والسرقة والبلطجة والسلب البسط على الأراضي، مارسوا شتى وسائل التخريب كانت مرحلة عاشت فيها العاصمة عدن وأهلها مرارة الحياة، لكن عدن واهلها لم ييأسوا ظلوا مقاومين لتلك المآسي والألم، منتظر بفارغ الصبر من يخرجهم من ذلك الظلام الموحش، حتى 7 ديسمبر 2015 صُدر قرار رئاسي حينها رئيس الدولة المشير عبدربه منصور هادي يقضي بتعيين اللواء شلال شائع مديراً لأمن العاصمة عدن، وتعيين اللواء عيدروس الزبيدي محافظاً للعاصمة، ابتهجت العاصمة عدن وأهلها بقدوم هؤلاء القادة العظماء الذين أعادوها إلى الحياة، حيث كانت هذه التعيينات بمثابة حياة جديدة للعاصمة عدن.
*بداية تحرير العاصمة من الإرهاب
وبعد تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية، شهدت العاصمة انفلات أمني لم تشهدها من قبل، وأصيبت اجهزة الدولة بالشلل مع غياب تام للمؤسستين العسكرية والأمنية ، واستغل أعداء الوطن الوضع الذي كانت تمر به العاصمة عدن في تلك المرحلة، فشنت خلاياهم الإرهابية التي أحكمت سيطرتها الكاملة على العاصمة، حينها عين اللواء شلال مديرًا لأمن العاصمة عدن لذلك استقطب إلى جانبه كل رفاقه الذين شاركوا بجانبه في معركة تحرير الضالع من المليشيات الحوثية، وخاضوا مواجهات عنيفة مع العناصر الإرهابية والقاعدة وداعش من جهة، والعصابات المسلحة الخارجة عن النظام والقانون من جهة اخرى.
وبعد تعيين اللواء شلال مديرًا لأمن العاصمة عدن، وبعد أن خاض معارك ضارية مع تنظيم القاعدة وداعش والجماعات المسلحة التي كانت مهمتها تخريب ونهب الممتلكات العامة والخاصة، جمع اللواء شلال شائع رفاقه المقاومين الذي استند عليهم في معركة تحرير الضالع من المليشيات الحوثية، وبالاتفاق مع الأشقاء الإماراتيين أرسلهم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للتدريب والتأهيل استعداداً للمهام الكبيرة القادمة إليهم وهي تطهير العاصمة عدن من التنظيمات الإرهابية وعصابات التخريب وفرض الأمن والاستقرار في العاصمة، خضعت الكتيبة للتدريب العسكري في دولة الإمارات على أيدي مدربين سودانيين وبريطانيين وأردنيين وبإشراف قادة إماراتيين، وبعد تدريب دام عدة أشهر عادت الكتيبة بجاهزية تامة إلى العاصمة عدن في 9 أكتوبر تشرين الاول عام 2016 وسميت هذه الكتيبة ب (كتيبة الأمن الخاصة حـ4ـزم ) وبعد أن وصلت الكتيبة إلى العاصمة عدن، باشرت مهامها بقيادة العميد رامي الصميدي (أبو مهم) تحت قيادة مدير أمن العاصمة عدن حينها اللواء شلال شائع وقدمت الكتيبة تضحيات جسيمة وسطرت اروع الملاحم البطولية في مواجهة أخطر العناصر الإرهابية، وعملت الكتيبة بروح فدائية وطنية خالصة، وظلت الكتيبة وقادتها مستهدفين من قبل قوى الشر الإرهابية
حيث كانت الكتيبة هي العدو اللدود لتنظيم القاعدة هي التي كسرت قوتهم واذاقتهم شر الهزائم فأرادت العناصر الإرهابية ترويع وتخويف الكتيبة بالتفجيرات والاغتيالات، إلا أن الإرهاب انهزم، وبقيت هذه الكتيبة أفراداً وقيادات ثابتين متمسكين بمشروعهم الوطني لفرض الأمن والاستقرار في العاصمة
حيث كان لدولة الإمارات العربية المتحدة دوراً بارزاً في تأسيس ودعم الكتيبة، وبعد خروجها من عدن، وبسبب السياسة والمؤامرات التي تعرضت لها القوات المسلحة، نالت كتيبة الأمن الخاصة حـ4ـزم نصيبها من الإقصاء والتهميش، وفي عام 2020 عيين القائد إبراهيم علي قاسم الشاعري قائداً للكتيبة خلفاً للقائد أبو مهتم، وعمل القائد الشاعري بجهوداً حثيثة لإعادة هيكلة وتنظيم الكتيبة واستعادة دورها الفعال، ويعتبر القائد الشاعري من مؤسسي الكتيبة الذين تلقوا تدريبات عسكرية في دولة الإمارات والتي حصل فيها على المركز الثاني في الدورة بعد حصول القائد أبو مهتم على المركز الأول.
وتضم الكتيبة الرابعة حزم مجموعة من الضباط والجنود المدربين تدريباً عالياً في مجالات مختلفة، مثل القيادة، والتكتيكات العسكرية، يعمل أفراد الكتيبة الرابعة حزم بشكل متناغم ومنسق لتحقيق الأهداف المحددة وضمان التنفيذ الناجح للمهام المسندة إليهم.
تهدف الكتيبة الرابعة حزم إلى تنفيذ مهام عسكرية متعددة، بما في ذلك حفظ الأمن والاستقرار الداخلي، والدفاع عن البلاد في حالات الطوارئ، وتعتبر هي وحدة مهمة في القوات المسلحة، حيث تتمتع بالقدرة على الاستجابة السريعة والتكيف مع تطورات الأوضاع العسكرية والأمنية
تقوم كتيبة الأمن الخاصة حـ4ـزم بالعديد من العمليات العسكرية والأمنية:
منذ تأسيس الكتيبة في اكتوبر تشرين الاول من العام 2016 عملت على تنفيذ العديد من العمليات العسكرية والأمنية، وقد شملت هذه العمليات دعم وإسناد لجبهات القتال، إسناد اقسام الشرط في مديريات العاصمة، إسناد مكافحة الإرهاب، مهام البحث والإخلاء القتالي، ضبط عناصر إرهابية، مساندة الحملات الأمنية في ملاحقة العناصر الخارجة عن النظام القانون وتثبيت الأمن والاستقرار، ضبط مُهربات ومنوعات، مرافقة وحماية الشخصيات الاعتبارية، التصدي للعمليات الإرهابية، تأمين منشأت حكومية، تحركات لإيصال السجناء
*العديد من المعارك شاركت بها كتيبة الأمن الخاصة حـ4ـزم
شاركت الكتيبة في العديد من المعارك والحروب، كان أبرزها الهجوم الإرهابي في نوفمبر تشرين الثاني من العام 2017 الذي شنته العناصر الإرهابية تنظيم القاعدة وداعش على مبنى إدارة البحث الجنائي والتي راح ضحيتها 46 بين شهيد وجريح عسكريين ومدنيين حيث كان لكتيبة الأمن الخاصة حـ4ـزم الدور البارز لصد هاذا الهجوم والسيطرة على إدارة البحث الجنائي وفي هذه العملية الإرهابية قدمت الكتيبة اربعة شهداء من أفرادها.
• وفي ياناير كانون الثاني 2018 شاركت الكتيبة في المعركة الأولى التي خاضتها القوات المسلحة في العاصمة عدن مع قوات الشرعية حيث كان لكتيبة الأمن الخاصة حـ4ـزم الدور المحوري في هذه المعركة وهي أول من أطلق شرارة المعركة انتقاماً للشهيد ابو اليمامة الذي استشهد غدرًا.
وفي أغسطس آب 2019 شاركت في الحرب الثانية ضد قوات الشرعية والتي توجت بهزيمة ذلك القوات إلى مناطق خارج العاصمة عدن.
وفي عام 2019 شاركت في معركة قطع النفس في جبهة الضالع لصد مليشيات الحوثي من دخول بوابة الجنوب الشمالية الضالع.
وفي أغسطس آب 2020 شاركت في معركة شقرة التي كانت القوات المسلحة تخوضها ضد قوات الشرعية التي كانت تسعى لاجتياح العاصمة عدن.
وفي 3 اكتوبر تشرين الاول 2021، كان للكتيبة الرابعة حزم لها دور بارز في حسم المواجهات مع الارهابي امام الصلوي في مديرية كريتر (عدن)، والتي أصيب على إثرها قائد الكتيبة إبراهيم الشاعري بجروح طفيفة.
لذلك فأن الكتيبة الرابعة حزم تلعب دورًا حاسمًا في حماية العاصمة عدن وتحقيق الأمن والاستقرار، وتساهم في الحفاظ على السلام والامان، وتعمل الكتيبة بتنسيق وثيق مع الوحدات العسكرية الأخرى من خلال تنفيذ مهامها المتنوعة.
وقال أركان الكتيبة النقيب نبيل سيف الزبيدي في تصريح: تمر علينا اليوم الذكرى الثامنة للتأسيس كتيبة الأمن الخاصة حـ4ـزم، وهي من أبرز الوحدات العسكرية في العاصمة عدن والجنوب . منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، قدمت الكتيبة خدمات استثنائية في حفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.
واضاف: أننا فخورون بتاريخ كتيبة الأمن الخاصة حـ4ـزم وبما حققته من إنجازات وتضحيات في خدمة الوطن، إن تأسيس الكتيبة كان خطوة هامة في تعزيز الأمن والاستقرار في مناطقنا الجنوبية، وكان لها دور حاسم في مواجهة التحديات الأمنية.
لافتاً خلال السنوات الماضية، واجهت الكتيبة تحديات عديدة، بدءًا من مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وصولًا إلى حفظ النظام وتوفير الأمان للمواطنين وحمايتهم، قدم افراد الكتيبة التضحيات العظيمة، وأبدوا شجاعة وتفانٍ في أداء واجبهم، ورغم كل التحديات، بقوا صامدون وعزموا على حماية الوطن والمكتسبات التي حققناها.
وتابع بالقول: ونقدر تضحيات الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن، ونعزي أهاليهم وذويهم في هذه الذكرى الأليمة، إن ذكراهم ستظل خالدة في قلوبنا، وسوف نواصل العمل بكل قوتنا وإصرارنا للحفاظ على ميراثهم وتحقيق أهدافهم.
واكد أننا سنواصل تعزيز قدرات وتدريبات أفراد الكتيبة، وتطوير استراتيجياتنا لمكافحة الجريمة والإرهاب، وتعزيز التعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى. سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على أمن واستقرار مناطقنا والدفاع عن حقوق المواطنين.
في هذه الذكرى العزيزة، نجدد تعهدنا بالتضحية والتفاني في خدمة الوطن، ونعد بأننا سنواصل مسيرة النجاح والتفوق في مجال الأمن والحماية. نحن فخورون بكتيبة الأمن الخاصة حـ4ـزم وبأفرادها الشجعان، وسنبقى دائمًا ملتزمين بالدفاع عن الوطن الجنوبي ورفع راية العدل والحرية.
تحية لجميع أفراد الكتيبة وتحية لشهدائنا الذين ضحوا من أجلنا، حفظ الله جنوبنا الحبيب وجميع أهله وأعطانا القوة والصبر لمواصلة العمل من أجله.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: العناصر الإرهابیة الأمن والاستقرار القوات المسلحة دولة الإمارات العاصمة عدن تشرین الاول فی العاصمة فی معرکة حیث کان فی هذه
إقرأ أيضاً:
المزروعي: الإمارات وجهة مثالية لتأسيس المشاريع المبتكرة
أبوظبي (الاتحاد)
أكدت معالي علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، أن دولة الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها الاستشرافية نجحت في توفير بيئة تنافسية لأنشطة ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث أصبحت الدولة وجهة مثالية لبدء وتأسيس المشاريع المبتكرة في قطاعات الاقتصاد الجديد والتكنولوجيا المتقدمة والصناعات المتطورة.
جاء ذلك خلال طاولة مستديرة بعنوان «آفاق التعاون بين الإمارات واليابان في ريادة الأعمال والابتكار»، عُقدت على هامش فعالية «إنفستوبيا-طوكيو»، بحضور شهاب أحمد الفهيم، سفير الدولة لدى اليابان، وممثلين لـ26 شركة وحاضنة أعمال إماراتية ويابانية.
وقالت معالي علياء المزروعي : «أطلقنا مؤخراً منظومة (ريادة) لتطوير وتحفيز ريادة الأعمال في الدولة، تضمنت مبادرات تستهدف تعزيز تنافسية الإمارات في مجال ريادة الأعمال في مختلف المحاور التي تشمل تطوير السياسات والتشريعات، والبنية التحتية، ودعم سهولة تأسيس الأعمال ونمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الحوافز الدافعة لنمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والارتقاء بالشراكات الداعمة لريادة الأعمال، وأنشطة البحث والتطوير والابتكار في القطاع».
وأوضحت معاليها أن دولة الإمارات تبنت عدداً من السياسات التشريعية التي هدفت إلى تقديم حوافز للشركات الراغبة في تأسيس وبدء أعمالها في أسواق الإمارات، كان من أهمها تعديل قانون الشركات التجارية، ليسمح للمستثمرين الأجانب بتأسيس الشركات وتملكها بنسبة 100%، والذي أسهم في زيادة عدد الشركات العاملة في الدولة، وبرامج الإقامة الطويلة للمستثمرين والمبتكرين، بالإضافة إلى وجود أكثر من 40 منطقة حرة في الدولة تتيح للمستثمرين الأجانب الاستثمار في أكثر من ألفي نشاط اقتصادي متنوع.
وأشارت معاليها إلى أنه وبجانب ذلك أطلقت الدولة مجموعة من الاستراتيجيات الوطنية الهادفة إلى تحقيق الريادة والتقدم في القطاعات التكنولوجية والاستدامة والتي من أبرزها «استراتيـجيـة الإمارات للذكاء الاصطناعي»، التي تهدف إلى دعم استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية، كما تمثل «الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة» إطاراً ريادياً لتطوير وتعزيز القطاع الصناعي في الإمارات، وتُشكل «الأجندة الوطنية الخضراء- 2030» خطة طويلة الأجل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم الأفكار المبتكرة في مجال تدوير النفايات والمواد غير المستخدمة، كإحدى ركائز النموذج الاقتصادي للدولة القائم على المعرفة والابتكار.
ودعت معاليها مجتمع الأعمال الياباني إلى الاستفادة من البيئة التنافسية والفرص التي تتمتع بها الإمارات، حيث توفر الدولة كل مقومات النجاح للمستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب الأفكار، خاصة أن الإمارات تحتضن أكثر من 1.5 مليون رخصة تجارية، مشيرة معاليها إلى حصول الدولة على المركز الأول عالمياً في بدء المشاريع التجارية الجديدة وفقاً لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال 2024.
وشكلت الطاولة المستديرة فرصة مهمة لإطلاع مجتمع الأعمال الياباني على فرص الاستثمار والتوسع في الأسواق الإماراتية، حيث أبدى رواد الأعمال والشركات اليابانية تطلعهم لتوسيع أعمالهم في دولة الإمارات خاصة في قطاعات الاقتصاد الدائري والاستدامة وإعادة التدوير والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع الافتراضي والصناعات المتقدمة، كما هدفت إلى تعزيز التواصل والتعاون بين البلدين في مجال ريادة الأعمال والابتكار، مع التركيز على دعم الشركات الناشئة وخلق فرص تعاون ملموسة من خلال تبادل الرؤى وأفضل الممارسات، وتطوير أطر استراتيجية تدعم النمو المستدام وترسّخ مكانتهما كبلدين رائدين في مجال التكنولوجيا.
ومثلت الطاولة منصة للحوار والتواصل واستكشاف فرص استثمارية نوعية بين البلدين، حيث جمعت بين البيئة الريادية الديناميكية لريادة الأعمال والاستثمار في دولة الإمارات، والتميز التكنولوجي في اليابان، لصياغة أطر جديدة للتعاون بين مجتمعي الأعمال في البلدين.