"عرين الأسود" الفلسطينية تُحدد موعد انطلاق "طوفان الضفة" ضد إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
ناشدت مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية، المواطنين في الضفة الغربية، بالتوجه لنقاط التماس والدخول إلى المستوطنات وخوض مُواجهات مع المُستوطنين، في بيان حدد موعد "الطوفان البشري" في الضفة الغربية، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، مساء اليوم الإثنين.
مجموعة عرين الأسود هي مجموعة فلسطينية ظهرت في عام 2022 في مدينة نابلس، وهم مسلحون من كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وتتخذ من البلدة القديمة في مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية) مقرًا لها.
وجاء في بيان "عرين الأسود": "اليوم مساءًا وفي تمام السابعة سنخرج بطوفان بشري هائل دعما ومساندة لطوفان الأقصى، مع التكبير والتهليل والزحف لمناطق التماس وإشعال الإطارات المطاطية".
وطالب البيان الخروج بتوقيت واحد، لجميع مناطق الضفة الغربية، في عمل عسكري مسلح يستهدف إسرائيل.
وطالبت المجموعة المسلحة جميع المواطنين الانخراط فورا للمشاركة الفاعلة من كل الفلسطينيين.
كما طالبت المجموعة بحرق المناطق الزراعية الخاصة بالمستوطنات الإسرائيلية، وإشعال الإطارات في شوارع الضفة الغربية، وقطع الطرق.
وعت المجموعة أهالي القرى الفلسطينية، لحمل السلاح فورا وتجهيز الزجاجات الحارقة والسكاكين والعبوات المحلية وتجنب انتظار هجوم المستوطنين على القرى.
أبو عبيدة يُهدد إسرائيل ويُحذّر من استهداف الشعب الفلسطينيأكد الناطق باسم كتائب القسام، "أبو عبيدة"، أن كل استهداف للشعب الفلسطيني دون سابق إنذار سنُقابله بإعدام رهينة من المدنيين، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، مساء اليوم الإثنين.
ويأتي ذلك العدوان الإسرائيلي على غزة ردًا على عملية المقاومة الفلسطينية "طوفان الأقصى" التي انطلقت أمس الأول السبت، وأسفرت عن مئات القتلى وآلاف المصابين، إلى جانب أعداد كبيرة من الأسرى الذين جلبتهم المقاومة من مستوطنات غلاف غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الضفة الغربية غزة الفلسطينية المستوطنات بوابة الوفد الضفة الغربیة عرین الأسود
إقرأ أيضاً:
"طوفان الأقصى" يُعيد تشكيل الضمير العالمي
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
الانتخابات في أمريكا وبريطانيا واليابان وفرنسا، والمظاهرات في عموم بلدان الغرب، والرهان على التحولات في وعي ومفاهيم الأجيال العربية والغربية القادمة جميعها مؤشرات لم تكن في الحسبان قبل هدير طوفان الأقصى.
الكيان الصهيوني اليوم يتحدث عن خطورة تفكير الجيل الأمريكي القادم عليه، حيث لم تشهد أمريكا في تاريخها حملات تشهير بالكيان وكراهية له ودعوات لمقاطعته كما شهد العالم في مراحل طوفان الأقصى، والسبب الرئيس لقلق الكيان الصهيوني ورعاته بداخل أمريكا وفي الإقليم، هو أن هذا الجيل الساخط سيصل- بحكم الزمن- إلى سُدة الحكم والقرار في أمريكا في يوم من الأيام، وسيكون له رأي وتأثير في سياسات بلده، تجاه رعاية ودلال الكيان، والذي تخطى كل مفاهيم التحالف ليصل إلى مرحلة الإضرار بأمريكا ومصالحها وسمعتها في العالم.
فلسطين آخر الاحتلالات المباشرة في العالم، ولا يمكن لعاقل واحد اليوم أن يستوعب أن هناك بلادا مُحتلة في القرن الحادي والعشرين بعد أن شهد العالم حركات تحرر كبيرة في القرن العشرين والذي أطلق عليه قرن تحرر الشعوب.
مُورِس على الشعوب في الغرب تضليل كبير لطمس حقيقة احتلال فلسطين، وتوالت سرديات التضليل واختلفت من جغرافية لأخرى، فبينما صور الإعلام الأمريكي قضية فلسطين على أنها صراع بين المعسكرين الشرقي والغربي على النفوذ بما سُمي غربيًا بـ"الشرق الأوسط"، صوَّر الإعلام الأوروبي قضية فلسطين بأنها أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض.
وبعد طفرة التكنولوجيا وتغول وسائط الإعلام الاجتماعي في العالم، بدأت الحقائق تتسرب بلا مقص رقيب ولا وسيط، حتى بلغت ذروة تأثيرها في مراحل طوفان الأقصى، والذي أحدث بدوره طوفانا في المفاهيم والمواقف بشأن قضية فلسطين وأعاد الشعوب والضمير العالمي إلى التساؤل عن حقيقة احتلال شعب ومصادرة أرضه في القرن الحادي والعشرين.
لم يُثر طوفان الأقصى قضية احتلال فلسطين فحسب؛ بل جعل الشعوب الحرة تُقلِّب الرأي في جملة من السرديات التي سُكبت في عقولها لعقود خلت، سرديات تتحدث عن السامية والمحرقة والسيادة والحريات والقانون الدولي، والشرعية الدولية وحقوق الإنسان، وغيرها من المنظومات التي قيل عنها بأنها وجدت لحماية الأمن والسلم الدوليين.
طوفان الأقصى لم يكن حدثًا فلسطينيًا ولا عربيًا، ولن يكون كذلك أبدًا؛ بل حدثًا عالميًا أيقض الضمير العالمي على مجازر أجساد وفكر وضمير، وعلى جُملة من الخرافات والأساطير التي تنافي العلم والأخلاق والسوية الإنسانية.
وبما أن طوفان الأقصى حدثٌ عابر للأجيال والحدود، فسيجعل الأجيال القادمة تُقلب الرأي والقناعات في جملة من السرديات والخرافات التي حاصرت عقولهم لعقود، وستجعل من وسائل التدافع بين الناس أكثر قربًا من السوية الإنسانية والقيم التي فُطر عليها الناس منذ بدء الخليقة.
وسينكشف لنا نحن العرب تحديدًا أن الغرب هو العدو التاريخي، وأن صراعنا معه هو صراع وجود، وأن الكيان الصهيوني مشروع غربي لتكريس شتات الأمة وسريان ضعفها وفرقتها وتبعيتها للغرب، وهذا الفهم بحد ذاته مُنجز تاريخي عظيم لنا، بعد عقود من التيه في تعريف الكيان ودوره ومهمته في قلب الأمة.
قبل اللقاء.. كشف لنا الطوفان أن فلسطين حُرة بنضالها، وأن الأقطار العربية مُحتلة بالتبعية العمياء للغرب، وبالتحرر الصوري، والسيادة الناقصة.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر