فعاليات مسابقة المصرف المتحد في حفظ القرآن الكريم بجنوب سيناء
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
انطلق فعاليات مسابقة "المصرف المتحد في حفظ القرآن الكريم" بمحافظة جنوب سيناء، التي أطلقته منطقة جنوب سيناء الأزهرية، بالتعاون مع مديرية الأوقاف، وتحت رعاية اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، خلال الفترة من 8 حتى 16 أكتوبر الجاري.
وقال الشيخ سعيد خضر، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة جنوب سيناء الأزهرية، إن المسابقة مستمرة على مدار 10 أيام متواصلة، بواقع يوم بكل مدينة من مدن المحافظة، لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في هذه المسابقة، التي تهدف إلى هو تدعي بناء جيل من الشباب المتعلم والمسلح بأحدث النظريات العلمية، وفي نفس الوقت حافظ وواعي لقواعد وأصول دينه وشريعته.
وأوضح رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الأزهرية، في تصريح اليوم، أن المسابقة تعتمد على محورين، إحداهما تفعيل منظومة الشمول المالي من خلال جوائز مسابقة القرآن الكريم، باستخدام أحدث التقنيات للخدمات البنكية للوصول إلى جميع الفئات المجتمعية باختلاف التوزيع الجغرافية، لذا كانت جوائز مسابقة القرآن الكريم، تتضمن إصدار بطاقات مدفوعة مقدمًا لكل الفائزين، متضمنة قيمة الجائزة باسم الفائز، ورقم سري خاص به يستطيع من خلاله التعامل مع أكثر من 200 ماكينة صراف آلي للمصرف المتحد.
وتابع: "أم المحور الثاني ، يتضمن المشاركة القومية في تجديد الخطاب الديني الأمر الهام في هذه المرحلة من تاريخ الوطن".
وأشار إلى أن مسابقة حفظ القرآن الكريم انطلقت اليوم، ببيت شباب الأزهر بمدينة طور سيناء للمتسابقين من أبناء المدينة، ومن المقرر أن تنطلق غدًا الإثنين بمعاهد أبورديس وأبوزنيمة الزهرية للمتسابقين من المدينتين.
وأكد أنه من المقرر أن تنطلق المسابقة بمدينة رأس سدر يوم الثلاثاء المقبل، بمعهد السادات الإعدادي، والأربعاء المقبل للمتسابقين من مدينة سانت كاترين كل متسابق في المعهد التابع له، الخميس المقبل، للمتسابقين من مدينة دهب، بمعهد دهب الابتدائي.
وأشار إلى أنه ستنطلق المسابقة بمدينة شرم الشيخ يوم السبت، الموافق 14 أكتوبر الجاري بمعهد شرم الشيخ النموذجي، والأحد الموافق 15 أكتوبر الجاري، للمتسابقين من مدينتي نويبع وطابا، بمعهد نويبع ومعهد الترابين ومسجد طابا، والإثنين الموافق 16 أكتوبر الجاري للمتسابقين من مدينة طور سيناء ببيت شباب الأزهر بمدينة طور سيناء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أکتوبر الجاری القرآن الکریم جنوب سیناء
إقرأ أيضاً:
سبب تسمية سيدنا جبريل عليه السلام بالروح القدس في القرآن الكريم
سيدنا جبريل.. أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، جاء مضمونه كالتالي: لماذا سُمِّي سيدنا جبريل عليه السلام بالروح القدس؟ وذلك كما في قوله تعالى: ﴿قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [النحل: 102].
تسمية سيدنا جبريل عليه السلام بالروح القدسوأوضحت دار الإفتاء في إجابتها أن سبب تسمية سيدنا جبريل عليه السلام بالروح القدس، هو أنه خُلِق بتكوين الله له روحًا من عنده من غير ولادة والد؛ كما سُمي سيدنا عيسى ابن مريم روحًا للسبب ذاته، وفي ذلك تشريف وتكريم له من الله تعالى، وبيانًا لعلو مرتبته، وأيضًا لأنه ممَّا يحيى الله تعالى به الدين، كما يحيي الجسد بالروح.
قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (2/ 322): [وإنما سمى الله تعالى جبريل "روحًا" وأضافه إلى "القدس"؛ لأنه كان بتكوين الله له روحًا من عنده، من غير ولادة والد ولده، فسماه بذلك "روحًا"، وأضافه إلى "القدس" -و"القدس" هو الطهر- كما سمى عيسى ابن مريم "روحًا" لله من أجل تكوينه له روحًا من عنده من غير ولادة والد ولده] اهـ.
وقال الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (3/ 596، ط. دار إحياء التراث العربي): [وإنما سمي بذلك لوجوه:
الأول: أن المراد من روح القدس: الروح المقدسة؛ كما يقال: حاتم الجود، ورجل صدق؛ فوصف جبريل بذلك تشريفًا له وبيانًا لعلو مرتبته عند الله تعالى.
الثاني: سُمِّي جبريل عليه السلام بذلك لأنه يحيا به الدين كما يحيا البدن بالروح؛ فإنه هو المتولي لإنزال الوحي إلى الأنبياء، والمكلفون في ذلك يحيون في دينهم.
الثالث: أن الغالب عليه الروحانية، وكذلك سائر الملائكة، غير أن روحانيته أتم وأكمل.
الرابع: سُمِّي جبريل عليه السلام روحًا؛ لأنه ما ضمته أصلاب الفحول وأرحام الأمهات] اهـ.
وقال العلامة الواحدي في "التفسير الوسيط" (3/ 130): [وإنّما سُمِّي جبريل رُوحًا؛ لأنه بمنزلة الأرواح للأبدان تحيا بما يأتي من البيان عن الله عزَّ وجلَّ من يُهدَى به، كما قال عزَّ وجلَّ: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيۡتًا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ﴾، أي: كان كافرًا فهديناه] اهـ.
وفي سياق منفصل، حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: "نعمة الأمن"، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو: توعية الجمهور بأهمية الأمن في حياة الناس، واستلهام الدروس من الإسراء والمعراج، ونصها التالي:
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، الحَمْدُ للهِ غَافِرِ الذَّنْبِ، وَقَابِلِ التَّوْبِ، شَدِيدِ العِقَابِ، ذِي الطَّوْلِ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ، الحَمْدُ للهِ حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِئُ مَزِيدَهُ، نَحْمَدُكَ اللَّهُمَّ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الهُدَى وَالرِّضَا وَالعَفَافَ وَالغِنَى، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، ونَشْهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ وَخَلِيلُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ الأَمْنَ أَعْلَى قِيمَةٍ فِي حَيَاةِ الإِنْسَانِ، وَنِعْمَةٌ عُظْمَى مِنَ الرَّبِّ الوَهَّابِ جَلَّ جَلَالُهُ، فَإِذَا حَلَّ الأَمَانُ فِي وَطَنٍ كَانَ الاسْتِقْرَارُ وَالتَّقَدُّمُ وَالرُّقِيُّ، فَتُقَامُ الحَضَارَةُ، وَيُبْنَى الإِنْسَانُ، وَتُصَانُ الأَعْرَاضُ وَالمُمْتَلَكَاتُ، وَإِذَا غَابَ الأَمْنُ حَلَّ الدَّمَارُ وَالخَوْفُ وَالذُّعْرُ فِي الشَّوَارِعِ وَالبُيُوتِ وَالقُلُوبِ.
أَيُّهَا السَّادَةُ، لَقَدْ أَلَحَّ القُرْآنُ الكَرِيمُ عَلَى تَحْقِيقِ الأَمْنِ فِي كَافَّةِ مُفْرَدَاتِهِ وَأَبْعَادِهِ وَآلياتِ صِنَاعَاتِهِ، انْظُرُوا إِلَى الحَالِ الإِبْرَاهِيمِيِّ وَهُوَ يُرَدِّدُ {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا}، {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا}، حَيثُ عَرَفَ قَلْبُ الخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدْرَ نِعْمَةِ الأَمْنِ، فَدَعَا اللهَ جَلَّ جَلَالُهُ أَنْ يَبْسُطَ فِي الأَرْضِ الأَمْنَ وَالأَمَانَ، فَكَانَ لِهَذِهِ الدَّعْوةِ الصَّادِقَةِ أَثَرٌ بَاقٍ، وَبَرَكَةٌ سَابِغَةٌ مُمْتَدَّةٌ عَبْرَ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}، {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}.
أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَعْرِفُوا قَدْرَ نِعْمَةِ الأَمْنِ فَانْظُرُوا إِلَى حَالِ مَنْ فَقَدَهَا، حَيْثُ لَا طَعَامَ يَطِيبُ، وَلَا شَرَابَ يَرْوِي، وَلَا قَلْبَ يَسْكُنُ وَيَطْمَئِنُّ، وَلَا تَرَى إِلَّا الدَّمَارَ وَالخَرَابَ، وَضَيَاعَ البِلَادِ وَالعِبَادِ، فَتُزْهَقُ الأَرْوَاحُ، وَتُسْفَكُ الدِّمَاءُ، وَتُنْهَبُ الأَمْوَالُ، ثُمَّ تَذَوَّقُوا مَعِيَ هَذَا البَيَانَ النَّبَوِيَّ المُعَظَّمَ «مَنْ عَاشَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا».
وَيَا أَيُّهَا الشَّعْبُ المِصْرِيُّ أَبْشِرُوا وَاطْمَئِنُّوا، فَقَدْ جَعَلَ اللهُ بِلَادَكُمْ أُمَّ البِلَادِ، وَغَوْثَ العِبَادِ، وَمَهْبِطَ الأَنْبِيَاءِ، وَمَوْطِنَ الأَوْلِيَاءِ، بِلَادُكُمْ مَحْفُوظَةٌ، مَجْبُورَةٌ مَنْصُورَةٌ، خَزَائِنُهَا هِيَ خَزَائِنُ الأَرْضِ، وَأَهْلُهَا فِي رِبَاطٍ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، مِصْرُ هِيَ وَصِيَّةُ الجَنَابِ الأَنْوَرِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا القِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا؛ فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا»، «إِذَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِصْرَ بَعْدِي فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الأَرْضِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَلِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُمْ فِي رِبَاطٍ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ».
أَيُّهَا المِصْرِيُّونَ، إِنَّ مِصْرَ هِيَ المَأْوَى وَالسَّنَدُ وَالغَوْثُ وَالمَدَدُ؛ مِصْرُ هِيَ بُشْرَى يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَهْلِهِ {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ}، مِصْرُ هِيَ البَلَدُ الكَرِيمُ الَّذِي أَدْرَكَتْهُ بَرَكَاتُ الدَّعَوَاتِ الزَّيْنَبِيَّةِ «يَا أَهْلَ مِصْرَ، نَصَرْتُمُونَا نَصَرَكُمُ اللهُ، وَآوَيْتُمُونَا آوَاكُمُ اللهُ، وَأَعْنَتُمُونَا أَعَانَكُمُ اللهُ، جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا».
أَيُّهَا الكِرَامُ، اعْلَمُوا أَنَّ الأَمْنَ لَيْسَ حَدَثًا كَوْنِيًّا، بَلْ هُوَ تَصَرُّفٌ إِنْسَانِيٌّ يُحَقِّقُ مَعْنَى شُكْرِ اللهِ عَلَى نِعْمَةِ الأَمْنِ، فَلْنَكُنْ مَصْدَرَ أَمْنٍ وَأَمَان يَفِيضُ عَلَى الدُّنْيَا، يَأْوِي إِلَيْهِ الحَيَارَى، وَيَتَمَسَّكُ بِهِ أَصْحَابُ البَلَايَا، إِغَاثَةً لِلْمَلْهُوفِينَ، وَتَفْرِيجًا لِكُرُبَاتِ المَكْرُوبِينَ، وَجَبْرًا لِخَوَاطِرِ الضُّعَفَاءِ وَالمَسَاكِين.
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَمَا أَنْ تُشْرِقَ عَلَى الدُّنْيَا شَمْسُ ذِكْرَى الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ حَتَّى تَمْلَأَ قُلُوبَنَا قُوَّةً وَأَمَلًا، ذِكْرَى كَرِيمَةٌ قُدْسِيّةٌ مُبَارَكَةٌ تُخْرِجُ قُلُوبَنَا مِنْ فَلَكِ الأَحْزَانِ وَالأَتْرَاحِ إِلَى شُهُودِ سَعَةِ فَضْلِ اللهِ وَإِكْرَامِهِ وَجَبْرِهِ سُبْحَانَهُ {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
أَيُّهَا النَّبِيلُ، إِنَّ الإِسْرَاءَ وَالمِعْرَاجَ مِنْحَةٌ إِلَهِيَّةٌ تَبْعَثُ فِي وجْدَانِ أَهْلِ البَلَاءِ مَزِيدًا مِنَ الأَمَلِ، وَتُلْقِي فِي قُلُوبِهِمْ قَبَسًا مِنْ أَنْوَارِ السَّكِينَةِ، فَكُلُّ مَا عَلَيْكَ أَنْ تَتَأَسَّى بِاليَدِ المُحَمَّدِيَّةِ المُسْتَجِيرَةِ بِرَبِّهَا يَوْمَ الطَّائِفِ مَصْحُوبًا بِقَلْبٍ وَسِعَ الأَرْضَ رَحْمَةً وَعَفْوًا، لِتَرَى مِنْ أَلْطَاف اللهِ مَا لَا يُعَدُّ وَلَا يُحْصَى، وَكَيْفَ لَا وَقَدْ أَرَى الرَّبُّ الكَرِيمُ حَبِيبَهُ صَلَوَاتُ رَبّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ لَيْلَةَ المِعْرَاجِ القُدْسِيَّةَ مِنْ آيَاتِهِ الكُبْرَى؟!
أَيُّهَا المُحِبُّ لِنَبِيِّكَ صَلَواتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، تَحَقَّقْ بِبَرَكاتِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ، وَحَقِّقْ مَا أَقَامَكَ اللهُ فِيهِ، وَتَحَمَّلْ عَقَبَاتِ الحَيَاةِ، وَلْيَكُنِ الصَّبْرُ دَيْدَنَكَ وَالرِّضَا عَنْ أَفْعَالِ رَبِّكَ مَنْهَجَكَ؛ يَرْفَع اللهُ قَدْرَكَ، وَيُعْلِي مَكَانَتَكَ، وَحَادِيكَ هَذَا الشرف النبوي «وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ، فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ».
تَحَقَّقْ أَيُّهَا النَّبِيلُ بِمَقَامِ العُبُودِيَّةِ فَهُوَ أَعْلَى مَقَامٍ، وَتَوَاضَعْ بَيْنَ يَدَيْ مَوْلَاكَ؛ يُوضَعْ لَكَ القَبُولُ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَتَرْتَقِ فِي مَعَارِجِ الشُّهُودِ وَالعِرْفَانِ، كَمَا ارْتَقَى نَبِيُّكَ السَّبْعَ الطِّبَاق، وَنَالَ مِنْ كُلِّ طَبَقَةٍ مِنْهَا شَرَفَ الزِّيَارَةِ بَعْدَ طُولِ اشْتِيَاق.
أَيُّهَا الكَرِيمُ، إِنَّ شُهُودَ الجَبْرِ الإِلَهِيِّ حَاضِرٌ فِي رِحْلَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعرَاجِ، لِتَفْتَحَ لَكَ أَبْوَابَ الأَمَلِ فِي الشِّدَّةِ بَعْدَ الفَرَجِ، وَالعُسْرِ مَعَ اليُسرِ {فَإِنَّ مَعَ العُسْر يُسْرًا * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا}.
اللَّهُمَّ ابْسُطْ فِي بِلَادِنَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ
وَانْثُر السَّكِينَةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ فِي قُلُوبِ عِبَادِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ