هذا المقال بقلم الباحث السياسي السعودي سلمان الأنصاري، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

ليس لدى أي منصف شك بأن قضية الشعب الفلسطيني قضية عادلة تماما ولا غبار عليها، وأن مقاومة الاحتلال حق مشروع ومكفول من قبل القانون الدولي الذي تتبناه وترعاه الأمم المتحدة والمواثيق الدولية.

ولكن هناك بعض النقاط من المهم ذكرها هنا لكي نحاول تفكيك جوانب الأزمة الحالية، أولا التوقيت وثانيا الغاية وثالثا المتسبب ورابعا المستفيد:

لماذا الآن والغاية: القضية الفلسطينية لم تحظ في تاريخها على أي تعاطف أوروبي وغربي وعالمي كالفترة الأخيرة، العمل الأخير يبدو بأنه نسف كل ذلك أو على الأقل سيقلل من زخمه بشكل هائل، وهل قرب إيجاد حل دبلوماسي برعاية سعودية-أمريكية هو سبب هذا التصعيد لإفشال أي حل عادل لكافة الأطراف؟

المتسبب والمستفيد: ليس علينا أن نتعمق في البحث عن المتسبب الأساسي لهذه الأزمة، فإيران وجماعة "الإخوان المسلمين" يعتاشون أيديولوجيا وشعاراتيا وأيضا ماليا على أزمة القضية الفلسطينية. وعلينا ألا نغفل أن ما حدث رغم أنه إهانة بالغة للجيش الإسرائيلي، ولكنه أيضا يمثل طوق نجاة لليمين المتطرف في إسرائيل، الذي يعتاش على الأزمات والصراعات العسكرية، فإسرائيل كانت تمر بأزمة هوية عميقة تسببت فيها الأجنحة المتطرفة في التحالف الذي شكله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من تغييرات في النظام القضائي، وتغييرات في هوية نظامهم الديمقراطي، وإمعانهم في استفزاز وإقصاء الجميع ليس فقط من المسلمين والمسيحيين ولكن أيضا اليهود المعتدلين.

الأيام المقبلة ستكون مليئة بالدماء والدمار، والضحية هم المدنيون والأبرياء في المقام الأول، يجب على الطرفين الآن قبل أي وقت أن يفكروا بعمق حول مفهوم المكاسب والخسائر بطريقة مختلفة، إسرائيل قامت بأعمال غير مقبولة وهي قوة احتلال وعليها أن تعلم أن القوة العسكرية لوحدها لا يمكن أن تحقق أهدافها، وعلى الفلسطينيين أيضا ألا يمكنوا الأطراف الخارجية لاستغلال قضيتهم العادلة لتحقيق أهداف لا تتماشى مع أهدافهم. وعلى المجتمع الدولي وبالأخص الولايات المتحدة ألا تعطي شيكا على بياض لإسرائيل لكي تقوم بمجازر ضد الأبرياء.

المسألة في غاية التعقيد ومحاولة تفكيكها على الأرض تتطلب إرادة داخلية بين الأطراف المتصارعة. الحلول القديمة لم ولن تنجح، ويبدو أن أزمة الفكر بدأت تأخذ مسارات بعيدة كل البعد عن مسارات السلام، وقد تتسبب بخسائر في الأرواح والأنفس ولمدة طويلة. زخم التفاؤل السابق يبدو أنه تلاشى، وللأسف لم يبق إلا التشاؤم، وزخمه سيستمر في التصاعد لوقت غير قصير.

أمريكاإسرائيلإيرانالسعوديةحماسغزةنشر الاثنين، 09 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: حماس غزة

إقرأ أيضاً:

«مجلس حكماء المسلمين» يشارك في اجتماع حول «كوب 29»

شارك مجلس حكماء المسلمين في الاجتماع رفيع المستوى حول الثقة والحوكمة العالمية والعمل المناخي وربط قمة الأمم المتحدة للمستقبل بمؤتمر الأطراف COP29 الذي عُقد أمس الأول على هامش اجتماعات الدورة ال79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، وحضره نخبة من صناع القرار والأكاديميين وخبراء البيئة.
وأكد المستشار محمد عبد السلام الأمين العام للمجلس خلال الجلسة الحوارية التي عُقدت تحت عنوان «مؤتمر الأطراف COP29.. معالجة العدالة والمساواة من أجل تقديم استجابة فعَّالة لأزمة المناخ»، أنه مع تفاقم أزمة المناخ واستمرارها، أصبح واضحًا أن العبء يقع بشكل غير متناسب على السكان الأكثر ضعفاً، رغم أنهم الأقل إسهاماً في التغيرات المناخية موضحاً أن الافتقار إلى قوة صوتهم والتمثيل المناسب لهم في عمليات صنع القرار، يؤدي إلى سياسات لا تراعي احتياجاتهم وأولوياتهم.
وأشار إلى أن العدالة والمساواة ركيزتان رئيسيتان لتقديم استجابة فعالة لأزمة المناخ، منوهاً إلى أن التعاليم الدينية يمكن أن تلهم الأفراد للعمل على تحقيق قيم العدالة والتضامن. وقال في كلمته إنه: «بينما نواصل هذه الحوارات المهمة، نتذكر كلمات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، الذي أشار فيها إلى أن«تغير المناخ يُشكل تحدياً عالميّاً يتطلب استجابة مبنية على العدل والمساواة والتضامن» فهذه الروح هي ما نحتاجه اليوم لتعزيز التزامنا ببناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة، كما أشار قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في رسالته العامة «كن مسبحاً»، إلى أننا لا نواجه أزمتين منفصلتين، بل أزمة واحدة مركبة اجتماعية وبيئية.
وأوضح أن مجلس حكماء المسلمين أطلق العديد من المبادرات الرائدة والاستثنائية لتفعيل دور قادة ورموز الأديان ضمن جهود العمل المناخي العالمي، بما في ذلك تنظيم القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ التي توجت بإطلاق وثيقة «نداء الضمير: بيان أبوظبي المشترك من أجل المناخ»، التي وقع عليها 30 من قادة ورموز الأديان. (وام)

مقالات مشابهة

  • شقيقه شهيد أيضاً.. إستشهاد عسكريّ في غارة إسرائيلية استهدفت حاجزاً للجيش
  • الدغاري: نتطلع إلى تمرير كل الاتفاقات المبرمة مع مجلس الدولة بعد التوافق المهم الذي شهدته البلاد
  • البكوش: ليبيا أصبحت مافيا بدون «كابو»
  • سيميوني يهاجم المتسبب في إيقاف "ديربي مدريد"
  • بوبريق: أزمة المصرف المركزي حُسمت والكرة في ملعب مجلس النواب لحسم الأمر
  • فتوى شرعية بشأن حكم فرح المسلمين بمقتل حسن نصر الله
  • وزير الأوقاف اليمني: مات حسن نصر الله وقد أشبع اليهود سبًا وأَثخن في المسلمين قتلًا
  • هل يعادي البيجيدي الوطن؟..بنكيران يعزي زعيم حزب الله الذي يمول ويدرب البوليساريو(وثيقة)
  • إيران: أمريكا تتحمل أيضاً مسؤولية مقتل نصر الله
  • «مجلس حكماء المسلمين» يشارك في اجتماع حول «كوب 29»