افتُتِحَت مساء اليوم في القاهرة- مصر، الدورة السبعون للَّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والمعروفة أيضًا باسم «اللجنة الإقليمية السبعون». وبعد افتتاح أعمال اللجنة، ألقى الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، كلمة أمام أعضاء الوفود.

وحضر حفلَ الافتتاح العديدُ من الشخصيات البارزة، منهم عددٌ من وزراء الصحة، وغيرهم من ممثلي أعضاء اللجنة الإقليمية. 

ويحضر اللجنة الإقليمية أيضًا عددٌ من المسؤولين الرفيعي المستوى من بُلدان الإقليم وأراضيه، وممثلو العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية. ووفقًا لموضوع اللجنة الإقليمية السبعين، يجب علينا جميعًا أن نظل "معًا لمستقبل أفضل صحة" لتحقيق الرؤية الإقليمية "الصحة للجميع وبالجميع". وتتزامن دورة اللجنة الإقليمية هذا العام مع الاحتفال الذي يستمر طوال العام بمرور 75 عامًا على إنشاء المنظمة.

وفي كلمتها الافتتاحية، سلَّطت معالي الدكتورة مي الكيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية ورئيسة اللجنة الإقليمية التاسعة والستين، والتي انضمت للجلسة عن بعد، الضوءَ على المداولات المثمرة للَّجنة الإقليمية التاسعة والستين، التي تولت رئاستها العامَ الماضي، بشأن قضايا رئيسية مثل الأمن الصحي، ونَهج الصحة الواحدة، ومكافحة الأمراض السارية، وتعزيز الصحة والعافية، واستخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الصحة. وعرضت الدكتورة مي أيضًا المنظور الإقليمي عن عمل مختلف العمليات الحكومية الدولية التي صدر بها تكليفات من الأجهزة الرئاسية للمنظمة.

وقالت: «إن المُضي قُدُمًا يتطلب منا التركيز على صحة الأجيال القادمة، لذا يجب أن تكون لصحتهم مساحةٌ وحضور أكبر في رسم ملامح توجهاتنا الاستراتيجية. ويجب أن نتعاون معًا في ذلك، بجهدٍ جماعي مشترك، مُنطلِقين من نجاحاتنا السابقة».

وفي افتتاحه للَّجنة الإقليمية الأخيرة له في منصب المدير الإقليمي، أعرب الدكتور أحمد المنظري للوفود عن شعوره بالفخر بعد أن استحضر الدروب التي سلكوها معًا، والأوقات العصيبة التي تجاوزوها، والانتصارات التي تلتها.

وقال الدكتور المنظري: «أصحاب المعالي والسعادة، لقد كان عملي معكم وفي خدمتكم شرفًا لي،  ورغم هذا، فكل إنسان في مثل هذا المقام يجب أن يتأمل أيضًا في الأمور التي لم تكن على ما يرام، وفي الأعمال التي يجب أن تُؤدى، وفي التحديات المُنتظَرة. وهو أمر لا بد منه، فلا يمكن أن يهدأ لنا بالٌ حتى نعلن أننا حققنا الصحة للجميع وبالجميع».

وفي مَعرِض شرحه لتأثير النزاعات في إقليم شرق المتوسط، قال الدكتور المنظري إن عام 2023 يذكرنا بالسرعة التي يمكن أن تتبخر بها المكاسب الصحية المحقَّقة في مواجهة النزاعات أو الكوارث الطبيعية. وأضاف قائلًا: «هذا أمرٌ مؤلمٌ لنا جميعًا، ولا سيَّما للزملاء الذين يعملون في أماكن تشهد حالات طوارئ، لكننا ثابتون على المبدأ بكل فخر واعتزاز، لا نحيد عن أداء واجبنا، ولن نعود أدراجنا». 

واستهل المدير العام، الدكتور غيبريسوس، كلمته في حفل الافتتاح، مُعربًا عن قلقه البالغ إزاء الصراع الذي نشب يوم السبت في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل. وقال: "ليس ذلك سوى فصل مأساوي جديد في رواية مفجعة لا يوجد بها منتصرون". وذكر أن "المنظمة تبذل ما في وسعها لدعم الاستجابة الصحية، لكن هذا الوضع لن يحله الرصاص والقنابل، والمخرج الوحيد منه لا يكون إلا بالحوار والتفاهم والسلام".

وأضاف: "جميعنا يدرك بكل أسى أن هذا الصراع ليس سوى أزمة واحدة من بين أزمات عدة تعصف بإقليم عانى، ولا يزال يعاني، الكثير".

وبالحديث عن الجوانب الإيجابية، هنَّأ الدكتور غيبريسوس مصر على بلوغها "المستوى الذهبي" في التخلص من التهاب الكبد C على طريقها نحو القضاء على هذا المرض وفق معايير المنظمة. وذكر أنه "منذ أقل من 10 سنوات، كانت مصر تشهد أحد أعلى معدلات انتشار العدوى بالتهاب الكبد C على مستوى العالم.

وبفضل القيادة السياسية لفخامة الرئيس السيسي من خلال حملة "100 مليون صحة"، نجحت مصر في خفض معدل الإصابة بالتهاب الكبد C بنسبة 97%. وهو إنجاز مدهش يوضح كيف يمكن التغلب على التحديات الكبرى في مجال الصحة العامة من خلال الجمع بين القيادة السياسية والأدوات الحديثة".  

وشاركت وفود اللجنة الإقليمية بقيادة وزراء الصحة، والمدير العام والمدير الإقليمي، في وقت مبكر من صباح اليوم في فعالية "الصحة قول وعمل"، التي أقيمت في حديقة الطفل أمام المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.

وهي مبادرة عالمية لتعزيز الصحة، والتشجيع على النشاط البدني، بوصفه عنصرًا أساسيًّا لمستقبل صحي ومستدام. وقد حضرتها السيدة نجوى غراب، نصيرة المنظمة وبطلة العالم في السباحة من جيل الرواد، بالإضافة إلى موظفي المنظمة، والمسؤولين الحكوميين، ومسؤولي الأمم المتحدة، والضيوف الدبلوماسيين، والإعلاميين. وبعد الاستماع إلى كلمات مُلهِمة وتحفيزية، انضم العديد من الحضور في جولة للمشي في أرجاء الحديقة وشاركوا في ممارسة بعض التمارين الرياضية.

وعُقدت الاجتماعات التقنية السابقة على اللجنة الإقليمية قبل الجلسة الافتتاحية للدورة السبعين. وناقش المشاركون في الاجتماعات التقنية كيفية الحد من المراضة والوفيات الناجمة عن الرضوح في الإقليم عن طريق وضع برامج لتعزيز الرعاية بالرضوح؛ وتصميم وتنفيذ نماذج الرعاية الموجَّهة نحو الرعاية الصحية الأولية في الإقليم، بوصفها عنصرًا أساسيًّا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة.

وسيجري التركيز كذلك على صياغة خطط وطنية من أجل تعزيز قدرة البلدان على وضع وتنفيذ المبادئ التوجيهية للممارسات السريرية والصحة العامة، وكذلك الحاجة إلى نهج متكامل لمواجهة التهديد المتزايد للأمراض المنقولة بالنواقل، لضمان تحسين الوقاية من هذه الأمراض وتدبيرها علاجيًّا ومكافحتها. ويشمل جدول أعمال الاجتماعات التقنية أيضًا التحالف الصحي الإقليمي، ودوره في الإسراع بوتيرة التنفيذ المشترك بين وكالات الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.
وستباشر الدورة السبعون للَّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط برنامج عملها صباح الغد.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الدكتور أحمد درويش يكشف لـ "البوابة نيوز" كيفية الارتقاء بالذوق العام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أحمد درويش، أستاذ النقد الأدبى والأدب المقارن بجامعة القاهرة، مقرر لجنة الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس الهيئة الاستشارية للمجلس القومى للترجمة، إن العلاقات الراقية قائمة على حسن اختيار الكلمة، التى يتولد فى اختيارها كل أنواع الرقي. 

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز": "الأمم تتفاوت حضاريا حسب جودة اختيار الكلمة التى تصنع طريقا للذوق  القيم وللسلوك الراقي، من هنا كان الشعر فى الحضارة العربية هو أرقى أنواع الثقافة  البشرية وحامل القيم الكبرى وصانع الانتصارات". 

وتابع: "كلما تبلد الإحساس وقل مستوى الذوق نلجأ إلى التعبير المباشر والتصرف الفج وننسى سحر الكلمة الراقية فى نشر الذوق والحضارة والعودة بالأمة الى مستواها الراقي". 

واستكمل أستاذ النقد الأدبى: "كلمات الكبار تعيش دائما، ونحن نردد كلماتهم فيما نحفظ من أغانيهم أو كتاباتهم، مثل أحمد شوقى و صلاح جاهين و بيرم التونسي  وإبراهيم ناجي ومرسى جميل عزيز وسيد حجاب،  كل هؤلاء تعيش كلماتهم بعد أن رحلوا، ولكن مستوى الذوق قل بعد ذلك، ولم نعدم، ونحن متفائلون وننتظر من الأجيال الجديدة أن ترتقى بوسائلها من التعلم، والثقافة وحفظ الكلام الجميل.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة يبحث مع الممثل الجديد لمنظمة الأمم المتحدة للسكان سبل التعاون المشترك
  • وزير الصحة يستقبل الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للسكان لبحث التعاون المشترك
  • الثلاثاء.. مؤتمر صحفي لإعلان تفاصيل النسخة السابعة لأيام القاهرة للمونودراما
  • وزير الخارجية: هناك تشاور مستمر بين القاهرة وواشنطن حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك
  • إطلاق الدورة السادسة لجائزة الألكسو للإبداع والابتكار للباحثين الشبان بالوطن العربي
  • اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم تُعلن الدورة السادسة لجائزة الألكسو للإبداع والابتكار
  • انطلاق الدورة السادسة لجائزة الألكسو للإبداع للباحثين في الوطن العربي
  • الدكتور أحمد درويش يكشف لـ "البوابة نيوز" كيفية الارتقاء بالذوق العام
  • نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام أحمد علي عبدالله صالح يُعزّي في وفاة الدكتور علي الميري
  • «القاهرة الإخبارية»: توافق الرؤى والمواقف المصرية السعودية بشأن القضايا الإقليمية المختلفة