سام برس:
2024-09-19@11:43:44 GMT

إسرائيل تدفع ثمن معركة غزة 2007

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

إسرائيل تدفع ثمن معركة غزة 2007

بقلم/ عبدالرحمن الراشد
في تلك السنة ، كان الإسرائيليون شامتين بالاقتتال بين «حماس» والسلطة الفلسطينية في غزة، الذي دام 3 أشهر. فيه مات مئات في قتال الإخوة، وسيطرت الحركة على كامل القطاع. طردت منسوبي فتح إلى رام الله. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صور أفراد منهم بملابسهم الداخلية في الشوارع بعد هروبهم متجهين إلى الضفة الغربية.



لإسرائيل، كان الوضع مريحاً جداً. فلسطينيون ينشغلون عنها بالاقتتال، وبدلاً من دولتين فلسطينية وإسرائيلية، صارت هناك دويلتان فلسطينيتان متقاتلتان. انهارت حكومة فلسطين الموحدة، وعيّنت «حماس» قضاتها وشرطتها، وسمّت إسماعيل هنية رئيس وزرائها، وسمّت سلطة رام الله سلام فياض رئيس حكومتها. الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي دعموا رام الله، وإيران موّلت جماعة غزة. ترسخ الانفصال، وتبخر حلم الدولة الفلسطينية بعد ذلك اليوم.

انقلبت حياة الفلسطينيين هناك إلى بؤس دائم مع إغلاق المعابر، وتعطلت سبل العيش. حُفرت الأنفاق وتوغلت إيران في القطاع، وصارت تربي جماعات لها، تؤدب بعضهم ببعض، وتجهزهم لحاجاتها.

رغم وجود سلطة «حماس»، فإن وضع الفراغ، الذي دعمته إسرائيل بشكل غير مباشر، بعدم تمكينها السلطة الشرعية من عودتها وبسط نفوذها في غزة. ولا ننسى أنه قبل هيمنة «حماس» بـ5 سنوات، كانت إسرائيل قد دمرت قدرات السلطة الوليدة في بيت لحم ورام الله، بدلاً من أن تعززها.

غزة أصبحت منذ عام 2007 في فراغ إلا من تنظيم عسكري يتنافس مع «الجهاد» ولا يعترف به. والفراغ، كما في ليبيا واليمن ولبنان، وكذلك أفغانستان، هو العدو الأول للاستقرار، يهدد المحيط، وليس أهل غزة أو إسرائيل فقط. عدد من منفذي العمليات المسلحة ضد مصر في سيناء تسللوا من غزة، حتى «حماس» لم تعد صاحبة السلطة المهيمنة بظهور «الجهاد الإسلامي» وجماعات من «القاعدة».

إن كانت إسرائيل تطمح إلى استقرارها فستحتاج إلى أن تعيد النظر في سياستها المعطلة لوعد أوسلو بالدولة الموعودة، وأن تعيد تعاملها مع السلطة الفلسطينية، ولن يكون هناك سلام واستقرار من دون حكومة شرعية فلسطينية، تملك سلطات حقيقية وممكنة من المجتمع الدولي.

في خضم الحرب الحالية، الأعين على «حماس» وإسرائيل، في حين تجلس السلطة الفلسطينية مع المتفرجين. الحقيقة أن تعطيل حكومة رام الله وإضعافها وراء نمو «حماس» و«الجهاد» في غزة، وكذلك في الضفة الغربية.

منذ الانقسام، انكمشت السلطة بقدراتها ووظائفها وتأثيرها. خنق السلطة الفلسطينية يهدف إلى منع قيام دولة لهم، مع الحد من نفوذهم في المناطق الأقل من المتفق عليها في أوسلو (نفوذ السلطة على ألف كيلومتر مربع فقط، من أكثر 5 آلاف كيلومتر في اتفاق أوسلو، لا تزال خارج صلاحيتها، إضافة إلى قطاع غزة). بإضعاف قيادات السلطة لا يمكن أن يتوقع منهم بسط سلطتهم وتحمل مسؤوليتهم. سلامة إسرائيل مشروطة بأمن المناطق الفلسطينية، مثل كل دول العالم، عليها أن تمكن الفلسطينيين من إدارة شؤون مناطقهم، ما يتطلب دعم السلطة وبناء إمكاناتها وتأهيل قدراتها على سنوات.

لا تستطيع إسرائيل أن تفعل ما فعله نظام الأسد وتبعد مليونين ونصف المليون فلسطيني إلى مصر، البلد الوحيد المجاور. ولن تتحمَّل إغلاقَه سنوات إضافية، تحت سلطة «حماس» و«الجهاد».

نقلاً عن الشرق الاوسط

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة رام الله

إقرأ أيضاً:

ممثل حركة الجهاد الإسلامي: استهداف اليمن لقلب “إسرائيل” بصاروخ فرط صوتي يحمل رسالة سياسية وعسكرية كبيرة

يمانيون../

أوضح ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن أحمد بركة، أن العملية العسكرية النوعية الأخيرة للقوات المسلحة اليمنية التي استهدفت “يافا” المحتلة بصاروخ فرط صوتي ليست عابرة وتحمل مفاجآت.

وأشار بركة في تصريح لقناة “المسيرة” الثلاثاء، إلى أن مثلث “غوش دان” يمثل عمود المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة، واستهدافه يمنياً هي رسالة سياسية وعسكرية كبيرة جداً.

ولفت إلى أن مليون مستوطن غادروا فلسطين خلال طوفان الأقصى، واستهداف قلب “إسرائيل” يمنياً تجعل مغادرة الكيان هو الخيار الأمثل للمستوطنين.

وذكر ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن، أن المقاومة الفلسطينية هي المستفيد الأكبر من العملية اليمنية، ومن عمليات محور المقاومة سواء في الميدان، أو على طاولة التفاوض السياسي.

مقالات مشابهة

  • ما هي استراتيجية إسرائيل في تفجيرات "البيجر"؟
  • إسرائيل تتحسب لرد انتقامي من حزب الله الذي تعهد بأن تدفع ثمنا غاليا على هجمات اللاسلكي
  • قرار أممي يطالب “إسرائيل” بإنهاء احتلالها الأراضي الفلسطينية.. وحماس ترحب
  • تايمز أوف إسرائيل: ليس لدى إسرائيل خيارات جيدة بلبنان ما دامت في غزة
  • الصفدي: إسرائيل تدفع المنطقة إلى هاوية حرب إقليمية
  • ‏وزير الخارجية الأردني: إسرائيل تدفع المنطقة برمتها إلى هاوية حرب إقليمية
  • ممثل حركة الجهاد الإسلامي: استهداف اليمن لقلب “إسرائيل” بصاروخ فرط صوتي يحمل رسالة سياسية وعسكرية كبيرة
  • السنوار يؤكد جاهزية حماس لـ"معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل في غزة
  • عن أخطر قرار تواجهه إسرائيل ويخصّ الحزب.. هذا ما كشفته صحيفة إسرائيلية
  • مقرب من بن زايد معلقاً على الصاروخ الفرط صوتي اليمني.. “إسرائيل” تستحق أن تدفع ثمن توحشها