"البهنسا" أرض المنيا السياحية الجاذبة للأجانب من مختلف الجنسيات
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
تعتبر مصر مزارا مميزا على مر التاريخ، فيأتي إليها السياح من كل مكان، متجهين للمعالم السياحية المميزة حيث تمتاز مصر بوجود أشهر أماكن السياحية في محافظاتها ، كما أن مصر دولة عربية افريقية، تحتفظ بمعالمها السمراء، مما يجعل لها سحر وبريق خاص، حيث تجذب كل من أتاها ليأتي ثانية.
ففي مدينة المنيا عروس الصعيد تحظى بموقع جغرافي فريد من نوعه على نهر النيل وتتميز بالمناظر المميزة والطقس الهادئ والأماكن السياحية والأثرية التي تجعلك مليئ بالشغف لمعرفة المزيد منها والتجول بين أراضيها وهذا ما جعلها تلقب بعروس الصعيد، كما أنها قبلة الزائرين المصريين والسائحين ولقبت المحافظة بعروس الصعيد لما لديها من مقدومات وكنوز أثرية وتاريخية وحضارية جعلتها فى مقدمة مدن العالم فى المجالات الأثرية والتارخية والسياحية فموضع حديثنا اليوم عن البهنسا.
البهنسا هى واحده من اقدم المناطق الاثريه ، في المنيا عثر فيها على الكثير من البرديات التى ترجع إلى العصر اليونانى والروماني ووصفها المؤرخون عند فتح مصر أنها مدينه كبيره حصينه الأسوار لها اربع ابواب .. أنها مدينه البهنسا الأثرية.
وتقع مدينه البهنسا على بعد ١٦ كيلومتر من مركز بنى مزار بمحافظة المنيا وتعد من أهم القرى الاثريه الموجوده فى المحافظة حيث يوجد بها اثار من مختلف العصور التى مر بها التاريخ المصرى .
تحتوى القرية على الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية متمثله فى المبانى والقصور التى يرجع عمرها اكثر من مائه عام .
تتميز هذه القرية بالاسوار العاليه وحكمها حاكم رومانى يتميز بالشده وكانت لديه فتاه ذات جمال لامع ومن شده جمالها أطلق عليها بهاء النساء ومن هنا سميت البلده "البهنسا" ومن المعالم الموجوده بها شجره مريم (عليه السلام) .
يطلق عليها أيضا مدينة الشهداء او البقيع الثاني استنادا لكثرة الذين استشهدوا أثناء الفتح الإسلامي، حيث اشتهد ما يقارب ٥ الاف صحابي ومنهم ٧٠ شهيدا في غزوة بدر ويقال ان ١٠ الاف عين رأت الرسول صلي الله عليه وسلم..
وتشهد مدينة البهنسا الكثير من التطورات خلال الفتره الماضيه من حيث الطرق والاناره والترميم والدهانات والإضاءة لتكون جاهزه لاستقبال الزائرين الوافدين من داخل وخارج مصر.
الآثار الموجودة في البهنسا
تلك القرية الصغيرة التي كانت مساحتها مثل الإسكندرية قديما ولكن تاكلت مع مرور الزمن لتصبح قرية صغيرة بها العديد من الآثار سواء الإسلامية، القبطية ،او الرومانية والعديد من الاثار المنقولة والثابتة ومن أبرز الآثار الموجودة بها :
▪شجرة السيدة العذراء مريم وبئرها
تلك الشجرة العتيقة الموجودة منذ القدم بالكبير الصغير هناك يعرفها والتي استظلت بها العائلة المقدسة وشربت من البئر أثناء رحلة هروبها إلي مصر من رجال الإمبراطور هيرودوس فاحتضنت تلك الشجرة العائلة باغصانها الكبيرة فاختفت تلك العائلة أسفلها.
▪السبع بنات 《شهداء البهنسا》
هن سبع نساء تميزن بالشجاعة والقوة حيث اشتركن مع الجيش الإسلامي أثناء توجه لفتح البهنسا وبذلن أنفسهن ضد الروم فارتدين ملابس العسكرية وقاتلن الروم بكل شجاعة وبسالة وعندما علموا الروم أنهن نسوه قتلوهن ودفن معنا تاركات ذكري تاريخية لهن تخلد عبر الزمن ، ويوجد بجوار مقام السبع بنات ارض منحدرة يأتي العديد من الناس للتدحرج علي هذا المنحدر طلبا للشفاء حيث يذعم أنها مباركة تستجيب للأمنيات طالبين بركات السبع بنات .
▪ ١٧ قبة ومقامات للصحابة والتابعين الصالحين المدفونين بها علي سبيل المثال :
• مقام اولاد عقيل بن علي بن أبي طالب
• مقام سيدي علي الجمام 《قاضي ولاية البهنسا》
• قبه خوله بنت الأزور
من العصر الفاطمي وهي أخت الأمير ضرار بن الأزور حيث انقذته تلك الشجاعة من الاثر متنكرة في زي فارس.
•قبه ابان بن عثمان بن عفان حفيد عثمان بن عفان
• قبة عقبة بن عامر الجهني
• قبة القعقاع بن عمرو
• قبة هاشم بن المرقال
• قبة ذو القلاع الحمري
• قبة عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق
▪مسجد الحسن الصالح بن زين بن العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب
أشكال تطوير الاماكن السياحية في منطقة البهنسا:
وحسب الجهد المبذول من قبل وزارة السياحة والآثار لتطوير وتحسين الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية، والجهود المبذولة ضمن مشروع ترميم آثار قرية البهنسا بمحافظة المنيا
ومما جدير بالذكر أن مشروع ترميم آثار البهنسا يحدث فعليا بالتوافق مع جهاز المشروعات الخاص بالخدمة الوطنية للقوات المسلحة وذلك بإشراف المجلس الأعلى للآثار، هدف المشروع هو إعادة كفاءة الموقع الأثرى والعمل على تحفيز المنطقة المحيطة به لرفع كفاءة الخدمات السياحية وعمل شبكة من الطرق، تمهيدًا لوضعها على الخريطة السياحية.
والمشروع يتضمن ترميم وتطوير مداخل ومخارج المنطقة وعمل شبكة إضاءة كاملة لها ووضع لوحات إسترشادية لوضع كافة المعلومات الشاملة عن الصارخة واصحابها، بإلاضافة إلى محاوطتها بأسوار لتأمينها بحيث يكون بها أبواب خشبية متينه مؤسسة على أشكال الطراز الاسلامى بحيث يتناسب مع الطبيعة الأثرية للمكان وتركيب بلاط حجرى واستبدال الأسقف التالفه وتطوير المداخل والمخارج وتنظيف المكان بدقة عالية ووضع التحذيرات بشأن الأمور التي تم تطويرها وعدم السماح في التقصير نحو ترتيب المزارات وهندمتها بدقة وعناية شديدة
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السياحية البهنسا المنيا اثار الفرعونية الرومانية الإسلامية
إقرأ أيضاً:
الوجهات القصيرة وتصميم الوجهات السياحية
تحتمل عملية تكوين الجذب السياحي تداخل العديد من العوامل المؤثرة فـيها، بعضها يتعلق بطبيعة السائح وبعضها يتعلق بطبيعة الموسم، وبعضها يتعلق بطبيعة المعروض السياحي، وبعضها يرتبط بطريقة تصميم الوجهة السياحية؛ والطريقة التي تصمم بها الوجهة السياحية تعد من العوامل الأكثر حسمًا حينما يتأتى الحديث عن مجتمعاتنا الخليجية والعربية عمومًا؛ ونقصد بها مجموعة من الأسئلة التي تحدد طبيعة هذه الوجهة: من تناسب؟ كيف يتم تحديد مستوى ما يمكن أن يصرفه/ يستهلكه السائح فـيها؟ ما القيم التي تؤسس عليها؟ ما طبيعة الوصول إليها؟ وهل تراعي طبيعة المحاذير/ التوقعات التي تتوقعها الفئة المستهدفة بهذه الوجهة؟ هذه أسئلة أولية فـي تصميم مقاصد الوجهات السياحية، ومن خلالها يمكن أن تتطور أسئلة أخرى أكثر تفصيلًا لتحقيق جدوى الجذب السياحي الحقيقي. فـي تقديرنا فإن دراسة عناصر الجذب السياحي ومسائل اتجاهات السياح، وآليات تصميم الوجهات السياحية هي مسألة دراسة اجتماعية فـي المقام الأول، قبل أن تكون ذات أبعاد اقتصادية خالصة؛ فهناك عدة محكات تتحكم فـي مسائل الجذب السياحي منها: طبيعة التركيب العائلي فـي المجتمعات، المفاهيم المرتبطة بحدود الترفـيه داخل بنية الثقافة فـي هذه المجتمعات، التجارب السابقة للأفراد والمجموعات الاجتماعية، حدود التوقعات الاجتماعية من وجهات الجذب السياحي، الأطر العامة التي تحكم عملية التحرك إلى وجهة سياحية محددة من ناحية الخدمات وتكاملها، مستويات الإنفاق التي تحددها الأسر أو الأفراد على عناصر الترفـيه والسياحة، مستوى أولوية الترفـيه والسياحة بالنسبة للأسرة أو الفرد، هذه بعض العوامل الاجتماعية الأساسية التي يستوجب بطبيعة الحال بحثها (باستمرار) لفهم المشهد المتغير لاتجاهات السياح، خاصة حين تتعلق المسألة بجذب السياح من الداخل (السياحة المحلية).
تتيح مواسم الإجازات القصيرة (الأعياد والمناسبات الوطنية..) فرصة مناسبة لفهم التغيرات التي تطرأ على مشهد السياحة المحلية، وخلال إجازة العيد الوطني المنقضية شهدنا توزعًا واضحًا لمناطق الجذب السياحي على وجهات بعينها، استطاعت بطريقة أو بأخرى إجادة تصميم وجهة الجذب بما يتناسب مع تغيرات السياحة المحلية، قد تكون الوجهات فـي محافظة الداخلية دلالة واضحة على ذلك حيث حظيت -حسبما شهدنا- بتوافد واسع من السياح المحليين على الوجهات السياحية المطورة فـيها، فـي الوقت الذي بدأت فـيه بعض المحافظات وتزامنًا مع العيد الوطني من ناحية، واعتدال الأجواء من ناحية أخرى فـي تنشيط بعض الفعاليات المرتبطة بالمهرجانات الترفـيهية سواء القصيرة منها أو الممتدة كموسم، مما يوفر خيارات جيدة للأفراد والأسر لاستغلال مثل هذه الإجازات وتنشيط السياحة الداخلية. تبقى هناك بعض التحديات أو العتبات التي يتوجب الانتباه إليها مثل استكمال سلسلة القيمة بالنسبة للوجهة السياحية، مثل ضرورة توافر خيارات متنوعة للسكنى والإقامة تتناسب مع مستويات الدخول المختلفة والاتجاهات المتنوعة للسياح، كذلك تنشيط حركة متكاملة حول مناطق الجذب السياحي من خيارات الطعام، عوضًا عن التنبه لاستكمال خدمات البنى السياحية الأساسية، إضافة إلى ضرورة ربط الوجهات السياحية داخل الحيز الجغرافـي المتقارب ببعضها بعضًا لصنع ما يُعرف بالتجمعات السياحية المتكاملة.
إن أمام المحافظات اليوم فرصة مواتية لخلق التجمعات السياحية المتكاملة وفقًا لما تتميز به كل محافظة من عناصر جذب، ومقومات إما طبيعية أو بنائية، أو ثقافـية، ويبقى العمل على الآلية التي يمكن من خلالها توليف كل هذه المقومات لخلق تجربة السائح ضمن إطار سياحي متكامل، فـيتاح أمام من يزور محافظة شمال الباطنة على سبيل المثال تجربة عيش الحياة البحرية والأنشطة المتصلة بها فـي إحدى ولايتها بالإضافة للاستمتاع بالفنون الشعبية والأنشطة التراثية فـي ولاية أخرى، والاستمتاع بتجربة إقامة وطعام ملائمة فـي ولاية أخرى بإطلالات مميزة ومناسبة، أو عيش تجربة الشواء فـي نطاق ولاية أخرى. بحيث تعزز المدة التي يمكن أن يقضيها السائح فـي إطار جغرافـي قريب، وبكلفة معقولة، وخيارات متعددة، وبتجربة كافة أشكال الجذب المتاحة. وبهذه الطريقة يخلق إنفاق محلي مستدام ومضاف يغذي القطاع السياحي من ناحية، ويساهم فـي تقويم تجربة التنمية السياحية فـي المحافظات من ناحية أخرى. وفـي تقديرنا يجب أن تركز فـي هذه المرحلة الاستراتيجيات الوطنية (المركزية) على تعزيز مثل هذه المفاهيم وتنميتها ثم تمكين المحافظات من إسقاطها فـي برامجها وخططها اللامركزية على حد سواء.
يبقى السؤال: ما الذي يجذب السائح العُماني إلى وجهة سياحية معينة؟ تتيح دراساتنا المسبقة فـي حقل الاجتماع حول هذه المسألة عدد من النتائج المهمة، والتي يمكن أن تساعد فـي تصميم الوجهات السياحية المستهدفة للجذب المحلي، يمكن الحديث عن 5 عناصر أساسية تحدد هوية الجذب المحلي للسياح؛ أولها وجهة سياحية ملائمة للعائلة من ناحية (الثقافة/ المرافق/ الخصوصية/ التكلفة)، ثانيها: وجود أنشطة ترفـيهية تتسم بالسلامة والأمان خاصة لفئة الأطفال، ثالثها: وجود خدمات تكميلية قريبة مكانيًّا وذات جودة، رابعها: سهولة الوصول للوجهة من قبل كافة مكونات العائلة، خامسها: اتساع الوجهة وتفضيل إمكانية كونها وجهة طبيعية. هذه عناصر أساسية استخلصناها من دراساتنا المسبقة حول الموضوع، وبالتأكيد فإن هناك تفضيلات وعناصر فرعية تختلف باختلاف العوامل والمحددات الاجتماعية للأفراد والأسر، سواء من ناحية الدخل، أو تركيب الأسرة وعدد أفرادها وطبيعتها، وكذلك التجارب المعاشة السابقة للأفراد والأسر. وفـي كل الأحوال فإننا ندعو إلى تشخيص مستمر للواقع المتغير للتفضيلات السياحية، فإذا كان المشهد فـي المحافظات اليوم يحمل العديد من الفعاليات والمهرجانات والمواسم المستمرة فإنها فـي الوقت نفسه تشكل إطارًا خصبًا للتقييم ولفهم المجتمع والحالة السياحية العامة، فلا يكتفى فقط بمؤشرات أعداد الزوار وأوقات الزيارة، وإنما ينبغي فهم الأبعاد والمحكات الأخرى التي تساعد فـي تطوير مثل هذه التجارب، وفـي الوقت نفسه تصميم وجهات أكثر مناسبة لاتجاهات السياحة المحلية.