مع تصاعد حدة الأحداث التي تشهدها إسرائيل وقطاع غزة، بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس، تتجه أصابع الاتهام إلى إيران، أحد أبرز الداعمين للفصائل الفلسطينية، خاصة بعد التقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلا عن مصادر أكدت أن طهران "أعطت الضوء الأخضر لشن الهجمات، خلال اجتماع الأسبوع الماضي".

وقبل أيام من شن حماس، المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية، هجومها على البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة، بإطلاق آلاف الصواريخ وتسلل مسلحين تابعين لها للأراضي الإسرائيلية مما أسفر عن مقتل نحو 800 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين، تحدث المرشد الإيراني، علي خامنئي، عما وصفه بـ "احتضار" إسرائيل.

وقال خامنئي في تصريحات علنية نشرت في الثالث من أكتوبر، إن "من يريد تطبيع علاقاته مع إسرائيل، يراهن على حصان خاسر".

وجاءت تصريحات المرشد الإيراني بعد أن كسبت المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة بشأن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، زخما خلال الأسابيع الماضية.

وفي صباح 7 أكتوبر، نفذت حماس، الهجوم الأكبر منذ حرب أكتوبر 1973، مما دفع إسرائيل لإعلان أنها في "حالة حرب".

وبعد الهجوم، ردت إسرائيل بشن غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، ما أوقع أكثر من 500 قتيل فلسطيني، بينهم مدنيون، في الشريط الساحلي الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

"الرابح الأكبر"

وربط محللون بين هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين الإسرائيليين، بإيران، قائلين إن "طهران مستفيدة من التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين"، رغم أنهم لم يجزموا بوجود انخراط مباشر .

وقال زميل أبحاث سياسة الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، حسن الحسن، إن "إيران هي الرابح الأكبر في هذه المرحلة من التصعيد العسكري".

وخلال حديثه لموقع قناة "الحرة"، قال الحسن إن الحرب الحالية "تعقّد حتما عملية التوصل إلى اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وتعزز أيضا من أطروحة ما يسمى بـ(محور المقاومة)، بأن إسرائيل (دولة) قابلة للهزيمة".

ومع ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الإخبارية: "لا أرى دليلا على وقوف إيران وراء أحدث هجوم في إسرائيل، رغم وجود علاقات قديمة بين حماس وطهران".

الهجوم على إسرائيل.. هل قدمت إيران المساعدة لحماس؟ بالتزامن مع الهجوم الذي شهدته إسرائيل من قطاع غزة، والذي أسقط أكبر عدد من القتلى الإسرائيليين منذ عقود، أثيرت تساؤلات بشأن دور إيران في دعم حركة حماس الفلسطينية، التي أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ العملية التي تهدد بنشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط.

وأضاف بلينكن أن "عرقلة التطبيع المحتمل للعلاقات بين إسرائيل والسعودية، ربما يكون بالتأكيد من دوافع الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل".

وفي حديثه لموقع "الحرة"، لم يستبعد المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن، أن "تكون إيران وراء العملية، نظرا لانتماء حماس للمعسكر الإيراني".

وقال إن حماس "تنتمي لما يسمى بمحور المقاومة، وهي تخدم المصالح الإيرانية في المنطقة"، مضيفا: "لكن مدى تدخل إيران في ما تقوم به حماس تجاه إسرائيل، لا يزال أمرا غير واضح".

"ضوء أخضر"

وكان متحدث باسم حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، قال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الأحد، إن "الحركة حصلت على دعم مباشر من إيران للهجوم".

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن إيران "أعطت الضوء الأخضر لحماس لتنفيذ الهجوم، خلال اجتماع عقد بالعاصمة اللبنانية بيروت، الإثنين الماضي، بعد أن خطط ضباط الحرس الثوري مع قادة حماس مسألة التوغلات الجوية والبرية والبحرية".

وأوضحت الصحيفة أن "تفاصيل العملية وضعت خلال عدة اجتماعات في بيروت، حضرها ضباط الحرس الثوري، وممثلون عن 4 جماعات مسلحة تدعمها إيران، بما في ذلك حماس التي تسيطر على قطاع غزة".

لكن الحسن قال إنه "لا يمكن الجزم بعد بطبيعة الدور الإيراني في التخطيط أو التدبير للهجوم على وجه التحديد، في ظل نفي رسمي من قبل طهران واستبعاد وزير الخارجية الأميركي ومتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لاحتمالية أن تكون إيران هي التي أوعزت لحماس بتنفيذ الهجمات".

ورغم ذلك، أشار الحسن إلى أن طهران "لعبت دورا بالغ الأهمية في تزويد حماس بالصواريخ والتقنيات العسكرية على مدار أعوام مضت"، مردفا: "بل وساهمت في تنسيق عمليات عسكرية سابقة لحماس ضد إسرائيل،" على حد قوله.

ونفت إيران ضلوعها في الهجوم المباغت الذي نفذته حركة "حماس" واستهدف إسرائيل، فجر السبت، قائلة إن تلك الاتهامات تستند إلى "دوافع سياسية".

إيران تنفي ضلوعها في هجمات "حماس" ضد إسرائيل نفت إيران ضلوعها في الهجوم المباغت الذي نفذته حركة حماس واستهداف إسرائيل، فجر السبت، قائلة إن تلك الاتهامات تستند إلى "دوافع سياسية".

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في بيان، الأحد: "ندعم فلسطين على نحو لا يتزعزع، لكننا لا نشارك في الرد الفلسطيني، لأن فلسطين فقط هي التي تتولى ذلك بنفسها".

والاثنين، نفت إيران مجددا ضلوعها في هجوم حماس المفاجئ، وقالت إنها "لا تتدخل في قرارات الدول الأخرى".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن اتهام طهران بالضلوع في العملية المباغتة التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل "تستند إلى دوافع سياسية".

"مكاسب من الحرب"

و"يقود الجهود المبذولة لوضع وكلاء إيران في المنطقة تحت قيادة موحدة"، إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، وهو الفصيل المسؤول عن العمليات الخارجية"، وفق "وول ستريت جورنال".

وذكرت الصحيفة الأميركية أن قاآني "أطلق التنسيق بين العديد من الميليشيات المحيطة بإسرائيل في أبريل، خلال اجتماع في لبنان، حيث انخرطت حماس في العمل بشكل وثيق مع مجموعات شيعية أخرى مثل حزب الله لأول مرة".

وقال كبار أعضاء حماس وحزب الله اللبناني لصحيفة "وول ستريت جورنال" – دون أن تكشف عن هويتهم - إن "إيران وضعت جانبا الصراعات الإقليمية الأخرى، مثل نزاعها المفتوح مع السعودية في اليمن، لتكريس الموارد الخارجية للحرس الثوري لتنسيق وتمويل وتسليح الميليشيات المعادية لإسرائيل، بما في ذلك حماس وحزب الله".

ووفقا للصحيفة الأميركية ذاتها، فإن "الدور الإيراني المباشر، من شأنه أن يخرج طهران من حرب الظل طويلة الأمد مع إسرائيل، ما يزيد من خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط". 

وتعهد مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار بمهاجمة القيادة الإيرانية، إذا ثبت أن طهران مسؤولة عن قتل إسرائيليين.

وفي سياق متصل، قال شتيرن إن "إيران تحقق مكاسب من هذه الحرب"، بما في ذلك "تعطيل" صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية، موضحا أن الرياض "لا يمكنها التقدم في بناء علاقات مع إسرائيل في ظل ما يحدث الآن"، بحسب تعبيره.

وتابع: "إيران تحقق المكاسب السياسية، لكن على حساب الفلسطينيين في غزة فهم من يدفعون الثمن.. هذا هو التفكير الإيراني الذي لا يجلب معه سوى العنف وسفك الدماء، وهذه المرة بأعداد كبيرة جدا، والأسوأ ما هو آت".

"رد فعل"

في الناحية المقابلة، استبعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في قطاع غزة، حسام الدجني، أن يكون لإيران تدخلا مباشرا في هجوم حماس، رغم دعم طهران العلني للجماعة الفلسطينية.

وقال: "ربما تكون إيران داعمة (لحماس)، لكن ما جرى هو رد فعل على الاحتلال وجرائمه في الأقصى والضفة، وما يتعرض له الفلسطيني من تمدد للاستيطان والحصار".

وفي حديثه لموقع "الحرة"، رأى الدجني أن إسرائيل "تريد أن تصنع مبررا باتهام إيران"، في إشارة لإخفاق إسرائيل في كشف هذا الهجوم الكبير مسبقا.

وشدد الدجني على أهمية أن يكون الموقف الأميركي "سياسيا لإيقاف العنف في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل"، مشيرا إلى وجود "غضب عارم بين النخب الفلسطينية التي تحترم الولايات المتحدة".

بايدن يجدد دعم واشنطن لإسرائيل ويحذر "الأعداء" من استغلال الوضع قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، السبت، إن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل دائما، وحذر من أنه لا ينبغي لأي عدو لإسرائيل أن يستغل تلك الهجمات.

واستطرد قائلا: "بدلا من إرسال بارجة، كان الأولى على (الرئيس الأميركي جو) بايدن إرسال وفد دبلوماسي لإجبار كل الأطراف على تطبيق حل الدولتين والوصول لصفقة مع حماس، كونها جزءا من الحل وليس من المشكلة".

وبرر الدجني هجوم حماس بـ"الوضع المعيشي الذي يعيشه قطاع غزة"، قائلا إن "الواقع في غزة لا يؤسس للاستقرار، بمعدل فقر وبطالة فوق 60 بالمئة، وانعدام الأمن الغذائي، وكهرباء لا نراها إلا 8 ساعات في أحسن الأحوال".

من جانبه، قال الحسن إن الحرب الحالية "تعزز فكرة يتبناها النظام الإيراني بأن المقاومة المسلحة هي الخيار الأمثل لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني، وهي الأطروحة التي ساهمت في ترسيخها حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل بقيادة نتانياهو، من خلال سدها الكامل لآفاق التوصل إلى دولة فلسطينية مستقلة من خلال مسار تفاوضي سلمي".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وول ستریت جورنال هجوم حماس حرکة حماس ضلوعها فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترصد إمكانية تغير موقف حماس من مقترح صفقة التبادل

قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، مساء اليوم السبت،29 يونيو 2024 ، إن تل أبيب ترصد إمكانية حصول تغيير في موقف حركة حماس في إطار المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بموجب اتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة .

جاء ذلك بحسب ما أوردت القناة 13 الإسرائيلية، وذلك في ظل "التغييرات" التي تدفع بها الإدارة الأميركية على المقترح الذي كان قد عرضه الرئيس جو بايدن على أنه مقترح إسرائيلي، ويتألف من 3 مراحل تنتهي بإرساء "هدوء مستدام" في غزة.

وشدد التقرير على عدم حدوث اختراقة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس التي ترعاها واشنطن، ولا تفاؤل خاص في إسرائيل إزاء ما قد تسفر عنه الخطوة الأميركية، غير أن التقديرات تشير إلى إمكانية حدوث تغيير في موقف حماس.

واعتبر المسؤول أنه "إذا وافقت حماس على الصياغة الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة فسوف يسمح ذلك بإتمام الصفقة"؛ علما بأن القيادي في حماس، أسامة حمدان، قال إنه لا يوجد أي تطور جديد حقيقي في المفاوضات.

وبحسب القناة، "لا تعتزم تل أبيب الاعتراض على التغييرات التي تدفع بها إدارة بايدن لإحداثها في بنود وصيغة المقترح المطروح"؛ ووصفتها بأنها تغييرات هامشة لا تتعلق بالمرحلة الأولى من الاتفاق والتي تتضمن الإفراج عن "الفئة الإنسانية" من الأسرى.

والجزء الذي تعتزم إدارة بايدن تعديله في المقترح، بحسب ما جاء في تقرير أورده موقع "واللا" في وقت سابق اليوم، يتعلق بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ خلال تنفيذ المرحلة الأولى من أجل تحديد شروط الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.

ووفقا لتقرير موقع "واللا"، فإن المسؤولين في واشنطن "صاغوا من جديد البند الـ8 من أجل سد الفجوة بين إسرائيل وحماس، ويضغطون على قطر ومصر للضغط على حماس لقبول المقترح الجديد".

من جهة أخرى، نقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") عن مصدر قالت إنه "عربي مشارك في المفاوضات إن المسودة الجديدة تهدف إلى "جسر الفجوات حول قضيتين أساسيتين: إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، والمصطلحات الواردة في المقترح لمفهومي وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة".

وعبّر المصدر العربي الذي تحدث لـ"كان 11" (لم تسمه) عن تفاؤله وقال: "ربما نكون قريبين من التوصل إلى اتفاق، لكن الكرة الآن في ملعب كل من إسرائيل وحماس"؛ في خين شدد المسؤول الإسرائيلي على أن "إسرائيل ملتزمة بصيغة المقترح الذي رحب به الرئيس بايدن. ولا تغيير في موقفها".

وذكرت "كان 11" نقلا عن مصادر مطلعة أن إدارة بايدن تسعى لتحقيق انفراجة في المفاوضات، وتعتزم عقد اجتماع وجاهي بمشاركة الوسطاء خلال الأيام المقبلة في محاولة للتوصل إلى حلول وسط، وذكرت المصادر أن المقترح الأميركي المعدل قدم إلى الوسطاء بالتنسيق مع إسرائيل.

وقال مسؤولون إسرائيليون تحدثوا لـ"كان 11" إن هناك "استعدادًا في تل أبيب للمضي قدما في المفاوضات حتى قبل انتهاء العملية في رفح"، ولم يستبعدوا إمكانية حدوث تقدم "في المستقبل القريب"، واعتبر المسؤولون أن الأيام القبلة "ستكون مهمة في ظل المساعي الأميركية للتوصل إلى تسوية".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • هجوم بالسهام على سفارة إسرائيل في دولة أوروبية
  • مقتل منفذ هجوم بقوس ونشاب على السفارة الإسرائيلية في بلغراد
  • إسرائيل ترصد إمكانية تغير موقف حماس من مقترح صفقة التبادل
  • التقسيم والفقاعات.. تعرف على سيناريوهات إسرائيل لإدارة غزة بعد الحرب
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي على إيران.. العالم سيتفهم ذلك
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي ضد إيران.. العالم سيتفهم ذلك
  • إيران.. بزشكيان يتقدم على جليلي بعد فرز أكثر من 12 مليون صوت
  • إيران: الهجوم الإسرائيلي على لبنان سيعني "حرب إبادة"
  • بعثة إيران بالأمم المتحدة تحذر من حرب طاحنة حال هجوم إسرائيل على لبنان
  • سلاح الجو الإسرائيلي يجري تدريبات تحاكي ضربات بعيدة على إيران