صحف أوروبية: الفشل المرير لنتنياهو وأجهزة استخباراته
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
اهتمت صحف أوروبية عدة بهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل يوم السبت، فرأت فيه فشلا ذريعا لأجهزة استخبارات إسرائيل، وحملت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية عن هذه الكارثة التي تثير غضب سكان المناطق المتاخمة لغزة المصدومين الذين ما زالوا يحصون قتلاهم ومفقوديهم، دون أن يفهموا كيف يمكن أن يكون جيشهم غير مستعد إلى هذا الحد.
وقالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية –في تقرير بقلم مارك هنري- إن السؤال عما كان "يفعله الجيش والشرطة وأجهزة الأمن" يعذب الإسرائيليين الذين كانوا يعتقدون أنهم آمنون، فاكتشفوا أنفسهم تحت رحمة بضع مئات من المسلحين الذين زرعوا الرعب في جنوب البلاد، دون أن يصدر أدنى إنذار قبل هذا الهجوم الذي فاجأ الجنود والسياسيين تماما.
ومع أن العملية التي نفذتها حماس تتطلب عدة أشهر من الإعداد، فقد مرت دون أن يلاحظها أحد على الإطلاق، لا الشين بيت المسؤول عن مكافحة الإرهاب ولا أجهزة المخابرات العسكرية.
عار كبير
وهذا يعني – كما يقول القائد السابق للبحرية الإسرائيلية إيلي مارون- فشلا "فادحا" للتسلسل الهرمي بأكمله و"كارثة" و"عارا كبيرا"، ولن ينسى الإسرائيليون الصور ومقاطع الفيديو للأمهات مع أطفالهن، وكذلك كبار السن الذين احتجزتهم حماس رهائن في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن هذا يذكر الإسرائيليين بالفشل عام 1973، لأن القادة الإسرائيليين في الحالتين وقعوا أسرى مفاهيم تبين أنها كاذبة حول نوايا عدوهم، إذ اعتقد المسؤولون أن حماس ليست لديها خطط لتنفيذ عمليات توغل برية واسعة النطاق في الأراضي الإسرائيلية، خوفا من عمليات انتقامية واسعة النطاق في قطاع غزة، ومع ذلك، هاجموا مواقع عسكرية إسرائيلية سيئة الدفاع، والأسوأ أنهم تمكنوا من العودة مع رهائنهم دون تدخل سلاح الجو الإسرائيلي.
هل يتكرر الفشل؟
أما الخطأ الثاني، فيتعلق بالسياج الأمني المتطور الذي أقيم على طول الخط الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية، والذي تم تصويره على أنه غير قابل للعبور عمليا، ومن المؤكد أن التقنيات المستخدمة في هذا العمل حديثة، وقد كلفت مليار دولار، وبالفعل وضعت حدا لمحاولات التسلل عبر الأنفاق، لكن المقاتلين كانوا بسيطين قدر الإمكان في الالتفاف على العائق عن طريق ضرب السياج باستخدام الجرافات أو الشاحنات الصغيرة أو حتى السيارات.
وخلصت الصحيفة إلى أن السؤال الذي يؤرق الإسرائيليين الآن هو هل فشل أجهزة الاستخبارات في التعامل مع نوايا حماس سيتكرر على جبهات أخرى أكثر خطورة، مثل الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، ناهيك عن إيران، العدو الأول لإسرائيل ببرنامجها النووي ووجودها العسكري المهيمن في سوريا.
قتلى ومفقودون
أما صحيفة لوتان السويسرية، فركزت على سكان منطقة غزة، وقالت إنهم يحصون قتلاهم ومفقوديهم، ولا يفهمون كيف يمكن أن يكون جيشهم غير مستعد إلى هذا الحد، مشيرة إلى أن البلدات الإسرائيلية المحيطة بغزة تحولت إلى مدن أشباح.
وقال شيلو، أحد سكان حي مشمور هغيفن بأوفاكيم، متحدثا عن المهاجمين صباح السبت "كانوا يعلمون أنه لن تكون هناك مقاومة"، مضيفا أنه سمع ضجيجا، فنظر من النافذة إلى المنزل المقابل، حيث أخذ 5 رجال زوجين متقاعدين حديثا رهائن، وبقي ابنهما وهو ضابط شرطة، يشعر بالارتياح لعلم أن والديه على قيد الحياة، ولكنه مع ذلك في حالة حداد.
يقول الخمسيني موشيه حامياس غاضبا "كيف يمكننا أن نفسر ما حدث؟، إذا اقترب أرنب من السياج نطلق النار عليه. أما هنا فلا شيء، عاد مئات الرجال ولا شيء".
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي تنتشر الشائعات بأن الحكومة هي التي تجاهلت التحذيرات الاستخباراتية، والجنرالات بدون رؤية.
شوكة في الخاصرة
ونبهت الصحيفة إلى أن الرهائن سيبقون شوكة في خاصرة نتنياهو، مشيرة إلى غضب وإحباط بين العائلات التي اختطف أفراد من أسرهم.
تقول أدفا أدار إن جدتها (85 عاما) اختطفت رهينة في كيبوتس نير عوز على الحدود مع غزة، وقد انتشرت صورتها على شبكات التواصل الاجتماعي وهي مبتسمة.
ويبدو أن الإحباط منتشر بين عائلات أخرى –كما تقول الصحيفة السويسرية- فالجميع يسأل نتنياهو مباشرة "نتذكر الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزوا لعدة سنوات، دون اتخاذ أي إجراء يذكر، ويبقى أن نرى كيف سيتعامل المستوى السياسي مع هذا الغضب المتزايد".
ومن ناحيتها، رأت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية –في افتتاحية بقلم دوف ألفون- أن هجوم حماس دليل على الفشل الكبير لبنيامين نتنياهو، وقالت إنه يتحمل نصيبا كبيرا من المسؤولية عن هذه الكارثة.
وخلصت الصحيفة إلى أنه سيكون هناك ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما بعده، في تاريخ إسرائيل، ولكن أيضا في تاريخ الدبلوماسية العالمية، لأن الهجوم المذهل الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، وعلى قواعد عسكرية إسرائيلية، بمئات المسلحين، يتميز بقدر كبير من الأهمية، في طريقة عملها والصرامة الشديدة في تنفيذه.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يشترط لإنهاء الحرب في غزة
#سواليف
نقل موقع “والا” الإسرائيلي، عن #مسؤولين #أميركيين و #إسرائيليين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو أكد خلال محادثاته في #واشنطن عزمه الدخول في #مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق #غزة، مشيرًا إلى استعداده لبحث #إنهاء_الحرب والإفراج عن سجناء لم توافق إسرائيل على إطلاق سراحهم سابقًا.
وبحسب المصادر، فإن نتنياهو يشترط تخلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن السلطة في غزة ومغادرة كبار قادتها إلى الخارج، مشيرا إلى أنه في حال وافقت حماس على ذلك، فسيكون هناك تقدم نحو المرحلة الثانية من الصفقة.
وأعرب نتنياهو عن رغبته بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، مضيفا أنه من الممكن تأمين إطلاق سراح 2 أو 3 أسرى إضافيين فقط بناء على حالتهم الصحية.
مقالات ذات صلةكما ذكرت المصادر أن إسرائيل سوف تنسحب من محور فيلادلفيا (صلاح الدين) إذا وافقت حماس على عدم السيطرة على غزة، مشيرة إلى أن #حماس غير مستعدة للتخلي عن قوتها العسكرية أو عن الأسلحة التي بحوزتها.
من جهتها، ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن المجلس الأمني والسياسي في تل أبيب، سوف يجتمع الثلاثاء المقبل، لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أنه من المتوقع أن تتسلم إسرائيل غدا الجمعة قائمة بأسماء الأسرى الذين سيفرج عنهم.
وأضافت أن رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار وجّه بدعم المفاوضين لإتمام المرحلة الأولى من الصفقة والاستعداد لمرحلة ثانية.
من جهته، نفى المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية أن يكون نتنياهو عرض أي خطة بشأن المرحلة الثانية، مشيرا إلى أن “الأنباء عن ذلك كاذبة”.
ونقلت القناة الـ14 الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إن المرحلة الثانية من الصفقة ستكون أكثر تعقيدا بكثير لكنه أعرب عن تفاؤله بإمكانية تحقيقها.
وقال نتنياهو للقناة إن ترامب أخبره أنه على اتصال بعدد من الدول لتنفيذ خطته المتعلقة بتهجير الفلسطينيين.
كما اعتبر نتنياهو أن إقامة دولة فلسطينية لا تشكل انتصارا هائلا لحماس بل ستشكل أيضا مكسبا لإيران، معتبرًا ذلك هزيمة لإسرائيل، على حد قوله.
ومساء الثلاثاء، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو في البيت الأبيض، عزمه “الاستيلاء” على قطاع غزة وتهجيرالشعب الفلسطيني منه، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.
قلق لدى أهالي الأسرى
في الأثناء، أعرب أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم الخميس، عن قلقهم إزاء احتمال عدم إعادة جميع ذويهم من القطاع “بسبب مرور وقت طويل” حتى إتمام كافة مراحل الاتفاق.
جاء ذلك في مؤتمر مشترك لذوي الأسرى الإسرائيليين بمدينة تل أبيب وسط إسرائيل.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن ابنة أحد قتلى أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قولها “نحن قلقون على أسرانا الأحياء في قطاع غزة، وعلى إمكانية استرداد جثث القتلى أيضًا، بسبب مرور وقت طويل حتى إتمام كافة مراحل الاتفاق”.
وأضافت ابنة القتيل الإسرائيلي “لا يمكننا التباطؤ، كل لحظة تمر تشكل خطرًا على الأسرى جميعهم، ليس فقط على الأحياء منهم، بل أيضا على كرامة القتلى”.
وأنهت حديثها بالقول “الزخم موجود الآن، لا يجب تفويته، الآن هو الوقت للتوصل إلى اتفاق يعيد الجميع”.
بدورها، قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” إنه من المتوقع أن تعلن حركة حماس غدًا (الجمعة) أسماء 3 أسرى سيتم الإفراج عنهم السبت، وسط حالة من الترقب والتوتر بين عائلات الأسرى.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى منها التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية، إنه بعد إطلاق حماس سراح 18 أسيرا (13 إسرائيليا و5 تايلنديين)، فإنه لا يزال لديها 79 أسيرا، من المقرر إطلاق سراح 20 منهم خلال المرحلة الأولى الجارية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ويتوقع الإعلام الإسرائيلي أن من بين الـ79 أسيرًا المتبقين في غزة، هناك 36 ليسوا على قيد الحياة.
وبدعم أميركي، ارتكبت قوات الاحتلال بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.