طفلي كثير الإلحاح والتذمر.. كيف أتعامل معه؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
بيروت- يلجأ الأطفال في جميع الأعمار إلى عادة الإلحاح، ويستمرون في طلب ما يريدون حتى يستجيب أهلهم لمطالبهم.
ويعد الاستسلام لطلبات الأطفال من أسهل الخيارات، لأنه يعيد جو الهدوء والسلام إلى المنزل، ولكنه يعلمهم أن الإلحاح يأتي بنتيجة، وفي المرة المقبلة عندما يريد الطفل أي شيء سيكرر هذه العملية.
ويعتبر الإلحاح من أكثر صفات الأطفال غير المرغوبة بها بالنسبة للأبوين، كما أنه يترك آثارا سلبية على شخصية الطفل.
وتظهر هذه المشكلة من عمر عام كما تقول الدكتورة فيونا حدادة استشارية الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين والإرشاد الأسري، وذلك عندما يبدأ الطفل في البكاء المتواصل لطلب شيء ما وتضطر الأم لتنفيذه بهدف إسكاته، ولكنه يعتاد على ذلك ويتبع هذا الأسلوب في ما بعد ويكبر معه ويصبح "طفلا لحوحا".
من عمر عام يبدأ الطفل في البكاء المتواصل لطلب شيء ما ويتبع هذا الأسلوب في ما بعد (شترستوك) نصائح لإيقاف إلحاح الطفلوتقول الاستشارية حدادة للجزيرة نت "يتعلم معظم الأطفال منذ صغرهم أن إزعاج والديهم للخضوع لهم هو أحد أفضل الأسلحة التي يمتلكونها، ولكن في كل مرة يتم التجاوب فيها معهم تتعزز لديهم فكرة أن المضايقة طريقة جيدة للحصول على ما يريدون".
وتقدم حدادة بعض النصائح لإيقاف هذا الإلحاح:
يجب عدم الاستسلام لمطالبهم وتجاهل الاحتجاجات المستمرة. من الضروري جدا المحافظة على الصبر والهدوء. استخدام الحب والحزم معا. يجب إيجاد لغة للحوار والتحدث بهدوء مع الطفل لمعرفة ما يريده بالضبط. يجب التكلم مع الطفل بلطف وسلوك جيد ومعاملته كأنه فرد مستقل. التعامل بتجاهل مع طريقة الإلحاح، وسوف يتوقف الطفل عن ممارسة هذا السلوك مع أمه. تعليم الطفل كيف يحل مشاكله بنفسه، وعندما يدرك خطأه ويعترف بذنبه فإنه لن يرتكبه مرة أخرى. تشتيت الانتباه عن الإلحاح، ومحاولة مشاركته في نقاش هادئ. 3 خطوات للتعامل عندما يبدأ طفلك الإلحاحوتقترح حدادة على الوالدين اتباع ثلاث خطوات أولية للتعامل مع الطفل عندما يبدأ بالإلحاح، وهي:
يجب على الوالدين تعلم كيفية معرفة مشاعر الطفل واحترامها. عدم الاستجابة للطلبات التي لم يتم الاتفاق عليها، مثل تمديد وقت اللعب، أو تأجيل موعد النوم، أو حتى شراء الحلويات أو الألعاب. الحرص على عدم انتقاد الطفل، ولكن يمكن تذكيره بالأشياء الإيجابية التي قام بها خلال اليوم والثناء عليه.وإذا تفاقم سلوك الطفل وتجاوز الحد الذي يمكن تجاهله كالصراخ بصوت عال في مكان عام أو بدء إلقاء الأشياء على الأرض يجب تحذيره من عاقبة تصرفه بالقول مثلا "إذا لم تتوقف عن الإلحاح والبكاء فسنعود إلى البيت ولن تذهب للعب"، بحسب نصيحة حدادة.
كما يجب عدم الاستجابة لطلباته أمام الآخرين، لأن غايته الإحراج والضغط على الأهل.
وعندما يحاول الآباء تغيير أسلوبهم في التعامل مع الطفل فهنا قد يزيد الطفل في سلوكه السيئ قبل أن يتحسن، وعلى الآباء الثبات، فالطفل يختبر مدى صبر الوالدين وقوة الحدود والقوانين الجديدة.
يجب تعليم الطفل الفرق بين الإلحاح وطلب الأشياء باحترام وأدب (شترستوك) طرق مفيدة للتعامل مع الطفل اللحوح والمتذمروبشأن كيفية التعامل مع الطفل اللحوح والمتذمر دائما، يقدم موقع "بوزيتيف بيرنتسنيغ سولشينسز" بعض الحلول للكاتبة لين لوت مؤلفة كتاب "الانضباط الإيجابي" عن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من عادة الإلحاح المستمرة، وذلك باتخاذ الخطوات التالية:
اعتماد "طريقة السؤال والإجابة" مع طفلك المزعج، وضرورة المشاركة في النقاش معه، ليتعلم أن الإلحاح والتذمر الدائمين ليسا الحل المناسب ولا السلوك الفعال لتحقيق الأهداف. التفاوض مع الطفل عبر طرح العديد من الأسئلة بدون إعطاء جواب حاسم، فهذا الأمر يدفع الطفل ليفكر مليا مرة أخرى بأسلوب مغاير. الجلوس مع الطفل وتعليمه الفرق بين الإلحاح وطلب الأشياء باحترام وأدب. التوضيح للطفل أن هناك أمورا يطلبها سيكون الجواب عليها "نعم"، فيما هناك أمور سيتم رفضها، وأن رفض طلباته أمر وارد ومحتمل، ويجب ألا يتوقع الموافقة دائما على كل ما يريد. التوضيح للطفل أنه من غير المناسب أن يمارس إلحاحه أمام أصدقائه أو في العلن خارج المنزل، لأن الإجابة على مطالبه ستكون دائما "لا". عدم اللجوء إلى أسلوب الترهيب أو الدخول في صدامات أو جدالات مع الطفل بسبب أسلوبه. التزام الصبر في التعامل مع الطفل اللحوح.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مع الطفل
إقرأ أيضاً:
بتقنية حديثة لإعادة تشكيل الصمام الرئوي.. رحلة علاج الطفل حمزة في مستشفى الناس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
إحياء النفس وبث الأمل مجددًا هي الرسالة الأسمى التي تحملها مستشفى الناس الخيري لعلاج أمراض القلب والجهاز الهضمي والسكري بالمجان، على عاتقها منذ افتتاحها عام 2019 وحتى الآن، ليتمكن المرضى ولاسيما الأطفال من العودة إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بلا ألم ولا عناء بعد خضوعهم للعلاج والجراحات اللازمة داخل المستشفى.
قصص النجاح في مستشفى الناس لعلاج أمراض القلب والجهاز الهضمي بالمجان، تعد قصص ملهمة لا تنتهي كتب سطورها فريق عمل طبي محترف يعمل بتفاني ودقة وإخلاص بلا كلل من خلال عمليات جراحية دقيقة ومعقدة ونادرة، وكل هذا يقدم للمرضي بالمجان تمامًا ودون أن يتحملوا أي أعباء مادية، وذلك في إطار عمل تكافلي تقدمه المستشفى لجميع المرضي دون تمييز.
ومن بين عشرات الحكايات الملهمة تأتى قصة حمزة، وهو الطفل الذي لم يتجاوز عمره 8 أشهر، ودخل مستشفى الناس وهو يعاني من "رباعى فالوت" أي 4 عيوب خلقية في القلب، إضافة إلى عيوب خلقية أخري في القلب، لتكون قصة علاجه والجراحات الدقيقة التي خضع لها صفحة جديدة من صفحات النجاح والأمل التي تسطرها الأطقم الطبية المتميزة في المستشفى لعلاج الحالات الحرجة لمرضي القلب من الأطفال الصغار وحديثي الولادة.
قصة الطفل حمزة كما يرويها أستاذ دكتور محمد عزام استشاري جراحات قلب الأطفال بمستشفى الناس، بدأت عندما حضر حمزة إلى المستشفى وهو يعاني من "رباعي فالوت - 4 عيوب خلقية في القلب"، إضافة إلى ضيق في الصمام الرئوي، وتضخم في الشريان الرئوي، وتم إجراء جراحة قلب مفتوح له، وذلك بتقنية عالية عبارة عن إعادة تشكيل للصمام الرئوي باستخدام أنسجة مجاورة للقلب.
ويوضح الدكتور محمد عزام، أن تقنية إعادة تشكيل الصمام الرئوي باستخدام الأنسجة المجاورة للقلب، تعتبر من التقنيات الحديثة جدًا المستخدمة في علاج هذه الحالات، لأنها تحافظ على كفاءة القلب، وتقلل فرص حدوث ارتجاع شديد بالصمام الرئوي، كما أنها لا تستدعى استخدام أي أجهزة أو صمامات معدنية من خارج الجسم.
وأشار استشاري جراحات قلب الأطفال بمستشفى الناس، إلى حدوث تغير واختلاف كامل للطفل حمزة بعد العملية، مضيفًا: «الطفل كان فاقدًا للشهية تمامًا، ودخل المستشفى بجسد هزيل ووزن خفيف، بالإضافة إلى معاناة الأم التي لم تكن في استطاعتها إرضاعه نهائيًا، حيث كانت في حالة حزن وبكاء مستمر بسبب حالة ابنها السيئة، لكن الآن تغير الوضع وأصبح حمزة يعيش بشكل طبيعي، بعدما تعافي بشكل كامل فور انتهاء العمليات الجراحية وخضوعه لفترات المتابعة العلاجية بعد الجراحة داخل المستشفى».