لماذا لم يوقف أمن الحدود الإسرائيلي المتطور هجوم حماس؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
في واحدة من أكثر الهجمات دموية التي عرفتها إسرائيل منذ وجودها، اخترق مسلحو حركة حماس الفلسطينية الحدود نحو بلدات غلاف غزة من الجو والبحر والبر، وأطلقوا النار واحتجزوا رهائن وأجبروا العائلات على تحصين أنفسهم في الداخل خوفاً على حياتهم، وبعدها انهالت الصواريخ من القطاع. فكيف سمح الأمن الحدودي في هذا الاختراق الجسيم؟
تقول شبكة "سي إن إن" في تقرير تحليلي إنه على الرغم من أن إسرائيل ليست غريبة على الهجمات والعمليات الفلسطينية، إلا أن هجوم يوم السبت لم يسبق له مثيل، لأسباب ليس أقلها عدم وجود تحذير مسبق، حيث وجد الجيش الإسرائيلي نفسه على حين غرة يواجه هجوماً منظما على محاور عدة، مخترقاً واحدة من أكثر القوات المسلحة ووكالات الاستخبارات إثارة للإعجاب في العالم.فشل استخباراتي وطرح التقرير أسئلة عدة موجهة للسلطات الإسرائيلية، التي لم تشهد هذا النوع من التسلل إلى القواعد العسكرية والبلدات والكيبوتسات منذ عام 1948، فكيف يمكن لجماعة حماس القادمة من واحدة من أفقر الجيوب في العالم، قطاع غزة، إدارة مثل هذا الهجوم المدمر؟
يقول قال جوناثان كونريكوس، المتحدث الدولي السابق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي رداً على هذا التساؤل للشبكة: "فشل النظام بأكمله. إنها ليست مجرد عنصر واحد. من الواضح أن الهيكل الدفاعي بأكمله فشل في توفير الدفاع اللازم للمدنيين الإسرائيليين".
مسرح دائم لـ "التصعيد".. ماذا نعرف عن "غلاف #غزة"؟ https://t.co/pNEnQasE0l
— 24.ae (@20fourMedia) October 8, 2023 وأضاف "هذه لحظة من نوع بيرل هاربور بالنسبة لإسرائيل، حيث واقع البلاد اليوم ليس هو كما السابق. كل شيء سيتغير".لقد تهرب الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً من الأسئلة حول ما إذا كانت أحداث يوم السبت تشكل فشلاً استخباراتياً، وقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت لشبكة "سي إن إن" إن إسرائيل تركز على القتال الحالي وحماية أرواح المدنيين. سنتحدث عما حدث بعد ذلك". حماية ضعيفة وتشير الشبكة الأمريكية إلى أنه سواء عن طريق الصدفة أو عن قصد، جاءت الهجمات في اليوم التالي لذكرى مرور 50 عاماً على صراع آخر غير متوقع، عندما شن تحالف من الدول العربية هجوماً مفاجئاً على إسرائيل في يوم الغفران، عام 1973، ما أطلق عليه لاحقا "حرب أكتوبر".
ومع ذلك، فإن الهجمات لا تزال مفاجأة لإسرائيل، حسبما قال رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت لـ"سي إن إن"، موضحاً "في التاريخ العسكري، هناك دائماً مفاجآت كبيرة، بيرل هاربور، بربروسا، حرب يوم الغفران.. في نهاية المطاف، لا يمكن للاستخبارات أن تذهب إلى حد بعيد كلياً".
ويلفت التقرير إلى أنه منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، أنفقت مليارات الدولارات لتأمين الحدود من الهجمات. وقد أدى ذلك إلى ضرب أي أسلحة تطلق من داخل غزة على إسرائيل ومنع الفصائل الفلسطينية من محاولة عبور الحدود من الجو أو تحت الأرض باستخدام الأنفاق. نظام مُكلف ولوقف الهجمات الصاروخية، استخدمت إسرائيل القبة الحديدية، وهي نظام دفاع صاروخي فعال تم تطويره بمساعدة الولايات المتحدة.
JUST IN: A US ship carrying fighter jets has reached Israel's west coast to help Israel battle Hamas. Israel is retaliating following the attack by bombing buildings, mosques, and universities. Civilians, women, and children are bombed to death. WATCHpic.twitter.com/3o5BCS7UwI
— Simon Ateba (@simonateba) October 9, 2023 كما أنفقت إسرائيل مئات الملايين من الدولارات لبناء نظام حدودي ذكي مع أجهزة استشعار وجدران تحت الأرض تم الانتهاء منه، وفقا لرويترز، في نهاية عام 2021.ويكاد يكون من المؤكد أن يتم دراسة نظر من قبل المسؤولين الإسرائيليين لمعرفة أين فشلت تلك الأنظمة يوم السبت. وحتى صباح السبت، قالت إسرائيل إن حماس أطلقت 2200 صاروخ، رغم أنها لم تنشر أرقاماً عن عدد الصواريخ التي تم اعتراضها. ولم يعلق المسؤولون على ما إذا كان السياج الحدودي قد أدى وظيفته أم لا؟ "أبواب الجحيم" وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في وزارة الخارجية الأمريكية حول قضايا الشرق الأوسط، لشبكة "سي إن إن" إن المجتمعات الإسرائيلية القريبة من غزة من الواضح أنها ليست محمية بشكل كاف.. لا أعتقد أن الإسرائيليين رأوا هذا قادماً".
ومن المرجح أن تتضمن استجابة إسرائيل لهذا الهجوم الباغت أكثر من مجرد تعزيزات حدودية، إذ بدأ الجيش الإسرائيلي بالفعل غارات جوية في غزة تستهدف البنية التحتية لحماس، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى.
#إسرائيل تفعّل "الحزام الناري" في قصفها على #غزة https://t.co/6jAsQbNgou
— 24.ae (@20fourMedia) October 8, 2023 وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن البلاد "سترد على نيران بحجم لم يعرفه العدو"، بينما قال المسؤول الكبير عن الأنشطة في الأراضي الفلسطينية، اللواء غسان عليان، إن حماس "فتحت أبواب الجحيم".وقال كونريكوس، المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي، إن أحداث السبت ستجبر إسرائيل على دعم هذا الخطاب والرد "بطريقة لم تر من قبل".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی سی إن إن
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أطلق من اليمن
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، اعتراض صاروخ أُطلق من جهة اليمن، مستهدفا منطقتي غوش عتصيون والبحر الميت شرقا. وأوضح الجيش أن عملية الاعتراض تمت باستخدام منظومة دفاع جوي متطورة قبل أن يصل الصاروخ إلى المجال الجوي الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى أن أنظمة الإنذار المبكر قد فعّلت صفارات الإنذار في المناطق المستهدفة لتحذير السكان، كما أكد البيان عدم وجود أي أضرار أو إصابات حتى الآن. ولم ترد معلومات مؤكدة عن الهدف المحدد للصاروخ.
وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، فإن الأنظار تتجه إلى جماعة الحوثي اليمنية التي كثفت في المدة الأخيرة هجماتها على أهداف إسرائيلية في البحر الأحمر والمناطق القريبة منها تضامنا مع قطاع غزة.
استمرار هجمات الحوثيبدوره، أكد رئيس الحوثيين، عبد الملك الحوثي، استمرار الهجمات على المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن، إذ قال إن الشعب اليمني "يواصل عملياته في البحار لمنع الملاحة الإسرائيلية من البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب، وصولا إلى المحيط الهندي. سنواصل دعم غزة لأن المعركة مستمرة، وهذا الحضور يعبر عن الإيمان والجهاد".
وأشار الحوثي إلى أن جماعته تعمل على تطوير قدراتها العسكرية لتحقيق "نجاحات مذهلة"، مضيفا أن هذه العمليات جزء من التحركات الشعبية لدعم فلسطين.
وأعلنت الجماعة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها بصواريخ ومسيرات. ووسعت عملياتها لتشمل استهداف مواقع داخل إسرائيل، وذلك تضامنا مع سكان قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية.
وأصدر مجلس الأمن الدولي في الأيام الماضية بيانا شديد اللهجة يدين الهجمات الحوثية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكد المجلس أهمية منع مزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى "عواقب وخيمة" على الأمن الإقليمي والدولي.
وطالب البيان بمزيد من التعاون الدولي، مشددا على أهمية دور الأمم المتحدة والدول الساحلية في مراقبة مثل هذه الهجمات ومنعها.