المستنفرون لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب التي يقودها فلول النظام البائد ضد قوات الدعم السريع، فراعي الإبل في سهول البطانة يعلم أن الحرب أشعلها الحالمون بعودة المؤتمر الوطني الحزب المحلول إلى السلطة، وأن المتخمين من رموزه الذين هرب بعضهم في الساعات الأولى من فجر ثورة ديسمبر إلى تركيا، ثم لحق بهم المسجونون الذين فك وثاقهم وأطلق سراحهم عناصر من فلول الحزب المحلول، بعد أن شنوا حربهم الباغية على قوات الدعم السريع، وكما هو ديدن من حكم البلاد بالحديد والنار وبالترهيب والقتل والسحل والتحايل والاحتيال، فقد غرر بالشباب المدنيين الذين لا يجيدون إطلاق الحجر من (النبلة)، ناهيك عن الإمساك بزناد البندقية الكلاشنكوف، إنّ ما أقدمت عليه جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في رموز الحزب البائد، من عار الاستنفار والاستتار خلف السواعد الغضّة، التي لا عهد لها بحمل السلاح، لا يمكن أن تسامحهم عليه جماهير الشعب، فبعد أن نهبت هذه الجماعة المتطرفة ثروات البلاد وأحالتها إلى سيولة نقدية بحساباتها البنكية الخارجية، لم يغمض لها جفن حتى زجّت ببعض الأغرار في حربها الخاسرة ضد أصدقاء الأمس، وهي تعي حجم الدماء التي سوف تسيل جراء فعلتها الخاسئة، فعلى أرباب الأسر عدم الخضوع لدعايتها الكاذبة، وعدم الانجرار وراء افتراءاتها الصائحة بأن هنالك حرب لاسترداد كرامة الإنسان، فالحقيقة الماثلة أمامنا أن كرامة هذا الشعب قد انتهكت مع مجيء جماعة الإخوان المسلمين - حزب الجبهة الإسلامية القومية المتحولة إلى حزب المؤتمر الوطني الى الحكم، بعد انقلابها على الشرعية في العام الخاتم للعشرية التاسعة من القرن العشرين.


إنّ الحرب الدائرة اليوم بين الجيش المختطفة قيادته من قبل الإخوان المسلمين، وبين قوات الدعم السريع الداعمة للانتقال المدني والواقفة سداً منيعاً ضد المعيقين للتحول الديمقراطي، هي حرب خطط لها بليل تآمري دامس أولئك الذين قذفت بهم ثورة ديسمبر على قارعة الطريق، وزجت برؤوسهم في سجن كوبر، فلا يجب على المواطن أن يرجو من انتصار جيشه الذي تسيطر عليه هذه الجماعة ذلك الخير الوفير، لأن مثل هذا النصر المتخيل الذي لا توجد مؤشرات على إمكانية حدوثه، سيكون وبال على نفس هذا المواطن الذي دفع أطنان من الأثمان الغالية والنفيسة، دماءً وثروات طائلة طيلة سنوات تحكم الإخوان المسلمين على مقاليد السلطة، والسجلات المدنية والعسكرية شاهدة وشاخصة تعبر عن حجم الجرم الذي ارتكبته هذه الجماعة المتدثرة برداء الدين، والتي يتبرأ منها الدين في كل آية من آياته التي يتلوها الفقراء والبؤساء، من النازحين واللاجئين الذين داست عليهم أسنان آلتها الباطشة، فلا يظن أحد أن الهتاف بالأهازيج الوطنية والافتراء على قوات الدعم السريع، التي أنشدت في وجهها ذات الأناشيد الوطنية الثائرة من قبل، بأن هذه الجماعة تؤمن بالوطن، لأن قاموسها يقول بغير ذلك، وقد ورد في جزئية من فصول هذا القاموس مقولة ظلت ترددها أفواه صغار وكبار الجماعة، ألا وهي مقولة (دينه لنا وطن)، التي تعتبر دليل إدانة لها بجريمة ذبح مبدأ المواطنة على مرأى ومسمع العالم، هذه المقولة التي بناء عليها تم فصل جنوب البلاد على الأساس الديني والإثني والعرقي، والتي دشن بموجبها خط تحرير صحيفة الانتباهة العنصرية إبّان العهد الإخواني المظلم، فعلى المستنفرين المخدوعين الحيطة والحذر.
إنّ العهد الذي قطعه قائد قوات الدعم السريع وكابينة قيادة المؤسسة، هو الوصول للحكم المدني الديمقراطي، المتوافق عليه من جميع مكونات وشرائح الشعب السوداني المتعدد والمتنوع، وإنّه لوعد من رجل لم يخذل الثوار حينما قال للدكتاتور لا، واصطف مع صفوف ثوار ديسمبر، في ملحمة لم يشهد التاريخ مثيل لها، ولو لم تكن تلك الوقفة الفاصلة والصادقة، لفعل الطاغية وحاشيته من علماء السلطان بالناس ما لا يخطر على بال إبليس، وكفانا مثلاً فتوى شيخ بلاط الدكتاتور المدعو عبد الحي يوسف، الذي أباح سفك دماء ثلث السكان تمكيناً لكرسي سيّده، هذه هي حقيقة صراع الاخوان المسلمين وحزبهم - المؤتمر الوطني المحلول، فهم عصابة أشبه بمافيا أمريكيا اللاتينية، التي جعلت الأنظمة الحاكمة هنالك رهينة لإشارة إصبع يدها، ورسالتنا للمستغفلين من اليافعين واليافعات من بنات وابناء الوطن الكبير، أن اخرجوا من هذه المعسكرات التي تعدّكم لمجازر محققة الوقوع، وقولوا لمن استنفركم اذهب أنت وقومك فقاتلوا نحن ها هنا قاعدون، وأخبروه بأنكم لا ناقة لكم ولا جمل في هذه الحرب التي قطّعت أوصال المواطنين بصفائح براميل الأنتونوف الحارقة، وكسّرت عظام أطفالكم ونسائكم بصواريخ مقاتلات السوخوي التي لا تعرف الرحمة، فإن من يريد استرداد كرامة الشعب وحفظ وصون أعراض حرائره، عليه أن لا يستجيب للاستنفار.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الإخوان المسلمین هذه الجماعة

إقرأ أيضاً:

كأس الذهب لبطل كأس العالم… تحفة فنية تمزج بين روح الرياضات الإلكترونية والثقافة السعودية

الرياض – هاني البشر
كشفت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية اليوم عن تفاصيل خاصة بكأس الحدث الأكبر في تاريخ قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، الذي سيحظى به النادي الحاصل على أكبر عدد من النقاط طوال فترة المنافسات الممتدة إلى 8 أسابيع من خلال نظام التجميع النقطي ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية. الكأس الذي تم صنعه من الفضة الأسترلينية المطلية بالذهب عيار 24 قيراطا، بارتفاعٍ يبلغ 60 سم، ويمثل علامة فارقة في تاريخ الرياضات الإلكترونية، ويتميز بتصميم فريد من نوعه، يُجسّد روح الرياضات الإلكترونية والاحتفاء بأبطال التحدي والمنافسة، بالإضافة إلى احتوائه على عناصر تعكس تراث وثقافة المملكة. وتضمنت رحلة التصميم الإبداعية للكأس أكثر من عشرة مفاهيمٍ بارزة، تم تحسينها من خلال الرسومات اليدوية والتصاميم ثنائية وثلاثية الأبعاد. كما شملت العديد من التقنيات المتطورة، لضمان دقة وجمال الكأس، الذي يحمل رمزية فريدة ترويها التفاصيل الظاهرة في تصميمه، وهي: • التاج: يرمز التاج الموجود على قمة الكرة الأرضية إلى الأبطال المتوجين كملوك في عالم الرياضات الإلكترونية. • الجذع: يتضمن مجموعة من المثلثات المتداخلة المستوحاة من أزرار وحدات التحكم في الألعاب، ويشبه جذع النخل الذي يمثل عنصرًا بارزًا في الثقافة السعودية.
• المقابض: ذات تصميم مستوحى من شكل الأسلاك الكهربائية المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر. • القاعدة: يتربع شعار كأس العالم للرياضات الإلكترونية على القاعدة ليُبرز هوية الحدث وأهميته في تاريخ القطاع على مستوى المنطقة والعالم. وخلال منافسات البطولة، يُمنح كل فريق مشارك مفتاحًا خاصًا على شكل مثلث بإطار خارجي مميز. وعند فوز أحد الفرق، يتم وضع المثلث الخاص بالفريق الفائز على درع البطولة التي توج بها، كتذكارٍ بالفوز بالبطولة. بينما يُوضع الإطار الخارجي على لوحة الشرف، التي تكرم جميع المتوجين بالبطولات المختلفة. ويتاح للفريق الفائز بالدرع إمكانية اختيار ثلاثة مفاتيح من بين الفرق التي تفوق عليها ليتم تحطيمها عبر آلة ضغط، ووضعها تحت لوحة الشرف، تخليدًا للتحدي الذي واجهوه طوال البطولة. وتحتفظ الفرق الخاسرة بالإطار الخارجي، كما يُمنح لهم مفتاحًا رمزيًا كتذكار، يُعتبر شاهدًا على رحلتهم المميزة في منافسات النسخة الأولى من كأس العالم للرياضات الإلكترونية. وستمتد هذه النسخة من البطولة حتى 25 أغسطس 2024، وسيكون زوارها على موعد مع تجارب مميزة تمزج بين الجوانب الرياضية والترفيهية والتعليمية والثقافية والإبداعية التي تناسب جميع أفراد العائلة، ويشارك في الحدث أكثر من 1500 لاعب ممثلين عن 500 ناد من نخبة الأندية الدولية، ويتنافسون في 22 بطولة بجوائز مالية هي الأغلى في تاريخ القطاع بإجمالي قيمة تتجاوز 60 مليون دولار. الجدير بالذكر أن كأس العالم للرياضات الإلكترونية تم تصميمه من قبل أشهر علامة رائدة في عالم صناعة المجوهرات والكؤوس، وصناعة الجوائز الرياضية على مستوى العالم، بما في ذلك؛ كأس العالم لكرة القدم، وكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وكأس العالم للرجبي، وكأس العالم للكريكيت، وكأس الملك في السعودية.

مقالات مشابهة

  • دائرة الضوء!!
  • حميدتي يصدر قرارا باعفاء الاستاذ يوسف ابراهيم عزة إسماعيل من مهام المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع
  • كأس الذهب لبطل كأس العالم… تحفة فنية تمزج بين روح الرياضات الإلكترونية والثقافة السعودية
  • هل تتحمل ذراع إيران تكلفة عودة الحرب مع السعودية؟
  • إلا إذا…إلا إذا..
  • مهاتير محمد ينتقد موقف الغرب من الحرب على غزة ويدعو المسلمين إلى الوحدة
  • لحظات ما قبل الانهيار
  • تصاعد خطاب الحرب بين الجيش والحوثيين في اليمن.. وتهديد جديد للسعودية
  • حالة من الغيبوبة والجنون المُطبق..!
  • قوات مجرمة من الأوباش والمرتزقة لا أحد يريد أن يرتبط بهم