طفل العاصفة والتعايش المجتمعي والبيئي
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
كلام الناس
شاهدت قبل أيام عبر قناة أفلام عالمية الفيلم الأسترالي"طفل العاصفة" هذا الإسم الذي أطلقة الممثل الأسترالي من سكان أستراليا الأصليين "الأبوريجنال" ديفيد قلوبليل على بطل الفيلم الطفل الممثل الأسترالي فن ليتل.
لن أسرد لكم تفاصيل الفيلم الذي يدور حول حياة طفل مع صياد تبناه وأصبح يساعده في الصيد لكنه كان يتمتع بحب استطلاع دفعه للتحرك بمفرده في الفضاء البيئي المحيط ويلتقي بالأسترالي "الأبوريجنال" الذي أطلق عليه لقب طفل العاصفة ونشأت بينهما علاقة طيبة رغم فارق السن بينهما.
من جهة أخرى نشأت علاقة حميمة بين طفل العاصفة وبين طيور البجع التي تنتشر في أستراليا ويمنع صيدها أو التعدي عليها وهي ثقافة أستراالية تحرم صيد الطيور والحيوانات أو إلحاق الأذى بها.
ذات يوم وجد طفل العاصفة مجموعة من صغار البجع فحملهن معه واعتنى بإطعامهن حتى كبرن ونشات لغة مشتركة بينه وين البجع وأسهم في تعليمهن الطيران وظلت العلاقة بينه وبين بجعاته مستمرة لم تنقطع.
ذات مرة حاول بعض الذين يعملون في حرس الشواطئ صيد البجع فلحقهم طفل العاصفة وحاول منعهم من ذلك وعلى أصوات طلقات الرصاص حضر صديقه الأبوريجنال وساعده في وقف الصيد الجائر لكن للأسف كانت بجعة من بجعات طفل العاصفة قد لقيت حتفها.
حزن طفل العاصفة على البجعة التي ماتت لكن صديقه الأبوريجنال حمل البجعة الميته ودفنها في مقبرة زارها طفل العاصفة مع صديقه الذي أخذه بعد ذلك لمكان فيه بجعات مولودات حديثاً ففرح الطفل بهن وأخذ بعضهن ليعتني بهن .
هناك مشاهد كثيرة تجسد الإنسجام والتناغم بين الأسترالي وبين محيطه المجتمعي والبيئي لكن هناك مشهد مربك من ذات المجموعة التي حاولت صيد البجع حيث قاموا بسرقة سمك الصياد وحملوه على سفينتهم وأبحرو بها.
على مقربة منهم كان الصياد والطفل وصديقه الأبوريجنال يرقبان الموقف ووقف الأبوريجنال يردد بعض الأدعية والتعاويذ لتقوم بعدها عاصفة عنيفة تغرق مركب اللصوص الذين سرقوا سمك الصياد ويصيحوا طالبين النجدة.
في مشهد إنساني مؤثر يستجيب الصياد والطفل ومعهم صديقهم لنداء الواجب ويستغلون البجعة في حمل الحبل ويوجهونها نحو السفينة التي بدأت تغرق وتنجح البجعة في توصيل الحبل الذيأ خذه اللصوص وربطوه بالسفينة لتبدأ عملية إنقاذهم من ضحاياهم على الشاطئ.
لم يكتف الصياد وطفل العاصة بذلك بل استضافوا اللصوص في بيتهم الريفي المتواضع ولم يقصروا في خدمتهم وتقديم الطعام لهم وكأنهم لم يسرقوا منهم السمك.
الفيلم محشود بالمشاهد الإنسانية التي تجسد جانباً من الثقافة الأسترالية المجتمعية التي تكونت خلال التعايش الإيجابي والتناغم والإندماج بين مكونات النسيج المجتمعي الأسترالي المتعدد الثقافات والأعراق الذي مازال يحافظ على هذا التماسك بلا وصاية أو إستعلاء او هيمنة فوقية.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: طفل العاصفة
إقرأ أيضاً:
وزير إندونيسي يثمن جهود «حكماء المسلمين» في نشر قيم التسامح والتعايش
ثمن معالي الدكتور نصر الدين عمر، وزير الشؤون الدينية بجمهورية إندونيسيا جهود مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف في نشر وتعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني.
جاء ذلك خلال، استقبال معاليه، اليوم الاثنين، مبعوثي مجلس حكماء المسلمين لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك، ونشر الوسطية والاعتدال والفكر الإسلامي المستنير، الذين تمَّ إيفادهم إلى محافظات جاوا الوسطى ويوجياكرتا وسولاويسي الجنوبية ورياو وسومطرة الشمالية ونوسا تينجارا الغربية.
ورحب وزير الشؤون الدينية الإندونيسي بمبعوثي مجلس حكماء المسلمين في مقرِّ وزارة الشؤون الدينية بجاكرتا.
وأطلع الوزير الإندونيسي مبعوثي مجلس حكماء المسلمين على عددٍ من البرامج التي تعمل عليها الوزارة، ومنها برنامج الإيكو-ثيولوجيا، الذي يركِّز على حماية البيئة و«منهج الحب في التَّعليم بالوزارة»، ويدور حول كيفيَّة تعليم الدين للطلاب مع التركيز على إيجاد القواسم المشتركة من أجل تحقيق المصالح للإنسان والبيئة، معرباً عن تطلعِه لزيادة عدد المبعوثين خلال السنوات القادمة، وكذلك إطالة مدة ابتعاثهم لتكون عاماً أو أكثر.
من جانبهم، أعرب مبعوثو مجلس حكماء المسلمين عن سعادتهم بما لاقوه من ترحيبٍ رسمي وشعبي في إندونيسيا.وأكدوا حرصهم على بناء جسور التواصل مع كافة مكونات المجتمع الإندونيسي، ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك، وذلك انطلاقاً من رسالة مجلس حكماء المسلمين الهادفة إلى ربط المسلمين بأصول دينهم وعقيدتهم، وتعزيز الفَهم الصحيح للإسلام لديهم، والحفاظ على هويتهم الإسلامية مع توفير فَهمٍ عميقٍ للقيم والتَّقاليد الدينية الإسلاميَّة، وكيفيَّة تطبيق هذه القيم في الحياة اليوميَّة.
وتضم البعثات الدينية لمجلس حكماء المسلمين لهذا العام أكثر من 32 من القراء والدعاة الذين تم إيفادهم إلى 9 دول حول العالم، شملت إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وكازاخستان وروسيا وإندونيسيا وماليزيا وباكستان والولايات المتحدة الأميركية، وذلك لإمامة المصلِّين وتلاوة القرآن الكريم، وتقديم عددٍ من الدروس والخطب والندوات الدينيَّة.
ويأتي ذلك بهدف تعزيز جسور التواصل مع المسلمين في كافة أنحاء العالم وتنمية الوعي الديني لديهم وتعزيز اندماجهم الإيجابي في مجتمعاتهم وعدم تركهم فريسةً للأفكار المتطرفة وحمايتهم من الوقوع في براثن جماعات العنف والإرهاب.