دعا وزير دفاع كوريا الجنوبية الجديد شين وون سيك، اليوم الإثنين، إلى اتخاذ موقف استعداد قوي ضد كوريا الشمالية، وذلك أثناء قيامه بأول زيارة له إلى وحدة عسكرية في الخطوط الأمامية في منصبه الجديد.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، أنه تم إطلاع "شين"، الذي تولى منصبه يوم السبت، على العمليات الحدودية في فرقة المشاة الأولى بالجيش في باجو، جنوب المنطقة منزوعة السلاح مباشرة، وأمر باتخاذ وضع استعداد عسكري صارم.

ونقل عن وزير الدفاع الكوري الجنوبي قوله: "في الماضي، قامت كوريا الشمالية باستفزازات واسعة النطاق بعد عامين أو ثلاثة أعوام من تولي حكومتنا السلطة".

كان الرئيس الكوري الجنوبي "يون سيوك-يول" قد تعهد في الأسبوع الماضي، بالدفاع عن الأمة ضد استفزازات كوريا الشمالية من خلال تعزيز قدرتها على الرد "بشكل فوري وساحق".

ولا تزال التوترات قائمة في شبه الجزيرة الكورية بسبب التهديدات النووية والصاروخية المتطورة لكوريا الشمالية.

يشار إلى أن شين، وهو عضو في البرلمان عن حزب سلطة الشعب الحاكم وتقاعد كجنرال في الجيش بثلاث نجوم، معروف بخبرته في السياسة الدفاعية والعمليات العسكرية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كوريا الجنوبية كوريا الشمالية کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

بعد اعتقاله.. صعوبات ذات أبعاد سياسية وأمنية كادت تحول دون إيقاق الرئيس الكوري الجنوبي المعزول

اعتُبر اعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول، يون سوك يول، أحد أصعب المهام التي واجهتها السلطات في كوريا الجنوبية. فقد تحول هذا الاعتقال إلى قضية محورية ليست فقط بسبب مقاومته الشديدة، بل أيضًا بسبب التداعيات السياسية والأمنية التي تترتب على محاولة اعتقاله في ظل الصراع المستمر حول شرعيته.

محاولات اعتقال يون سوك يول: مقاومة أمنية وشعبية

في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، وصل أكثر من 3000 شرطي إلى مقر إقامة الرئيس المعزول يون سوك يول، وهو معقل شديد التحصين، وذلك في محاولة ثانية لاعتقاله. كانت المهمة شاقة للغاية، حيث استخدم المحققون سلالم وقواطع المعادن لتجاوز الأسلاك الشائكة والحواجز المتعددة، وهو ما يبرز التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه السلطات في تنفيذ أمر اعتقاله. ومع ذلك، بعد ساعات من المواجهة، لم يتمكن المحققون من القبض عليه، وأُجبروا على مغادرة المكان بعدما قرروا أن الاعتقال أصبح "مستحيلًا عمليًا".

التمرد والمقاومة: خلفيات وأسباب

تعود صعوبة اعتقال يون إلى العديد من العوامل. أولًا، كان هناك جدار بشري من أفراد الأمن الخاصين بالرئيس، الذين شكلوا حاجزًا أمام قوات الشرطة. في محاولتهم الأولى، التي وقعت في الثالث من يناير، خاضت الشرطة مواجهة استمرت لست ساعات مع نحو 150 ضابطًا من جهاز أمن الرئيس. هذا في الوقت الذي تجمّع فيه العديد من أنصار يون خارج مقر إقامته، رافضين السماح للشرطة بالاقتراب.

يُعتقد أن جهاز الأمن الرئاسي كان قد زرع موالين له داخل المنظمة، وهو ما كان أحد الأسباب الرئيسية لمقاومة اعتقاله. البعض من المحللين السياسيين رجحوا أن يون قد قام بتوظيف أشخاص موالين له داخل جهاز الأمن الرئاسي استعدادًا لمواقف مشابهة.

التيار الشعبي: دعم هائل من مؤيدي يون

العوامل الأمنية لم تكن الوحيدة التي ساهمت في صعوبة القبض على الرئيس المعزول، فقد كان هناك دعم شعبي كبير لليون. العديد من مؤيديه تجمّعوا أمام مقر إقامته في أوقات مختلفة، مستعدين للتضحية بكل شيء لحمايته. ففي الثالث من يناير، خيم الآلاف من أنصاره خارج منزله، غير مبالين بدرجات الحرارة المنخفضة، ليمنعوا الشرطة من الوصول إليه. حتى في المحاولة الثانية، كان هناك حشد من المؤيدين الذين تصدوا للشرطة بشكل عنيف.

بعض المؤيدين اعتقدوا في مزاعم يون بأن البلاد تعرضت للاختراق من قبل قوات موالية لكوريا الشمالية، ما جعلهم أكثر تمسكًا به. هذه الحملات الشعبية جعلت من الصعب على السلطات أن تقوم بتنفيذ أي قرارات اعتقال ضد الرئيس المعزول.

التوترات السياسية: تأثيرات التحقيق على المشهد الكوري الجنوبي

تجاوزت الأزمة مسألة الأمن إلى معترك سياسي واسع، حيث يرى البعض أن التحقيقات ضد يون قد استقطبت القوى اليمينية المتطرفة في كوريا الجنوبية. هذه القوى، التي كانت جزءًا من الائتلاف المحافظ، قد تمثل الآن تهديدًا حقيقيًا في الساحة السياسية الكورية الجنوبية. تحاول بعض الأطراف السياسية استخدام قضية اعتقال يون لتحقيق مكاسب سياسية على حساب استقرار الحكومة.

وفي الوقت نفسه، يواجه مكتب التحقيقات في الفساد انتقادات شديدة بسبب عدم كفاءته في التعامل مع القضية. فقد اتهمه منتقدوه بعدم التنسيق الكافي خلال المحاولة الأولى، مما جعل المحققين يواجهون صعوبة في تحقيق تقدم ملموس. كما أن الوكالة، التي تأسست ردًا على فضائح فساد سابقة، لا تمتلك السلطة المباشرة لتوجيه الاتهامات، ما يعقد الإجراءات القانونية ضد يون.

مستقبل ينتظر الرئيس الكوري الجنوبي 

مع استمرار التحقيقات، أصبحت كوريا الجنوبية أمام مرحلة غير مسبوقة في تاريخها، حيث أصبح يون أول رئيس يتم اعتقاله أثناء وجوده في منصبه. في الوقت الذي يُنتظر فيه قرار المحكمة الدستورية الذي قد يحدد مصير الرئيس المعزول، تبقى التساؤلات مفتوحة حول كيفية تأثير هذه الأزمة على السياسة الداخلية والخارجية لكوريا الجنوبية في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية تنبه "الناتو" لخطورة دعم كوريا الشمالية لروسيا
  • الرئيس الكوري الجنوبي يرفض المثول أمام مكتب التحقيق
  • كوريا الشمالية تهدد بالرد على المناورات بين واشنطن وسول وطوكيو
  • مصدر يكشف سبب تحطم الطائرة الكورية الجنوبية المنكوبة في أواخر ديسمبر 2024
  • محكمة تؤيد احتجاز الرئيس الكوري الجنوبي
  • وزير الدفاع الأمريكي: يجب تنفيذ اتفاق غزة بشكل صارم
  • بعد اعتقاله.. صعوبات ذات أبعاد سياسية وأمنية كادت تحول دون إيقاق الرئيس الكوري الجنوبي المعزول
  • الخارجية الصينية: بكين على استعداد للعمل مع كوريا الجنوبية لتعزيز علاقات سليمة ومستقرة
  • كوريا الجنوبية تسعى مع الولايات المتحدة لنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية
  • توقيف الرئيس الكوري الجنوبي على خلفية محاولته إعلان الأحكام العرفية