نتنياهو متوعدا: سنغير الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين إن رد إسرائيل على الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفصائل الفلسطينية من قطاع غزة "سيغير الشرق الأوسط".
وأضاف نتنياهو -في اتصال مع رؤساء المجالس المحلية الإسرائيلية في غلاف غزة– "نحن بالفعل في الحملة (العسكرية) وقد بدأناها للتو، قيادتكم قوية جدا في هذه الأيام الصعبة".
وذكر أن الأمر سيستغرق وقتا، وهناك حاجة إلى موقف قوي في الأيام الصعبة المقبلة، وتابع "أطلب منكم أن تقفوا بثبات لأننا سنغير الشرق الأوسط".
وأضاف نتنياهو "أعلم أنكم مررتم بأشياء فظيعة وصعبة"، وتوعد حماس قائلا "إن ما ستمر به سيكون صعبا وفظيعا"، على حد وصفه.
ويأتي تصريح نتنياهو بينما تتحدث تقارير متعددة عن انتقادات توجه له ولحكومته، حيث تحدثت القناة الـ12 الإسرائيلية عن اتهامات في جلسة مجلس الوزراء للقيادات الأمنية والعسكرية بالفشل الاستخباري الذريع.
كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤول رفيع المستوى بالبنتاغون قوله إن هجوم حماس الواسع كشف إخفاقات كبيرة لمؤسسة الدفاع الإسرائيلية، وأن الاستخبارات الإسرائيلية فوجئت بأساليب دخول المسلحين وخروجهم من إسرائيل.
طوفان الأقصى
وفجر أول أمس السبت، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل ردا على اعتداءات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتواصلة على الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى.
في المقابل، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عدة في غزة التي يسكنها أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ عام 2007.
واليوم الاثنين أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 560 فلسطينيا وإصابة 2900 آخرين، فيما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن التقديرات تشير إلى وصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى 800 والمصابين إلى 2506 وعشرات الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أبرز من هزمتهم عملية طوفان الأقصى
للنجاح دائما ألف أب والفشل لقيط، فإذا أردنا معرفة مدى تحقق النصر أو الهزيمة في معركة ما فلننظر إلى محاولات التبني ونسبة الفضل، فإذا كانت متوفرة فقد تحقق نصر ما بغض النظر عن حجمه وشكله، وذلك لأن الفشل يستدعي عادة التبرؤ منه والدعوة للمحاسبة وليس الاحتفال وادعاء تحقيقه. وهذا ما تحقق في عملية طوفان الأقصى، فلو لم يكن ما حدث نصرا لما سعت كثير من الدول لنسبة الأمر إليها.
والسؤال الأبرز هنا ليس سؤال النصر، ولكن سؤال الهزيمة لأن دائرة الهزيمة كبيرة وواسعة، سنحاول إلقاء الضوء على ملامحها في هذا المقال.
أبرز من هزمتهم عملية طوفان الأقصى هو شخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ذلك المتعجرف المتكبر؛ حصان طروادة الذي أدخل اليمين الشعبوي المتطرف إلى الحكومة الإسرائيلية. وهو بخلاف كثير من القيادات الإسرائيلية؛ يمثل أطول رئيس وزراء عمرا في شغل هذا المنصب في دورات متتالية خلال ثلاثة عقود. بعبارة أخرى، فقد كسرت المقاومة عنجهية وغرور أبرز سياسي إسرائيلي في تاريخها. هزمت عملية طوفان الأقصى أيضا السردية الإسرائيلية في الغرب والصورة الذهنية التي أنفق الإسرائيليون عليها الملايين من حملات دعائية وضغوط سياسية وقانونية. وأصبحت إعادة بنائها لما قبل تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عملية شديدة الصعوبةومسألة هزيمة نتنياهو الشخصية ليست محل نقاش سواء داخل إسرائيل أو خارجه، الكل مجمع على أنه انتهى تقريبا بعد عملية طوفان الأقصى، وأن لعبه على حبال الوقت حتى الإذعان في النهاية لم يغير شيئا من هذه الحقيقة.
هزمت عملية طوفان الأقصى أيضا السردية الإسرائيلية في الغرب والصورة الذهنية التي أنفق الإسرائيليون عليها الملايين من حملات دعائية وضغوط سياسية وقانونية. وأصبحت إعادة بنائها لما قبل تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عملية شديدة الصعوبة، خاصة وأن الأمر تجاوز ما هو دعائي لما هو قانوني. لدينا الآن سابقة قانونية في إصدار مذكرة توقيف دولية بحق رئيس وزراء إسرائيل، وهي الخطوة القانونية التي لطالما كافحت إسرائيل لتجنب إصدارها بحق جنرالات وسياسيين سابقين في بعض الدول الغربية، ناهيك أن تصيب هذه المرة شخصا على رأس السلطة وهو في الخدمة وأثناء اندلاع حرب.
أما الهزيمة الكبرى فكانت لنظام عائلة الأسد. وقبل المضي قدما في هذه النقطة ينبغي التنويه إلى أن هذا تقييم شخصية ليست عادية، وهو الرئيس السابق للموساد زوهار بالتي، في مكان ليس بعادي، فهو تحليل منشور على موقع معهد دراسات الشرق الأدنى في الولايات المتحدة المقرب من اللوبي الإسرائيلي هناك بعد ثلاثة أيام فقط من هروب بشار الأسد. فقد اعتبر زوهار أن سقوط الأسد هو أول صدمة ارتدادية رئيسية للسابع من أكتوبر، وقال صراحة إن الشهيد يحيى السنوار تسبب عن غير قصد في رد فعل إقليمي قوي. الزلزال السوري الأخير الذي صدم الجميع ولا يزال يصدمهم هو أحد تداعيات عملية طوفان الأقصىوهذا يشير بوضوح إلى أن الزلزال السوري الأخير الذي صدم الجميع ولا يزال يصدمهم هو أحد تداعيات عملية طوفان الأقصى، ولله في خلقه شئون.
أبرز المهزومين أيضا كان الحزب الديمقراطي الأمريكي، ذلك الحزب الذي ظل لعقود طويلة يرتدي ملابس الحمل الوديع حتى كشفت بشاعة الحرب في غزة عن وجهه القبيح. والهزيمة هنا تتجاوز ما هو انتخابي إلى ما هو تكتيكي وأخلاقي، وهي إحدى القضايا الرئيسية التي جعلت مسلمي الولايات المتحدة يضعون أيديهم في أيدي رئيس يميني وهو الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بشكل معلن، يأسا من هذا الحزب ورموزه.
ولا يزال قوس الهزيمة مفتوحا ويحتمل إدخال أفراد ودول وكيانات كثيرة لا يتسع لها هذا المقام. كل هذا ولا أزعم أن أحد يستطيع تقييم ما جرى في السابع من أكتوبر بشكل دقيق حتى الآن. فبحسب الكاتب الكبير فهمي هويدي، فإن ما جرى أكبر وأكثر تأثيرا مما نراه الآن. ويبدو أن انقشاع غبار المعارك في القطاع سيكشف لنا عن مفاجآت كثير تحملها الأيام والشهور القادمة.
x.com/HanyBeshr