ماذ تعرف عن غلاف غزة وكيف اقتحمته فصائل المقاومة الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
غلاف غزة.. تصدر قطاع غزة محركات البحث على جوجل وكافة منصات التواصل الاجتماعي منذ بدء عملية طوفان الأقصى.
وشنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية صباح السبت 7/أكتوبر 2023 هوما عسكريا مباغتا على ما يسمى «غلاف غزة»، فما هو هذا الغلاف؟ وماذا يعني؟.
تمثل مساحة غلاف غزة نسبة 1.33% من مساحة فلسطين الممتدة من النهر إلى البحر، وتبلغ مساحته 360 كلم مربع، ويبلغ طوله 41 كلم، والعرض يتراوح مابين 6 إلى 12 كلم، وسمي غلاف غزة لأن إسرائيل أقامت جدارا عازلا على طول الحدود البرية مع القطاع.
ويفصل بين قطاع غزة والمستوطنات المحتلة من خلال جدار عازل، يخضع لحراسة مكثفة من جانب القوات الإسرائيلية وتتكرر الهجمات عليه من قبل الفلسطينيين، حيث تحميه منطقة عازلة مفتوحة بعمق 300 متر على جانب قطاع غزة.
ويذكر أن الاحتلال انسحب من حدود القطاع مع مصر سنة 2005، المعروف باسم طريق فيلادلفي صلاح الدين للسيطرة على المرور ومنع عمليات التهريب. ونظرا للضغوط الدولية اضطرت إسرائيل لتسليم المسؤولية عن تلك الحدود إلى مصر.
معابر الدخول والخروج لقطاع غزةيوجد في قطاع غزة سبعة معابر لا يدخل شيء ولايخرج إلا بالمرور بإحداها، تسيطر إسرائيل على ستة معابر منها، والمعبر السابع خارج عن سيطرت الاحتلال وهو معبر رفح، ولكل معبر منها اسم عربي وعبري، وهي كالآتي:
- رفح
- المنطار (كارني)
- كرم أبو سالم (كيرم شالوم)
- بيت حانون (إيريز)
- العودة (صوفا)
- الشجاعية (نحال عوز)
- القرارة (كيسوفيم)
ويعتبر معبر رفح هو النافذة الوحيدة التي يطل من خلالها على العالم الخارجي، والمعبر متاح للمشاة، وتخرج منه البضائع ولايسمح بدخولها إليه، لكن تدخل البضائع من مصر من خلال معبر كيريم شالوم ومن إسرائيل عبر معبري صوفا وكارني، والخاضعة لسيطرة إسرائيل، غير أن الجيش الإسرائيلي يتعنت في دخول الإمدادات الأساسية إلى القطاع متعللا بأسباب أمنية.
عدد سكان قطاع غزةيصل عدد سكان القطاع 1 مليون ونصف نسمة، وتحتوي مدينة غزة وحدها 400 ألف نسمة، وهناك 44 تجمعًا سكانيًا، وهي غزة ورفح وخان يونس وبني سهيلا وخزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة وبيت لاهيا وبيت حانون وجباليا.
عدد المستوطنات الإسرائيلية وسكانها في غلاف غزةيبلغ عدد المستوطنات الإسرائيلية القريبة من غلاف غزة 47 مستوطنة، وتقع في مسافة تبلغ نحو 40 كيلو متر في محيط القطاع، وأشهر هذه المستوطنات هي كيسوفيم، وزيكيم، ونحال عوز، وكريات ملاخي، وكريات غات، إضافة إلى مدن ديمونا، وعسقلان، وأسدود، وسديروت، ومستوطنات ماغن وكفار عزة، ومعبر إيريز، وقاعدة رعيم العسكرية.
ويبلغ عدد سكان المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في محيط غلاف غزة 74 ألف نسمة.
ورغم مرور يومين على عملية طوفان الأقصى، فلا يزال السياج الحدودي مع غزة مخترقا وخارج السيطرة الكاملة، بعد مرور يومين على هجوم مقاتلي حركة حماس على مدن ومستوطنات غلاف غزة، مخترقين الجدار "الذكي" الذي أنشأته إسرائيل لتطويق القطاع المحاصر منذ 15 عاماً.
كيف اخترق مقاتلو حماس غلاف غزة
لا يزال السياج الحدودي مع غزة مخترقا وخارج السيطرة الكاملة، بعد مرور يومين على هجوم مقاتلي حركة حماس على مدن ومستوطنات غلاف غزة، مخترقين الجدار "الذكي" الذي أنشأته إسرائيل لتطويق القطاع المحاصر منذ 15 عاماً.
لكن يظل السؤال مطروحا، وهو كيف اخترق مقاتلو حماس هذا السياج رغم مواصفاته الأمنية المتطورة، خصوصاً أنه صمم لكشف أي اختراق أو أي عمليات محتملة لحفر أنفاق جديدة، لاحتوائه على أجهزة استشعار تكشف حتى دبيب النمل.
المعلومات المتوافرة حتى اللحظة تتحدث عن أن مقاتلي حركة حماس لم يستعملوا الأنفاق في عملية "طوفان الأقصى" بل عبروا من البر والجو ليصلوا إلى عمق المستوطنات الإسرائيلية في اختراق أمني وإخفاق استخباراتي إسرائيلي واضح.
فقد اخترق مقاتلو حماس الذين وصلوا على متن مركبات وقوارب وطائرات شراعية آلية، بالجرافات السياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول القطاع، وهاجموا المواقع العسكرية والمدنيين في طريقهم.
كما فتحوا منافذ في بعض أجزائه بعد تعطيل عدد من شبكات الاستشعار، والتشويش على الاتصالات بين مراكز القوات الإسرائيلية القريبة منه والقيادة، وفق ما أفادت معلومات "قناة العربية".
وقال مصدر مطلع، إن وحدة كوماندوز هاجمت مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة وشوشت على اتصالاته ومنعت الأفراد من الاتصال بالقادة أو ببعضهم البعض.فيما حلقت فوق الجدار الإلكتروني الذكي الطائرات الشراعية
اقرأ أيضاًأخبار فلسطين الآن.. مقتل 9 أمريكيين وفقدان 4 آخرين خلال عملية طوفان الأقصى
طوفان الأقصى.. مقتل إيلي جينسبيرج ضابط بحرية الاحتلال الحائز على أكبر عدد أوسمة شجاعةطوفان الأقصى.. لحظة استهداف قوات حماس للطائرات الإسرائيلية بصواريخ أرض - جو (فيديو)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين قطاع غزة المستوطنات الإسرائيلية حماس القطاع غلاف غزة طوفان الأقصى طوفان الاقصى المستوطنات الإسرائیلیة طوفان الأقصى غلاف غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ترفض استكمال مفاوضات الدوحة ومناقشة سيناريوهات «اليوم التالي» في غزة
أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى إرسال وفد المفاوضات إلى الدوحة بذريعة اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الأنصاري في مقابلة مع الموقع الأمريكي “بريتبارت”: “في اليوم السادس عشر [من وقف إطلاق النار في غزة] كان من المفترض أن يصل وفد إسرائيلي إلى الدوحة حتى نتمكن من بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية. ومع ذلك، لم يرسلوا وفدا بعد، لكننا على اتصال بالجانبين [إسرائيل وحماس] للتأكد من التزامهما بهذا الأمر”، دون تقديم تفاصيل إضافية حول التأثير المحتمل لهذا الإلغاء على عملية وقف إطلاق النار.
وأضاف: “كما أفهم، يريد رئيس الوزراء نتنياهو أولا مقابلة الرئيس ترامب ومناقشة [اتفاق غزة] معه ثم إرسال وفد. ونتوقع من ترامب وإدارته أن يبعثوا بإشارة واضحة مفادها أنهم يدعمون عملية التفاوض والمرحلة الثانية [من الاتفاق]”
وتابع: “نأمل أن يرسل نتنياهو فور عودته إلى إسرائيل فريقه التفاوضي إلى الدوحة لبدء المشاورات بشأن المرحلة الثانية مع [مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط] ستيفن ويتكوف، وأن تستمر المفاوضات”.
وأشار إلى أن الدوحة مقتنعة بأن الرئيس الأمريكي “يؤمن بهذه العملية” لأنه “بفضل مساعدة ترامب تمكن العديد من المحتجزين العودة إلى عائلاتهم”.
وفي الجانب الآخر، قال مصدر مسؤول في “حماس” لوسائل إعلام إن الحركة “منفتحة تماما على تقديم كل التسهيلات اللازمة في المرحلة الثانية من المفاوضات لمنع تجدد الحرب على أهالي غزة”.
وأضاف أن هذا الانفتاح “ليس من موقف ضعف، بل من موقف قوة لحماية سكان القطاع من جانب، ولأن الحركة لا تزال تمتلك أوراق قوة، منها الأسرى الإسرائيليون الذين ما زالوا بيدها حتى بعد انتهاء المرحلة الأولى”.
وحذر المسؤول من أن إسرائيل قد تتلاعب في المفاوضات لاستئناف الحرب لفترة قصيرة، توجه خلالها ضربات للمقاومة، مؤكدا “حرص المقاومة، ويقظتها حيال كل السيناريوهات الممكنة”.
بدورها، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقريرا حول سيناريوهات “اليوم التالي” في غزة.
وأكدت الصحيفة أن هناك أربعة سيناريوهات محتملة لإدارة قطاع غزة في “اليوم التالي”، لكل منها تعقيدات تؤثر على إسرائيل وسكان القطاع.
السيناريو الأول: استمرار حكم حماس
على الرغم من أن هذا الخيار يبدو مستبعدًا من وجهة النظر الإسرائيلية، إلا أنه يظل احتمالًا قائمًا، حيث تمتلك حماس آلاف المسلحين والكوادر الأمنية والإدارية التي لا تزال تعمل في القطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلي حماس امتنعوا عن الظهور العلني خلال الحرب، لكنهم عادوا إلى ارتداء الزي الرسمي فور سريان وقف إطلاق النار.
إبقاء حماس في الحكم سيعرقل جهود إعادة إعمار القطاع، حيث ستحتاج إلى سنوات من المساعدات الدولية التي قد لا تكون متاحة بسهولة، خاصة إذا رفضت الحركة تفكيك جناحها العسكري.
السيناريو الثاني: لجنة مدنية بإشراف السلطة الفلسطينية
شهدت الأشهر الأخيرة محاولات لتشكيل “لجنة مدنية” لإدارة غزة، تضم شخصيات تكنوقراطية فلسطينية بالتعاون مع السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يواجه معارضة شديدة من حماس، التي تسعى للحفاظ على “نموذج حزب الله” في غزة، أي فصل الحكم السياسي عن الذراع العسكري، وهو ما ترفضه السلطة الفلسطينية وإسرائيل على حد سواء.
السيناريو الثالث: الاحتلال الإسرائيلي الكامل للقطاع
يعد هذا الخيار الأكثر تطرفًا، حيث يطالب به وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. يضغط سموتريتش لاستئناف القتال بمجرد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، مؤكدًا أن إسرائيل يجب أن تدمر القدرات العسكرية والإدارية لحماس، بل ويطالب باحتلال غزة بالكامل.
ويرى بن غفير أن الاحتلال يجب أن يترافق مع إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في القطاع، مما قد يعقد الموقف السياسي لإسرائيل على الساحة الدولية.
السيناريو الرابع: إدارة دولية بدعم عربي
يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن إدخال قوات أجنبية إلى غزة قد يكون الحل الأكثر واقعية. حاليًا، هناك وجود محدود لشركات أمنية دولية في المعابر، لكن هناك مقترحات بتوسيع هذا الدور ليشمل إدارة القطاع بمشاركة دول عربية مثل السعودية والإمارات.
وتشير تقارير إلى أن نتنياهو، تحت ضغط أمريكي وعربي، قد يمنح السلطة الفلسطينية دورًا رئيسيًا في إدارة القطاع، ربما بالتعاون مع قوات دولية أو “متعاقدين” دوليين.
تداعيات سياسية وأمنية
يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية وخارجية فيما يتعلق بمستقبل غزة. فبينما يضغط اليمين المتطرف لمواصلة الحرب حتى القضاء على حماس، تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب إلى إنهاء القتال والتوصل إلى تسوية سياسية.
ويبدو أن أي قرار بشأن “اليوم التالي” في غزة سيؤثر أيضًا على جهود التطبيع مع السعودية، فيما أكد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد أن بلاده لن تدعم أي خطط مستقبلية لغزة ما لم يكن هناك مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية.
ومع تصاعد الضغوط والتباينات في المواقف، يبدو أن مستقبل غزة سيظل ملفًا شائكًا يهيمن على المشهد السياسي في المنطقة خلال الفترة المقبلة.