كان ثيودور هرتزل (1860-1904) -زعيم الحركة الصهيونية الناشئة آنذاك- قد قام بزيارته الوحيدة إلى فلسطين عام 1898، في ذات الوقت التي زارها فيه قيصر ألمانيا فيلهلم الثاني (1859-1941).

بدأ هرتزل صياغة أفكاره حول بعض قضايا استيطان فلسطين، وكتب في مذكراته سنة 1895 "يجب أن نستولي بلطف على الممتلكات الخاصة في المناطق المخصصة لنا.

يجب أن نشجع الشعب الفقير فيما وراء الحدود للحصول على عمل في بلاد اللجوء وعدم منحهم أي فرصة عمل في بلادنا. سيقف ملاك الأراضي في صفنا. يجب تنفيذ سياسات الاستيلاء على الأرض وتهجير الفقراء بتحفظ وحذر".

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3ظروف النكبة وحقائقها في كتاب مرجعيlist 2 of 3"الغائبون" معرض صور يستحضر النكبةlist 3 of 3اسمي آدم.. رواية إلياس خوري عن مآسي النكبة بلغة شكسبيرend of list

وفي كتابه "حرب المئة عام على فلسطين: قصة الاستعمار الاستيطاني والمقاومة" الصادر حديثا بنسخته العربية عن الدار العربية للعلوم ناشرون؛ ركّز المؤرخ الفلسطيني الأميركي رشيد الخالدي -الذي يعمل بروفيسورا للدراسات العربية الحديثة في جامعة كولومبيا- على 6 أحداث اعتبر أنها تمثل تحول في الصراع على فلسطين.

ويعمل الخالدي مديرا لمدرسة الشؤون الدولية والمحلية التابع لمعهد الشرق الأوسط في جامعة كولومبيا، وشغل كرسي الأستاذ الراحل إدوارد سعيد للدراسات العربية في جامعة "كولومبيا"، وكان مستشار الوفد الفلسطيني في مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية في الفترة من 1991 إلى 1993، ومن أشهر كتبه "الهوية الفلسطينية: بناء قومي حديث".

تبدأ هذه الأحداث الستة -بحسب المؤلف- بوعد بلفور سنة 1917 الذي حدد مصير فلسطين، ثم حرب النكبة سنة 1948، يليها قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، ثم الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، ثم اتفاقية أوسلو للسلام 1993، مرورا بزيارة أرييل شارون إلى القدس عام 2000، وصولا إلى حصار إسرائيل لغزة وحروبها المتكررة على أهل القطاع في العقد الأول من القرن الـ21.

رشيد الخالدي مؤرخ فلسطيني أميركي يعمل بروفيسورا للدراسات العربية الحديثة في جامعة كولومبيا (مواقع التواصل) تفكيك البنية الاجتماعية في فلسطين

يقول المؤلف إن هذه المراحل تسلط الضوء على الطبيعة الاستعمارية لحرب الـ100 عام على فلسطين، وعلى دور القوى الخارجية الذي لا يمكن الاستغناء عنه -حسب الكاتب- في شن هذه الحروب. ويؤكد الخالدي أن هذا الأنموذج الاستيطاني الاستعماري تم توطيده في حرب 1948، بتسميتها الفلسطينية "النكبة"، أو بتسميتها الإسرائيلية "حرب الاستقلال" من خلال السيطرة على ما يقرب من 80% من الأراضي الفلسطينية.

ويقول الكاتب "سردت هذه القصة جزئيا من خلال تجارب فلسطينيين عاشوا هذه الحرب وينتمي كثير منهم إلى عائلتي".

ويعتمد الكتاب على بحث أكاديمي، غير أن فيه أيضا بعدا شخصيا يستبعد عادة في التأريخ الأكاديمي، حيث اعتمد الخالدي على مجموعة من المواد الأرشيفية غير المستغلة إضافة إلى تقارير أجيال من أفراد عائلة الخالدي، ورؤساء البلديات وقضاة وعلماء ودبلوماسيين وصحفيين، إضافة لعدد كبير من المخطوطات في مكتبة جده الأكبر الحاج راغب الخالدي، التي تضم أكثر من 1200 مخطوطة، ونحو ألفي كتاب أغلبها باللغة العربية (بعضها بالفارسية والتركية العثمانية).

تدمير فلسطين

ويقول المؤلف إن هذا الكتاب ليس "تصورا باكيا" لـ100 سنة مضت من تاريخ فلسطين، وليس اقتباسا من النقد الذي كتبه الحاخام والمؤرخ سالو بارون (1895-1989)، وهو بذلك يصف روح الكتابات التاريخية اليهودية في القرن الـ19.

ويشرح الخالدي قائلا "اُتهم الفلسطينيون من طرف المتعاطفين مع الذين اضطهدوهم بأنهم منغمسون في الشعور بأنهم ضحايا، وفي الحقيقة واجه الفلسطينيون ظروفا شاقة، بل ومستحيلة أحيانا، مثلهم في ذلك مثل جميع السكان المحليين الأصليين الذين واجهوا حروبا استعمارية.

وبيّن المؤلف أن الفلسطينيين تعرضوا لهزائم متكررة، وكانوا متفرقين غالبا، ولم تتوفر لهم قيادة جيدة. ويوضح قائلا أن ذلك لا يعني أن الفلسطينيين لم ينجحوا أحيانا في التغلب على هذه المصاعب، أو أنهم في أوقات أخرى لم يتمكنوا من اتخاذ قرارات أفضل.

ومن جهته يقول البروفيسور خالد الحروب -أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة نورثويسترن- "ارتكبت القيادات الفلسطينية أخطاء جسيمة أهمها -في تقديري- محاولة التفريق بين الوجود البريطاني والمشروع الصهيوني والاحتكام إلى البريطانيين وكأنهم طرف نزيه وليس متورطا في تدمير فلسطين من البداية".

ويقول الخالدي "غير أننا لا نستطيع تجاهل القوى الدولية والإمبريالية التي تحالفت ضد الفلسطينيين، والتي يُهمل ولا يقدر مداها في أغلب الأحيان والتي استطاع الفلسطينيون -على الرغم منها- إظهار مرونة وصمود يستحق الإشادة".

وبدوره، يلفت الحروب -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن "الصراع على فلسطين ومنذ البداية هو صراع استعماري متعدد الأبعاد؛ إمبريالي، واستيطاني، وديني، وما زالت هذه السمات الثلاثة حاضرة بقوة في قلب هذا الصراع حتى اللحظة الراهنة"، بحسب تعبيره.

بيارات البرتقال

ويعتبر الخالدي أنه في بداية الـ20 -وقبل أن يكون للاستعمار الصهيوني أي تأثير يذكر في فلسطين- انتشرت أفكار جديدة وتوسّع نطاق التعليم الحديث وتعلم القراءة والكتابة. كما تغير منظر مناطق واسعة من فلسطين، وانتشرت بيارات البرتقال في كل مكان.

ويؤكد المؤلف أن مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وقعت "تحت سيطرة ملاك غائبين عاش كثير منهم في بيروت أو بدمشق على حساب الفلاحين وصغار الملاك".

كتاب الخالدي ترجمه عامر شيخوني للعربية وصدرت الترجمة عن الدار العربية للعلوم ناشرون (الجزيرة)

ويستنتج رشيد الخالدي أن كثيرا من الفلسطينيين المتبصرين أدركوا قبل الحرب العالمية الأولى (1914-1918) مخاطر الحركة الصهيونية واعتبروها تهديدا، إلا أن وعد بلفور(1917) -الذي أصدره وزير الخارجية البريطاني جيمس أرثر بلفور (1848-1930)- أدخل عنصرا مخيفا من خلال استيلاء القوات البريطانية على القدس وإضفاء الطابع الرسمي على القوة الاستعمارية البريطانية.

ويقول البروفيسور خالد الحروب "كانت وطأة المشروع الاستعماري البريطاني-الصهيوني المشترك أكبر بما لا يقاس من قدرة الفلسطينيين على المواجهة حتى لو امتلكوا أفضل القيادات الميدانية آنذاك".

وأضاف الحروب أن "صك بلفور سنة 1917 تحول إلى صيغة أممية تبنتها عصبة الأمم سنة 1922 وبناء عليها صارت الوظيفة الدولية للاستعمار البريطاني في فلسطين إقامة وطن قومي لليهود بفلسطين، وكل الدول الكبرى كانت مؤيدة لهذا الانتداب ووظيفته".

الدولة الموازية

وأشار المؤرخ رشيد الخالدي إلى أن مشروع الصهاينة أصبح مدعوما "بجدار حديدي" لا غنى عنه من القوة العسكرية البريطانية. ويقول من المؤكد أن هويات سياسية قد تطورت في فلسطين قبل الحرب بما يتوافق مع التغيرات العالمية وتطور الدولة العثمانية.

وبعد ذلك توالت الهجرات اليهودية من مناطق مختلفة من العالم باتجاه فلسطين. ويرصد الخالدي مخاطر الهجرة اليهودية إلى فلسطين قائلا "بدأ خلع المجتمع الفلسطيني المحلي بهجرة كبيرة للمستوطنين الأوروبيين تدعمها سلطات الانتداب البريطاني الجديدة التي ساعدتهم على تأسيس هيكل دولة موازية صهيونية".

ويؤكد أن ذلك أدى "إلى ارتفاع نسبة السكان اليهود في فلسطين من 18% عام 1932 إلى أكثر من 31% عام 1939، قدم ذلك الكتلة السكانية الحرجة، حيث ترافق ذلك مع قوة عسكرية ناشئة ومدعومة من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، لتنفيذ التطهير العرقي الذي تعرض له الفلسطينيون سنة 1948 حين تم طرد أكثر من نصف السكان العرب من البلاد آنذاك؛ أولا على يد العصابات الصهيونية، ثم بقوة الجيش الإسرائيلي الذي أكمل انتصار الصهيونية العسكري والسياسي".

وفي حديثه يقول البروفيسور خالد الحروب "بكل تأكيد أثرت الهجرات اليهودية الكبيرة وتسهيل بريطانيا لها في إحداث تحول ديموغرافي واقتصادي وعسكري كبير في فلسطين مهد للحرب ولنكبة الفلسطينيين"، ويشرح "انخفض عدد السكان الأصليين أكثر بسبب القمع القاسي للثورة العربية الكبرى في فلسطين ضد الحكم البريطاني في 1936-1939، وقتل خلالها 10% من الذكور العرب البالغين أو جرحوا أو سجنوا أو تم نفيهم".

المعطف التوراتي

وضع المؤلف رشيد الخالدي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ضمن إطار حرب استعمارية تشن ضد السكان الأصليين من جهة عدة فرقاء لإجبارهم على تسليم بلادهم إلى شعب آخر غصبا وضد إرادتهم.

ويقول الخالدي "هكذا زينت حركة استعمارية قومية من أواخر القرن التاسع عشر نفسها بمعطف توراتي كان جذابا جدا للبروتستانت الذين يتلون الكتاب المقدس في بريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأميركية"، ويضيف "أعماهم ذلك عن رؤية الحداثة الصهيونية وطبيعتها الاستعمارية، وإلا كيف يمكن أن يستعمر اليهود الأرض التي انطلق منها دينهم؟".

وبدوره يبين الحروب "في قلب الحركة البروتستانتية البريطانية والأميركية نشأ تيار المسيحية الصهيونية الذي نشط في الشرق وفي فلسطين منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر ونادى بعودة اليهود إلى فلسطين. وقد تبلور هذا التيار على شكل منظمات كنسية ومبشرين ورحالة ودبلوماسيين في بدايات النصف الثاني من نفس القرن، أي تقريبا قبل نصف قرن من نشوء الصهيونية على يد تيودور هرتزل".

وأضاف الحروب "وعلى ذلك ولدت الصهيونية في بيئة دينية وسياسية مواتية جدا، حيث كانت الدعوة إلى عودة اليهود إلى فلسطين قد أصبح لها مؤيدون في العواصم الأوروبية الكبرى؛ لندن وباريس وبرلين وموسكو، وكل من هذه العواصم كان لها أجندات مختلفة لتأييد هذه الدعوة وليس بالضرورة تأييد صادر عن قناعة دينية".

التاريخ المزور

ويرى المؤلف أن الخطاب التحقيري الذي قدمه ثيودور هرتزل وغيره من زعماء الصهيونية لم يختلف عن خطاب زملائهم الأوروبيين.

وأضاف الخالدي "كتب هرتزل أن الدولة اليهودية ستكون جزءا من جدار دفاعي عن أوروبا في آسيا، قلعة أمامية من الحضارة ضد البربرية".

وفي هذا السياق يقارن الكاتب ما حصل في فلسطين بأماكن أخرى في العالم، بقوله كان استعمار فلسطين مثل استعمار أميركا الشمالية وجنوب أفريقيا وأستراليا والجزائر وأجزاء أخرى من شرق أفريقيا.

ومن جهته يؤكد الحروب بأن "حرب المئة عام" لم تكن محصورة ولا تزال غير محصورة بالبعد العسكري، بل تشمل اجتثاث الفلسطينيين من أرضهم، وشطب تاريخهم وإعادة كتابة تاريخ لفلسطين مزور ومنقطع عن أهلها الذين توارثوها على مدى 4 ألفيات، ويضيف "نرى يوميا الجهد الصهيوني الهائل والمدعوم من جهات أميركية نافذة والذي يستهدف نفي الوجود الفلسطيني ليس سياسيا وحسب، بل وهوياتيا وثقافيا".

يشكل كتاب رشيد الخالدي فرصة للمساءلة والمراجعة للواقع المعقد الذي آلت إليه القضية الفلسطينية في مختلف أبعاده وجوانبه بعد قرن من الحرب على الفلسطينيين انتهت باعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل قائلا "رفعنا القدس عن طاولة المفاوضات، ولا يجب علينا الحديث عنها بعد الآن". كما يسعى المؤلف -والذي يعيش في الغرب- إلى رسم طريق للمضي قدما وسط دوامة الاحتلال الإسرائيلي، والتدخل الغربي لصالح إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى فلسطین على فلسطین فی فلسطین فی جامعة

إقرأ أيضاً:

حقيقة الصهيونية

بقلم:سالم البادي "أبومعن"


من أين أتت فكرة الصهيونية؟؟

تعود فكرة تأسيس الكيان الصهيوني (إسرائيل) إلى المؤتمر الصهيوني الأول، الذي عقد في مدينة بازل السويسرية سنة ١٨٩٧ ، وهو المؤتمر الذي تبنى تأسيس وطن معترف به للشعب اليهودي على "أرض الميعاد"
والذي أسسه (ثيودور هرتزل) الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لدولة اليهود رغم أنه لم يزر فلسطين في حياته ولم يتعلم العبرية.

 *دورالاعلام الصهيوني* :

وظفت الحركة الصهيونية مفهوم «أرض الميعاد» التوراتي في الترويج لإقامة وطن لليهود في فلسطين التي لم تكن بداية هي الوطن المختار للمشروع بسبب الكثافة السكانية العالية فيها لكنها كانت واحدة من ثلاثة أماكن مقترحه (فلسطين أو الأرجنتين أو أوغندا )، إلا أن فلسطين كانت الأكثر جاذبية للمهاجرين وللممولين لإمكانية ربط المشروع بهدف ديني.

ثم جاءت اتفاقية سايس بيكو في عام ١٩١٦ لتعزز ما أوصى به المؤتمر الصهيوني ، فتعهدت بإنشاء دولة للصهاينة اليهود.

 *ما هي الصهيونيه؟؟*

الصهيونية هي فكر أيديولوجي وطني سياسي يدعو إلى إنشاء وطن قومي لمجموعة دينية اجتماعية هي الشعب اليهودي.
ويعتبر اليهودي النمساوي ثيودور هرتزل مؤسس أو "أبا" الصهيونية السياسية.

بعد تأسيس الصهيونيه في أواخر القرن ١٩ وسط تزايد العداء للساميه في أوروبا استطاعت الحركة تأمين الدعم لها من قبل الحكومات الأوروبية الغربية، وخاصة بعد أن وافق الصهاينة على إنشاء وطنهم اليهودي على أرض عربية هي أرض فلسطين التاريخية.

كان هدف الصهاينة الأساسي الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أرض فلسطين التاريخية بأقل عدد ممكن من أهلها الفلسطينيين وما زال الهدف كما هو إلى اليوم .

"الدعاية الصهيونية"
تُركِّز الدعاية اليهودية الصهيونية على أن الفلسطينيين هم الذين باعوا أرضهم لليهود، وأن اليهود إنما اشتروها "بالحلال" من أموالهم ، فلا ينبغي للفلسطينيين أن يطالبوا بعد ذلك بها! .
إن الدعاية الصهيونية في بداياتها ومنذ القرن التاسع عشر ارتكزت على فكرة ("أرض بلا شعب لشعب بلا أرض") ، مُعتبرةً أنه لا يوجد شعب في فلسطين، وأن من حق اليهود الذي لا يملكون أرضاً أن تكون هذه الأرض لهم.
لكنهم ومنذ بوادر الاستيطان الأولى وجدوها عامرة بالحيوية والنشاط يعيش فيها شعب كادح متجذر في أرضه.

ومن الطريف أنه في العقد الأخير من القرن التاسع عشر بعث ماركس نوردو أحد كبار قادة الحركة الصهيونية المقربين إلى هرتزل( مؤسس الصهيونيه ) بحاخامين اثنين ليرفعا تقريراً إلى المؤتمر الصهيوني عن الإمكانية العملية للهجرة إلى فلسطين، وبعد أن رجعا، كتبا تقريراً جاء فيه:
"إن فلسطين عروس جميلة وهي مستوفية لجميع الشروط، ولكنها متزوجة فعلاً"، أي أن هناك شعباً يسكنها وليست أرضاً بلا شعب.

"*الخيانة والغدر والفساد* "

بالرغم أن السلطان عبدالحميد والسلطات المركزية المحليه في فلسطين أصدرت تعليماتها بمقاومة الهجرة والاستيطان اليهودي، إلا أن الخونه والعملاء والفاسدين بالجهاز الإداري العثماني حال دون تنفيذها، واستطاع اليهود من خلال الرشاوى شراء الكثير من الأراضي، ثم إن سيطرة حزب الاتحاد والترقي على الدولة العثمانية وإسقاطهم السلطان عبد الحميد ١٩٠٩ في تلك الفترة ، والنفوذ اليهودي الكبير بداخله، قد سهل استملاك اليهود للأرض وهجرتهم لفلسطين.
ومع نهاية الدولة العثمانية ١٩١٨م كان اليهود قد حصلوا على أراضي واسعه من  فلسطين .

"*بريطانيا ودورها القذر*"

عندما وقعت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني ١٩١٧ – ١٩٤٨، كان من الواضح أن هذه الدولة جاءت لتنفيذ المشروع الصهيوني وإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وقد استثمرت كل صلاحيات الحكم الاستعماري وقهره لفرض هذا الواقع.

وقد قاومت الحركة الوطنية الفلسطينية الاستيطان اليهودي بكل ما تملك من وسائل سياسية وإعلامية واحتجاجية، وخاضت الكثير من الثورات والمجابهات. وقد تمكن اليهود من الاستيلاء على أراضي واسعه خلال فترة الاحتلال البريطاني.

فقد منحت السلطات البريطانية لليهود من الأراضي الأميرية دون مقابل ،ففي عهد هربرت صموئيل أول مندوب سام بريطاني على فلسطين (١٩٢٠ - ١٩٢٥) وهو يهودي صهيوني ، قام بمنح ١٧٥ ألف دونم من أخصب أراضي الدولة على الساحل بين حيفا وقيسارية لليهود، وتكررت هباته الضخمة من الأراضي الساحلية الأخرى وفي النقب وعلى ساحل البحر الميت.

وكان هناك أملاك إقطاعية ضخمة لعائلات حصلت على هذه الأراضي، خصوصاً سنة ١٨٦٩ عندما اضطرت الدولة العثمانية لبيع أراض أميرية لتوفير بعض الأموال لخزينتها.  

وقد حصل اليهود على هذه الأراضي بسبب الظروف القاسية التي وضعت حكومة الاستعمار البريطاني الجائر الفلاحين الفلسطينيين فيها، ونتيجة لاستخدام البريطانيين لأسلوب نزع الملكية العربية لصالح اليهود وفق مواد من صك الانتداب البريطاني على فلسطين، والتي تخول المندوب السامي هذا الحق.

 *"الخسارة الحقيقية"*
إن الخسارة الحقيقية لأرض فلسطين لم تكن بسبب بيع الفلسطينيين لأراضيهم وإنما بسبب هزيمة الجيوش العربية في حرب ١٩٤٨م ، وإنشاء الكيان الصهيوني – إثر ذلك – على ٧٧% من أرض فلسطين، وقيامه مباشرة وبقوة السلاح بطرد أبناء فلسطين، والاستيلاء على أراضيهم بالقوة ، ثم باحتلال باقي أرض فلسطين إثر حرب ١٩٦٧ مع الجيوش العربية، وقيامه بمصادرة الأراضي تحت مختلف الذرائع.


 *اهداف الصهيونيه الاستراتيجيه* :
 
حددت دراسة بعنوان "إسرائيل على مشارف القرن الـ21" الصادرة عام 1988م عن معهد "فان لير" الإسرائيلي في القدس الأهداف القومية لدولة الكيان الصهيوني(إسرائيل) على النحو الآتي:

اولا : إقامة إسرائيل الكبري ذات الهوية اليهودية النقية، كقوة إقليمية عظمي مهيمنة، في منطقة الشرق الأوسط

ثانيا : ضمان بقاء الدولة العبرية في الشرق الأوسط داخل حدود آمنة معترف بها دولياً ، وبما يؤمن سيادة إسرائيل على المنطقة سياسياً واقتصادياً، ويمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة وفاعلة

ثالثا : احتفاظ إسرائيل بتفوق عسكري كمي ونوعي في المجالين التقليدي وفوق التقليدي على جميع الدول العربية، وبما يمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية

رابعا : استقرار وتنمية الاقتصاد الإسرائيلي باستثمار الإمكانات الذاتية والمساعدات الخارجية على الوجه الأمثل، مع بسط السيطرة على اقتصاديات دول المنطقة بأساليب مباشرة وغير مباشرة، وفتح أسواق جديدة لإسرائيل في جميع دول العالم

خامسا : استمرار البقاء القومي بدرجة عالية من الصلابة ونقاء الجنس اليهودي، وذلك بزيادة حجم القوة البشرية وتحسين نوعيتها من خلال استكمال هجرة يهود العالم لإسرائيل

سادسا : إحياء الحضارة اليهودية بإعادة بعث الروح اليهودية الدينية في المجتمع الإسرائيلي، وتقوية التقاليد اليهودية بين الشباب، وإثراء فكرة الصهيونية كمبدأ أساسي عنصري، وإعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى باعتباره الهدف الأسمى ليهود العالم.

سابعا: تطوير البنية الأساسية القومية المقامة في مجالات العلوم والاتصالات والتقنية الآلية، والصناعات كثيفة العلوم.

ثامنا : تنشيط حركة الهجرة إلى إسرائيل، وبما يؤمن زيادة تعدادها السكاني

 الثوابت الأمنية للكيان الصهيوني (إسرائيل) تتمثل من خلال إستراتيجية تطلق عليها (اللاءات العشر) وهي الآتي:

١_ لا للانسحاب الكامل إلى حدود 1967.

٢_ لا لتقسيم القدس.

٣_ لا لسيادة عربية كاملة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى).

٤_ لا لدولة فلسطينية ذات استقلال كامل.

٥_ لا لإيقاف علميات الاستيطان أو تفكيك المستوطنات.

٦_ لا لعودة اللاجئين الفلسطينيين.

٧_ لا لتحالف إستراتيجي عربي يضم بعض أو كل دول المواجهة والعمق العربي.

٨_ لا لامتلاك أي دولة عربية برنامج نووي.

٩_ لا لأي خلل في الميزان العسكري القائم حالياً بين العرب وإسرائيل.

١٠_ لا لحرمان إسرائيل من مطالبها المائية في الأنهار العربية.

مقالات مشابهة

  • معاناة الشعوب العربية بسبب ويلات الحروب تتصدر مسابقة آفاق بـ«القاهرة السينمائي»
  • وزير الخارجية يُحذر من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة والتوسع الاستيطاني
  • الإعلامية أمل الحناوي: العلاقات العربية الأمريكية ذات طابع استراتيجي قوي
  • الصحة اللبنانية: 15 شهيداً و63 مصاباً في حصيلة جديدة للغارة الصهيونية
  • الشهيد العفيف
  • استهداف قاعدة نيفاتيم الصهيونية بصاروخ فلسطين 2
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين
  • البدري: قضية الحدود بين ليبيا وتونس انتهت بقرار المحكمة الدولية
  • مركز بحثي يصدر ورقة حقائق حول التوسع الاستيطاني في الضفة خلال الحرب على غزة
  • حقيقة الصهيونية