طوفان الأقصى… المقاومة لا تقهر والاحتلال يترنح
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
الساعة تشير إلى السادسة والنصف من صباح السبت السابع من تشرين الأول، غداة الذكرى الـ 50 لحرب تشرين التحريرية، المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر تباغت العدو الإسرائيلي.. آلاف الصواريخ تدك (تل أبيب) وعشرات المستوطنات في الأراضي المحتلة عام 1948، فيما دوت صافرات الإنذار في 160 مستوطنة بدءاً من أطراف القطاع وصولاً إلى (تل أبيب) لتدب الرعب بين المستوطنين وجنود الاحتلال، وتجبرهم على الاختباء في الملاجئ.
وبينما كانت الأنظار تتجه إلى حيث سقطت الصواريخ كان أكثر من 1000 مقاوم فلسطيني يتقدمون باتجاه هدفهم الرئيسي، ويخرقون تحصينات الاحتلال على أطراف القطاع، ويقتحمون مستوطناته المحاذية له جواً وبراً وبحراً، عبر عمليات إنزال جوي بالمظلات وانقضاض بعشرات المسيرات على مواقع العدو، واقتحام بري بالآليات ليشتبكوا مع جنود الاحتلال ومستوطنيه في مستوطنة سديروت وعدة مواقع للعدو، حيث قتلوا عدداً من جنود الاحتلال ومستوطنيه، وأسروا آخرين من بينهم ما يسمى قائد فرقة غزة الجنرال نمرود ألوني، وسيطروا على آليات للاحتلال وأدخلوها إلى قطاع غزة.
وخلال اللحظات الأولى من العملية، نفذت خمسة زوارق محملة بمقاتلي الكوماندوز البحري للمقاومة عملية إنزال ناجحة على شواطئ جنوب عسقلان، وسيطرت على عدة مناطق وكبدت العدو خسائر فادحة، ليتبين أن صواريخ المقاومة التي استهدفت (تل أبيب) والمستوطنات في عمق الأراضي المحتلة عام 1948 لم تكن سوى للتغطية على عملية للمقاومة أوسع وأكثر تعقيداً.
نحو الثامنة إلا ربعاً أعلنت المقاومة بدء عملية (طوفان الأقصى) رداً على اعتداءات الاحتلال اليومية على المسجد الأقصى وجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وعربدته وتنكره للقوانين والقرارات الدولية في ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي، مؤكدة أنها قررت وضع حد لكل ذلك ليفهم العدو أنه قد انتهى الوقت الذي يعربد فيه دون حساب.
وأثناء الساعات الأولى للعملية، سيطر المقاومون بشكل كامل على مستوطنات ومواقع عسكرية عدة للاحتلال، واقتحموا معبري كرم أبو سالم وبيت حانون اللذين يربطان القطاع بالأراضي المحتلة عام 1948، وخاضوا اشتباكات مع جنود الاحتلال في 22 موقعاً وقتلوا وأسروا عدداً كبيراً منهم ليثبت تقدم المقاومة أن الإعداد للعملية كان محكماً، واشتمل على تكتيكات قتالية متقدمة لم تستخدمها المقاومة من قبل.
وأقر الاحتلال بأن ما حدث شكل صدمة له، ومثل فشلاً استخباراتياً هائلاً، حيث كان هناك ارتباك كبير في التعامل مع عدد غير مسبوق من الصواريخ سقطت على المستوطنات ومع المفاجأة باقتحام أكثر من 1000 فلسطيني المستوطنات المحاذية للقطاع والسيطرة عليها، حيث اعترف رئيس كيان الاحتلال إسحاق هرتسوغ ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو أن الوضع قاس، وأن أياماً صعبة تنتظر الكيان، فيما قال الرئيس السابق للموساد افرايم هاليفي خلال مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأمريكية: إن “العملية كانت ناجحة للغاية لسوء الحظ ومنسقة جداً، وإن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها خلال أقل من 24 ساعة يزيد على 3000 وهذا أمر يفوق الخيال”.
الاحتلال رد على عملية طوفان الأقصى التي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 800 جندي ومستوطن بينهم ضباط كبار وإصابة نحو 2500 بشن عدوان وحشي هو التاسع منذ خروجه مدحوراً من القطاع عام 2005، حيث قصف بآلاف الأطنان من القنابل وبالأسلحة المحرمة دولياً القطاع من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه مستهدفاً المنازل والمدارس والمشافي والمساجد، وارتكب عشرات المجازر، ليصل عدد ضحايا العدوان حتى الآن إلى 560 شهيداً ونحو 3000 مصاب، إضافة لنزوح أكثر من 123 ألفاً إلى مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة، وتدمير 72 مبنى و7 مساجد بشكل كلي، وتضرر 5350 مبنى بشكل جزئي بينها مدارس ومشاف.
هدف عملية طوفان الأقصى لم يكن فقط تكبيد العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة في صفوف جنوده ومستوطنيه بل اقتحام مناطق استراتيجية، وأخذ أسرى والعودة بهم إلى داخل القطاع لمبادلتهم لاحقا بأكثر من 5000 أسير يعانون شتى أنواع التعذيب في معتقلاته، فضلاً عن وضع قواعد جديدة للاشتباك مع الاحتلال وخلق (توازن الرعب) بما يوقف جرائمه واعتداءاته على الشعب الفلسطيني الذي أكد مجدداً بعملية طوفان الأقصى المتواصلة لليوم الثالث أن بندقية المقاومة هي الخيار الوحيد في مواجهة الاحتلال واستعادة الأرض والحقوق.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: طوفان الأقصى أکثر من
إقرأ أيضاً:
طوفان بشري ومسيرة مليونية في العاصمة صنعاء تأكيداً على الثبات مع غزة رغم أنف العدو الأمريكي (تفاصيل + صور)
يمانيون/ صنعاء شهدت العاصمة صنعاء اليوم، مسيرة جماهيرية كبرى تحت شعار “ثابتون مع غزة.. رغم أنف الأمريكي وجرائمه” تأكيدا على الاستمرار في مساندة ونصرة غزة والشعب الفلسطيني.
ورفعت الحشود المليونية في المسيرة، العلمين الفلسطيني واليمني، وشعارات الصرخة والجهاد والمقاومة، والمؤكدة على استمرار الصمود والثبات في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني، وإسناد غزة حتى تحقيق النصر.
وجددت التأكيد على ثبات الموقف اليمني الداعم والمناصر لغزة، والتفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كل ما يتخذه من قرارات وخيارات لردع العدو الأمريكي والصهيوني، دفاعاً عن الوطن ونصرة للشعب الفلسطيني.
وأكدت الجماهير على مواصلة الاستنفار والجهوزية والاستعداد الكامل لمواجهة تصعيد العدوان الأمريكي الهمجي على اليمن.. مرددة شعارات (مع غزة يمن الإيمان.. رغم أنف الأمريكان)، (عهد جميع اليمنيين.. لن نترك شعب فلسطين)، (بالله الحي القيوم.. ولى الأمريكي مهزوم)، (موقفنا أصدق برهان.. لحديث الإيمان يمان)، (الحرب عزيمة وإرادة.. أمة ومسيرة وقيادة)، (أمريكا هزمت وتكابر.. تقصف أسواقاً ومقابر)، (أمر الله وقال نجاهد.. لم يأمر نصمت ونشاهد)، (يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم).
وأوضح بيان صادر عن المسيرة المليونية، أنه واستمراراً للموقف اليمني المشرف المساند للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، ورداً على العدوان الأمريكي على بلدنا، خرج الشعب اليمني اليوم في المسيرات المليونية استجابة لله سبحانه وتعالى وجهاداً في سبيله وابتغاء لمرضاته.
وجدد التأكيد بكل قوة على “الثبات في موقفنا الإيماني القرآني الراسخ في نصرتنا لإخواننا في غزة، وأننا لن نسمح بالانفراد بهم من قبل الأعداء، ولن نتفرج عليهم كمن تفرج؛ بل سنواصل جهادنا المقدس ضد مجرمي الأرض – أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل بكل جد وعزم حتى يتوقف العدوان عليهم ويرفع الحصار عنهم، مستعينين بالله ومتوكلين عليه وواثقين بوعده سبحانه وتعالى”.
وخاطب الأعداء الأمريكان والصهاينة بالقول: “عبثاً تحاولون تغيير موقفنا وردنا عن إيماننا لنصبح كافرين ومنافقين، وعليكم أن تعلموا بأننا لن نرجع بعد الاستجابة لله مفرطين ومتخاذلين، وبعد عزة الجهاد مهانين ومستسلمين، وعدوانكم علينا أفشله الله على أيدي عباده المجاهدين في سبيله المتوكلين عليه، وأصبح هدفكم فقط هو اقتراف جرائم القتل بحق المدنيين أو استهداف معيشتهم وأسباب رزقهم، بعد فشلكم في إضعاف قدراتنا العسكرية، وهذا أيضاً لن يركعنا، وأنتم أكثر من يعرفنا، وقد جربتم ذلك معنا سابقاً ولم تفلحوا، وعليكم أن تعرفوا بأننا مستعدون بقوة الله أن نواجهكم أنتم وكل منافق يتحرك معكم ويربط مصيره بكم، وسيحقق الله لنا الانتصارات العظيمة وما النصر إلا من عند الله”.
وتوجه البيان، بتحية إجلال وإعزاز وإكبار لإخواننا في قطاع غزة على صمودهم المذهل وصبرهم الملهم برغم جسامة التضحيات وحجم المعاناة التي لا مثيل لها، وأيضاً نوجه تحية الوفاء والفخر والاعتزاز لمجاهدي المقاومة الباسلة التي ما تزال تقاتل بكل ثبات وصبر برغم طول المدة وقلة الإمكانات، ونقول لهم أنتم شرف هذه الأمة، ومن يعاديكم أو يجرح فيكم فهو فاقد للشرف والكرامة.
ودعا إلى الاستمرار بكل قوة في التعبئة العامة والوقفات القبلية وكل الأنشطة الداعمة للشعب الفلسطيني ومنها استمرار وتصعيد المقاطعة الاقتصادية بشكل فعال، ومقاطعة كل تاجر لا يقاطع البضائع الأمريكية أو الإسرائيلية، لأنه يساهم في دفع ثمن الغارات التي تقتلنا وتقتل أبناء غزة.